سردال
10-05-2001, 11:50 PM
هتف الناس بألفاظ كبـارا وصغــارا
ومضوا يبنون منهن تراثـاً وديــارا
وأنا من معشر باتوا لدى الركن حيارا
كيف يدوي الناس بالباطل والكـذب جهــارا؟
أكلام يكسب العرب شموخــاً وفخـارا؟
إن من يجعل هداه أذنه يلقا تبارا
نسجوا من تراهت القول إكليلــاً وغـارا
وسقونا من ظنون ثم ما زلنا حرار
أرجفوا أن بلغنا دارة المجد اقتدارا
وجعلنا أمم الأصقاع قتلى أو أسارى
وملكنا مقود الليل وذياك النهارا
وغدونا أمة كبرى وأشخاصاً كبارا
وكذا قالوا فدوى زحف طغواهم وسارا
يملأون الكون تهديداً مريعاً وانفجارا
........................
ثم لا شيء سوى الألفاظ تنهار انهيارا
ويحهم ماذا جنين منهم إلا الخسارا؟
ليس من بأس بهم وزناً وطولاً ووقارا
جثث الأبقار في الساح وأحلام العذارى!
بحمد الله ومنته، تم شفاء القائد والوالد الشيخ زايد، زاده الله صحة وأطال في عمره وأعانه على فعل الخير ونشر الخير ورزقه البطانة الصالحة، وبهذه المناسبة نظمت مسيرة الحب والوفاء إنطلاقاً من دبي نحو أبوظبي العاصمة، وإقيم حفل تغنى فيه الشعراء بالقصائد، وتغنى المغنون بأصواتهم، وأقيمت الرقصات الشعبية.
واستمرت مظاهر الإحتفال في مسيرات أقامها الشباب بسياراتهم المتنوعة، فاجتمعت السيارة الفخمة الغالية، مع الرخيصة البالية، والقديمة الأثرية مع الجديدة ذات الطلعة البهية، وساروا في سير بطيء تجاه الكورنيش.
وبعد صلاة العشاء وكعادتي، ذهبت مع صديقي العزيز لنتمشى على الكورنيش، فرأينا هذه المسيرات الحاشدة، والتي أرتفع منها صوت منبهات السيارات المشاركة، والبعض يضغط على دواسة الوقود ليرتفع زئير المحرك يصرخ بأعلى صوته، ثم تسمع إنفجار العادم الذي يصم الآذان، وترى البعض يدير العجلات بقوة على الشارع فيقوم بعمل تخطيطات جميلة ومسلية وترتفع روائح الإطارات، فتعطر الجو بعطر جميل، ويختلط هذا العطر مع دخان العادم، فيغمرك إحساس رومانسي شاعري، خصوصاً أنني كنت أتمشى وأنا أنظر إلى البحر، فتجتمع صورة البحر الجميل، ورائحة الإطارات والعوادم، مع النغمات الشجية من أبواق السيارات.
وترى بعض الشباب العاقل المتزن وقد خرج من فتحة سقف السيارة، وتلثم بعمامته "الغترة" وبدأ يرقص طرباً ونشوة بهذه المناسبة العظيمة، وبعض السيارات جلس على مقدمتها مجموعة من الشباب المعتز بوطنيته وبدأ يصفق ويطبل على جسم السيارة ليثير السامعين والحضور برقصة شعبية مشهورة تسمى "المعلاية"، والبعض الآخر لم يتمالك نفسه من الفرحة والسرور فبدأ في الصراخ والعويل والتلفظ بألفاظ جميلة تناسب الموقف، وترى البعض وقد لف نفسه بعلم الإمارات وبدأ في القفز وهز الوسط تارة لليمين وأخرى لليسار مقلداً راقصة مشهورة، تعبيراً عن فرحه العميق بهذه المناسبة الوطنية العظيمة.
وسارت هذه المسيرات الهادئة الشاعرية وهي تشنف آذاننا بأبواقها الرقيقة، ومن يتمشى على الكورنيش ينظر إلى المشهد فلا يملك إلا أن يبتسم ويمد إبتسامته من الأذن للأذن فرحاً وطرباً بما يرى، ولاحظت رجلاً وزوجته من الإنجليز، والذين يرون هذا المشهد المشرف والذي وبكل تأكيد سينقلونه لغيرهم من بني الأحمر، وقد يكتبون في صحفهم أو كتبهم أو منتدياتهم عن هذه المشاهد المشرفة، فيا فخر الوطن!
وقد شد إنتباه هذان الزوجان شباب صعدوا على سقف السيارة وبدأوا في الرقص والغناء في صوت شجي جميل ينافس في حسنه صوت الحمير، فقالت الزوجة: Look!
الزوج: Ooooh what is this؟
الزوجة: .................!
فأغلقت أذني وأشحت بوجهي بعيداً للأ تصيبني جلطة أو سكتة قلبية أو إنهيار عصبي من المديح الذي ستكيله الزوجة على أبناء هذا الوطن وعلى ما يفعلونه، فهنيئاً لكم يا أبناء وطني السعيد.
لم يمضي وقت طويل إلا ورأينا حادثاً بين سيارتين، فسمعت الزوج يقول كلاماً، أختصره لكم فيما معناه، أن أبناء هذا الوطن يضحون بسياراتهم الغالية الفارهة، فيشترونها بمال كثير، فلا يبقى في جيوبهم ثمن وقود السيارة، ثم يصدمون بها الآخرين تعبيراً عن الفرح بهذه المناسبة العظيمة.
باختصار، كان المشهد مهيباً، يفتخر به كل مواطن يعتز بوطنيته، يفتخر به كل طفل وشيخ وفتاة، بل ويجب أن يفتخروا به لأن هذه المظاهر كلها إن لم نمارسها فهذا يعني عدم حبنا للوطن، فحب الوطن يقاس بعدد الإحتفالات، والمسيرات والرقصات، وبح الأصوات في الصراخ والعويل، وإتعاب الجسم في الرقص والقفز، وكد الذهن في قيادة السيارات بتهور وعنف وإبراز المهارات القيادية، بل وبذل المال في الحوادث الجميلة. هنيئاً لكم، فهذا الفخر يكفينا ويكفيكم.
ومضوا يبنون منهن تراثـاً وديــارا
وأنا من معشر باتوا لدى الركن حيارا
كيف يدوي الناس بالباطل والكـذب جهــارا؟
أكلام يكسب العرب شموخــاً وفخـارا؟
إن من يجعل هداه أذنه يلقا تبارا
نسجوا من تراهت القول إكليلــاً وغـارا
وسقونا من ظنون ثم ما زلنا حرار
أرجفوا أن بلغنا دارة المجد اقتدارا
وجعلنا أمم الأصقاع قتلى أو أسارى
وملكنا مقود الليل وذياك النهارا
وغدونا أمة كبرى وأشخاصاً كبارا
وكذا قالوا فدوى زحف طغواهم وسارا
يملأون الكون تهديداً مريعاً وانفجارا
........................
ثم لا شيء سوى الألفاظ تنهار انهيارا
ويحهم ماذا جنين منهم إلا الخسارا؟
ليس من بأس بهم وزناً وطولاً ووقارا
جثث الأبقار في الساح وأحلام العذارى!
بحمد الله ومنته، تم شفاء القائد والوالد الشيخ زايد، زاده الله صحة وأطال في عمره وأعانه على فعل الخير ونشر الخير ورزقه البطانة الصالحة، وبهذه المناسبة نظمت مسيرة الحب والوفاء إنطلاقاً من دبي نحو أبوظبي العاصمة، وإقيم حفل تغنى فيه الشعراء بالقصائد، وتغنى المغنون بأصواتهم، وأقيمت الرقصات الشعبية.
واستمرت مظاهر الإحتفال في مسيرات أقامها الشباب بسياراتهم المتنوعة، فاجتمعت السيارة الفخمة الغالية، مع الرخيصة البالية، والقديمة الأثرية مع الجديدة ذات الطلعة البهية، وساروا في سير بطيء تجاه الكورنيش.
وبعد صلاة العشاء وكعادتي، ذهبت مع صديقي العزيز لنتمشى على الكورنيش، فرأينا هذه المسيرات الحاشدة، والتي أرتفع منها صوت منبهات السيارات المشاركة، والبعض يضغط على دواسة الوقود ليرتفع زئير المحرك يصرخ بأعلى صوته، ثم تسمع إنفجار العادم الذي يصم الآذان، وترى البعض يدير العجلات بقوة على الشارع فيقوم بعمل تخطيطات جميلة ومسلية وترتفع روائح الإطارات، فتعطر الجو بعطر جميل، ويختلط هذا العطر مع دخان العادم، فيغمرك إحساس رومانسي شاعري، خصوصاً أنني كنت أتمشى وأنا أنظر إلى البحر، فتجتمع صورة البحر الجميل، ورائحة الإطارات والعوادم، مع النغمات الشجية من أبواق السيارات.
وترى بعض الشباب العاقل المتزن وقد خرج من فتحة سقف السيارة، وتلثم بعمامته "الغترة" وبدأ يرقص طرباً ونشوة بهذه المناسبة العظيمة، وبعض السيارات جلس على مقدمتها مجموعة من الشباب المعتز بوطنيته وبدأ يصفق ويطبل على جسم السيارة ليثير السامعين والحضور برقصة شعبية مشهورة تسمى "المعلاية"، والبعض الآخر لم يتمالك نفسه من الفرحة والسرور فبدأ في الصراخ والعويل والتلفظ بألفاظ جميلة تناسب الموقف، وترى البعض وقد لف نفسه بعلم الإمارات وبدأ في القفز وهز الوسط تارة لليمين وأخرى لليسار مقلداً راقصة مشهورة، تعبيراً عن فرحه العميق بهذه المناسبة الوطنية العظيمة.
وسارت هذه المسيرات الهادئة الشاعرية وهي تشنف آذاننا بأبواقها الرقيقة، ومن يتمشى على الكورنيش ينظر إلى المشهد فلا يملك إلا أن يبتسم ويمد إبتسامته من الأذن للأذن فرحاً وطرباً بما يرى، ولاحظت رجلاً وزوجته من الإنجليز، والذين يرون هذا المشهد المشرف والذي وبكل تأكيد سينقلونه لغيرهم من بني الأحمر، وقد يكتبون في صحفهم أو كتبهم أو منتدياتهم عن هذه المشاهد المشرفة، فيا فخر الوطن!
وقد شد إنتباه هذان الزوجان شباب صعدوا على سقف السيارة وبدأوا في الرقص والغناء في صوت شجي جميل ينافس في حسنه صوت الحمير، فقالت الزوجة: Look!
الزوج: Ooooh what is this؟
الزوجة: .................!
فأغلقت أذني وأشحت بوجهي بعيداً للأ تصيبني جلطة أو سكتة قلبية أو إنهيار عصبي من المديح الذي ستكيله الزوجة على أبناء هذا الوطن وعلى ما يفعلونه، فهنيئاً لكم يا أبناء وطني السعيد.
لم يمضي وقت طويل إلا ورأينا حادثاً بين سيارتين، فسمعت الزوج يقول كلاماً، أختصره لكم فيما معناه، أن أبناء هذا الوطن يضحون بسياراتهم الغالية الفارهة، فيشترونها بمال كثير، فلا يبقى في جيوبهم ثمن وقود السيارة، ثم يصدمون بها الآخرين تعبيراً عن الفرح بهذه المناسبة العظيمة.
باختصار، كان المشهد مهيباً، يفتخر به كل مواطن يعتز بوطنيته، يفتخر به كل طفل وشيخ وفتاة، بل ويجب أن يفتخروا به لأن هذه المظاهر كلها إن لم نمارسها فهذا يعني عدم حبنا للوطن، فحب الوطن يقاس بعدد الإحتفالات، والمسيرات والرقصات، وبح الأصوات في الصراخ والعويل، وإتعاب الجسم في الرقص والقفز، وكد الذهن في قيادة السيارات بتهور وعنف وإبراز المهارات القيادية، بل وبذل المال في الحوادث الجميلة. هنيئاً لكم، فهذا الفخر يكفينا ويكفيكم.