MUSLIMAH
20-08-2000, 11:56 AM
السلام عليكم ..
اليكم الجزء الثاني من موضوعنا ..
3) استخدم معه طريقة (( أما انه نعم الغلام )) ..
إن مدح الأطفال له أثر فعال في نفس الطفل ، فهو يحرك مشاعره و أحاسيسه ، و يجعله يسارع و هو مرتاح بكل جدية إلى تصحيح سلوكه ، و أعماله ، وهذا ما أكده لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ نبه على ضرورة مدح الطفل إذا أردنا منه الاستجابة و التطبيق .
(( أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان الرجل في حياة النبي – صلى الله عليه و سلم – إذا أرى رؤيا قصها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و كنت غلامًا شابًا و كنت أنام في المسجد على عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – فرأيت في النوم كأن ملكين أخذا بي فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر و إذا كان لها قرنان ، و إذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ظن قال : فلقينا ملك آخر ، فقال لي : كم ترع . فقصصتها على حفصة ، فقصتها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : (( نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل )) فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً ))
هكذا نرى أثر مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (( نعم الرجل عبدالله )) فنبهه إلى أمر مغفل عنه ، و بأسلوب رائع محبب إلى النفس (( لو كان يصلي من الليل )) و هكذا المدح و الثناء في مكانه المناسب و زمنه المناسب ، و باعتدال من غير مراء و لا تبجيل يؤتي ثماره في كل حين .
و مما قله النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم الخندق للناشئ الذي تعلم اللغة العربية و السريانية لخدمة الرسول – صلى الله عليه وسلم - : (( أما انه نعم الغلام )) أي أنه – صلى الله عليه وسلم – يثني على الناشئ و يمدحه .
لذا ، لنقتد عزيزي المربي برسول الله – صلى الله عليه وسلم ، و لنمدح أطفالنا باعتدال في الزمن المناسب و في الوقت المناسب .
4) رغبه في الخير و أرهبه عن الشر ..
يعتبر الترغيب و الترهيب من الأساليب الطبيعية التي لا غنى للمربي عنها . فالتلميذ و الطالب في حاجة إلى معرفة نتائج أنماطهم السلوكية ، الطيب منها و الخبيث .
و من هنا نجد القرآن الكريم يشير إلى أن ، السلوك الطيب نتائجه طيبة ، و يربط ذلك بالجنة و نعيمها . و في المقابل يشير إلى السلوك السيئ و يؤكد أن نتائجه سيئة . و يربط ذلك بأهوال الجحيم و العذاب المقيم للكفار الطغاة و المفسدين ، ذلك أن الإنسان محاسب على كل عمل يقوم به و الجزاء مطابق للعمل ، فلا ظلم و لا عدوان ، لقوله تعالى : " من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد "(1) و قوله تعالى في مجال الترهيب : " و من يعمل سوءًا يجز به و لا يجد له من دون الله وليًا و لا نصيرًا "(2)
و حتى لا يقنط الناس من رحمة ربهم ، رغبهم في العمل الصالح عن طريق قبول التوبة النصوح بقوله تعالى : " و إذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فانه غفور رحيم "(3)
((و بالتالي لا يجوز للمربي أن يتكئ على خط الخوف حتى يرعب الطفل بغير موجب ، بكثرة الحديث عن غضب الله و عذابه و النار ة بشاعتها . إنما ينبغي – كما هو مقرر في المنهج الرباني في كتاب الله وسنة رسوله – المزاوجة الدائمة بين الرضا و الغضب ، و النعيم و العذاب .. و ينبغي كذلك أن نبدأ بالترغيب لا الترهيب ، حتى يتعلق قلب الطفل بالله بخيط الرجاء أولاً ، فهو أحوج في صغره إلى الحب .. و لا بأس أن يصل الترهيب إلى نفس الطفل من طريق غير مباشر . كأن يقال له حين يقوم بعمل الخير : إن الله سيحبه من أجل هذا العمل ، ويدخله الجنة . و انه ليس كالأولاد الآخرين الذين يعملون السيئات ، و الذين سيعذبهم الله في النار .. فنكون قد ذكرنا له العذاب و لكن من طرف خفي ، يحدث في نفسه الرهبة المطلوبة و لكنها لا ترتبط بشخصه مباشرة فتفزعه في سنه الصغيرة دون موجب تربوي )) (4)
و هكذا في باقي الأعمال يجب أن نرغبه في الخير و نرهبه عن الأمور السيئة و الشريرة . فالترغيب و الترهيب من الأساليب النفسية الناجحة في إصلاح الطفل ، و هو أسلوب واضح ظاهر في التربية النبوية و قد استخدمه النبي – صلى الله عليه و سلم – مع الأطفال في كثير من الحالات و في مقدمتها بر الوالدين فرغب في برهما و أرهب من عقوقهما ، و ما ذاك إلا ليستجيب الطفل و يتأثر فيصلح من نفسه و سلوكه .
تقبلوا تحياتي ..
أختكم ..
مسلمة.
اليكم الجزء الثاني من موضوعنا ..
3) استخدم معه طريقة (( أما انه نعم الغلام )) ..
إن مدح الأطفال له أثر فعال في نفس الطفل ، فهو يحرك مشاعره و أحاسيسه ، و يجعله يسارع و هو مرتاح بكل جدية إلى تصحيح سلوكه ، و أعماله ، وهذا ما أكده لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ نبه على ضرورة مدح الطفل إذا أردنا منه الاستجابة و التطبيق .
(( أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان الرجل في حياة النبي – صلى الله عليه و سلم – إذا أرى رؤيا قصها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و كنت غلامًا شابًا و كنت أنام في المسجد على عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – فرأيت في النوم كأن ملكين أخذا بي فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر و إذا كان لها قرنان ، و إذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ظن قال : فلقينا ملك آخر ، فقال لي : كم ترع . فقصصتها على حفصة ، فقصتها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : (( نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل )) فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً ))
هكذا نرى أثر مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (( نعم الرجل عبدالله )) فنبهه إلى أمر مغفل عنه ، و بأسلوب رائع محبب إلى النفس (( لو كان يصلي من الليل )) و هكذا المدح و الثناء في مكانه المناسب و زمنه المناسب ، و باعتدال من غير مراء و لا تبجيل يؤتي ثماره في كل حين .
و مما قله النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم الخندق للناشئ الذي تعلم اللغة العربية و السريانية لخدمة الرسول – صلى الله عليه وسلم - : (( أما انه نعم الغلام )) أي أنه – صلى الله عليه وسلم – يثني على الناشئ و يمدحه .
لذا ، لنقتد عزيزي المربي برسول الله – صلى الله عليه وسلم ، و لنمدح أطفالنا باعتدال في الزمن المناسب و في الوقت المناسب .
4) رغبه في الخير و أرهبه عن الشر ..
يعتبر الترغيب و الترهيب من الأساليب الطبيعية التي لا غنى للمربي عنها . فالتلميذ و الطالب في حاجة إلى معرفة نتائج أنماطهم السلوكية ، الطيب منها و الخبيث .
و من هنا نجد القرآن الكريم يشير إلى أن ، السلوك الطيب نتائجه طيبة ، و يربط ذلك بالجنة و نعيمها . و في المقابل يشير إلى السلوك السيئ و يؤكد أن نتائجه سيئة . و يربط ذلك بأهوال الجحيم و العذاب المقيم للكفار الطغاة و المفسدين ، ذلك أن الإنسان محاسب على كل عمل يقوم به و الجزاء مطابق للعمل ، فلا ظلم و لا عدوان ، لقوله تعالى : " من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد "(1) و قوله تعالى في مجال الترهيب : " و من يعمل سوءًا يجز به و لا يجد له من دون الله وليًا و لا نصيرًا "(2)
و حتى لا يقنط الناس من رحمة ربهم ، رغبهم في العمل الصالح عن طريق قبول التوبة النصوح بقوله تعالى : " و إذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فانه غفور رحيم "(3)
((و بالتالي لا يجوز للمربي أن يتكئ على خط الخوف حتى يرعب الطفل بغير موجب ، بكثرة الحديث عن غضب الله و عذابه و النار ة بشاعتها . إنما ينبغي – كما هو مقرر في المنهج الرباني في كتاب الله وسنة رسوله – المزاوجة الدائمة بين الرضا و الغضب ، و النعيم و العذاب .. و ينبغي كذلك أن نبدأ بالترغيب لا الترهيب ، حتى يتعلق قلب الطفل بالله بخيط الرجاء أولاً ، فهو أحوج في صغره إلى الحب .. و لا بأس أن يصل الترهيب إلى نفس الطفل من طريق غير مباشر . كأن يقال له حين يقوم بعمل الخير : إن الله سيحبه من أجل هذا العمل ، ويدخله الجنة . و انه ليس كالأولاد الآخرين الذين يعملون السيئات ، و الذين سيعذبهم الله في النار .. فنكون قد ذكرنا له العذاب و لكن من طرف خفي ، يحدث في نفسه الرهبة المطلوبة و لكنها لا ترتبط بشخصه مباشرة فتفزعه في سنه الصغيرة دون موجب تربوي )) (4)
و هكذا في باقي الأعمال يجب أن نرغبه في الخير و نرهبه عن الأمور السيئة و الشريرة . فالترغيب و الترهيب من الأساليب النفسية الناجحة في إصلاح الطفل ، و هو أسلوب واضح ظاهر في التربية النبوية و قد استخدمه النبي – صلى الله عليه و سلم – مع الأطفال في كثير من الحالات و في مقدمتها بر الوالدين فرغب في برهما و أرهب من عقوقهما ، و ما ذاك إلا ليستجيب الطفل و يتأثر فيصلح من نفسه و سلوكه .
تقبلوا تحياتي ..
أختكم ..
مسلمة.