PDA

View Full Version : لماذا تشككون في سماحة بابا الفاتيكان ؟


ماض على الطريق
21-09-2006, 07:55 PM
محمد عبد العزيز الهواري
Ana_o7eb_almostafa@yahoo.com

مفكرة الإسلام: غريب أمر المسلمين ما إن صرح البابا ببعض مما يكنه صدره من سماحة وقبول للآخر , حتى انبرى العالم الإسلامي بأكمله من شرقه لغربه يستنكر كلمات البابا الرقيقة في حق الإسلام والمسلمين .
فلماذا هذه الضجة ؟ ولماذا هذه الاستنكارات ؟ ولماذا تشككون في سماحة الحبر الكبير ؟
هل ترون في قوله ' ' أرني ما أتى به محمد ، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف'. , إنه لم يقصد الإساءة للرسول الكريم ولا للإسلام والمسلمين , إنه فقط أتى بهذا النص للتسلية , فقد أحس بأن الجو العام بمحاضرته يحتاج إلى الإتيان بقصة مسلية , فلم يجد في عقله المصاب بالشيخوخة لكبر سنه إلا هذه القصة .
أما عن مدحه للعقيدة المسيحية ورؤيته لها أنها تتفق مع العقل والمنطق ثم قوله' بالنسبة للتعاليم الإسلامية، فإن الله فعال لما يريد منزه عن أي من قوالبنا، بما في ذلك العقل والمنطق', فهو لا يعني أن الإسلام بعيد عن المنطق والعقل , ولا يعقد مقارنة بين الإسلام والمسيحية بل إنه كان يسعى لدعم روح الإخاء والمحبة الممتلئ بها قلبه المتسامح, ولكن خانته تعبيراته , فأرجو ألا نتناسى كبر سنه .
لا أجد تبريرات البابا لأقواله المسيئة للإسلام تذهب بعيدًا عن هذه التبريرات الأضحوكة التي بدأت بها المقال, وإما أن البابا ساذج بدرجه كبيرة حتى يظن أن هذه الحجج الواهية التي ذكرها ستنطلي علينا , وإما أنه يظن أننا نحن أصحاب هذه السذاجة ومن السهل أن يقنعنا باعتذاره الواهي .
فليس من الطبيعي أن يستشهد البابا عن السماحة المزعومة بالمسيحية بقصة ساقطة يدعي فيها أن الإسلام دين عنف , وانتشر بالسيف ثم يدعي أنه لا يؤمن بها ويقول 'إن الكلمة التي ألقاها كانت بمثابة دعوة إلى حوار محترم' , فلماذا استشهدت بها إذا يا حبر النصارى ؟ وأين الاحترام فيما تقول ؟ .
ولي سؤال لبابا الفاتيكان أين سماحتك المزعومة؟ , بل أين حوار الأديان الذي تدعو له لتتخذ منه وسيلة للوصول لأبناء الإسلام البسطاء من أجل تنصيرهم تحت إغراء المال وسطوة الشهوات .
وأي دين هذا يا' بنيديكت ' يدعو للعنف ولا تجد فيه إلا ما هو شرير ولا إنساني ؟ أسوق لك بعضًا من نصوص كتابك 'الكتاب المقدس' الذي تؤمن به لتعرف من هذا الدين الذي قصدته بالعنف والإرهاب .
ففي كتابك يقول في سفر إشعيا [ 13 : 16 ] [[ وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم ]]
وفي سفر هوشع [ 13 : 16 ] [[ تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق ]]
وفي سفر [حزقيال 9: 5] اعبروا في المدينة وراءه [أي يهوذا] واضربوا. لا تشفق أعينكم ولا تعفوا: الشّيخ والشّابّ والعذراء والطّفل والنّساء: اقتلوا للهلاك... نجّسوا البيت واملئوا الدّور قتلى ... '
أي دين هذا يا بابا الفاتيكان الذي يأمر بقتل الأطفال , ويأمر بشق بطون الحوامل ؟ هل هناك إرهاب وعنف وشر أكثر من ذلك .
وفي كتابك بالعهد الجديد يقول على لسان المسيح وهو مما نسب إليه براء جاء في كتاب متى [ 10 : 34 ] : [[ لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلامًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ]] .
وورد في لوقا [ 19 : 27 ]: [[ أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحـوهم قدامـي !
عرفت الآن ما هو الدين الذي يدعو للشر , وأين هذه النصوص من رحمة الإسلام التي ظهرت واضحة في وصية أبي بكر الصديق لأسامة ابن زيد والتي استقاها من تعاليم النبي _صلى الله عليه وسلم_ حين قال مخاطباً أسامة وجنده : ' أيها الناس قفوا أوصكم بعشر فاحفظوها عني' لا تخونوا, وتغلوا, ولا تغدروا, ولا تمثلوا, ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأةً, ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه, ولا تقطعوا شجرةً مثمرةً, ولا تذبحوا شاةً ولا بقرةً ولا بعيرًا إلا لمأكل, وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له, وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان من الطعام, فإذا أكلتم منها فاذكروا اسم الله عليه'.
وتأمل يا بابا الفاتيكان كلام المنصفين من غير المسلمين لتتعرف على عظمة الإسلام وسماحته .
قال الكاتب[جوستاف لوبون]
'ما عرف التاريخ فاتحًا أرحم من العرب , وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين , والسهولة العجيبة التي ينتشر بها القرآن في العالم شاملة للنظر تمامًا فالمسلم أينما مر ترك خلفه دينه وبلغ عدد أشياع النبي ملايين كثيرة في البلاد التي دخلها العرب بقصد التجارة [لا فاتحين ] كبعض أجزاء الصين وأفريقيا الوسطى وروسية وتم اعتناق هذه الملايين للإسلام طوعًا , لا كرهًا ولم يسمع أن الضرورة قضت بإرسال جيوش مع هؤلاء التجار العرب المسلمين لمساعدتهم ويتسع نطاق الإسلام بعد أن يقيمه هؤلاء في أي مكان كان'.
ويقول الفيلسوف [رينان]
' إن راهبًا دينيًا أوربيًا هو الكاردينال ' أكزيمنيس' شارك في أكبر جريمة ضد المعرفة بإصداره أمرًا بإحراق كتب المسلمين في غرناطة في أعقاب سقوط الفردوس الإسلامي هناك وكان المرسوم الذي أصدره يقضي بإحراق ثمانين ألف مخطوطة عربية في الأماكن العامة بغرناطة '.
ويقول الفيلسوف الإنكليزي [ توماس كارليل ]
' الحق أقول لقد كان أولئك العرب قومًا أقوياء النفوس كأن أخلاقهم سيول دفاقة لها شدة حزمهم وقوة إرادتهم أحصن سور وأمنع حاجز وهذه وأبيكم أم الفضائل وذروة الشرف الباذخ وقد كان أحدهم يضيفه ألد أعدائه فيكرم مثواه , ونحن نعلم أن صلاح الدين الأيوبي أرسل طبيبه الخاص لمداواة ريتشارد قلب الأسد قائد الحملات الصليبية على المسلمين وبيت المقدس عندما علم أنه مريض , وينحر له فإذا أزمع الرحيل خلع عليه وحمّله وشيعه , ثم هو بعد كل ذلك لا يحجم عن أن يقاتله متى عادت به إليه الفرص , وكان العربي أغلب وقته صامتًا فإذا قال أفصح إني لأعرف عنه أنه كان كثير الصمت , يسكت حيث لا موجب للكلام' .
هذا هو الإسلام يا 'بنيديكت' وهذه هي سماحته , ونحمد الله أنه أظهر وجهك الحقيقي , وأبان لنا مافي قلبك وأجراه على لسانك .
وأقول لك عفوًا لقد أخطأت الرمي هذه المرة , واعتقدت أن تصريحات المشينة عن الإسلام ستمر مرور الكرام , لكن اعلم أن تصريحاتك أشعلت في القلوب نار الغيرة على الدين , وأيقظت الكثير من النائمين في مستنقع حوار الأديان .
أما من لم تؤثر فيه هذه الإساءات , واعتقد في جدوى حوار الأديان فسنكبر عليه أربعًا, ونصلي عليه , فقد أصبح من الأموات .

زمردة
21-09-2006, 11:35 PM
أحسنت .. أخي ماض على الطريق .

لنقلك هذا المقال إلينا ..

منطق العقل يقول :
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=225688

زمردة
23-09-2006, 12:33 AM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين وخاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛

فإن أمة الإسلام لم تنس الجريمة النكراء التي وقعت فيها الدنمارك حتى فوجئت بإساءة ألمانية جديدة لنبينا صلى الله عليه وسلم ولدين الإسلام.

فقد قام أكبر رمز ديني كاثوليكي، وهو البابا الكاثوليكي بينيدكت السادس عشر، بإلقاء محاضرة يوم الثلاثاء التاسع عشر من شعبان 1427 بعنوان (العقل والإيمان) ،.. حيث لا عقل ولا إيمان ..

لا عقل لما يلي :

1. يعتقدون أنّ الإله يمكنه أن يولد كما يولد البشر من فرج المرأة !

2. يقولون إن الأصغر يحوي الأكبر، فعندهم أن رحم مريم -وهي ناسوت- احتوى على عيسى عليه السلام –وهو لاهوت- .

3. يعتقدون أنَّ أعداء عيسى عليه السلام صلبوه وأبوه لم يفعلْ شيئاً .

4. عندهم أنَّ عيسى صلب حتى يُخلِّص الله الناس من الخطيئة، بالله عليكم لو أنّ لوالد ولديْن أذنب أحدُهما فعاقب الأبُ الآخرَ ، ما تقولون في هذا الوالد !!

5. لو سلمنا بأنَّ عيسى عليه السلام صُلب- ولا نسلم- لكان الأجدر أنْ يُمتهن الصليب –رمز صلب إلههم – لا أنْ يُكرم ويُوضع على الصدور .

6. يعقلون أنَّ إلهاً يُطار ويُصلب ولا يقدر على دفع السوء عن نفسه .

وأما لا إيمان لأنه كافر بعيسى عليه السلام، فنحن نعتقد أنّ من كفر برسول واحد فقد كفر بكل المرسلين .

جاء في هذه المحاضرة اقتباسات اقتبسها من حوار بين إمبراطور بيزنطي وزعيم فارسي في القرن الرابع عشر عندما حاصر المسلمون القسطنطينية ، وأقف مع اقتباسين :

الأول : قول البيزنطي للفارسي: "أرني الجديد الذي جاء به محمد[ صلى الله عليه وسلم ] ، سوف لن تجد إلا الشر واللا إنسانية" .

الثاني : فكرة الجهاد تخالف إرادة الله .

وكل من اقتبس كلاماً وسلَّم به فله حكمُ قائله .
ولي حيال هذا الكلام وقفات، وسؤال، وتنبيه .

أما الوقفات :
1. أما الجديد الذي أقرّ البابا أنّه لا يوجد فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهذا يدل على جهل مطبق بسيرة هذا النبي العظيم، وأذكره بجديد واحد فقط .. لقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في قوم كانت الحروب تنشب بينهم لأتفه الأسباب، كان القريب يقتل قريبه على مورد الشاة ، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم -اسمع إلى الجديد يا أيها البابا- لما بُعث كان حالهم كما قال أنس بنُ مَالِكٍ : قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، وَعِنْدَ الْأَنْصَارِيِّ امْرَأَتَانِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ [البخاري] ، إلى هذا الحد آتت الأخوة الإيمانية التي غرس بذرتها نبينا صلى الله عليه وسلم في نفوسهم ثمارَها.

2. وأما الشرُّ فأي شرٍّ يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أي شر يُنسب إلى نبي ضمن الله له إجابة دعوةٍ وكان بالإمكان أن يخص بها نفسه، أو يدعو بها للمؤمنين ويُشركَ نفسه معهم.. ولكنه رسول الله، الرحمة المهداة، عيسى عليه السلام تعجل دعوته، وجميع الأنبياء تعجلوها، إلا رسولنا صلى الله عليه وسلم ، تأمل ماذا قال .. قال : ((لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي؛ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا)) [البخاري ومسلم] .

وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ *** هذان في الدنيا هما الرحماءُ

3. وأما قوله : (واللا إنسانية) .. فأكتفي بإيراد حديث واحد لا علاقة له بالإنسانية ! ولكنه يدحض فرية الإنسانية هذه !! عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

((عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ))[البخاري ومسلم] ، هذا في هرة.. فما بالك بمن يدخلون في إطار (الإنسانية)!!

لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ من قتل كافراً معاهداً فلا يمكن أن يدخل الجنة ، أما علم المسكين المقتبِسُ بهذا الكلام .

4. وأما اقتباسه الثاني الذي أقره (فكرة الجهاد تخالف إرادة الله) .. فأقول : نعم يا بينيدكت ، ما فعله الصرب في البوسنة يوافق إرادة الله، اغتصاب الروس لأخواتنا في الشيشان يوافق إرادة الله، غزو أمريكا للعراق وجرائمها في أبي غريب يوافق إرادة الله، قتلهم للمدنين في أفغانستان يوافق إرادة الله، أما أن ندافع عن أنفسنا، وندحر عدوَّنا فهذا أمر يخالف إرادة الله ، ثم تحدثنا عن العقل يا .. يا بابا .

سؤال أطرحه على (الحبر الأعظم) !! أوما قرأت ما قاله رودي بارد ، الذي ينتمي إلى طائفتك وبلدك، فهو ألماني كاثوليكي، يقول : "كان من بين ممثلي حركة التنوير من رأوا في النبي العربي أدلة الله ، ومشرعاً حكيماً، ورسولاً للفضيلة ، وناطقاً بكلمة الدين " [الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية ، ص (15)] .

هذا قول عقلائكم في بلادكم من طائفتكم في عدوِّكم .

وأختم بعزاء فيه تسلية لمحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كلمة مشرقة تُكتب بماء العين على جدار القلب سطَّرها التاريخ للإمام السعدي ، قال رحمه الله :" { إنا كفيناك المستهزئين } : بك وبما جئت به ، وهذا وعد من الله لرسوله أن لا يضرَّه المستهزئون ، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة .

وقد فعل تعالى ،فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتله" [تفسير السعدي ص (435) ] .

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .


مهران ماهر عثمان نوري

- من البريد -