العوضي
26-03-2000, 08:32 AM
الحمد لله الذي ألّف بين قلوب الناس وجعلهم على منابر من نور إخوانا ، والصلاة والسلام على هادي البشر الذي آخا بين المهاجرين والأنصار وعلى بهم الدين وانتصر ، وسمع صداهم على مسمع الزمان وانتشر ، وما خاب من نهج نهجهم على مدى الأيام والدهر ... أما بعد ..
أخي الفاضل ... من بين طيات النفوس المضطربة ، ومن خلف الهموم والمشاكل المتلاطمة بعضها ببعض يتولد صوت من بعيد لا أكاد أسمعه ... فيدنو ويقترب ويزداد اقترابا ويصدر في الأذن رنة عجيبة ، ونغمة متميزة توحي لسامعها بقرابة صاحب الصوت إلى قلبه ، فيوجه كل حواسه إليه مستقبلا إياه بكل الشوق ... ولكن فجأة يختفي الصوت كأنه حلما لاوجود له من الأصل تاركا خلفه صدى عجيبا لا يفارق الأذن وكلمة مبهمة : اصبر ... اصبر ؟!
أصبر .. أصبر على ماذا ؟ أأصبر على أمر أنا مكره عليه ؟ أم أصبر على فوضى أنا جزء منها ؟! أم أصبر على مشاكل في دواماتها أنا غارق أم أصبر على أمر أنا لا أعرفه ... ونهاية يختلط العقل في تفكيره ويتشتت الذهن ... وتبرز من العدم كلمات عظيمة تدخل إلى القلب فتزرع السكينة فيه ويرجع السكون إليه و يقرأها القلب وهو موقن بها قائلا { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } ... نعم ... نعم هذا الصبر الذي أريد .. الصبر مع إخواني لأجل هذه الدعوة ابتغاء وجه الله عز وجل ، لا لدنيا زائفة ولا لبهرجة فانية وإنما إخلاصا في العمل والمشاركة والنشاط .. بل حباً له لا إرضاء لعملي ولغيري ...
أخي العزيز ... كلنا يعلم أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، وأن الحب في الله جزاءه عظيم يوم القيامة وأثره كبير في الدنيا ونتاجه قوي ... فيجب على كل واحد منا أن لا يحب أخيه لذاته أو لأنه يحبه في جانب مميز ويكرهه في الجانب الآخر بل وإنما يحبه لله عز وجل ليبث الله البركة في العمل ويجعل هذا العمل في موازين أعمالنا الصالحة ، وأن يكون هذا العمل خالصا له سبحانه ، لا سدا لفراغ الشباب بالبرامج والأنشطة فقط بل والخروج منها بفوائد وملاحظات تقيّم فيكون العمل المقبل أتقن بإذن الله لأن الله يحب من عبده إذا عمل عملا أن يتقنه ...
أخي الحبيب ... من متطلبات العمل المتقن بعض الأمور : أولها الإخلاص لله عز وجل ثم الحب فيه جل وعلا ليعلي شأن هذه الأخوة ويقلدها منابر المتحابين فيه .. ثم إعطاء الثقة العمياء للأخ في الأمر الموكل إليه ، فإن قصر عندها تكون النصيحة أجمل باب لدى الأخ المقصر ... ومن الأمور التي تقرب الأخ لأخيه وتزيد في العمل اتقانا وجوْدة هي الصراحة في الأمر وعدم المغالاة في أمر خاطئ ليعلم الأخ أن جميع إخوانه متجسدين فيه لنكون جميعا يدا واحدة ويكون المشرفون جميعهم مشرفا واحدا ، فإن أخطأ أحدنا فالخطأ فينا أن لم ننصحه ونصلحه ، وإن أصاب أحدنا فبركة من الله تعالى ونجاح عظيم ... وآخر هذه الأمور التي تزيد الإتقان في العمل رونقا وجمالا هي حرية الكلمة وأمانة المستشار والسماع للرأي كله وأخذ السليم منه ثم الرضا في جميع الأمور المتفق عليها ... وفي ختام هذه الكلمات والخواطر فليضمر كل منا الحب لأخيه وليقل اللهم اغفر لي ولأخي ... والله الموفق ،،،
أخي العزيز
تفضل هذه الرسالة
------------------
وما من كاتـب إلا سيفنـى * * * * * ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ * * * * * يسرك في القيامـة أن تراه
أخوكم العوضي
أخي الفاضل ... من بين طيات النفوس المضطربة ، ومن خلف الهموم والمشاكل المتلاطمة بعضها ببعض يتولد صوت من بعيد لا أكاد أسمعه ... فيدنو ويقترب ويزداد اقترابا ويصدر في الأذن رنة عجيبة ، ونغمة متميزة توحي لسامعها بقرابة صاحب الصوت إلى قلبه ، فيوجه كل حواسه إليه مستقبلا إياه بكل الشوق ... ولكن فجأة يختفي الصوت كأنه حلما لاوجود له من الأصل تاركا خلفه صدى عجيبا لا يفارق الأذن وكلمة مبهمة : اصبر ... اصبر ؟!
أصبر .. أصبر على ماذا ؟ أأصبر على أمر أنا مكره عليه ؟ أم أصبر على فوضى أنا جزء منها ؟! أم أصبر على مشاكل في دواماتها أنا غارق أم أصبر على أمر أنا لا أعرفه ... ونهاية يختلط العقل في تفكيره ويتشتت الذهن ... وتبرز من العدم كلمات عظيمة تدخل إلى القلب فتزرع السكينة فيه ويرجع السكون إليه و يقرأها القلب وهو موقن بها قائلا { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } ... نعم ... نعم هذا الصبر الذي أريد .. الصبر مع إخواني لأجل هذه الدعوة ابتغاء وجه الله عز وجل ، لا لدنيا زائفة ولا لبهرجة فانية وإنما إخلاصا في العمل والمشاركة والنشاط .. بل حباً له لا إرضاء لعملي ولغيري ...
أخي العزيز ... كلنا يعلم أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، وأن الحب في الله جزاءه عظيم يوم القيامة وأثره كبير في الدنيا ونتاجه قوي ... فيجب على كل واحد منا أن لا يحب أخيه لذاته أو لأنه يحبه في جانب مميز ويكرهه في الجانب الآخر بل وإنما يحبه لله عز وجل ليبث الله البركة في العمل ويجعل هذا العمل في موازين أعمالنا الصالحة ، وأن يكون هذا العمل خالصا له سبحانه ، لا سدا لفراغ الشباب بالبرامج والأنشطة فقط بل والخروج منها بفوائد وملاحظات تقيّم فيكون العمل المقبل أتقن بإذن الله لأن الله يحب من عبده إذا عمل عملا أن يتقنه ...
أخي الحبيب ... من متطلبات العمل المتقن بعض الأمور : أولها الإخلاص لله عز وجل ثم الحب فيه جل وعلا ليعلي شأن هذه الأخوة ويقلدها منابر المتحابين فيه .. ثم إعطاء الثقة العمياء للأخ في الأمر الموكل إليه ، فإن قصر عندها تكون النصيحة أجمل باب لدى الأخ المقصر ... ومن الأمور التي تقرب الأخ لأخيه وتزيد في العمل اتقانا وجوْدة هي الصراحة في الأمر وعدم المغالاة في أمر خاطئ ليعلم الأخ أن جميع إخوانه متجسدين فيه لنكون جميعا يدا واحدة ويكون المشرفون جميعهم مشرفا واحدا ، فإن أخطأ أحدنا فالخطأ فينا أن لم ننصحه ونصلحه ، وإن أصاب أحدنا فبركة من الله تعالى ونجاح عظيم ... وآخر هذه الأمور التي تزيد الإتقان في العمل رونقا وجمالا هي حرية الكلمة وأمانة المستشار والسماع للرأي كله وأخذ السليم منه ثم الرضا في جميع الأمور المتفق عليها ... وفي ختام هذه الكلمات والخواطر فليضمر كل منا الحب لأخيه وليقل اللهم اغفر لي ولأخي ... والله الموفق ،،،
أخي العزيز
تفضل هذه الرسالة
------------------
وما من كاتـب إلا سيفنـى * * * * * ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ * * * * * يسرك في القيامـة أن تراه
أخوكم العوضي