كحيلان
14-11-1999, 06:22 AM
ســــــلام....
هناك مثل متداول يجري على ألسنة الناس سمعته منذ صغري , غير أنني لم
أعه حتى اليوم , و المثل يقول: من عطس فطس ,والواقع انني لم استسغ كلمة
(فطس)وكان اعتقادي و لازال انهم اوردوا أو حشروا هذه الكلمة لتلازم
(الرتم أو القافية) فأحرى بالإنسان أن يقال عنه أنه مات و ليس فطس
فالفطيسة ارتبطت بذهني (بالحيوان النافق)الذي لم يقتل و لم يذبح ولكنه
مات بداء ثم تفسخ.
صحيح أن أكثر موتى (بني آدم)هم من المرضى أو كبار السن , و غالباً
ما يموتون على فرشهم , ولكن سرعان ما يدفنون , أو يحرقون مثلما يفعل
بعض أصحاب العقائد.
ويستحب لدينا نحن المسلمين , أنه كلما عطس أحدنا أن يقول:الحمد لله ,ليرد
عليه من يسمعه قائلاً: يرحمك الله , و يجيبه العاطس يهدينا و يهديكم الله
و هذا إذا كانت العطسة تلقائية و فجائية و غير متوقعة . أما إذا كان
الواحد مزكوماً و تتوالى عطساته بصورة متتابعة مقززة , فمن اللائق أن
لا ( يذي)عبادالله بانفجاراته , و كلما عطس قال:الحمد لله , فقد يجاملونه
ويردون عليه مرة و اثنتين و ثلاثاً , ولكنه إذا طولها -وهذا هو المتوقع-
فسوف لا يردون عليه فقط , وإنما قد يسمعونه كلاماً غير محبب , و اسهل ما
عليهم الابتعاد عنه خوفاً من العدوى.
و لا زلت أذكر أن أحدهم عطس في مجلس كنت أحضره , فتحمد , فرددنا عليه ,
كررها ثانية فرددنا عليه , فلما كررها ثالثة لم يرد عليه أحد سوى صديق
جلف قال كلمة واحدة: (أنطم) فما كان من (هاوي العطس)إلا أن ردد بينه
و بين نفسه كلمات مسموعة و قال:الله يرحمك ياروحي ماحولك إلا كلاب ما توحي
و معروف طبعاً من يقصد بالكلاب , و لأنه كان سخيفاً فلم يرد عليه أحد منا
حتى و لا (بنبحة) واحدة.
و الذي دعاني للحديث عن العطس , انني في هذه الايام (شبه) معتزلاً عن
(المجتمع بخيره و شره , برجاله و نسائه , و أطفاله , و حتى حيواناته ,
لأن الزكام معي عامل عمايله) إلى درجة انني حورت بيت شعر الخيام الذي
يقال فيه : اولى بهذا القلب أن يخفقا إلى :اولى بهذا الأنف أن يقطع.
و الأنف الذي اعنيه هو أنفي الذي كلما رأيته بالمرأة تذكرت قارورة
(الكتشب أو التباسكو) غير أن ما يعزيني هو انني اعطس (على كيفي) لا أحد
يسمع صوتي و لا أسمع صوت و أنا من البشر الذين إذا مرض الواحد منهم
اعتزل الناس جميعاً , وأخذ يطبب نفسه بنفسه إلى أن يخرج من عنق الزجاجة
و بعدها يبدأ في مخالطة الناس , و اقتراف (الآثام)من أول و جديد .
ومن الصدف , وحينما كنت و لازلت في حالتي (المأزومة) هذه , أن و قعت على
خبر نشرته صحيفة عراقية قبل مدة يقول : إن مواطناً عراقياً في الستين
من عمره اعتقد أهله وأطباؤه أنه مات في أول الليل , و أخرجوا له شهادة
الوفاة , و شرعوا في ترتيب مراسيم الجنازة , ولكنه في فجر اليوم التالي
و بعد أن تجمع أقاربه لتشييعه إلى مثواه الأخير , إذا به يعطس عطسة مدوية
ثم استعاد و عيه , ووقف على قدميه , مما أثار الرعب في كل الحاضرين
الذين ولوا الأدبار هاربين....والآن استسمحكم عذراً***, اقول: الحمدلله
مقالة للكاتب الساخر مشعل السديري ... وإن اعجبكم اسلوبه سوف
اكتب له المزيد إنشاءالله تعالى.....
هناك مثل متداول يجري على ألسنة الناس سمعته منذ صغري , غير أنني لم
أعه حتى اليوم , و المثل يقول: من عطس فطس ,والواقع انني لم استسغ كلمة
(فطس)وكان اعتقادي و لازال انهم اوردوا أو حشروا هذه الكلمة لتلازم
(الرتم أو القافية) فأحرى بالإنسان أن يقال عنه أنه مات و ليس فطس
فالفطيسة ارتبطت بذهني (بالحيوان النافق)الذي لم يقتل و لم يذبح ولكنه
مات بداء ثم تفسخ.
صحيح أن أكثر موتى (بني آدم)هم من المرضى أو كبار السن , و غالباً
ما يموتون على فرشهم , ولكن سرعان ما يدفنون , أو يحرقون مثلما يفعل
بعض أصحاب العقائد.
ويستحب لدينا نحن المسلمين , أنه كلما عطس أحدنا أن يقول:الحمد لله ,ليرد
عليه من يسمعه قائلاً: يرحمك الله , و يجيبه العاطس يهدينا و يهديكم الله
و هذا إذا كانت العطسة تلقائية و فجائية و غير متوقعة . أما إذا كان
الواحد مزكوماً و تتوالى عطساته بصورة متتابعة مقززة , فمن اللائق أن
لا ( يذي)عبادالله بانفجاراته , و كلما عطس قال:الحمد لله , فقد يجاملونه
ويردون عليه مرة و اثنتين و ثلاثاً , ولكنه إذا طولها -وهذا هو المتوقع-
فسوف لا يردون عليه فقط , وإنما قد يسمعونه كلاماً غير محبب , و اسهل ما
عليهم الابتعاد عنه خوفاً من العدوى.
و لا زلت أذكر أن أحدهم عطس في مجلس كنت أحضره , فتحمد , فرددنا عليه ,
كررها ثانية فرددنا عليه , فلما كررها ثالثة لم يرد عليه أحد سوى صديق
جلف قال كلمة واحدة: (أنطم) فما كان من (هاوي العطس)إلا أن ردد بينه
و بين نفسه كلمات مسموعة و قال:الله يرحمك ياروحي ماحولك إلا كلاب ما توحي
و معروف طبعاً من يقصد بالكلاب , و لأنه كان سخيفاً فلم يرد عليه أحد منا
حتى و لا (بنبحة) واحدة.
و الذي دعاني للحديث عن العطس , انني في هذه الايام (شبه) معتزلاً عن
(المجتمع بخيره و شره , برجاله و نسائه , و أطفاله , و حتى حيواناته ,
لأن الزكام معي عامل عمايله) إلى درجة انني حورت بيت شعر الخيام الذي
يقال فيه : اولى بهذا القلب أن يخفقا إلى :اولى بهذا الأنف أن يقطع.
و الأنف الذي اعنيه هو أنفي الذي كلما رأيته بالمرأة تذكرت قارورة
(الكتشب أو التباسكو) غير أن ما يعزيني هو انني اعطس (على كيفي) لا أحد
يسمع صوتي و لا أسمع صوت و أنا من البشر الذين إذا مرض الواحد منهم
اعتزل الناس جميعاً , وأخذ يطبب نفسه بنفسه إلى أن يخرج من عنق الزجاجة
و بعدها يبدأ في مخالطة الناس , و اقتراف (الآثام)من أول و جديد .
ومن الصدف , وحينما كنت و لازلت في حالتي (المأزومة) هذه , أن و قعت على
خبر نشرته صحيفة عراقية قبل مدة يقول : إن مواطناً عراقياً في الستين
من عمره اعتقد أهله وأطباؤه أنه مات في أول الليل , و أخرجوا له شهادة
الوفاة , و شرعوا في ترتيب مراسيم الجنازة , ولكنه في فجر اليوم التالي
و بعد أن تجمع أقاربه لتشييعه إلى مثواه الأخير , إذا به يعطس عطسة مدوية
ثم استعاد و عيه , ووقف على قدميه , مما أثار الرعب في كل الحاضرين
الذين ولوا الأدبار هاربين....والآن استسمحكم عذراً***, اقول: الحمدلله
مقالة للكاتب الساخر مشعل السديري ... وإن اعجبكم اسلوبه سوف
اكتب له المزيد إنشاءالله تعالى.....