زمردة
03-01-2006, 03:34 PM
ذكر ابن قدامة المقدسي رحمه الله في (كتاب التوابين) قال:
« أمر قومٌ امرأةً ذات جمالٍ بارع ، أن تتعرض للربيع بن خيثم ، لعلها تفتنه ، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم ، فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب ، وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه ، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده ، فنظر إليها ، فراعه أمرها ، فأقبلت عليه وهي سافرة .
فقال لها الربيع : كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك ، فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟
أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين؟
أم كيف بك لو سألك منكر ونكير ؟
فصرخت صرخة فسقطت مغشيا عليها ، فوالله لقد أفاقت ، وبلغت من عبادة ربها ما أنها كانت يوم ماتت ، كأنها جذع محترق. »
قلت : الربيع بن خثيم ، كان من خيرة العُبِّاد والزهاد ، أدرك زمن الصحابة رضي الله عنهم ، وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه اذا رآه قال : (وبشر المخبتين) ، وكان يقول عنه : " والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه " .
ومنه ايضا ......
قال رجاء بن عمر النخعي قال :
« كان بالكوفة فتى جميل الوجه، شديد التعبد والاجتهاد ، وكان أحدُ الزهاد ، فنزل في جوار قوم من النخع ، فنظر إلى جارية منهم جميلة ، فهويها وهام بها عقله ، ونزل بها مثل الذي نزل به ، فأرسل يخطبها من أبيها ، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها ، واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى ، فأرسلت إليه الجارية : قد بلغني شدة محبتك لي ، وقد اشتد بلائي بك لذلك ، مع وجدي بك ، فإن شئت زرتك ، وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي .
فقال للرسول : لا واحدة من هاتين الخصلتين » (إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) الزمر
أخاف نارا لا يخبو سعيرها ، ولا يخمد لهبها ، فلما انصرف الرسول إليها ، فأبلغها ما قال .
قالت : وأراه مع هذا زاهدا يخاف الله تعالى والله ، ما أحد أحق بهذا من أحد ، وإن العباد فيه لمشتركون ، ثم انخلعت من الدنيا ، وألقت علائقها خلف ظهرها ، ولبست المسوح وجعلت تعبد وهي مع ذلك تذوب وتنحل ، حبا للفتى ، وأسفا عليه حتى ماتت، شوقا إليه، فكان الفتى يأتي قبرها ، فرآها في منامه ، وكأنها في أحسن منظر ، فقال كيف أنت وما لقيت بعدي ؟
فقالت نعم المحبة يا حبيبي حبك ، حب يقود إلى خير وإحسان .
فقال على ذلك : إلى ما صرت ؟
فقالت إلى نعيم وعيش لا زوال له ، في جنة الخلد ملك ليس بالفاني .
فقال لها : اذكريني هناك ، فإني لست أنساك .
فقالت : ولا أنا والله أنساك ، ولقد سألتك ربي مولاي ومولاك ، فأعانني على ذلك بالاجتهاد ، ثم ولت مدبرة .
فقلت لها : متى أراك؟
قالت : ستأتينا عن قريب ، فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات رحمهما الله. »http://www.alsakifah.org/vb/showthread.php?t=49068
« أمر قومٌ امرأةً ذات جمالٍ بارع ، أن تتعرض للربيع بن خيثم ، لعلها تفتنه ، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم ، فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب ، وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه ، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده ، فنظر إليها ، فراعه أمرها ، فأقبلت عليه وهي سافرة .
فقال لها الربيع : كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك ، فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟
أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين؟
أم كيف بك لو سألك منكر ونكير ؟
فصرخت صرخة فسقطت مغشيا عليها ، فوالله لقد أفاقت ، وبلغت من عبادة ربها ما أنها كانت يوم ماتت ، كأنها جذع محترق. »
قلت : الربيع بن خثيم ، كان من خيرة العُبِّاد والزهاد ، أدرك زمن الصحابة رضي الله عنهم ، وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه اذا رآه قال : (وبشر المخبتين) ، وكان يقول عنه : " والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه " .
ومنه ايضا ......
قال رجاء بن عمر النخعي قال :
« كان بالكوفة فتى جميل الوجه، شديد التعبد والاجتهاد ، وكان أحدُ الزهاد ، فنزل في جوار قوم من النخع ، فنظر إلى جارية منهم جميلة ، فهويها وهام بها عقله ، ونزل بها مثل الذي نزل به ، فأرسل يخطبها من أبيها ، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها ، واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى ، فأرسلت إليه الجارية : قد بلغني شدة محبتك لي ، وقد اشتد بلائي بك لذلك ، مع وجدي بك ، فإن شئت زرتك ، وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي .
فقال للرسول : لا واحدة من هاتين الخصلتين » (إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) الزمر
أخاف نارا لا يخبو سعيرها ، ولا يخمد لهبها ، فلما انصرف الرسول إليها ، فأبلغها ما قال .
قالت : وأراه مع هذا زاهدا يخاف الله تعالى والله ، ما أحد أحق بهذا من أحد ، وإن العباد فيه لمشتركون ، ثم انخلعت من الدنيا ، وألقت علائقها خلف ظهرها ، ولبست المسوح وجعلت تعبد وهي مع ذلك تذوب وتنحل ، حبا للفتى ، وأسفا عليه حتى ماتت، شوقا إليه، فكان الفتى يأتي قبرها ، فرآها في منامه ، وكأنها في أحسن منظر ، فقال كيف أنت وما لقيت بعدي ؟
فقالت نعم المحبة يا حبيبي حبك ، حب يقود إلى خير وإحسان .
فقال على ذلك : إلى ما صرت ؟
فقالت إلى نعيم وعيش لا زوال له ، في جنة الخلد ملك ليس بالفاني .
فقال لها : اذكريني هناك ، فإني لست أنساك .
فقالت : ولا أنا والله أنساك ، ولقد سألتك ربي مولاي ومولاك ، فأعانني على ذلك بالاجتهاد ، ثم ولت مدبرة .
فقلت لها : متى أراك؟
قالت : ستأتينا عن قريب ، فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات رحمهما الله. »http://www.alsakifah.org/vb/showthread.php?t=49068