تسجيل الدخول

View Full Version : ( رسالة خاصة ..... إلى نفسي الأمارة بالسوء !! )


بو عبدالرحمن
29-03-2001, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

كانت المراسلة من هواياتي المفضلة ، ولقد أفادتني هذه الهواية كثيرا ..
وخلال سنوات عدة ، كتبت آلاف الصفحات ، إلى أناس في بلاد شتى ..
كانت منها الرسائل الطويلة ، ذات الشجون ..
ومنها القصيرة ذات الأنفاس المتقطعة المتلاحقة ..
بعضها كانت ثمراته واضحة .. وكثير منها لم أر ثمرة له ، بل لا أحسب أن له ثمرة أصلا ..
غير أن ثقتي بالله ، أنه ادخر لي أجر ما كتبت من خير ، في كتاب لا تفلت منه لفظة ولا حرف .. وتجاوز عني ما سوى ذلك ، لأني تبت منه وانخلعت عنه .

اليوم ، وفي هذا الصباح الفياض بالنور ،
انقدحت في ذهني فكرة … عجبت كيف لم تطرأ على ذهني خلال تلك السنوات ، التي مرت مر السحاب !؟… ولكني علمت أن الأمور مقدرة تقديراً عجيباً من عند الله ..
قالت لي نفسي :
منذ سنوات وأنت توجه رسائلك ذات اليمين وذات الشمال ..فهلا تكرمت عليّ وتوجهت إليّ برسالة خاصة ، وأنا نفسك التي بين جنبيك ..؟!!
ألست أولى الناس باهتمامك !؟ أما لي حظ في قلمك ؟ ونصيب من فكرك ؟!
وما يدريك لعلي أتعظ برسالة أقرأها ، أكثر مما أتعظ بكلمة أسمعها ، ثم أنساها !!

ووجدتني أفرح بالفكرة فرح طفل تحصل على هدية يحبها ..!
وبادرت أكتب رسالة خاصة إلى نفسي ..نفسي التي عرفتها لئيمة ، مع أنها حبيبة !!
--
إليك أيتها النفس الحبيبة العجيبة أتوجه بخطابي هذا ..
لن أسألك عن الصحة ، كما أفعل عادة في رسائلي الأخرى ..فأنا أعرف بصحتك ومرضك .. ولن أسألك عن الأحوال ، فأحوالك هي عين أحوالي .. !!
فدعيني من هذا كله ، و أعيريني سمعك جيداً ..
لقد احترت والله في أمرك ، بعد أن بلغ بي الجهد معك مبلغاً عظيماً .
وبعد أن أعياني نصحك .. وأتعبني وعظك .. وأرهقتني متابعتك ..!!
كم ذا رأيتك مقيمة على قبيح الأفعال .. مقبلة على سفاسف الأمور ..
متولعة بهذر القول .. منتشية مع لغو الحديث .. متابعة لكل ما لا فائدة فيه ….
ومع هذا أراك صاحبة دعاوى كثيرة وطويلة ..!
وكلما قلت استقمتِ .. عدت إلى الوحل تتمرغين فيه ..مستمتعة به ..!!

أعجب من هذا …
أنني كلما رغبتك في أمر ذا بال يقرّبك من الله تعالى ، أراك تهتزين ، وترينني الشوق في عينيك _ أو هكذا يخيل إليّ _
فما أن أشمر للقيام بذلك الأمر ، حتى أراك تنكصين..
وتؤثرين الفاني على الباقي ..!! وتستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير !!
وتعودين في لهفة الغائب ، إلى المستنقع الذي كنت فيه ..!!
وكلما زجرتك .. ورفعت سوط الترهيب فوق رأسك ، محذراً إياك .. وأنا أرعد وأبرق ، وأرغي ، وأزبد ..!!
ما أسرع ما أرى دمعاتك تنهمر على خديك ..!
ويهتز قلبي من داخله وأنا أرى هذه الحالة التي تتلبسين بها ..
ولم أدر أنك ممثلة بارعة ..! تجيدين لعب كافة الأدوار بمهارة عالية عجيبة !

تخادعينني بهذا الدور العاطفي الشديد التأثير ، لأنك تعرفين كم هي رقة قلبي ، حين أرى دموع أحد من خلق الله يبكي مقهورا.. !
يا له من مشهد مؤثر .. مشهد هذه الدموع وهي تنساب كالنهر على خديك ..!
لكن ما قيمتها في دنيا الواقع !؟
لكن ما رصيدها في الحقيقة ، وهي لا تثمر لك تغيراً في سلوك ..!؟
أي قيمة لدمعاتك هذه ، وأنا أراك بمجرد أن تجف ، تعودين على الفور إلى ما كنت منه تبكين ..! فإذا أنت تنغمسين في دوائر الزلات والغفلات والهفوات ونحوها .

وأعود بدوري إلى رفع السوط فوق رأسك من جديد ،
سياط الوعد والوعيد ، والويل والثبور …!
في حمية قاسية ، وغضب شديد ..!
فإذا بك تنكمشين وتتجمعين في هلع في أقصى الزاوية ، وألاحظ أنك ترجفين من مفرق الرأس ، إلى أخمص القدم ..!
فيداخلني فرح بأني انتصرت عليك هذه المرة …!
وأنسى أنك ممثلة بارعة مبهرة ..!
وأنك الآن في ( دور ) جديد ، تقومين بأدائه في مهارة فائقة لا تضاهى !!

وما أكثر ما انتحيت بك بعيدا عن عيون الخلق ، حيث لا يراني معك إلى الله وحده ..
في خلوة جانبية أسوقك إليها سوقاً عنيفاً ..!
وأبدأ أسرد عليك المواعظ ، والزواجر .. وأذكّـرك بالدنيا والآخرة ..
وأخوّفك من عذابٍ في القبر وعذاب في النار .. وأحدّثك عن مصارع الغابرين ..
وأذكّرك بقرب الرب سبحانه منك ، وأنه محيط بك ،
عالم بسريرتك ، يحصي عليك أنفاسك ، ويستر عليك أخطائك ،
ويوالي عليك نعمه التي لا تحصى ، فمن حقه سبحانه عليك :
أن يذكر ، فلا ينسى .. وأن يُشكر ، فلا يكفر .. وأن يُطاع فلا يعصى ..!

ويهزني أن أراك تصغين بعناية ، وبتركيز ، وتتابعين هذا الشلال الذي يتدفق من غور قلبي ، بعينين مفتوحتين حتى أقصاهما _ علامة الانبهار بما تسمعين _ !!
فتطرب روحي .. ويهتز قلبي .. وأنا أراك على هذه الحالة ..
وأنسى أنك الآن في ( دور ) جديد من أدوارك المتعددة !!
يالك من……. من شقية ……….. مع أنك حبيبة ..!!
تحياتي إليك ، ولي عودة معك _ إن شاء الله الله تعالى _…!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- - - - -

لن أخبركم بما ردت في جوابها على هذه الرسالة الطويلة التي توجهت بها إليها ...
لأن ردها _ فيما أحسب _ لا يتعدى القيام بدور جديد من أدوارها الكثيرة .!!
- - -
لكن هل ترون أني سأتركها !؟؟
لا والله .. وراها .. وراها .. حتى تلين أو تموت .. !!

مصعب
30-03-2001, 03:04 AM
^1

جزاك الله خير الجزاء على ماكتبته يداك من كلمات عطرة وعبارات نيرة فأسال المولى عزوجل أن يجعل لك بكل حرف حسنة وأن يتجاوز عنا وعنك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

أخوك في الله ( مصعب ) عبدالله ..... أبو سلمان .


ملاحظة :

إذا تسمح لي أن أنقل مواضيعك لمنتدى آخر وبأسمك ، وجزيت الخير يا أخي .

بو عبدالرحمن
01-04-2001, 06:57 PM
-
أخي الحبيب / مصعب
........... حفظك الله ورعاك ورفع الله قدرك

أشكر لك هذه المتابعة الواعية التي أسأل الله
أن ينفعك بها لتنفع بها غيرك من يحيطون بك ..
بارك الله فيك ..
ونفعنا بك وبدعواتك ..
أخي الكريم ..
بالنسبة لما طلبت ...فافعل ما فيه تحصيل مرضاة الله سبحانه ..
خذ ما تشءا ، ودع ما تشاء ، وانقل وتحدث ، واكتب .. كما تشاء إلى حيث تشاء ..
نسأل الله سبحانه أن يتقبل منا ، ويرضى عنا ..
تحياتي إليك ، وخالص دعواتي لك ..

الفجر الجديد
02-04-2001, 01:01 AM
يقول ابن الجوزي رحمه الله ـ بتصرف ـ :
عجباً لنفسٍ إذا قرعتها المواعظ تصغي لها سامعة ..!! ثم تعود الزواجر عنها ضائعة ..!!
وهي في كرم الكريم طامعة ..!! وليست له في حالِ من الأحوال طائعة ..!!
بل تصر على الذنب وتعود إليه مراراً متتابعة ..!!

ويقول الشاعر في ذات المعنى :

أبت نفسي تتوب فما احتيالي .... إذا برز العباد لذي الجلالي
وقاموا من قبورهم سكارى .... بأوزارٍ كأمثالِ الجبالِ
وقد نصب الصراط لكي يجوزوا .... فمنهم من يكب على الشمالِ
ومنهم من يسير لدار عدن ....تلقاه العرائس بالغوالي
يقول له المهيمن ياوليي .... غفرتُ لكَ الذنوب فلا تبالي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل على كل ما قدمت وجعلنا الله وإياك ممن يقول له المهيمن ياوليي غفرتُلكَ الذنوب فلا تبالي .

غريب نجد
02-04-2001, 03:01 AM
ابو عبدالرحمن ..

الحمد لله الذي انارنا بالقران وزادنا من فضله وحثنا على طلب الجنان .. ووفقك الله الى كل ماهو فيه خير للبنان .. ونفع الله بك عبادة في كل الازمان ..

***** (( ان النفس لامراه بالسوء الا من رحم ربي )) *****

تحياتي لك اخي الحبيب و جزاك الله خيرا عنا جميعا واعانك الله وايانا على نفوسنا البشرية وجعلنا الغالبون عليها دوما

مصعب
02-04-2001, 05:02 PM
^1

جزيت الخير يا أخي لقد أخجلتني بتفضلك علي ، فجزاك الله خير الجزاء ووفقك إلى ما يحبه ويرضاه وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .


أخوك الذي يحبك في الله ولله ( مصعب ) أبو سلمان ..... عبدالله .

شاهيناز
02-04-2001, 05:23 PM
فكره جميله سوف احاول ان ابعث لنفسي رساله لكن اعلم انها لا ن تكون في مستوى رسالتك....سوف احاسب نفسي لان تعودنا في رسائلنا للغير المجامله الانسان لايجامل نفسه لكن يسهل لها الامور...

سوف افكر من الان في الافكار الرئسيه لرساله...لكن المهم نتائج الراساله هل ستكون مرضيه وكما توقعت ام حالها حال رسائل الشكوى التي نبعثها للمسؤلين ....الله اعلم

لكن الفكره اعجبتني وسف احاول تطبيقها...

جزاك الله كل خير.....

بو عبدالرحمن
04-04-2001, 07:13 PM
-
الأخت الفاضلة / الفجر الجديد

جزاك الله تعالى خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
التي اسأل الله أن ينفعك بها في دنياك وأخراك
لا يسعني إلا أن اقول :
رائع هذا التعقيب ..فلقد أحسنت الاختيار
بارك الله فيك . ونفعنا الله بك وبدعواتك ..

أبت نفسي تتوب فما احتيالي .... إذا برز العباد لذي الجلالي

بشرى
04-04-2001, 09:13 PM
هذه المرة الأولى التي أرد فيها على موضوع من مواضيعك
وأقولها وكلي خجل وندم :(
كيف غفلت عن روعة وتميز مواضيعك وخاصة هذا الموضوع
رسالة إلى النفس ما أجلها من فكرة وما أروعها

أكيد أستاذي الفاضل أن نفوسنا في حاجة ماسة لرسالة من هذا النوع جزاك رب عليها خير الجزاء
ولم اتمالك نفس مطلقا وأنا أتأمل كلماتك النيرة ومعانيها الجليلة

خالص تحياتي وتقديري أستاذي

سعودية
05-04-2001, 05:18 AM
دخلت كعادتي إلى المنتدى..
أطلقت العنان لعيني لتلتقط لي وتختار ماذا أقرأ وبماذا أبدأ..
كانت العادة أن أقرأ المستجد من الموضوعات..

نصيب هذه المرة لذلك الكاتب الذي اتلقى منه الصفعات كلما قرأت موضوعاً جديداً له ..

عنوان الموضوع مخيف " رسالة خاصة ... إلى نفسي الأمارة بالسوء ‍‍‍‍"

بدأت بالسملة ودعوت الرحمن أن تكون الصفعة هذه المرة خفيفة لأن كثرتها بدأت تؤلمني وبدأت أتعب منها..

لم تكن صفعة من موضوع بل زاد الكرم هذه المرة وطغى وفاض وصار كل حرف في هذا الموضوع يأبى الا ان يصفع ‍‍‍...

صفعة الفكرة .... هزتني

كرهتها وكنت دائمة الكره لها ..

راودني كثيراً أن أكلم نفسي لا أن أرسل لها رسالة ..
ولكن ..
كنت لجانب الهرب أميل أكثر ..

من هي نفسي ؟؟؟

سؤال أمقته

ماذا تفعل تلك النفس ؟؟؟

سؤال يزعجني


معركتك الدائرة بينك وبين نفسك ..
تشبه معركتي في المسمى ولكن عكسها في المضمون ..

احترت وتعبت وأرهقت معها وأعياك النصح ..
وأنا ..
احترت وتعبت وأرهقت معها وأعياني ما تفعل بي ..

تلومني ،،، توبخني ،،، تتهددني ،،، تتوعدني

بماذا ؟؟؟

بانحرافي لسفاسف الأمور وتولعي بهذر القول ومتابعتي لما لا ينفع ...

تعجبت انت من هذا ‍‍
استمتع أنا بعجبها و زدت في اخطأي ..

نعم أحسها كلمة كلمة وحرف حرف ..
" تؤثرين الفاني على الباقي 000 تستبدلين الذي هو ادنى بالذي هو خير "

هي تعبت ،،، ملت

تزجر وتضرب بالسياط وتحذر ولكن لا حياة لمن تنادي ..
ترعد ، تبرق ، ترغي ، تزبد ..... من يأبه

دموع ،،، دموع ،،، دموع
منها الكثير تكفي لتغرق عالمها بفيضان
لكنها كاذبة ،،، مخادعة

عندما كتبت لدموعك ..
" ولم أدر أنك ممثلة بارعة .. تجيدين لعب كافة الأدوار بمهارة عالية عجيبة ........... لا تضاهى ‍‍"

توقفت ... عجبت هل يكلمني ذلك الكاتب ؟؟
من أخبره ؟؟ من قال له ؟؟

عدت الى الأسطر التي قبلها لأستيقظ من هول المفاجأة ..

هذه المرة لم تكن صفعة بل ..... طعنة

نزف قلبي ... سقطت قطرات من دمائي ...

لحظة ..

إعلم أن تلك الدماء كانت كاذبة مغلفة بالزيف
ألا تذكر فأنا ممثلة بارعة ..

هزتني كلماتك فقد قرأتها بعناية وتركيز وتابعت هذا الشلال المتدفق منها ،، بعينين مفتوحتين حتى أقصاهما ..

نعم بدت علي علامات الإنبهار ..
جميع جوارحي طربت لتلك الحروف ..
لكني لم أنسى أنني في أعظم أدواري ..


غبطتك على ما أنت فيه ..
ودعوت ربي وأنا المسكينة الشقية أن يثبتك على ما أنت فيه ، وأن يغفر لك المهيمن الذنوب ..

وتوجهت إليه ..

رباه عفوك رجائي وأنت الكريـم
وغفرانك أملي وأنت الغفــــور
وصفحك غايتي وأنت الرحيــــــم

رباه تعلم من أنا؟‍
فيا ربي تب فكلي أثام أصرخ إليك مستغيثة ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أتعبتني فكرتك ..

بو عبدالرحمن
05-04-2001, 12:51 PM
-
أخي الحبيب / غريب نجد ..
............. رفع الله قدرك وأعلى منزلتك

أشكر لك هذه المتابعة الواعية ..
وجزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات الطيبة
وأسأل الله أن يجد أجر جهدك مذخورا لك عن ربك
في يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وترة الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد ...

بارك الله فيك .. ونفعنا بك وبدعواتك ..

بو عبدالرحمن
05-04-2001, 01:18 PM
-
أخي العزيز / مصعب
............ حفظك المولى ورعاك

لا تقل هذا يا أخي ..
أنا لم أفعل شيئا اصلا ..
وواجب الأخوة مني لك يقتضي الكثير
مما قرت عنه ..
ولذا يلزمني أن أعتذر إليك ..
أحبك الله الذي أحبتني من أجله ..
تحياتي إليك ، وخالص دعواتي لك ..

Huda76
09-04-2001, 01:28 AM
أخي الكريم بو عبدالرحمن

هلا بك والله ..

تسلم وجزاك الله ألف خير على هذه الرسالة القيمة التي فعلا استوقفتني طويلا ..

قال تعالى في سورة النازعات:
" وأما من خاف ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى"

وقال تعالى في سورة العنكبوت:
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين"

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت"

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهونها عليكم الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم"

تحياتي لك أخي الكريم

بو عبدالرحمن
13-04-2001, 10:27 AM
-
الأخت الكريمة : شاهيناز
........... رعاك الله أيتها الفاضلة

أشكر لك هذا الحضور المتميز ..
رائع ان الفكرة أعجبتك ... لقد أثلج صدري ذلك ، وفرحت به ..
وأروع من ذلك انك تعزمين على أن توجهي رسائل إلى نفسك ..
وأروع من هذا كله ، أن تصري وتستمري على مواصلة بعث رسائل إلى نفسك ..
لعل رساله منها تفلح وتصلح..
فإذا نفسك تستوي وتستقيمعلى الوجه الذي يرضي الله سبحانه
وثقي أن نتائج هذه المحاولات سوف ينصب لصالحك في النهاية .

جزاك الله خير الجزاء ..
وبارك الله فيك .. ونفعنا الله بك وبدعواتك .

Huda76
16-04-2001, 03:05 PM
أخي الكريم بو عبدالرحمن

اسمح لي بهذه الاضافة :

خطبة حاسبوا أنفسكم (http://www.alminbar.net/audio/013/023Hasbo.ram)

لسعود الشريم

تحياتي لك

بو عبدالرحمن
20-04-2001, 09:33 AM
-
الأخت الفاضلة / بشــرى
.......... بشّرك الله بالجنة

أشك لك هذه المتابعة الواعية
والتي أسأل الله سبحانهأن ينفعك بها ..
وأن تكون سبباً لمزيد من تنور قلبك بنور الإيمان ..

لقد أسعدني أن تبادري هذه المرة بالتعقيب ..
فذلك مما يدخل السرور إلى قلبي ..
بارك الله فيك
ولقد هزتني كلماتك القليلة المعبرة .
حفظك الله ورعاك ..
لا أزال أنتظر متابعتك .. وتعقيباتك الرائعة المؤثرة ..

بو عبدالرحمن
22-04-2001, 12:03 AM
_
الأخت الفاضلة / سعودية
.... حفظك الله ورعاك

وها أنا أصل إلي تعقيبك أخيراً ..!!
وكم تمنيت أن يتأخر أيضا قليلا ..
لأنني حتى هذه اللحظة لم أجد الكلمات التي يمكن أن تليق بكلماتك ومعانيك التي تضمنها تعقيبك المثير ..
ولذا فإني أطلب وقتاً مستقطعا ..!!
فقط أحببت هاهنا أن أسجل كلمة على عجل أعلن فيها تلعثمي عن قول ما يجب قوله في موقف مثل هذا ..
تحياتي وخالص دعواتي ..
لابد أن لي عودة إن شاء الله تعالى ..

بو عبدالرحمن
02-05-2001, 01:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة / سعودية
...... رحم الله والديك .. ورفع قدرك

هاهي أيام أخرى تمضي ، ولا أزال عاجزا عن صياغة ما ينبغي
لكلماتك ومعانيك التي تولدت تحت سن قلمك تعقيببا على هذا الموضوع .
واله لقد عدت إليه مرارا ، وأمسك بقلمي وأوراقي بين يدي
وأحاول أن أكتب شيئا مناسبا ..
فلا الذي يأتيني يعجبني .. ولا ما يعجبني يأتيني .
فأبادر إلى تمزيق تلك الأوراق ..
على أمل أن أعود مرة أخرى ..
تقولين ( أتعبتني فكرتك ))
أما أنا فأقول ( أرهقني تعقيبك )
مرة ثانية أطلب وقتاً مستقطعا ..
وأسأل الله أن يفتح علي بفتح من عنده .. إنه نعم المولى ونعم النصير ..

بو عبدالرحمن
03-05-2001, 11:16 AM
-
الأخت الفاضلة / سعودية
........... حماك الله من شر نفسك

أما هذه المرة فساجمع طاقتي ..وقوتي ..وأفكاري وأعصابي وسأكتب
وأنا ألهج بذكر كثير لله ، ودعاء متصل بين يديه .
أن يجعل هذه الكلمات تنزل على نفسك بردا وسلاما ..
إنه نعم المولى ونعم النصير ..
قلبي وقلبك بيده هو وحده سبحانه ..
واسأله أن ينير قلوبنا بنور محبته

كنت احسب أن كلماتي وردا وزهورا ،،
وباقة ضوء أهديها لكم على طبق من حب ودعاء ..
وما خطر ببالي يوما أنها ستكون بمثابة ( صفعات ) ..!!

سبحان الله ....!
هكذا " صفعات " وصفعات مؤلمة .. بل تصبح " طعنات " ..!!!
أحزنني هذا التشبيه وآلمني ..
بقدر ما اعجبني هذا القلم الذي تملكين ..
وهو يسيل بين يديك في طواعية بأسلوب السهل الممتنع ..


والله ما ظننت إلا أن تحملي إليّ أرق الدعوات ، في شكل شلال متدفق _ دعوات تهز قلبي
رجاء أن يستجيب لك الله فانتفع بدعائك لي ..
ما كنت أنتظر إلا أن اسمع كلمات شكر خالصة على هذا الجهد المتواضع .. الذي ستؤكدين أن له أثره ( الإيجابي ) في حياتك ..
فإني أترقب وأتلهف واتطلع لقارئ يؤكد أنه تأثر إيجاباً
سواء من خلال تصحيح مفاهيم ...
أو تعديل تصورات ..
أو تبديل سلوك ..
أو تغيير اتجاه ..
ذلك هو يوم عيدي ،،
وتلك هي الساعة التي تهتز فيها نفسي فرحا وابتهاجا ..
ويرف فيها قلبي سرورا ..
وتطرب فيها روحي مسرة ..
ويلهج فيها لساني بحمد الرب سبحانه على توفيقه وتيسيره ..

أما " صفعات " ..فلا وألف لا
لم أردها صفعات ، إنما أردتها نفحات ..
وكيف أجعلها صفعات وأنا أخاطب بها أطهار أنقياء
أذكر نفسي وإياهم بما قد يكون بعضنا غفل عنه ونسيه ..

--
أما الحديث عن نفسك ..
فصدقيني أيتها الفاضلة الكريمة ..
أن هاهنا خطأ أرغب أن أنبهك إليه ..
وابتداء اعتذر عن التشبيه
(هذه النقطة بالذات هي التي كانت سبب تأخيري في الرد على تعقيبك كل هذه المدة )

أرأيت إلى فارس يمتطي صهوة فرسه ..
ويرغب أن يتجه بها إلى حيث سيجد أفراحه وأعياده وأحبابه ..
غير أنه أخذ يشتم الدابة ، ويصب عليها جم غضبه ..
لأنها لم تتجه به رأساً إلى حيث يرغب ويتمنى ويرجو ..
لماذا ؟؟
ونكتشف العجب ..
لأنه لا يوجهها هو ، ولكنها هي التي تمضي به إلى حيث تشاء ..!!
لقد أعطاها القياد ، ونام على ظهرها ، ثم هو غاضب أنها لم توصله إل حيث يشاء ..!

أهذا إنسان مكتمل العقل ..؟!
حين يتخلى الفارس عن دوره في قيادة فرسه وتوجيهه
ويبقى نائما على ظهر الدابة ..
أو يؤثر أن يتلهى بأكل الفتسسق وأنواع المكسرات !!
أو يتلهي بسفاسف الأشياء التي يمر بها ..!!!
ثم هو يسخط على هذه الدابة ..
فإنه يستحيل أن يكون عاقلا أبدا ..!

في هذه الحالة ..
لا نملك إلا أن نهتف بهذا الفارس ..ونصيح به .:
استيقظ ... تنبه .. انظر .. تفكر .. الخ
أنت الفارس يا هذا لا الدابة .. انت الملوم لا هي !!
لعل صيحة تأتي في وقت يقظة ، فينفعل بها ذلك الفارس
فيعرف كيف يكون فارسا عندها ، فلا تصبح الدابة هي الفارس وهو .........!!


اسمحي لي أيتها الفاضلة ..
قياد نفسك بيدك .. وليس العكس ..!
فكوني الفارس الذي يأبى أن يعطي القياد للدابة ليتلهى هو بقشور مما يرى وما يسمع !!
لقد ذكر علماؤنا رحمهم الله تشبيهات كثيرة للنفس هذا أحدها ..
وأيضا قالوا :
النفس : كالخادم الأهوج الأرعن مع سيده ....
فحين يقرر السيد أن يتبادل المقاعد مع هذا الخادم الأخرق ..
فلا يلومن إلا نفسه ..!!
- - -

أيتها الفاضلة .
أعياك ما تفعله بك نفسك ..
لأنك لم تقفي معها وقفة حازمة جادة .. لا هوادة فيها ..
لقد قيل قديما ..
والنفس كالطفل إن تهمله شب على ** حب الرضاعة وإن تفطمه ينفطم

وأنت فيما يبدو من كلامك ..
تركت هذا الطفل هو الذي يتحكم فيك ..
حتى لو قال لك ألقي بنفسك في النار ..
لقلت : لبيك ..لبيك !!
ثم لبادرت إلى أتون النار راضية ، وهو يتابع ضاحكا .!!
أهذا يعقل ..؟؟

مهما كانت محبة الأم لطفلها فهناك حدود لا تتجاوزها
أرايت لو أن طفلك الحبيب الأثير
تناول مادة سامة قاتلة ..
هل سيسرك ذلك ، وتصفقين له وأنت تتابعين ماذا سيفعل بها ؟
بحجة أنه يحب ذلك ، وأنك لا ترغبين في إغضابه ؟؟؟
بل أخطو بك خطوة أبعد من هذه ؟...

أرأيت لو أن هذا الطفل الحبيب ..
أخذ يبكي بين يديك وهو يلح عليك أن تناوليه تلك المادة السامة القاتلة ليلعق منها ...
ولشدة عاطفتك به ، وحبك له ، وحنوك عليه ..
بادرت تضعي بين يديه ما فيه هلاكه حتما ..!!!

أيتها الفاضلة ..
أيها الكريمة ..
أيتها الأبية ..
كذلك شأن النفس تماما بتماما .
احفظي هذا المثال إن كانت نفسك تهمك حقا ..
وكما ستزجرين ابنك الحبيب عن تلك المادة ،
فليس أمامك خيرا إلا أن تزجري تلك النفس عما تشتهي ،
ولو بكت وناحت .. وولولت وهاجت..
واحتجت وارتجت ، وطالت وقصرت ..
وانتفخت أوداجها ، وصرخت .
وضجت بالشكوى والأنين ، والنياحة والعويل و...و...و..
بل .. بل حتى لو ذهبت بشكواها إلى مجلس الأمن ......!!!
لا عليك منها ..
ليس سوى فترة ،وستعتاد ..
وشواهد التاريخ تصدق هذه الحقيقة ..
- -
كان بودي أن أسترسل ..
ولكني سأكتفي بهذا القدر..
منتظرا تعليقك أو تعقيبك أو سؤالك ..
سائلا الله سبحانه أن ينير قلبك ودربك .. وبصرك وبصيرتك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بو عبدالرحمن
04-05-2001, 10:20 AM
-
الأخت الفاضلة الجليلة / هــــدى
................. رعاك الله حفظك

أشكر لك هذه المتابعة الواعية
وجزاك الله خير الجزاء على هذه الشواهد الرائعة التي تعزز الفكرة ، وتقويها ..
أسأل الله أن يبارك فيك حيثما كنت ..
وأن ينفعك وينفع بك ..

سعودية
05-05-2001, 10:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

.. حماك الله ووفقك ..

يا سيدي الكريم ..

تملكتني الدهشة .. وعقد لساني الإستغراب

من تعقيبك هذا على ردي ذاك ..

يا أخي ..

لماذا التشبية ألمك وأحزنك .. وكان الأجدر به أن يكون الأقرب إلى نفسك ؟!

نعم كلماتك صفعات ..

سأطرح عليك سؤالا ..

هل تهتز نفسك فرحا وإبتهاجا .. بكلمات متلقي لك يبثك عبارات الشكر على ما قمت به من مجهود .... ويمضي ؟؟!!

عندها ليكن معلوما لديك .. أن كلماتك لم تكن إلا أحرفا لامست السطح ولم تصل إلى غور ذاك القلب ..

فِأين العين التي تقف لتتأمل وتغوص في بحور الكلمات ..
فالعين هي الباب إلى القلب ... أين ؟!

فلا تحسبن العين البصيرة مغنما
**************************** لمن ليس ذا قلب وإن زانها الحور


فالأحرى بك أن تتلهف وتتطلع لقارئ يؤكد أنه تأثر بكلماتك .. وحفظت بين طيات قلبه ..

كان الأجدر بك .. أن تزهو فرحا عندما قلت صفعات ..
فعندما نتلقاها .. يعني أنها استوقفتنا
هزتنا .. بثت شيئا في أنفسنا .. أثارت بركانا كان خامدا في نفوسنا الضعيفة ..

لتبدأ خطوات التصحيح للمفاهيم ..

بعد ذلك ..
أي المتلقيين سيملأك فخراً بما كتبت من كلمات ؟!


أيها الفاضل ..

ماجاء بعد ذلك من تشبيه ... ملأني دهشة أكثر ..

فشتان ما بين فارس ودابة .. ونفس وصاحبها

فأعتقد أن الكلمات تحوي معانيها ..
فالفارس هو مرئ ما وصل لهذا اللقب إلا عندما استحقه ..

وليس كل من ركب الدابه .. صار فارسا!!

فمن تكلمت عنه أبعدهم عن ذاك المعنى ..

فهو أعمى البصيرة وليس البصر فقط ..

فقد سئل حكيم أعرابي ..
ممن يجب أن تؤخذ المبادئ الحكيمة ..
فأجاب .. من الأعمى لانه لا يضع قدمه على الأرض حتى يستوثق من موضعها بعصاه ..
*
*
*
*
فالدابة مأمورة من قبل صاحبها ...
إن ألجمها التجمت .. وإن اطلق لها العنان إنطلقت ~~

ولكن ..

لو عدت إلى عنوانك في هذا الموضوع ..
لعرفت ..

" أن النفس أمارة بالسوء "

فحتى لو ألجمها صاحبها فستعصي ... ولكن

أيا من كلما نودي أجاب
********************** ومن بجلاله ينشئ السحاب

أيا رب ..

يا رجائي وعصمتي ومنائي
*********************** ارحم اليوم قلبي وبكائي


ومرة أخرى ..
شتان ما بين أم تؤثر أن ترمي بنفسها في النار من أجل طفلها ونفس وصاحبها ..

فالأم ..... الحماية
ولكن
النفس .... الغواية


ولكني معك يا سيدي الكريم ..
أن النفس لا ينبغي أن تترك على هواها ..

فأسأل الله تعالى أن ينير دروبنا وقلوبنا .. وأن يمنحنا البصر والبصيرة ..

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

بو عبدالرحمن
29-07-2001, 10:13 AM
-
الأخت الفاضلة / سعودية ...
........ حماك رب العالمين من شر كل ذي شر

تأخر هذا الرد كثيرا ..
والحق أني نسيت الموضوع جملة وتفصيلا .. حتى رأيته هذا الصباح
فالمعذرة ...والعذر عند كرام الناس مقبول ..
ايتها الفاضلة ..
يبدو أنني لم أحسن إيصال المعنى الذي أريد ..
أو يبدو أنك لم تجيدي قراءة كلامي المتقدم ..
ولعل الأقرب هو الأول ..
ومن يدري لعل كلا منا مصيبا من زاويته التي ينظر من خلالها ..

وسأحاول هنا أن أوضح ما كنت أعنيه
في الحديث الشريف .. يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان لله في دهرنا ( نفحات ) ويطالبنا رسول الله ان نتعرض لتلك النفحات ..
نفحات ..
نفحات ربانية من تعرض لها ، وانصبت في قلبه :
أحياه الله بعد موت ..
وأبصر بعد عمى ..
واستيقظ بعد رقاد ..
واستقام بعد اعوجاج ..
واهتدى بعد ضلال ..
وانتفض بعد ركود وخمول ..
واصبح نورا يمشي في الأرض ، بعد أن كان ( إمعة ) يسير في ذيل الناس !!
نفحات ربانية ..
قد تهب على القلب في حلقة علم مسجدية ..
أو في جوف ليل والإنسان يركع ويسجد بين يدي الله ..
أو في أعقاب صدقة خفية لا يعلم بأمرها إلا الله وحده ..
أو في جلسة ذكر صافية ودعاء وضراعة خالصة يجتمع فيها القلب..
أو من خلال صحبة طيبة تعين على طاعة الله يتذاكرون نعم الله عليهم ..
ويتواصون أن يستقيموا ليرضى الله عنهم ..
أو من خلال قراءة في كتاب نافع مفيد فتح الله على صاحبه ..
أو من خلال أمر بمعروف أو نهي عن منكر ..
الخ الخ صور كثيرة من أعمال البر التي تكون محطة لتلقي هذه النفحات ..
المهم ..
أني كنت أرغب أن تكون كلماتي من هذا اللون نفحة ربانية:
تهب على القلوب فتنعشها.. وتسمو بها ، وتصقلها ..وتحركها وتوقظها..
لا أن تتحول إلى صفعات ..
فاعتراضي على اللفظ .. لأن إيحاء الصفعات يحمل معه ما يؤذي النفس ..
غير أن المتامل في كلامك يصل في النهاية إلى ما أريده بالضبط ..
فلا خلاف إذن في الهدف .. غير ان ما آلمني هو اختيار اللفظ ..
وعلى كل حال ..
أنت عبرتِ بطريقة .. وأنا عبرت بطريقة .. لفكرة واحدة في النهاية .
وكل الطرق تؤدي إلى .................... مكة ..!!
وحقاً ..
أنا سأكون في منتهى السعادة حين أعثر على واحد من الصنف الذي يتأثر ، ويدوم الأثر في نفسه ..
وإذا كان إيحاء كلامك ، يعني أن هذا الصنف موجود ..
فلا يسعني إلا أن أقول لك :
بشرك الله بالجنة .... بشرك الله برضوانه عليك ..
- - -
أما حديث الفارس والدابة ..
فأرجو أن تعيدي تأمل كلماتي جيدا ..
فغاية كلامي :
أنني أتحدث عن إنسان لا يحسن إدارة نفسه الأمارة بالسوء
فهو يطلق لها العنان .. ويصبح هو تابعا لها ، مساقا بين يديها
ولها عليه كلمة الفصل .. والأمر ما أمرت ، وليس عليه إلا التنفيذ !!
ثم هو يشكو منها أنها تسوقه إلى مناطق محظورة قد تعرضه لسخط الله عليه .. فقد اضلته سواء السبيل ..!
فغاية المثل .. أن نوصل المعنى المراد ..
- -
كذلك الكلام عن الأم وطفلها .. والنفس وصاحبها ..
غايته تأكيد الفكرة السابقة نفسها ..
- -
ثم ايتها السيدة الجليلة يا رعاك الله ..
الأمثال لا تؤخذ بالتجزيئة .. خذي الصورة جملة واحدة
وتأملي فحوى الهدف الذي سيق المثال من أجله
تلك هي القضية .. اما التفاصيل فلا يعنينا الوقوف معها طويلا ..

الهدف الذي أريد أن اصل بك إليه :
ان الإنسان العاقل _ الذي يرجو الله والدار الآخرة _ :
يحاسب نفسه كثيراً . على الكلمة :
ينطقها ، أو يكتبها .. على الحركة .. على الهمسة ، والبسمة ، واللمسة ، والغمزة . بل حتى على عدم الحركة .. !
لشدة رحمته وشفقته على نفسه .. فإنه لا يطاوعها في كل ما تمليه عليه ..
لأنها كالرجل الأخرق قد يملي ما يكون مصيبة عليه هو نفسه ..!

قيل لرجل صالح لوحظ أنه كثير الا جتهاد في الإقبال على الله :
إلى متي تتعب نفسك ؟
فقال ببساطة وفي هدوء : راحتها أريد ..!!

وكأنه يقول : نعم أنا أتعبها .. لكن لترتاح فيما بعد راحة أطول وألذ وأنعم ..
لأن من يضحك أخيرا ، يضحك كثيرا .. !!
نسأل الله أن نكون ممن يضحك يوم القيامة .. وأن يسعدنا في الدنيا أيضا ..
تحياتي وخالص دعواتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته