صدى الحق
18-04-2000, 06:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمةٌ كثيراً ما تستخدم في حياتنا ، ولكن لها حدود يجهلها الكثيرين منا .
فمثلاً :-
الطفل قد يرتكب بعض الأخطاء بعيداً عن أعين والديه إذا علم أنه سياعقب عليها .
وكذا الموظف في غياب المسئولية ، والشاب المستهتر إذا أمن العقوبة ، ورجل الأمن إذا لم يحاسب على خطأه .
فكل هؤلاء والكثيرين سواهم إذا أمنوا العقوبة أساؤوا التصرف .
ولكن عندما يتعلق الأمر بالله الذي خلقك وسواك وفي أحسن صورة ركبك ؟
فهنا يستوجب من كل عاقل فينا التوقف ومراجعة النفس والعمل على كسب مرضاة الله وتجنب معاقبته ، وهذه بعض الأمور التي يستوجب منا القيام بها في اليوم والليلة إن كنا فعلاً ممن يعرفون حدود الأدب .
وهذه كلمات أنقلها لكم من كتيب أذكار الصباح والمساء ، علها تنفعنا حين لا ينفع الندم .
الأول /
=======
أن يستحضر أن الله سبحانه وتعالى يستعتبه ، ويمد في أجله عسى أن يتوب إليه ، ويقبل عليه ، ولهذا المعنى كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا إستيقظ من نومه حمد الله على أن رد عليه روحه ، وعافاه في جسده ، وأذن له بذكره .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمنٍ يُعمر في الإسلام ، لتسبيحه وتكبيره وتهليله .
وقال بن مسعود رضي الله عنه لجاريته حين أخبرته بطلوع الشمس :
الحمد لله الذي وهب لنا هذا اليوم ، وأقالنا فيه عثراتنا ، ولم يعذبنا بالنار .
الثاني /
========
أن يلزم الإستغفار ، ويجدد التوبة من جميع الذنوب بالكف عنها ، والندم عليها ، والعزم الأكيد على عدم معاودتها ، وأداء الحقوق إلى أصحابها .
قال رجل لحاتم الأصم : ما تشتهي ؟
فقال حاتم : أشتهي عافية يومٍ إلى الليل .
فقال الرجل : أليس الأيام كلها عافية ؟
فقال حاتم : إن عافية يومي أن لا أعصي الله فيه .
الثالث /
========
أن يكون من أصحاب هم الآخرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان همه الآخرة ، جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا راغمة ، ومن كانت همه الدنيا ، فرق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له .
وذلك يقتضي أن يجتهد في تعمير وقته ، وشغل قلبه بكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى من صالح الأعمال .
الرابع /
========
أن يعزم على كف شره عن الناس ، ويطهر قلبه من الغل لأيٍّ من المسلمين ، قال الصحابي - الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة - لعبدالله ابن عمرو لما أقام معه ثلاثاً كي يرقب عبادته ، فإستقلها ، وسأله عما يكون قد بلغ به هذه المنزلة ، فقال رضي الله عنه :
ماهو إلا ما رأيت ، غير أني لآ أجد على أحدٍ من المسلمين في نفسي غشاً ، ولا حسداً على خيرٍ أعطاه الله إياه .
فقال عبدالله : هي التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق .
الخامس /
========
أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أصبح إبن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : إتق الله فينا فإنما نحن بك ، فإن إستقمت إستقمنا ، وإن إعوججت إعوججنا .
وقال صلى الله عليه وسلم : أكثر خطايا إبن آدم في لسانه .
السادس /
========
أن يمكث في مصلاه بعد صلاة الصبح يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم يصلي ركعتين ، فذلك أجره أجر عمرةٍ تامة ، وأن يمكث كذلك بعد صلاة العصر فإنه من أشرف أوقات الذكر ، فأن الوقت ما بين صلاة العصر والمغرب من الأوقات التي يستحب فيها قراءة القرآن والذكر .
السابع /
========
أن يجتهد في أن يجمع في يومٍ واحد ما بين صوم تطوع وعيادة مريض وتشييع جنازة وإطعام مسكين ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما إجتمعت هذه الخصال في رجل في يومٍ واحد إلا أدخله الله الجنة .
الثامن /
========
أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها .
التاسع /
========
أن يبادر بكتابة وصيته بشيءٍ من ماله ثلثٌ أو أقل إذا كان له مالٌ كثير وورثته أغنياء ، فيوصي به إلى أقربائه من غير الوارثين ، أو لجهةٍ من جهات الخير .
وإذا كان عليه دين أو عنده وديعة ، أو عليه حقوق يخشى أن تضيع على أصحابها بموته يجب عليه أن يوصي بذلك حتى لا يؤاخذه الله بها ، وكذا له أن يوصي بالعهد إلى من ينظر في شأن أولاده الصغار حتى بلوغهم .
العاشر /
========
أن يستحضر أن هذا اليوم أو هذه الليلة قد يكون آخر عهده بالحياة ، لقوله تعالى { وأن عسى يكون إقترب أجلهم } ، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت ، فإنه لم يذكره أحدٌ في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما عشت فإنك ميتٌ وأحبب من أحببت فإنك مفارقه ، وأعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول صلى الله عليه وسلم بمنكبي ، فقال : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ، وعُدَّ نفسك في أصحاب القبور ، وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك .
نموت ونحيا كل يومٍ وليلةٍ *** ولابد من يومٍ نموتُ ولا نحيا
وسئل بعض الصالحين : كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحت وبنا من نعم الله ما لايحصى ، مع كثير ما يعصى ، فلا ندري على ما نشكر :
على جميل ما نشر ، أو على قبيح ما ستر .
وقال آخر : أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أعظم :
ذنوبٌ سترها الله علي ، فلا يقدر يعيرني بها أحد ، ومحبةً قذفها الله في قلوب الخلق ، لا يبلغها عملي .
وقال ثالث : أصبحنا أضيافاً منيخين بأرض غربةٍ ننتظر متى نُدعى فنجيب ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الكلام أعلاه نقل من كتيب أذكار الصباح والمساء إعداد / محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم ، عفا الله عنه .
أخوكم
صدى الحق
------------------
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
كلمةٌ كثيراً ما تستخدم في حياتنا ، ولكن لها حدود يجهلها الكثيرين منا .
فمثلاً :-
الطفل قد يرتكب بعض الأخطاء بعيداً عن أعين والديه إذا علم أنه سياعقب عليها .
وكذا الموظف في غياب المسئولية ، والشاب المستهتر إذا أمن العقوبة ، ورجل الأمن إذا لم يحاسب على خطأه .
فكل هؤلاء والكثيرين سواهم إذا أمنوا العقوبة أساؤوا التصرف .
ولكن عندما يتعلق الأمر بالله الذي خلقك وسواك وفي أحسن صورة ركبك ؟
فهنا يستوجب من كل عاقل فينا التوقف ومراجعة النفس والعمل على كسب مرضاة الله وتجنب معاقبته ، وهذه بعض الأمور التي يستوجب منا القيام بها في اليوم والليلة إن كنا فعلاً ممن يعرفون حدود الأدب .
وهذه كلمات أنقلها لكم من كتيب أذكار الصباح والمساء ، علها تنفعنا حين لا ينفع الندم .
الأول /
=======
أن يستحضر أن الله سبحانه وتعالى يستعتبه ، ويمد في أجله عسى أن يتوب إليه ، ويقبل عليه ، ولهذا المعنى كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا إستيقظ من نومه حمد الله على أن رد عليه روحه ، وعافاه في جسده ، وأذن له بذكره .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمنٍ يُعمر في الإسلام ، لتسبيحه وتكبيره وتهليله .
وقال بن مسعود رضي الله عنه لجاريته حين أخبرته بطلوع الشمس :
الحمد لله الذي وهب لنا هذا اليوم ، وأقالنا فيه عثراتنا ، ولم يعذبنا بالنار .
الثاني /
========
أن يلزم الإستغفار ، ويجدد التوبة من جميع الذنوب بالكف عنها ، والندم عليها ، والعزم الأكيد على عدم معاودتها ، وأداء الحقوق إلى أصحابها .
قال رجل لحاتم الأصم : ما تشتهي ؟
فقال حاتم : أشتهي عافية يومٍ إلى الليل .
فقال الرجل : أليس الأيام كلها عافية ؟
فقال حاتم : إن عافية يومي أن لا أعصي الله فيه .
الثالث /
========
أن يكون من أصحاب هم الآخرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان همه الآخرة ، جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا راغمة ، ومن كانت همه الدنيا ، فرق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له .
وذلك يقتضي أن يجتهد في تعمير وقته ، وشغل قلبه بكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى من صالح الأعمال .
الرابع /
========
أن يعزم على كف شره عن الناس ، ويطهر قلبه من الغل لأيٍّ من المسلمين ، قال الصحابي - الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة - لعبدالله ابن عمرو لما أقام معه ثلاثاً كي يرقب عبادته ، فإستقلها ، وسأله عما يكون قد بلغ به هذه المنزلة ، فقال رضي الله عنه :
ماهو إلا ما رأيت ، غير أني لآ أجد على أحدٍ من المسلمين في نفسي غشاً ، ولا حسداً على خيرٍ أعطاه الله إياه .
فقال عبدالله : هي التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق .
الخامس /
========
أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أصبح إبن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : إتق الله فينا فإنما نحن بك ، فإن إستقمت إستقمنا ، وإن إعوججت إعوججنا .
وقال صلى الله عليه وسلم : أكثر خطايا إبن آدم في لسانه .
السادس /
========
أن يمكث في مصلاه بعد صلاة الصبح يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم يصلي ركعتين ، فذلك أجره أجر عمرةٍ تامة ، وأن يمكث كذلك بعد صلاة العصر فإنه من أشرف أوقات الذكر ، فأن الوقت ما بين صلاة العصر والمغرب من الأوقات التي يستحب فيها قراءة القرآن والذكر .
السابع /
========
أن يجتهد في أن يجمع في يومٍ واحد ما بين صوم تطوع وعيادة مريض وتشييع جنازة وإطعام مسكين ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما إجتمعت هذه الخصال في رجل في يومٍ واحد إلا أدخله الله الجنة .
الثامن /
========
أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها .
التاسع /
========
أن يبادر بكتابة وصيته بشيءٍ من ماله ثلثٌ أو أقل إذا كان له مالٌ كثير وورثته أغنياء ، فيوصي به إلى أقربائه من غير الوارثين ، أو لجهةٍ من جهات الخير .
وإذا كان عليه دين أو عنده وديعة ، أو عليه حقوق يخشى أن تضيع على أصحابها بموته يجب عليه أن يوصي بذلك حتى لا يؤاخذه الله بها ، وكذا له أن يوصي بالعهد إلى من ينظر في شأن أولاده الصغار حتى بلوغهم .
العاشر /
========
أن يستحضر أن هذا اليوم أو هذه الليلة قد يكون آخر عهده بالحياة ، لقوله تعالى { وأن عسى يكون إقترب أجلهم } ، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت ، فإنه لم يذكره أحدٌ في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما عشت فإنك ميتٌ وأحبب من أحببت فإنك مفارقه ، وأعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول صلى الله عليه وسلم بمنكبي ، فقال : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ، وعُدَّ نفسك في أصحاب القبور ، وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك .
نموت ونحيا كل يومٍ وليلةٍ *** ولابد من يومٍ نموتُ ولا نحيا
وسئل بعض الصالحين : كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحت وبنا من نعم الله ما لايحصى ، مع كثير ما يعصى ، فلا ندري على ما نشكر :
على جميل ما نشر ، أو على قبيح ما ستر .
وقال آخر : أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أعظم :
ذنوبٌ سترها الله علي ، فلا يقدر يعيرني بها أحد ، ومحبةً قذفها الله في قلوب الخلق ، لا يبلغها عملي .
وقال ثالث : أصبحنا أضيافاً منيخين بأرض غربةٍ ننتظر متى نُدعى فنجيب ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الكلام أعلاه نقل من كتيب أذكار الصباح والمساء إعداد / محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم ، عفا الله عنه .
أخوكم
صدى الحق
------------------
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم