تسجيل الدخول

View Full Version : ( تعالوا : نتعلم كيف نتذوق .................. ( 4 )..)


بو عبدالرحمن
12-02-2001, 07:11 PM
-
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا أوان الشروع في عرض أمثلة على القاعدة المتقدمة في الدرس السابق :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=27892

(1) يريد القرآن الكريم أن يقرر عجز الآلهة التي يعبدونها من دون الله تعالى …
هذا التقرير يمكن أن يؤدى في عدة تعبيرات ذهنية مجردة ..
كأن يقال : إن ما تعبدون من دون الله لأعجز عن خلق أي شيء مهما دق ..
لكن المعنى بهذه الصورة يصل إلى الذهن مجردا باهتاً …
تعال الآن لنرى التعبير القرآني كيف يؤدي هذا التقرير ..:

( إنّ الذينَ تعبدونَ من دون اللهِ لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا لهُ ، وإنْ يسلبهم الذبابُ شيئاً لا يستنقذوهُ منهُ . ضعفَ الطالبُ والمطلوبُ !! )

فيحيا هذا المعنى الساكن ، ويتحرك في صور متعاقبة متحركة ..
أرأيت إلى تصوير الضعف المزري ؟؟ وإلى التدرج في تصويره بما يثير في النفس السخرية اللاذعة والاحتقار المهين ؟؟

تعال .. وتأمل :
( لن يخلقوا ) هذه درجة … ( ولو اجتمعوا له ) وهذه أخرى … ( وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ) وهذه أنكى !!!

ولكن .. أهذه مجرد مبالغة ؟؟
كلا .. فهذه حقيقة واقعة بسيطة ، فهؤلاء الآلهة ( لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له )..
والذباب صغير حقير ، والإعجاز في خلقه ، هو الإعجاز في خلق الجمل والفيل ، لأنها معجزة خلق الحياة ….
لكن الإبداع هنا في عرض هذه الحقيقة ، بصورة ترسم العجز عن بلوغ مسألة هينة في ظاهرها ..

والجمال هنا هو في تلك الظلال التي تلقيها خطوات الصورة من خلال التعبير .. لتقرير حقيقة عجز هذه الآلهة المزعومة .. فلا إله إلا الله وحده لا شريك له .

(2) يريد القرآن الكريم أن يجسم ضعف تلك الآلهة المزعومة ، أو الأولياء من دون الله عامة ، ووهن الملجأ الذي يلجأ إليه عبادهم حين يحتمون بحمايتهم .. فيرسم لهذا كله هذه الصورة المزدوجة :

( مثلُ الذين اتخذوا من دون اللهِ أولياء ، كمثل العنكبوت اتخذتْ بيتاً وإن أوهن البيوتِ لبيت العنكبوت .. لو كانوا يعلمون ..!! )

فهم عناكب ضئيلة واهنة …تأوى من حمى هؤلاء الآلهة إلى بيت كبيت العنكبوت أوهن وأضأل !!!
ولكنهم لا يعلمون حتى هذه البديهية المنظورة ..!
فهم يضيفون إلى الضعف والوهن : جهلاً وغفلة .. حتى ليعجزون عن إدراك البديهي المنظور !!

(3) وإليك المثال الثالث :

هذا منظر من مناظر الطبيعة المتحركة في الجو ، يعرضه القرآن الكريم خطوة خطوة ، وفي كل خطوة مشهد ، ثم ليصل بقلبك إلى تقرير حقيقة كبيرة ضخمة .. تأمل :

( اللهُ الذي يرسلُ الرياحَ ، فيثيرُ سحاباً ، فيبسطه في السماء كيف يشاءُ ، ويجعلهُ كسفاً ، فترى الودق يخرج من خلاله ، فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون .. وإن كانوا من قبل أن يُنزلَ عليهم من قبله لمُـبلسين .. فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرضَ بعد موتها ، إن ذلك لمحيي الموتى ، وهو على كل شيء قدير )

هكذا : لوحة بعد لوحة : إرسال الرياح .. إثارة السحاب .. بسطه في السماء .. جعله متراكبا .. خروج المطر من خلاله .. نزول المطر .. استبشار من يصيبهم بعد أن كانوا يائسين ..إحياء الأرض بعد موتها ….

كل تلك المشاهد الحية المؤثرة المتحركة .. لينتقل بعد استعراضها للعين والخيال … وبعد تركها تؤثر في النفس على مهل .. كل ذلك لينتقل إلى :
( إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )
فيجيء هذا التقرير .. في أنسب الأوقات ..

متى سنتعلم من مثل هذا العرض الجميل ، كيف نصل بالحقائق إلى القلوب من أجمل طريق ؟
متى سننتقل خطوة نحو الأعلى ، من مجرد عرض المشاهد وكأن أقلامنا آلة تصوير فحسب ، إلى استغلال المشهد الذي عرضناه لتقرير حقيقة ضخمة يترتب عليه سلوك في دنيا الواقع .. ؟
ترى أين شعراؤنا ومبدعونا من سلوك هذا الطريق السماوي الرائع ..

ولنا لقاء إن شاء الله لنتابع عرض نماذج أخرى ..
دعواتكم .....
وملاحظاتكم .......... كي أستمر

فلونة
12-02-2001, 07:43 PM
سبحان ماأعظم خلق الله ..وضربه لأمثلة لمخلوقات بالغة في الصغر

ليتحدى به المشكرين والكفار

اتعلم أخي أبو عبدالرحمن

انه في العصر الحديث وقريباجداً أكتشف العلماء أن الذباب

إذا وقع على شئ فإنه طبيعته تتغير وتتحول..

وإنْ يسلبهم الذبابُ شيئاً لا يستنقذوهُ منهُ . وهنا ظهر الاعجاز


فسبحان الله..


فلونة

غريب نجد
12-02-2001, 10:56 PM
الاخ العزيز بو عبدالرحمن

^1

اسعد الله اوقاتك ويامك بكل الخير ووفقك الله الى بذل المزيد والمزيد .. وسبحان الله ننزهه عن كل شبية به ..

وقف الناس مدهوشين مذعورين امام تلك الاله الغريبة .. كيف صنعت ؟ ومن صنعها ؟ وكيف استطاع ذلك ؟ ومن علمة ذلك ؟ و.. و.. ؟ اسئلة كبيرة كانت تلقى حول تلك الالة المعجزة كما قيل عنها ..

وتجاهلوا ان الله خلق من صنع تلك الاله وان الله سبحانه خلق ومبدع كل شيء حولهم .. موقف يتكرر اعجابا وتشييدا لصنع الانسان الم يكن خالق الانسان اولى به منهم سبحانه .. لو استمهل الانسان نفسة وقراء اياته ومنها (( الا تتفكرون )) ..

لكان من المحال ان يستطيع او يتجراء الانسان في عصيان ربة ولكن هيهات ان ينتبة لذلك الغافلون ..

جزاك الله خيرا اخي في الله ووفقك الله ونتمنى منك المواصله الدائمه في مثل هذا ...

تحياتي لك

ربيعة الورد
12-02-2001, 11:05 PM
سلمت على ماسطرت في هذا الموضوع
ولا نقول إلا " سبحان رب العظيم "

جزاك رب خيرا ونحن على انتظار
كما وعدتنا...

بو عبدالرحمن
13-02-2001, 10:26 PM
-
الأخت الفاضلة / فلـونة ..... حفظك الله ورعاك

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
مداخلتك رائعة .....
وهذه اللفتة الإعجازية العلمية تحتاج إلى وقفة طويلة ...
على كل حال شكرا للفت النظر إليها ..
بارك الله فيك ..ونفعنا الله بك وبدعواتك ...

ريمانه
13-02-2001, 10:56 PM
أخي الفاضل
إن ماذكرته هو نوع من أنواع الإعجاز في القرآن الكريم ..وهو التصويري الذي يربط عقل الإنسان بالحقائق الكونيه فيعرضها متسلسله مترابطه فتصل الأسباب بالنتيجة بطريقة منطقية وسلسه بعيدة عن التعقيد ...ثم لتصل في النهاية إلى حقيقة عظمى
للأسف فإن شعراؤنا مشغولون منذ فترة على تصوير أشياء ومعاني أخرى ...لكن الحمدلله الخير كله في دارسي علوم القرآن وتفسيره

كنت سأتناول موضوعا متسلسلا عن الإعجاز القرآني ..وأنا في صدد جمعه ..وسأقوم بطرحه قريبا إن شاء الله ...أرجوا أن تفيدني في هذا المجال إن أمكن ...جزاك الله خيرا

بو عبدالرحمن
13-02-2001, 11:42 PM
-
أبادر فأعتذر من جميع الذين أوردوا تعقيباتهم على الموضوع ولم أرد عليهم حتى الآن .. غير أن سأعود إليهم إن شاء الله ..
إنما أردت الآن أن أقدم الرد على الأخت الفاضلة / ريمانة ..
لأنها تنتظر جوابا .. وحتى لا يطول انتظارها أقدمها ..فالمعذرة ..

أختي الفاضلة :
ابتداءً : حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك ...
ثانيا : جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية التي أسأل الله أن ينير بها قلبك ودربك ..
ثالثاً : وجزاك الله خيرا مضاعفاً على هذه المداخلة الرائعة ، جعلها الله في ميزان حسناتك ..

رابعا : خذي هذا الرابط الرائع .. وهو من أجمل الروابط وأقواها ، التي عثرت عليها في موضوع الإعجاز العلمي ..
تأملي فيه طويلا ..
يبقى أن تلهجي الآن بالدعاء لمن دلك عليه .. ولمن أعده وأخرجه أيضا ...
وأسأل ان ينفعك به ، وتنفعين غيرك بما انتفعت به ..
http://www.tasabeeh.com/

-_