الخير
11-10-2001, 11:58 PM
قال القاضي التـنوخي :
خرج رجلان من المدينة ، يريدان عبدالله بن عامر بن كـُرَيز للوفادة عليه :
أحدهما من ولد جابر بن عبدالله الأنصاري ، والآخر من ثـقيف ، وكان
عبدالله عَاملاً بالعراق لعثمان بن عفان – رضي الله عنه – فأقبلا يسيران ،
حتى إذا كانا بناحية البصرة
قال الأنصاري للـثقفي :هل لك في رأي رأيته ؟؟
قال : اعرضه،
قال : نـُنخ رواحلنا ونتوضأ ونصلي ركعتين ، نحمد الله عز وجل فيهما على ما قضى من سفرنا ،
قال له : نعم ، هذا الرأي الذي لا يرد ،
قال : ففعلا ، ثم التفت الأنصاري إلى الثـقـفي
فقال له : يا أخا ثـقيف ، ما رأيك ؟؟
قال : وأي موضع رأي هذا ؟؟ قضيت سفري ، وأضنيت بدني ، وأتعبت
راحلتي ، ولا مؤمل دون ابن عامر ، فهل لك في رأي غير هذا ؟؟
قال : نعم ، إنني لمّا صليت فكـّرت فاستحييت من ربي أن يراني طالب من عند غيره ،
ثم قال : اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك ،
ثم ولى راجعاً إلى المدينة ، والثـقفي إلى البصرة ، فمكث على باب ابن
عامر أياماً ، فلما أذن له دخل عليه ، وكان قد كُتب إليه من المدينة بخبرهما
، فلما رآه رحبّ به 00
وقال : ألم أخبر أن ابن جابر خرج معك ؟؟
فأخبره ما كان منهما ، فبكى ابن عامر وقال : والله ما قالها أشراًُ ولا بطراً
ولكن رأى مجرى الرزق ومخرج النعمة ، فعلم أن الله عز وجل هو الذي فعل ذلك فسأله من فضله ،
ثم أمر للثـقفي بأربعة آلاف وكسوة ، وأضعف ذلك للأنصاري ،
فخرج الثـقفي وهو يقول :
أُمامة ما سَعيُ الحريصِ بزائدٍ *** فتيلاً ولا عَجزُ الضعيف بضائرِ
خرجنا جميعاً من مساقطِ روسنا *** على ثـقة منا بجودِ ابن عامــرٍ
فلمّــا أنخـنا الناعـجــات بـبـابه *** تأخرّ عني الـيـثربي ابن جابـــر
وقال سـتـكـفيني عـطيةُ قـــادرٍ *** على ما يشاء الـيوم للخلق قاهــرِ
فإن الذي أعطىالعراق ابن عامر*** لَرَبِّي الذي أرجو لسَدِّ مَـفا قـري
فلمـا رآنـي قـال أين ابـن جابـر*** وحـنَّ كـمــا حـنـَّت الأبـاعــــرِ
فأضعفَ عبدُ الله إذ غـابَ حظَّـه *** على حظِّ لهفانٍ من الحرصِ فاغرِ
====================
من كتاب ( ترطيب الأفواه )0
خرج رجلان من المدينة ، يريدان عبدالله بن عامر بن كـُرَيز للوفادة عليه :
أحدهما من ولد جابر بن عبدالله الأنصاري ، والآخر من ثـقيف ، وكان
عبدالله عَاملاً بالعراق لعثمان بن عفان – رضي الله عنه – فأقبلا يسيران ،
حتى إذا كانا بناحية البصرة
قال الأنصاري للـثقفي :هل لك في رأي رأيته ؟؟
قال : اعرضه،
قال : نـُنخ رواحلنا ونتوضأ ونصلي ركعتين ، نحمد الله عز وجل فيهما على ما قضى من سفرنا ،
قال له : نعم ، هذا الرأي الذي لا يرد ،
قال : ففعلا ، ثم التفت الأنصاري إلى الثـقـفي
فقال له : يا أخا ثـقيف ، ما رأيك ؟؟
قال : وأي موضع رأي هذا ؟؟ قضيت سفري ، وأضنيت بدني ، وأتعبت
راحلتي ، ولا مؤمل دون ابن عامر ، فهل لك في رأي غير هذا ؟؟
قال : نعم ، إنني لمّا صليت فكـّرت فاستحييت من ربي أن يراني طالب من عند غيره ،
ثم قال : اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك ،
ثم ولى راجعاً إلى المدينة ، والثـقفي إلى البصرة ، فمكث على باب ابن
عامر أياماً ، فلما أذن له دخل عليه ، وكان قد كُتب إليه من المدينة بخبرهما
، فلما رآه رحبّ به 00
وقال : ألم أخبر أن ابن جابر خرج معك ؟؟
فأخبره ما كان منهما ، فبكى ابن عامر وقال : والله ما قالها أشراًُ ولا بطراً
ولكن رأى مجرى الرزق ومخرج النعمة ، فعلم أن الله عز وجل هو الذي فعل ذلك فسأله من فضله ،
ثم أمر للثـقفي بأربعة آلاف وكسوة ، وأضعف ذلك للأنصاري ،
فخرج الثـقفي وهو يقول :
أُمامة ما سَعيُ الحريصِ بزائدٍ *** فتيلاً ولا عَجزُ الضعيف بضائرِ
خرجنا جميعاً من مساقطِ روسنا *** على ثـقة منا بجودِ ابن عامــرٍ
فلمّــا أنخـنا الناعـجــات بـبـابه *** تأخرّ عني الـيـثربي ابن جابـــر
وقال سـتـكـفيني عـطيةُ قـــادرٍ *** على ما يشاء الـيوم للخلق قاهــرِ
فإن الذي أعطىالعراق ابن عامر*** لَرَبِّي الذي أرجو لسَدِّ مَـفا قـري
فلمـا رآنـي قـال أين ابـن جابـر*** وحـنَّ كـمــا حـنـَّت الأبـاعــــرِ
فأضعفَ عبدُ الله إذ غـابَ حظَّـه *** على حظِّ لهفانٍ من الحرصِ فاغرِ
====================
من كتاب ( ترطيب الأفواه )0