سردال
24-12-2000, 09:11 PM
سأحكي لكم قصة قط صاحب أهداف، وله طموح، يخطط للوصول لأهدافه ثم ينفذ فإذا ما أخطأ أعاد التخطيط مرة أخرى، وهذا القط خير من كثير من بني البشر ممن لا يخططون ولا يطمحون إلى ما هو أعلى من وظيفة مريحة والسلام.
القصة يا سادة، هي أني كنت أمارس رياضة المشي كعادتي بعد صلاة الفجر، مررت في منطقة سكنية يربي أهلها الحيوانات الأليفة كالغنم والدواجن والأرانب وغيرها، ورأيت في مكان رملي قريب من أحد المنازل القديمة قط يخطط لتحقيق هدفه!! القط كان متحفزاً للقفز على أرنب صغير ومستعد لابتلاعه! تخيلوا بكل قواكم العقلية هذا المشهد، الهدوء يعم المكان، وقط يحاول الهجوم على أرنب صغير، وإنسان يراقب هذا المشهد وينقله لكم!! :)
ولم يكن هذا الأرنب الوحيد في المكان، بل كان هناك ثلاثة أرانب تحيط بالقط! لكن القط صمم على أن يكون الذي أمامه هو الضحية، فهجم على الأرنب كالأسد يطارد فريسته، لكن الفريسة أسرعت بالركض، والعجب أن الأرنب الذي خلف القط ركض وراء القط!!! فتشتت ذهن القط أيهجم على ذلك الذي أمامه، أم ذلك الذي يلحقه؟!
فيختارالذي يلحقه، رجع للهجوم عليه، وهرب ذلك الأرنب، فيرجع الأرنب الأول للحاق بالقط، فتتشتت القط مرة أخرى فوقف مكانه لاهثاً متعباً، ثم فجأة هجم على الأرنب الذي بجانبه، فتكرر نفس المشهد بالضبط! وهكذا استمر القط بملاحقة الأرانب الأربعة لكنه لم يمسك بأحدها أبداً.
لماذا؟ لأن الأهداف الأربعة متناقضة، فأحدها أمامه والآخر خلفه، وأحدهم على يمينه والآخر على يساره، فكيف سيمسك بالأربعة؟! لذلك كان عليه أن يركز على أرنب واحد حتى يحقق مراده، لكنه طمع بالحصول على الفرائس الأربع، وفي ذلك قال الشافعي:
حسبي بعلمي إن نفع . . . . . ما الذل إلا في الطمع
ما طار طير وارتفع . . . . . إلا كما طار وقع
ودمتم
القصة يا سادة، هي أني كنت أمارس رياضة المشي كعادتي بعد صلاة الفجر، مررت في منطقة سكنية يربي أهلها الحيوانات الأليفة كالغنم والدواجن والأرانب وغيرها، ورأيت في مكان رملي قريب من أحد المنازل القديمة قط يخطط لتحقيق هدفه!! القط كان متحفزاً للقفز على أرنب صغير ومستعد لابتلاعه! تخيلوا بكل قواكم العقلية هذا المشهد، الهدوء يعم المكان، وقط يحاول الهجوم على أرنب صغير، وإنسان يراقب هذا المشهد وينقله لكم!! :)
ولم يكن هذا الأرنب الوحيد في المكان، بل كان هناك ثلاثة أرانب تحيط بالقط! لكن القط صمم على أن يكون الذي أمامه هو الضحية، فهجم على الأرنب كالأسد يطارد فريسته، لكن الفريسة أسرعت بالركض، والعجب أن الأرنب الذي خلف القط ركض وراء القط!!! فتشتت ذهن القط أيهجم على ذلك الذي أمامه، أم ذلك الذي يلحقه؟!
فيختارالذي يلحقه، رجع للهجوم عليه، وهرب ذلك الأرنب، فيرجع الأرنب الأول للحاق بالقط، فتتشتت القط مرة أخرى فوقف مكانه لاهثاً متعباً، ثم فجأة هجم على الأرنب الذي بجانبه، فتكرر نفس المشهد بالضبط! وهكذا استمر القط بملاحقة الأرانب الأربعة لكنه لم يمسك بأحدها أبداً.
لماذا؟ لأن الأهداف الأربعة متناقضة، فأحدها أمامه والآخر خلفه، وأحدهم على يمينه والآخر على يساره، فكيف سيمسك بالأربعة؟! لذلك كان عليه أن يركز على أرنب واحد حتى يحقق مراده، لكنه طمع بالحصول على الفرائس الأربع، وفي ذلك قال الشافعي:
حسبي بعلمي إن نفع . . . . . ما الذل إلا في الطمع
ما طار طير وارتفع . . . . . إلا كما طار وقع
ودمتم