سنفور غبي
08-12-2000, 09:01 PM
كتب متأخرة
بعد أن رتبت الكتب الموجودة على الطاولة قالت الموظفة لزميلتها الجديدة:
- اتصلي بالذين استعاروا كتبا وتأخروا في إرجاعها.
- ألا يكفي التسجيل والتصنيف، وإرشاد المستفسرين إلى الكتب والمراجع، وتصوير الكتب، وترتيب الجرائد والمجلات..؟؟.
- لا يكفي، يجب أن تكملي الدورة كلها.
- طيب، ماذا أعمل؟
- افتحي دفتر الاستعارة، وراجعي الكتب المتأخرة، وسجلي أسماء وأرقام تلفونات الأشخاص الذين تأخروا في إرجاع تلك الكتب، ثم اتصلي بهم.
- أعوذ بالله، أنا أكره شيء عندي هو الكلام في التلفون.
- تحملي يا حبيبتي هذا من ضمن واجبك، أنت لا تكلمين خالتك أو عمتك، إنه عمل روتيني وعادي.
جاء قارئ له نظارة غريبة كل عدسة فيها تنقسم إلى قسمين، سأل عن عدة كتب في المحاسبة والتنظيم الإداري قامت الموظفة لترشده إليها وعندما عادت إلى الطاولة كانت زميلتها الجديدة قد أخرجت عدة أسماء وأرقام تلفونات، قالت لها مشجعة:
- اتصلي بأول رقم، ما اسمه؟
- علي حامد أو حماد، غير واضح.
- المنزل أو المكتب؟
- المنزل.
- يبدو أنه طالب.
أدارت الموظفة الجديدة قرص الهاتف، جاء صوت امرأة:
- الو، نعم
- هذا منزل علي حامد
- نعم، منزل علي حماد، ابني
- آسفة لأني أخطأت في نطق الاسم
- لا بأس يا ابنتي، ماذا تريدين؟
- نحن من المكتبة العامة، ابنك استعار عدة كتب وانتهت مدة الاستعارة
- ماذا فعل؟ لم أفهم ماذا تعنين!.
- لقد أخذ كتب منا ولم يرجعها.
- اسمعي يا ابنتي، صحيح أن ولدي كسول ولم يحصل على عمل أو وظيفة إلى الآن، ولكنه ليس لصا، ولدي لا يسرق الكتب أو غير الكتب، نحن يا ابنتي أناس أحوالنا متواضعة ولكننا طول عمرنا شرفاء، اسألي عنا كل أهل الحي، لا يا ابنتي، حامد منذ كان طفلا يحبو إلى أن أصبح ما شاء الله رجلا كاملا لم يد يده إلى أموال الناس أو أغراضهم.
- لا، لا لقد أسأت فهمي، أنا آسفة، أنا لم أقل أن ولدك سرق الكتب من المكتبة، كل ما في الأمر أنه أخذ كتبا منا لمدة زمنية معينة ليقرأها في البيت، ولم يرجعها في اليوم المطلوب منه إرجاعها فيه، ربما نسي أو كثرت مشاغله، هذا يحدث للكثير من الناس الذين يأخذون كتبا من المكتبة لذلك فنحن نقوم بتذكيرهم.
- لقد طمأنتني يا ابنتي أنا أعرف ابني ليس لصا، حامد ولد طيب ولكنه كسول، منذ شهر وهو يعدني أن يأخذني معه لنزور أختي في الشارقة ولا يفعل، هذه الكتب والمجلات الكثيرة التي يقرأها دائما ستضعف بصره.
- طيب لا تنسي أنا تذكريه بأن يرجع كتب المكتبة العامة.
- سأفعل، ولكنه لا يسمع كلامي يا ابنتي، ترك الجامعة منذ سنتين وإلى الآن لم يتوظف أو يعمل. كل مره أقول له: اذهب إلى عمك الذي يعمل بالجيش، اذهب إلى خالك عبد الله المسؤول في كراج الوزارة، اذهب إلى خالد صديق المرحوم والدك إنه يعرف الكثير من المدراء والتجار، لا فائدة، إذن من طين وإذن من عجين، أتدرين ما الذي يشغل باله؟
- لا أدري.
- ربما يفكر في الزواج، ولكن هل تعرفين ماذا فعل عندما كلمته عن هذا الموضوع؟
- لا.
- ضحك، ضحك بشدة وسخر من كلامي، الزواج يحفظ الشباب، والده تزوجني عندما كان عمره ثمانية عشر عاما، وهل تعرفين كم كان عمري آنذاك؟
- لا.
- كان عمري أربعة عشر عاما، إيه، أيام، كان شعر رأسي طويلا تتعاون ثلاث نساء على تظفيره في جدائل وعلى تصفيفه وتنسيقه وتضميخه بالياس والمخمرية والعطور، سقى الله تلك الأيام الهانئة، هل تعرفين كم عمر حامد؟
- لا.
- خمسة وعشرون عاما، ويقول أنه صغير على الزواج، كل إخوانه تزوجوا منذ زمن طويل، لا أدري ماذا أفعل به؟
- الله يساعدك، لا تنسي تذكيره بضرورة إرجاع الكتب، مع السلامة.
أغلقت التلفون بسرعة وهي تتنهد: لو لم أغلق التلفون لتكلمت معي حتى نهاية الدوام.
سألتها زميلتها:
- من هي؟
- عجوز مخرفة وثرثارة، شكت لي من ابنها ولم يكن ناقصا إلا أنا تجعلني خاطبة له.
- طيب حاولي الرقم الثاني.
قلبت الأوراق وقالت بتأفف:
- أرجو أنا لا أفاجأ بعجوز ثرثارة أخرى.
البقية تأتي... :) أو اشتروا القصة.. كع كع :)
بعد أن رتبت الكتب الموجودة على الطاولة قالت الموظفة لزميلتها الجديدة:
- اتصلي بالذين استعاروا كتبا وتأخروا في إرجاعها.
- ألا يكفي التسجيل والتصنيف، وإرشاد المستفسرين إلى الكتب والمراجع، وتصوير الكتب، وترتيب الجرائد والمجلات..؟؟.
- لا يكفي، يجب أن تكملي الدورة كلها.
- طيب، ماذا أعمل؟
- افتحي دفتر الاستعارة، وراجعي الكتب المتأخرة، وسجلي أسماء وأرقام تلفونات الأشخاص الذين تأخروا في إرجاع تلك الكتب، ثم اتصلي بهم.
- أعوذ بالله، أنا أكره شيء عندي هو الكلام في التلفون.
- تحملي يا حبيبتي هذا من ضمن واجبك، أنت لا تكلمين خالتك أو عمتك، إنه عمل روتيني وعادي.
جاء قارئ له نظارة غريبة كل عدسة فيها تنقسم إلى قسمين، سأل عن عدة كتب في المحاسبة والتنظيم الإداري قامت الموظفة لترشده إليها وعندما عادت إلى الطاولة كانت زميلتها الجديدة قد أخرجت عدة أسماء وأرقام تلفونات، قالت لها مشجعة:
- اتصلي بأول رقم، ما اسمه؟
- علي حامد أو حماد، غير واضح.
- المنزل أو المكتب؟
- المنزل.
- يبدو أنه طالب.
أدارت الموظفة الجديدة قرص الهاتف، جاء صوت امرأة:
- الو، نعم
- هذا منزل علي حامد
- نعم، منزل علي حماد، ابني
- آسفة لأني أخطأت في نطق الاسم
- لا بأس يا ابنتي، ماذا تريدين؟
- نحن من المكتبة العامة، ابنك استعار عدة كتب وانتهت مدة الاستعارة
- ماذا فعل؟ لم أفهم ماذا تعنين!.
- لقد أخذ كتب منا ولم يرجعها.
- اسمعي يا ابنتي، صحيح أن ولدي كسول ولم يحصل على عمل أو وظيفة إلى الآن، ولكنه ليس لصا، ولدي لا يسرق الكتب أو غير الكتب، نحن يا ابنتي أناس أحوالنا متواضعة ولكننا طول عمرنا شرفاء، اسألي عنا كل أهل الحي، لا يا ابنتي، حامد منذ كان طفلا يحبو إلى أن أصبح ما شاء الله رجلا كاملا لم يد يده إلى أموال الناس أو أغراضهم.
- لا، لا لقد أسأت فهمي، أنا آسفة، أنا لم أقل أن ولدك سرق الكتب من المكتبة، كل ما في الأمر أنه أخذ كتبا منا لمدة زمنية معينة ليقرأها في البيت، ولم يرجعها في اليوم المطلوب منه إرجاعها فيه، ربما نسي أو كثرت مشاغله، هذا يحدث للكثير من الناس الذين يأخذون كتبا من المكتبة لذلك فنحن نقوم بتذكيرهم.
- لقد طمأنتني يا ابنتي أنا أعرف ابني ليس لصا، حامد ولد طيب ولكنه كسول، منذ شهر وهو يعدني أن يأخذني معه لنزور أختي في الشارقة ولا يفعل، هذه الكتب والمجلات الكثيرة التي يقرأها دائما ستضعف بصره.
- طيب لا تنسي أنا تذكريه بأن يرجع كتب المكتبة العامة.
- سأفعل، ولكنه لا يسمع كلامي يا ابنتي، ترك الجامعة منذ سنتين وإلى الآن لم يتوظف أو يعمل. كل مره أقول له: اذهب إلى عمك الذي يعمل بالجيش، اذهب إلى خالك عبد الله المسؤول في كراج الوزارة، اذهب إلى خالد صديق المرحوم والدك إنه يعرف الكثير من المدراء والتجار، لا فائدة، إذن من طين وإذن من عجين، أتدرين ما الذي يشغل باله؟
- لا أدري.
- ربما يفكر في الزواج، ولكن هل تعرفين ماذا فعل عندما كلمته عن هذا الموضوع؟
- لا.
- ضحك، ضحك بشدة وسخر من كلامي، الزواج يحفظ الشباب، والده تزوجني عندما كان عمره ثمانية عشر عاما، وهل تعرفين كم كان عمري آنذاك؟
- لا.
- كان عمري أربعة عشر عاما، إيه، أيام، كان شعر رأسي طويلا تتعاون ثلاث نساء على تظفيره في جدائل وعلى تصفيفه وتنسيقه وتضميخه بالياس والمخمرية والعطور، سقى الله تلك الأيام الهانئة، هل تعرفين كم عمر حامد؟
- لا.
- خمسة وعشرون عاما، ويقول أنه صغير على الزواج، كل إخوانه تزوجوا منذ زمن طويل، لا أدري ماذا أفعل به؟
- الله يساعدك، لا تنسي تذكيره بضرورة إرجاع الكتب، مع السلامة.
أغلقت التلفون بسرعة وهي تتنهد: لو لم أغلق التلفون لتكلمت معي حتى نهاية الدوام.
سألتها زميلتها:
- من هي؟
- عجوز مخرفة وثرثارة، شكت لي من ابنها ولم يكن ناقصا إلا أنا تجعلني خاطبة له.
- طيب حاولي الرقم الثاني.
قلبت الأوراق وقالت بتأفف:
- أرجو أنا لا أفاجأ بعجوز ثرثارة أخرى.
البقية تأتي... :) أو اشتروا القصة.. كع كع :)