PDA

View Full Version : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا


مصعب
27-10-2000, 12:09 AM
بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد :

في ذلك اليوم العصيب الذي "" تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد ""

* في ذلك اليوم الذي يشيب فيه الوليد ، ويصيح فيه أطهر الناس ، وهم الرسل والأنبياء : (( يا رب سلم يا رب سلم )) في ذلك اليوم الذي تتصدع فيه الأرض ، وتتشقق السماء ، وتتناثر النجوم وتنكدر ، وتتصادم ويختل نظامها ، في ذلك اليوم الذي تنطق فيه الأ{ض "" تحدث أخبارها ، بأن ربك أوحى لها "" . في ذلك اليوم الذي يحشر الناس فيه عراة غرلا على صعيد واحد ، في ذلك اليوم الذي تتنزل فيه الشمس على ميل من الرؤوس حتى يعرق الناس فيبلغ عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم ، في ذلك اليوم يحاسبون حسابا دقيقا لا يخطر على بال الإنسان فيقول عندما يرى كتابه قد ملىء بما لم يتوقع : "" مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "" حتى الذرة يسأل عنها : "" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "" .

* وإن مما يحاسب به الإنسان يوم القيامة سؤاله عن أربع ، كما روى الترمذي في قوله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن عمله ما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه )) ، وإن أ,ل ما يحاسب به العبد يوم القيامة عن الصلاة كما روى أبو داود في الحديث الصحيح قوله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أ'مالهم الصلاة ، يقول ربنا عزوجل لملائكته : انظروا في صلاة عبدي ، أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة ، وإن كان انتقص منها شيئا قال ك انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فان كانه له تطوع ، قال : أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك )) .

* ولئن أنكر شيئا مما يعرض عليه ، أشهد الله عليه جوارحه لتنطق بما فعل بها ، حتى إن أحدهم يقول (( أي رب آمنت بك ، وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع ، فيقول : ها هنا إذن ، ثم يقول : الآن نبعث شاهدا عليك ، فيتفكر في نفسه ، من ذا الذي يشهد عليه ؟ فيختم على فيه ، ويقال لفخذه : انطقي ، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ، وذلك ليعذر من نفسه )) .

* ويقول تعالى في شهادة الجوارح " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " ويقول تعالى محدثا عن لومهم لجلودهم "" وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ، قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء "" .

* فمن أراد أن ينجو من هذا الخزي والسؤال يوم القيامة ، فليحاسب نفسه في الدنيا قبل حسابها بالآخرة ، ذلك ما ذكرنا به الله تعالى عندما قال : "" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد "" وها هو الفاروق يفهم هذه الآية فهما دقيقا ويقول لرعيته : (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الأكبر )) .

* هكذا كان دأب الصحابة جميعا رضي الله عنهم لشدة خوفهم من السؤال يوم القيامة . يقول عامر بن عبدالله (( رأيت نفرا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبتهم فحدثونا أن أحسن الناس إيمانا يوم القيامة أكثرهم محاسبة لنفسه )) وجاء جيل التابعين ليكرر ما فعله الرعيل الأول ، فهذا الحسن البصري يبكي في الليل حتى يبكي جيرانه ، فيأتي أحدهم إليه في الغداة ويقول له : لقد أبكيت الليلة أهلنا ، فيقول له : إني قلت (( يا حسن لعل الله نظر إليك على بعض هناتك فقال : اعمل ما شئت فلست أقبل منك شيئا )) .

* بهذه الحساسية كانوا يعيشون ، وبهذا العمق الإيماني كانوا يهنئون ، عرفوا ما يريد منهم ربهم ، فكانوا مصاحف متحركة ، وكان الواحد منهم بألف أو يزيد منا ، فإذا أردنا أن يعاد لنا المجد والسؤدد ، فلا مناص من اقتفاء آثارهم ، فهل نحن فاعلون ؟ ………


أخوكم في الله ( مصعب )

ملول
27-10-2000, 12:25 AM
يا مالك الملك مالي من الوذ به ..
سواك يامن له في الجود عاداتي ..

أشكو اليك امورآ انت تعلمها ..
أهم شكواي غفران الخطياتي ..




رحم الله قايلها .. واسكنه فسيح جناته