النابغة الطائي
31-03-2001, 03:14 AM
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أعطى المال لعبادة حتى يستعينوا به على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى إقامة مصالح الدين والدنيا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرم الخلق وازكاهم صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين أما بعد :
أيها المسلمون :
إن من مميزات هذه الأمة المحمدية أن امتن عليها بجوائز فورية دنيوية تحفزهم للعبادة كالأذكار بعد الصلاة مثلاً جعل لقائلها جائزة هي مسح ذنوبه عنه وإن كانت مثل زبد البحر وغيرها من هذه الجوائز التي تحفز المؤمنين على العبادة وتقوى الله عز وجل وحديثنا في هذه الخطبة عن واحد من هذه الجوائز وهو صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل من ظلم فرعون وكيده وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وأراح المؤمنين منه ومن أعماله هو وجنوده وفي هذا اليوم صام موسى عليه السلام شكراً لله على ذلك الفضل واليمن منه سبحانه وصامه اليهود تبعاً له وكان أهل الجاهلية يصومونه وقد أوجبت النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين صيامه فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوماً يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو اليوم الذي نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكراً لله تعالى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أولى بموسى فيهم فصامه وأمر بصيامه ومن ثم ولما فرض رمضان على المسلمين نسخ هذا الحكم عن المسلمين وأصبح ندباً من فعله نال أجراً من الله ومن تركه لا شيء عليه " ، روى البخاري ، " عن عائشة قالت كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان كان من شاء ضام ومن شاء أفطر " .
وروى مسلم في صحيحه " عن ابن عمر أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه قبل أن يفترض رمضان فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه " .
والحكمة في فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب موافقة أهل الكتاب في بعض أموره تأليفاً لقلوبهم وترغيباً لهم في دين الله ولكن لما بدى له كفرهم وعنادهم وصدهم عن سبيل الله أمر بمخالفتهم في كل شيء ثم حث المسلمين على صيام اليوم التاسع مع العاشر من محرم لمخالفة اليهود عليهم لعائن الله المتعددة إلى يوم القيامة فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع " ، وروى أيضاً في المسند عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود وصوموا قبله يوم أو بعده يوم " .
هذا وقد جعل الشارع الحكيم لصيام يوم عاشوراء فضل عظيم عند الله منه ما روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي قتادة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة فقال : يكفر سنتين ماضية ومستقبلة وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر سنة ماضية " .
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله يغفر لكم .
الخطبة الثانية
الحمد لله عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له يعلم ما يسره الناس وما يعلنونه " وهو عليم بذات الصدور " ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل في دعائه " اللهم أغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني " صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
أيها المسلمون :
ليس لمن أفطر في يوم عاشوراء أو أكل سواء ناسياً أو عامداً أن يمسك بقية يومه لما روى الإمام أحمد في مسنده " عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي عن عمه قال غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم عاشوراء وقد تغذينا فقال أصمتم هذا اليوم قلنا قد تغذينا قال فأتموا بقية يومكم " .
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه صوموا اليوم فقالوا : إنا قد أكلنا فقال : صوموا بقية يومكم وذلك كان يوم عاشوراء .
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد على آل محمد كما باركتك على إبراهيم على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وارضى اللهم عن الصحابة أجمعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ..
اللهم أرحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا قريب مجيب الدعوات ، اللهم إنك قلت أدعواني أستجب لكم ، فهذا ربنا الدعاء ومنك وحدك الإجابة .
اللهم أرحمنا وأسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ، اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك فنهلك ، اللهم أغفر لحاضرنا وغائبنا حينا وميتنا ، كبيرنا وصغيرنا ، اللهم هذه الوجوه المتوضؤة ترجو مغفرتك وعفوك فاغفر لها وثبتها على دينك وأعصمها من كيد الشياطين ، اللهم اصرف عنا كيد الشياطين شياطين الأنس والجن فإنك وحدك القادر على ذلك ..
الحمد لله الذي أعطى المال لعبادة حتى يستعينوا به على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى إقامة مصالح الدين والدنيا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرم الخلق وازكاهم صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين أما بعد :
أيها المسلمون :
إن من مميزات هذه الأمة المحمدية أن امتن عليها بجوائز فورية دنيوية تحفزهم للعبادة كالأذكار بعد الصلاة مثلاً جعل لقائلها جائزة هي مسح ذنوبه عنه وإن كانت مثل زبد البحر وغيرها من هذه الجوائز التي تحفز المؤمنين على العبادة وتقوى الله عز وجل وحديثنا في هذه الخطبة عن واحد من هذه الجوائز وهو صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل من ظلم فرعون وكيده وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وأراح المؤمنين منه ومن أعماله هو وجنوده وفي هذا اليوم صام موسى عليه السلام شكراً لله على ذلك الفضل واليمن منه سبحانه وصامه اليهود تبعاً له وكان أهل الجاهلية يصومونه وقد أوجبت النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين صيامه فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوماً يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو اليوم الذي نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكراً لله تعالى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أولى بموسى فيهم فصامه وأمر بصيامه ومن ثم ولما فرض رمضان على المسلمين نسخ هذا الحكم عن المسلمين وأصبح ندباً من فعله نال أجراً من الله ومن تركه لا شيء عليه " ، روى البخاري ، " عن عائشة قالت كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان كان من شاء ضام ومن شاء أفطر " .
وروى مسلم في صحيحه " عن ابن عمر أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه قبل أن يفترض رمضان فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه " .
والحكمة في فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب موافقة أهل الكتاب في بعض أموره تأليفاً لقلوبهم وترغيباً لهم في دين الله ولكن لما بدى له كفرهم وعنادهم وصدهم عن سبيل الله أمر بمخالفتهم في كل شيء ثم حث المسلمين على صيام اليوم التاسع مع العاشر من محرم لمخالفة اليهود عليهم لعائن الله المتعددة إلى يوم القيامة فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع " ، وروى أيضاً في المسند عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود وصوموا قبله يوم أو بعده يوم " .
هذا وقد جعل الشارع الحكيم لصيام يوم عاشوراء فضل عظيم عند الله منه ما روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي قتادة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة فقال : يكفر سنتين ماضية ومستقبلة وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر سنة ماضية " .
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله يغفر لكم .
الخطبة الثانية
الحمد لله عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له يعلم ما يسره الناس وما يعلنونه " وهو عليم بذات الصدور " ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل في دعائه " اللهم أغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني " صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
أيها المسلمون :
ليس لمن أفطر في يوم عاشوراء أو أكل سواء ناسياً أو عامداً أن يمسك بقية يومه لما روى الإمام أحمد في مسنده " عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي عن عمه قال غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم عاشوراء وقد تغذينا فقال أصمتم هذا اليوم قلنا قد تغذينا قال فأتموا بقية يومكم " .
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه صوموا اليوم فقالوا : إنا قد أكلنا فقال : صوموا بقية يومكم وذلك كان يوم عاشوراء .
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد على آل محمد كما باركتك على إبراهيم على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وارضى اللهم عن الصحابة أجمعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ..
اللهم أرحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا قريب مجيب الدعوات ، اللهم إنك قلت أدعواني أستجب لكم ، فهذا ربنا الدعاء ومنك وحدك الإجابة .
اللهم أرحمنا وأسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ، اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك فنهلك ، اللهم أغفر لحاضرنا وغائبنا حينا وميتنا ، كبيرنا وصغيرنا ، اللهم هذه الوجوه المتوضؤة ترجو مغفرتك وعفوك فاغفر لها وثبتها على دينك وأعصمها من كيد الشياطين ، اللهم اصرف عنا كيد الشياطين شياطين الأنس والجن فإنك وحدك القادر على ذلك ..