تسجيل الدخول

View Full Version : ( تعالوا .. نتعــلم .. كيف نحب .. ! )


بو عبدالرحمن
23-10-2001, 05:29 PM
-
قد يكون من السهل أن ينسلخ الإنسان من جسده ،
ولكن ما أصعب أن يخرج من هذا الجنون الذي يُـسمى : الهوى ..!
ألا قاتل الله الهوى ..!
كم من إنسان أرداه الهوى ، فهوى ..!!
ولقد قيل : ما سُـمي الهوى إلا من الهوان ..
وكم من إنسان يستعبده الهوى من حيث لا يشعر
( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ..
وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ..
وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ
أَفَــــــــلا تَذَكَّـــــرُونَ !!؟ )
وكثيرون يستعبدهم محراب الهوى وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
نسأل الله أن يحمينا وينير قلوبنا
* *
واحد من طريقين _ أو كلاهما _
يوصلك إلى الخلاص من هذه الدائرة المفخخة :
محبة عظيمة لله جل جلاله ، تستقر في شغاف قلبك ،
تثمر لك إقبالاً على الطاعة حيثما كنت ..
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً ..
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ..!!!!
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ.. )
*
أو خشية شديدة من الله تعالى ، يرجف لها قلبك ،
تدفعك باستمرار إلى الفرار من مواطن سخط الله تعالى ،
حتى لا تقع فيما يعرّضك لغضبه ..
( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ )
*
اجهد جهدك ، واتعب تعبك لتحصيل هذه الجرعة .. أو تلك
_ أو كلاهما _
وقد استقمت على الجادة التي توصلك إلى الفردوس ..
وثق بوعد الله الذي لا يتخلف :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
**
اتعب .. وابحث .. ونقب .. وفتش ..
عن كل طريق يوصلك إلى تعزيز محبة الله جل جلاله في قلبك
حتى توقد مجمرة قلبك بنار محبة الله جل في علاه
فإذا هبت نسائم تلك النار وتعطرت بها روحك ..
فقد انفتح لك باب تلج به إلى ملكوت الله
لترى أنك قد ولدت من جديد ..
أشبه بمن كان حبيس سجن ضيق مظلم نتن
ثم أطلق سراحه فتنفس الصعداء .. !!
كذلك الإنسان إذا بقي أسير الهوى ، فإنما هو حبيس سجن ضيق مظلم
ولا يطلقه من هذا السجن إلا أن تتولد في قلبه شوارق محبة الله تعالى
وعلامتها الكبرى :
أن يجد نفسه مندفعا للإقبال على الله تعالى على مدار الأربع وعشرين ساعة
وهل يمكن أن نتصور أن يتعلق محب بغير محبوبه ..!!
هذا عين المحال ..
ومن فعل هذا ووقع فيه ، ثم زعم أنه محب
أنكر عليه ذلك قانون المحبين في كل زمان ومكان ..
إذ لا شيء على الإطلاق يمكن أن يشغل قلب المحب غير محبوبه ..
وما يرضي محبوبه .. وما يكون سبيلا إلى قرب هذا المحبوب
وما عدا ذلك : فلن تجده في قائمة أي محب صادق ..!
*
ذلك لا يعني أن المؤمن الحق والمحب الصادق معصوم من الوقوع في المعصية
ولكنه إذا وقع عرف أولاً كيف يعود سريعا وكله ندم
ثم عرف كيف يعوض ما فاته أثناء سقوطه في تلك المعصية
*
وإليك طائفة متفرقة من أقوال المحبين
في أزمنة مختلفة لتعلم أن القانون هو القانون :
فتأمل هذه المتفرقات وتعجب من أحوال جمهرة من الناس
تزعم أنها محبة لله ، وليس عندهم ربع _ بل ولا عُـشر _ ما عند هؤلاء من أحوال !!

فإذا صحوتَ فأنت أولُ خاطرٍ ** وإذا غفا جنبي فأنت الآخرُ

لولاك ما شاقني ربعٌ ولا طللٌ ** ولا سعت بي نحو الحمى قدمُ

إذا وصلت فكل شيءٍ باسمٌ ** وإذا هجرتَ فكل شيءٍ باكي

فهم نصب عيني ظاهراً حيثما ساروا ** وهم في فؤادي باطناً أينما حلوا

إن حدّثوا عنها فكلي مسامعُ ** وإن حدثتهم فكلي ألسنٌ تتلو

لو أن روحي في يدي ووهبتها ** لمبشري بقدومكم لم أنصفِ

لو قال تيهاً : قف على جمر الغضا ** لوقفتُ ممتثلاً ولم أتوقفِ

ويقبحُ من سواك الفعل عندي ** وتفعلهُ فيحسنُ منك ذاكا

فدهشتُ بين جماله وجلاله ** وغدا لسانُ الحال عني مخبرا

لعلك غضبان ولستُ بعالمٍ ** سلامٌ على الدارين إن كنتَ راضيا

وقف الهوى بي حيث أنتَ فليس لي ** متأخرٌ عنه ولا متقدمُ

خُـذوا الدنيا بأجمعها ** حبيبٌ واحدٌ ذخرُ
إذا ضاءت مطالعهُ ** فكلُ سمائكم غفرُ

أعدِ الحديثَ عليّ من جنباتهِ ** أنّ الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ

فكيف أكونُ إذا هم نأوا ** وهذا بكائي إذ هم معي !!

وهكذا .. وإنما هذه شذرات سريعة .. وزهرات متفرقة .. ومع هذا نقول :
إذا كان هذا الذي يقولونه في حب مخلوق لمخلوق ..
فكيف بحب من ليس كمثله شيء جل في علاه ..!؟
نسأل الله أن يملأ قلوبنا بنور محبته
حتى نذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
مصيبتنا كلها في هذا الهوى الجامح ..
متى تخلصنا منه .. فقد انطوى الطريق ..
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
جنة معجلة في الدنيا .. قبل جنة الآخرة التي أعدها لعباده المتقين
اللهم برحمتك ارحمنا ..
وبكرمك أكرمنا واشرق أنوار محبتك على قلوبنا ، حتى لا نحب سواك .
اللهم آمين ..
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خد القمر
23-10-2001, 05:47 PM
...

أتابع معك..‍‍‍‍‍
و يملؤني الحديث نورا..
.. نعوذ بالله .. العلي العظيم
أن يشغلنا العباد عن رب العباد..

هو هوى‍.. يهوى بالنفس .. و الروح‍.. و لكن قد يكون صادقا ..
جاء عن تآلف نفسين‍.. فكان له عبق.. .. و على العكس ربما تواصيا في الله‍..
و تحابا فيه ..‍‍‍‍

المشكلة ايها العزيز‍.. فينا
نحن .. تغرينا التيارات‍.
.. و نسير معها .. و البعض .. كما قلت‍ّ‍‍
و .. لا شكر لوسائل الإعلام.. و للحرب الأخلاقية ..
و للأغاني التي تحرك في نفوس الخلق .. الغرائز‍..
و تسير بهم الى حيث لا .. طريق آخر‍


انها قسوة في القلوب ...


و لكن الحمد لله في زمن كثرت فيه الفتن..
اعوذ به ان نكون من أتباعها و نحن لا ندري..

و جل دعائنا لأنفسنا و لسوانا ..‍‍ بأن يحصنهم الرحمن‍
"اللهم أغننا بحلالك عن حرامك و بفضلك عمن سواك"

...... و جزاك الله أخي الكريم كل خير‍

هند
25-10-2001, 12:07 AM
:) :)

........... قوووووول آمين ..

.........


.......


.....

.............

...........................

الله يسعدك دنيا و آخره .. و يزيدك من فضله ..

بو عبدالرحمن
26-10-2001, 08:29 PM
-
الأخت الفاضلة / خد القمر
............. رعاك الله وحماك من شر كل ذي شر

رائعة هذه الكلمات المعبرة
ولقد أحسنت وأجدت .. حين اختصرت القصة كلها في قولك :
المشكلة ايها العزيز‍.. فينا ..
نعم ..
مصيبتنا من أنفسنا ..
يقول الله عز وجل ...
( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
بداية البداية من جاخل أنفسنا ..
والنفوس الخائرة .. النفسية المهزوزة .. لا يخرج من بين يديها خيرا يرجى لأمتها .. بل لأنفسها
( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )
نسأل الله أن يغمر قلوبنا بنور محبته

بارك الله فيك ايتها الفاضلة
= =

خد القمر
27-10-2001, 10:26 AM
أخي العزيز،



أحب منك أن تطرق موضوع "قسوة القلوب" هنا!!
كتكملة لما طرحت .. و اسلم بكل الود

بو عبدالرحمن
27-10-2001, 05:02 PM
-
الأخت الفاضلة / هند
............ رعاك الله وحرس خطاك

شكرا .. شكرا .. وشكرا أيضا
بل من الخير أن أرد على تحيتك بأحسـن منها لا بأقل منها :)

فبارك الله فيك ..
وأكرمك المولى ورعاك ..
وأنار قلبك ودربك وقبرك
وحماك من شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته
وجعلك مباركة حيثما كنت
يهتدي بك الحيارى التائهون في دروب الحياة ..
تحملين المشعل فيسيرون بسيرك معه ..
اللهم آمين .اللهم آمين
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وهج
28-10-2001, 09:47 AM
أحب واحاتك الإيمانية...

يرفرف في أنحائها الصفو...

جميل موضوعك عن محبة الله...ومهم جدا...

هو أمر في صميم العقيدة...نحتاج كثيرا أن ننفض الغبار عنه...

تعرف..من أكثر ما يقوي محبة العبد لخالقه هو معرفة أسماء الله الحسنى وصفاتها...والتعرف عليها عن عمق..

ما رأيك..أن نبدأ سلسلة دروس هنا..خاصة مع بداية دخول شهر رمضان....؟

كل درس يكون شرحا لاسم من أسماء الله الحسنى...

لا أدري إن كان وقتك يتسع لهذا...

..لك كل الشكر أخي الكريم على ما تخطه هنا...

تحياتي..

بو عبدالرحمن
28-10-2001, 04:35 PM
-
الأخت الفاضلة / خد القمر
............. رعاك الله وحماك من شر كل ذي شر

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
ويسعدني أن أرى تعقيباتكم واقتراحاتكم
فذلك مما يبعث على الهمة ، ويشجع على المواصلة الرحلة ..
رحم الله والديك ..
بالنسبة لاقتراحك .. فلله درك لقد أمسكت على أحد المواجع
غير أني هاهنا في هذا الموضوع أرغب أن اسير سيرا محددا
حتى أفرغ منه ، وأحسب أن رحلتي مع هذا الموضوع ستطول
أسأل الله أن يعينني وأن يمدني بقوة من عنده وعزم وهمة ..
ولذا فلا التفت إلى عدد الردود ، وكمية التعقيبات
قررت أن أمضي ولو وحدي حتى أفرغ مما أنا بصدده
ليصبح هذا الموضوع مرجعا في بابه .. والفضل لله وحده ..
وريثما أنتهي مما أنا فيه ..
أحيلك إلى الموقع ( موقعي الخاص : تعال نؤمن ساعة )
فإني أحسب أنك ستجدين ما تبحثين عنه ..
جزاك الله عني خير الجزاء ..
ولا أزال انتظر تعقيباتك واقتراحاتك وتوجيهاتك ..
بارك الله فيك ، ونفعنا الله بك وبدعواتك ..
=

بو عبدالرحمن
28-10-2001, 04:37 PM
-
هذه دعوة للعيش في رحاب هذه الكلمات الروحية الشفيفة ،
نقرأها ونتدبرها ونعيش معها لحظات سماوية صرفة .. ونحاسب أنفسنا على ضوئها
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله .. وهو يتحدث عن ( منزلة المحبة )
= =
هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ..وإليها شخص العاملون ..
وإلى علمها شمر السابقون .. وعليها تفانى المحبون .. وبروح نسيمها تروح العابدون .
فهي قوت القلوب .. وغذاء الأرواح .. وقرة العيون ..
وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات ..
والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ..
والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ..
واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام ..

وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال :
التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه ..
تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها ..
وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدا واصليها ..
وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها ..

وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائما إلى الحبيب ..
وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب ..

تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة ..
إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب ..
وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة :
أن المرء مع من أحب .. فيالها من نعمة على المحبين سابغة ..

تالله لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون ..
وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون ..
من لي بمثل سيرك المدلل *** تمشي رويدا وتجئ في الأول

أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم حي على الفلاح ..
وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم ..وكان بذلهم بالرضى والسماح ..
وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو والرواح ..

للحديث صلة .. تابعوا معنا .. لعل قلوبنا يغمرها نور محبة الله حقا وصدقا ..

Albaik
01-11-2001, 11:58 AM
الله الله

قد لمست شغاف القلب ...

أخي:

ملئت قلبي فرحاً ناصع البياض بموضوعك هذا
جئت متأخراً ، وأعذرني لانني أمر على الجميع بلا استثناء ، فأنا أبتدأ من هنا ، لكن الأيام قادمة ، إنشاء الله .
ولتجربتك ، على ما أعتقد ، الحظ الأوفر في مصداقية الكلام . كما لتجربتي استأناس الكلام ، ولو أنني آؤمن أننا لا نستطيع أن نطلق على تلك العلاقة السامية بين العبد وربه ، حباً ، هي أسمى من ذلك بكثير ونرتكب خطاً لو صورنا هذا الحب كما بين العبد والعبد ،،، أو أطلقنا تعابير مشابهة .
لأن الخوف والخشوع هم ضلعان لهذه العلاقة ، أوالحب كما سميته ، يكملهما ضلع ثالث لا ينفك هو الطمأنينة ، خليط عجيب من الأضداد لكن لا يصح إلا في هذه العلاقة مع الله .
فيها السهل الممتنع . الإيمان ، وصفاء القلوب .

من منا لم يخطأ ؟؟؟
كل يوم نخطأ ، ودعائنا إلى الله دوماً ، اللهم اغفر لنا خطايانا ، ولوالدينا ، إنك سميع مجيب .
اللهم نعوذ بك أن نَضل أو نُضل . أو أن نجهلَ أو أن يُجهلً علينا
نور القلوب من نور الله ، ونور الوجوه من نور الله ، ونور العقل من نور الله وياللمصيبة عندما ينطفئ نور القلب أو العقل . لتجد عبداً تائها على وجهه .
فالأثنان في الأهمية سواء ...
وعندما تظلم القلوب تقسى وعندما تقسى القلوب لا تصبح قلوباً
وعندما يصبح العبد بلا قلب يصبح بلا إيمان ، فالإيمان في القلب
ولاننسى ظلمة العقول ، والتي آمل يا أخي أن يكون الطرح القادم منك فهي في الأهمية سواء .
تقبل مني تحياتي
والسلام
من هنا مررت