View Full Version : ( تعالوا .. نتعــلم .. كيف نحب .. ! )
بو عبدالرحمن
23-10-2001, 05:33 PM
-
قد يكون من السهل أن ينسلخ الإنسان من جسده ،
ولكن ما أصعب أن يخرج من هذا الجنون الذي يُـسمى : الهوى ..!
ألا قاتل الله الهوى ..!
كم من إنسان أرداه الهوى ، فهوى ..!!
ولقد قيل : ما سُـمي الهوى إلا من الهوان ..
وكم من إنسان يستعبده الهوى من حيث لا يشعر
( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ..
وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ..
وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ
أَفَــــــــلا تَذَكَّـــــرُونَ !!؟ )
وكثيرون يستعبدهم محراب الهوى وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
نسأل الله أن يحمينا وينير قلوبنا
* *
واحد من طريقين _ أو كلاهما _
يوصلك إلى الخلاص من هذه الدائرة المفخخة :
محبة عظيمة لله جل جلاله ، تستقر في شغاف قلبك ،
تثمر لك إقبالاً على الطاعة حيثما كنت ..
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً ..
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ..!!!!
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ.. )
*
أو خشية شديدة من الله تعالى ، يرجف لها قلبك ،
تدفعك باستمرار إلى الفرار من مواطن سخط الله تعالى ،
حتى لا تقع فيما يعرّضك لغضبه ..
( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ )
*
اجهد جهدك ، واتعب تعبك لتحصيل هذه الجرعة .. أو تلك
_ أو كلاهما _
وقد استقمت على الجادة التي توصلك إلى الفردوس ..
وثق بوعد الله الذي لا يتخلف :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
**
اتعب .. وابحث .. ونقب .. وفتش ..
عن كل طريق يوصلك إلى تعزيز محبة الله جل جلاله في قلبك
حتى توقد مجمرة قلبك بنار محبة الله جل في علاه
فإذا هبت نسائم تلك النار وتعطرت بها روحك ..
فقد انفتح لك باب تلج به إلى ملكوت الله
لترى أنك قد ولدت من جديد ..
أشبه بمن كان حبيس سجن ضيق مظلم نتن
ثم أطلق سراحه فتنفس الصعداء .. !!
كذلك الإنسان إذا بقي أسير الهوى ، فإنما هو حبيس سجن ضيق مظلم
ولا يطلقه من هذا السجن إلا أن تتولد في قلبه شوارق محبة الله تعالى
وعلامتها الكبرى :
أن يجد نفسه مندفعا للإقبال على الله تعالى على مدار الأربع وعشرين ساعة
وهل يمكن أن نتصور أن يتعلق محب بغير محبوبه ..!!
هذا عين المحال ..
ومن فعل هذا ووقع فيه ، ثم زعم أنه محب
أنكر عليه ذلك قانون المحبين في كل زمان ومكان ..
إذ لا شيء على الإطلاق يمكن أن يشغل قلب المحب غير محبوبه ..
وما يرضي محبوبه .. وما يكون سبيلا إلى قرب هذا المحبوب
وما عدا ذلك : فلن تجده في قائمة أي محب صادق ..!
*
ذلك لا يعني أن المؤمن الحق والمحب الصادق معصوم من الوقوع في المعصية
ولكنه إذا وقع عرف أولاً كيف يعود سريعا وكله ندم
ثم عرف كيف يعوض ما فاته أثناء سقوطه في تلك المعصية
*
وإليك طائفة متفرقة من أقوال المحبين
في أزمنة مختلفة لتعلم أن القانون هو القانون :
فتأمل هذه المتفرقات وتعجب من أحوال جمهرة من الناس
تزعم أنها محبة لله ، وليس عندهم ربع _ بل ولا عُـشر _ ما عند هؤلاء من أحوال !!
فإذا صحوتَ فأنت أولُ خاطرٍ ** وإذا غفا جنبي فأنت الآخرُ
لولاك ما شاقني ربعٌ ولا طللٌ ** ولا سعت بي نحو الحمى قدمُ
إذا وصلت فكل شيءٍ باسمٌ ** وإذا هجرتَ فكل شيءٍ باكي
فهم نصب عيني ظاهراً حيثما ساروا ** وهم في فؤادي باطناً أينما حلوا
إن حدّثوا عنها فكلي مسامعُ ** وإن حدثتهم فكلي ألسنٌ تتلو
لو أن روحي في يدي ووهبتها ** لمبشري بقدومكم لم أنصفِ
لو قال تيهاً : قف على جمر الغضا ** لوقفتُ ممتثلاً ولم أتوقفِ
ويقبحُ من سواك الفعل عندي ** وتفعلهُ فيحسنُ منك ذاكا
فدهشتُ بين جماله وجلاله ** وغدا لسانُ الحال عني مخبرا
لعلك غضبان ولستُ بعالمٍ ** سلامٌ على الدارين إن كنتَ راضيا
وقف الهوى بي حيث أنتَ فليس لي ** متأخرٌ عنه ولا متقدمُ
خُـذوا الدنيا بأجمعها ** حبيبٌ واحدٌ ذخرُ
إذا ضاءت مطالعهُ ** فكلُ سمائكم غفرُ
أعدِ الحديثَ عليّ من جنباتهِ ** أنّ الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ
فكيف أكونُ إذا هم نأوا ** وهذا بكائي إذ هم معي !!
وهكذا .. وإنما هذه شذرات سريعة .. وزهرات متفرقة .. ومع هذا نقول :
إذا كان هذا الذي يقولونه في حب مخلوق لمخلوق ..
فكيف بحب من ليس كمثله شيء جل في علاه ..!؟
نسأل الله أن يملأ قلوبنا بنور محبته
حتى نذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
مصيبتنا كلها في هذا الهوى الجامح ..
متى تخلصنا منه .. فقد انطوى الطريق ..
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
جنة معجلة في الدنيا .. قبل جنة الآخرة التي أعدها لعباده المتقين
اللهم برحمتك ارحمنا ..
وبكرمك أكرمنا واشرق أنوار محبتك على قلوبنا ، حتى لا نحب سواك .
اللهم آمين ..
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
و كيف لا أهواك يا ربي ؟
لولاك كنت هباءا ...
على قدر ما يهوى الانسان ... يبقى الهوى الأكبر و الأعظم ...
حبّه لله عزوجل خالقه و مصوّره ...
و لكن ... كم هو موفّق هذا الانسان في التعبير عن هواه ؟؟؟
و هل يرضيه ما يقدّمه أو قدّمه ؟
و مع ذلك يبقى الله سبحانه أرحم الراحمين و أرحم على الانسان من أمّه ...
و مهما قدّم العبد لن يوفي خالقه كل ما أحاطه به من نعمة و رحمة ...
جزاك الله خيرا أخي الكريم بو عبدالرحمن على هذه الكلمات الطيبة
و بارك الله بك ...
تحياتي .... توتة
الفرزدق
24-10-2001, 02:31 AM
أخي الكريم والعزيز ابو عبد الرحمن ،،،
جزاك الله خيراً على كل كلمة سطرتها ،،، ونفعنا الله بها ،،،
اتعب .. وابحث .. ونقب .. وفتش ..
عن كل طريق يوصلك إلى تعزيز محبة الله جل جلاله في قلبك
حتى توقد مجمرة قلبك بنار محبة الله جل في علاه
فإذا هبت نسائم تلك النار وتعطرت بها روحك ..
فقد انفتح لك باب تلج به إلى ملكوت الله
لترى أنك قد ولدت من جديد ..
أشبه بمن كان حبيس سجن ضيق مظلم نتن
ثم أطلق سراحه فتنفس الصعداء .. !!
روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت من شيء أنا فاعله ترددي من قبض نفس عبدي المؤمن؛ يكره الموت وأكره إساءته، ولا بد له منه))
العثمان
25-10-2001, 02:27 AM
للرفع
بو عبدالرحمن
25-10-2001, 05:46 PM
-
الأخت الفاضلة/ توتة
........... رحم الله والديك ورفع قدرك
شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
وجزاك الله خيرا مضاعفا على هذه الكلمات الطيبات
اسالأ الله أن يتقبل منا ومنكم.. وأن يغفر لنا ولكم
بو عبدالرحمن
25-10-2001, 05:49 PM
-
أخي الحبيب / الفرزدق
............ رفع الله قدرك في الدراين
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك ..
وشكر الله لك هذه المتابعة التي أسأل الله أن تكون سبب زيادة تنوير قلبك
بنور الإيمان واليقين ونور الثقة بموعود الله
تحياتي إليك وخالص دعواتي لك
بو عبدالرحمن
25-10-2001, 06:27 PM
-
أخي الحبيب / العثمان
............. رعاك الله وحفظك
أولا حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين ..
جزاك الله خير الجزاء على هذه المشاركة برفع الموضوع
وهذا دليل على أن الموضوع حظي بإعجابك ..
أسألأ الله أن ينير قلبك ودربك وقبرك ..
اللهم آمين ..
ابق معنا دوما .. لعلنا نحظى منك بدعوة مباركة ينفعنا الله بها .
Shamma
25-10-2001, 09:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل - بوعبدالرحمن
وجزاك الله عنا خير الجزاء على ماتتحفنا به
على الدوام من خير وفير ....
اللهم بكرمك أكرمنا وأشرق أنوار محبتك
على قلوبناحتى لا نحب سواك .
اللهم آمين ..
نفعنا الله تعالى بما تكتب
وجعله في ميزان حسناتك :)
بو عبدالرحمن
26-10-2001, 06:46 AM
-
الأخت الفاضلة / Shamma
.............. رحم الله والديك
شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
أسأل الله أن ينير قلبك ، ودربك ، وقبرك
وأسأله أن يملأ قلوبنا بنور محبته حتى نذوق حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
جزاك الله خير الجزاء على هذا الجهد الطيب المبارك
دعواتي لك بدوام التوفيق
= =
بو عبدالرحمن
26-10-2001, 06:52 AM
-
هذه دعوة للعيش في رحاب هذه الكلمات الروحية الشفيفة ،
نقرأها ونتدبرها ونعيش معها لحظات سماوية صرفة .. ونحاسب أنفسنا على ضوئها
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله .. وهو يتحدث عن ( منزلة المحبة )
= =
هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ..وإليها شخص العاملون ..
وإلى علمها شمر السابقون .. وعليها تفانى المحبون .. وبروح نسيمها تروح العابدون .
فهي قوت القلوب .. وغذاء الأرواح .. وقرة العيون ..
وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات ..
والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ..
والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ..
واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام ..
وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال :
التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه ..
تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها ..
وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدا واصليها ..
وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها ..
وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائما إلى الحبيب ..
وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب ..
تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة ..
إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب ..
وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة :
أن المرء مع من أحب .. فيالها من نعمة على المحبين سابغة ..
تالله لقد سبق القوم السعاة وهم على ظهور الفرش نائمون ..
وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون ..
من لي بمثل سيرك المدلل *** تمشي رويدا وتجئ في الأول
أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم حي على الفلاح ..
وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم ..وكان بذلهم بالرضى والسماح ..
وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو والرواح ..
للحديث صلة .. تابعوا معنا .. لعل قلوبنا يغمرها نور محبة الله حقا وصدقا ..
MUSLIMAH
26-10-2001, 07:59 AM
السلام عليكم ..
عمّر الله أوقاتك بكل خير و طاعة اخي الفاضل ..
أحسن الله اليك و رفع قدرك في الدارين و رحم والديك الكريمين :)
لله درك .. موضوع راااائع راااائع رااااائع بارك الله فيك :)
اللهم انا نسألك حبك و حب نبيك و حب كل عمل يقربنا الى حبك و حب من يحبك اللهم آمين ..
و نحن بانتظار البقية بفاااارغ الصبر :)
الشهاب
26-10-2001, 09:55 AM
ابا عبد الرحمن جزاك الله خير على التذكير
فعلا اسر الهوى ذل وهوان لانحس به الا اذا عرفنا حقيقته الغائبة
عن المنغمس في وحل الرذائل ومثل هذا لايخرج الابتذكير ومقارنه
بين مايحبه وبين محبةالاله الخالق فمن اطاع النفس فالنفس امارة بالسؤ ومن اطاع الله فالله الهادي الى سواء السبيل
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسو ل الامين
بو عبدالرحمن
26-10-2001, 04:23 PM
-
الأخت الفاضلة / MUSLIMAH
................رعاك الله وحفظك
شكر الله لك هذه المتابعة الواعية التي أسأل الله باسمائه الحسنى
أن تكون سببا في زيادة تنوير قلبك بنور الإيمان واليقين ..
وجزاك الله خير الجزاء على هذه الدعوات الطيبات المباركات
اسأل الله أن يستجيبها وأجد صداها في الدنيا قبل الآخرة ..
الحمد لله ان الموضوع لقي أناسا يعجبون به ونفعلون معه
واسأله سبحانه باسمه الأعظم أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه ، أن يجعل حبه أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ الشديد ..
بارك الله فيك .. ونفعنا الله بك وبدعواتك ..
= = = =
بو عبدالرحمن
26-10-2001, 06:47 PM
أخي الفاضل / الشهاب
.......... رعاك الله وحفظك ..
للتو فرغت من كلمة الترحيب بك في موضوعك
وأرى من المناسب أن أعيد بعض ما قلته لك هناك
فلعل بعض العيون لم تره هناك ، وقد تراه هناك ..
...
أسأل الله أن يطيب لك المقام في هذه المكان الطيب بأهله
المشرق بالمعاني السامية الراقية التي تعطر أرجاءه
اسأل الله أن تجد هاهنا قرة عين لك ..
مما ينفعك في دنياك وأخراك على السواء
وكن يا عزيزي كالنحلة ,, لا تقع إلا على طيب ، ولا يخرج منها إلا طيب
تجني من أطاييب الثمر والزهر ..
ثم تعود إلى خليتها لتصنع عسلا في شفاء للناس ..
وإني أعجب والله من أناس تكون النحلة خيرا منهم ..
فلا تجدهم يقعون إلا على ما لا نفع فيه ولا خير منه
وشيء طبيعي أن لا ينتجون إلا سفاسف أقوال ، وهذر كلام ..
مع ان الرقيب يحصي اللفظة وأختها .. ويقيد الهمسة وابنتها !!
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
وكثير من أهل القبور وأهل المحشر إنما يتندمون بسبب حصائد ألسنتهم ( وأقلا مهم )
ولهذا نصيحتي لنفسي ولك ولأخوتي وأخواتي أن يكون شعارنا :
فلا تكتب بخطكَ غير شيءٍ *** يسركَ في القيامةِ أن تراهُ
تحياتي إليك أيها الفاضل ..
ونحن بانتظار ما تجود به علينا مما يفتح الله به عليك
بو عبدالرحمن
27-10-2001, 02:05 PM
-
...أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم حي على الفلاح ..
وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم ..وكان بذلهم بالرضى والسماح ..
وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو والرواح ..
تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم .. وشكروا مولاهم على ما أعطاهم .. وإنما يحمد القوم السرى عند الصباح ..
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد *** حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا
وقل لمنادي حبهم ورضاهمُ *** إذا ما دعا : لبيك ألفا كواملا
ولا تنتظرْ بالسير رفقةَ قاعدٍ *** ودعهُ ، فإنّ الشوقَ يكفيك حاملا
وأحي بذكراهمْ سراكَ إذا ونتْ *** ركابكَ فالذكرى تعيدك عاملا
وإما تخافن الكلالَ فقل لها *** أمامكِ وردُ الوصلِ فابغ المناهلا
وخذ قبسا من نورهم ثم سر به *** فنورهمْ يهديكَ ليس المشاعلا
وقل ساعدي يا نفس بالصبر ساعة *** فعند اللقا ذا الكد يصبح زائلا
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي *** ويصبح ذو الأحزان فرحان جاذلا
أول نقدة من أثمان المحبة : بذل الروح ..
تالله ما هزلت فيستامها المفلسون ، ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون ..
لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد .. فلم يرض لها بثمن دون : بذل النفوس
فتأخر البطالون ، وقام المحبون ينظرون أيهم يصلح أن يكون ثمنا ..
فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد : ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )
لما كثر المدعون للمحبة ، طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى ..
فلو يعطى الناس بدعواهم ، لادعى الخلي حرقة الشجي ..!!
فتنوع المدعون في الشهود فقيل لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة :
( قل إن كنتم تحبون الله ، فاتبعوني يحببكم الله )
فتأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه ..
فطولبوا بعدالة البينة بتزكية ( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )
فتأخرا أكثر المحبين وقام المجاهدون فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم
ليست لهم فهلموا إلى بيعة :
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) …
إذا غرست شجرة المحبة في القلب ، وسقيت بماء الإخلاص ، ومتابعة الحبيب :
أثمرت أنواع الثمار ، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها ..أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى ..
لا يزال سعي المحب صاعدا إلى حبيبه لا يحجبه دونه شيء ..
( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
- - -
لا يزال لكلام الشيخ رحمه الله بقية .. تابعونا يرحم الله آباءكم وأمهاتكم ..
لعل الله يمن على قلوبنا برحمته فيسمو بها ، ويملأها بنور محبته ..
اللهم آمين ..
= = = = = =
غريب نجد
27-10-2001, 04:48 PM
1^
جزاك الله خيرا ووفقك الله وبارك الله لنا فيك وفيما عندك وفيما تقدم لنا واسال الله ان يغمر قلوبنا وقلبك بحبة وحب رسوله وان يزرع فيه الحب لاجلة وان يرزقنا الله المحبة فية وان يطهر قلوبنا ويزهد نفوسنا من حب الدنيا ومافيها ..
تحياتي لك وبانتظار المزيد وفقك الله
بو عبدالرحمن
27-10-2001, 04:53 PM
-
أخي الحبيب / غريب نجد
......... رحم الله والديك وأعلى مقامك
ابتداء .. حياك الله وبياك وجعل الفردوس مأوانا ومأواك
من غير سابقة عذاب ، ولا مناقشة حساب
اللهم آمين .. يا رب ..
أكرمك الله بكرامة الصالحين من أوليائه المقربين إليه ..
ونفعنا الله بك وبدعواتك .
اسأل الله أن يتقبل منا ومنك .. وأن يرضى عنا وعنك
وأن يغفر لنا ولك .. وأن يتجاوز عنا وعنك
تقبل تحياتي إليك ، وخالص دعواتي لك
غريب نجد
27-10-2001, 05:50 PM
1^
جزاك الله خيرا ووفقك الله وبارك الله لنا فيك وفيما عندك وفيما تقدم لنا واسال الله ان يغمر قلوبنا وقلبك بحبة وحب رسوله وان يزرع فيه الحب لاجلة وان يرزقنا الله المحبة فية وان يطهر قلوبنا ويزهد نفوسنا من حب الدنيا ومافيها ..
تحياتي لك وبانتظار المزيد وفقك الله
بو عبدالرحمن
27-10-2001, 08:31 PM
-
أخي الحبيب / غريب نجد
............ رحم الله والديك
للمرة الثانية .. بل العاشرة .. لا بل المائة والألف !!
حياك الله وبياك وجعل الفردوس مأواك
جزاك الله خير الجزاء على هذه الروح الفياضة بالمحبة لأخوتك
وأسأل الله أن يستجيب دعواتك الطيبة المبارككة
اللهم لا ترد دعاء أخي بسببي ..
فأنت أرحم الراحمين ، وأكرم الأكرمين
وبحر جودك يروي كل من يرده ..
من ذا الذي أقبل عليك . فرددت ؟؟
ومن ذا الذي طرق بابك .. فطردته ؟؟
ومن ذا الذي رفع إليك يديه ..فرددتهما صفراً عليه ؟؟
أنت الجواد الكريم إذا لم تُسألأ .. فكيف إذا سئلت ؟؟
لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تحياتي إليك أخي غريب ، وخالص دعواتي لك
بو عبدالرحمن
28-10-2001, 04:23 PM
_
فصل ..
في ذكر تعريفات وحدود المحبة ..بحسب آثارها وشواهدها..
أقوال كثيرة .. نختار بعضها فحسب . منها :
الأول : قيل : المحبة : الميل الدائم بالقلب الهائم .
( وهذا الحد لا تمييز فيه بين الحبة الخاصة والمشتركة والصحيحة والمعلولة)
الثاني : إيثار المحبوب على جميع المصحوب .
( وهذا حكم من أحكام المحبة وأثر من آثارها )
الثالث : موافقة الحبيب في المشهد والمغيب .
( وهذا أيضا موجبها ومقتضاها وهو أكمل من الحدين قبله فإنه يتناول المحبة الصادقة الصحيحة خاصة بخلاف مجرد الميل والإيثار بالإرادة فإنه إن لم تصحبه موافقة فمحبته معلولة )
الرابع : محو الحب لصفاته وإثبات المحبوب لذاته
الخامس : مواطأة القلب لمرادات المحبوب .
السادس : خوف ترك الحرمة مع إقامة الخدمة .
( وهذا من أعلامها وشواهدها وآثارها : أن يقوم بالخدمة كما ينبغي مع خوفه من ترك الحرمة والتعظيم )
السابع : استقلال الكثير من نفسك ، واستكثار القليل من حبيبك .
( وهو أيضا من أحكامها وموجباتها وشواهدها .. فالمحب الصادق لو بذل لمحبوبه جميع ما يقدر عليه لاستقله ، واستحيى منه .. ولو ناله من محبوبه أيسر شيء لاستكثره واستعظمه )
الثامن : استكثار القليل من جنايتك ، واستقلال الكثير من طاعتك .
(وهو قريب من الذي قبله لكنه مخصوص بما من المحب )
التاسع : معانقة الطاعة ومباينة المخالفة .
العاشر : دخول صفات المحبوب على البدل من صفات المحب .
( وفيه غموض ومراده : أن استيلاء ذكر المحبوب وصفاته وأسمائه على قلب المحب ..
حتى لا يكون الغالب عليه إلا ذلك ولا يكون شعوره وإحساسه في الغالب إلا بها..
فيصير شعوره وإحساسه بدلا من شعوره وإحساسه بصفات نفسه ..
وقد يحتمل معنى أشرف من هذا وهو :
تبدل صفات المحب الذميمة التي لا توافق صفات المحبوب ، بالصفات الجميلة المحبوبة التي توافق صفاته .. والله أعلم )
الحادي عشر : أن تهب كلك لمن أحببت ، فلا يبقى لك منك شيء.
( وهو أيضا من موجبات المحبة وأحكامها والمراد أن تهب إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك لمن تحبه ..وتجعلها حبسا في مرضاته ومحابه .)
الثاني عشر : أن تمحو من القلب ما سوى المحبوب .
( وكمال المحبة يقتضي ذلك فإنه ما دامت في القلب بقية لغيره ومسكن لغيره فالمحبة مدخولة )
الثالث عشر : إقامة العتاب على الدوام .
( وفيه غموض ومراده : أن لا تزال عاتبا على نفسك في مرضاة المحبوب .. وأن لا ترضى له فيها عملا ولا حالا )
الرابع عشر : ميلك للشيء بكليتك .. ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك ..
ثم موافقتك له سرا وجهرا .. ثم علمك بتقصيرك في حبه ….
الخامس عشر : المحبة بذل المجهود وترك الاعتراض على المحبوب .
(وهذا من حقوقها وثمراتها وموجباتها )
السادس عشر : أن لا يؤثر على المحبوب غيره وأن لا يتولى أمورك سواه .
السابع عشر : الدخول تحت رق المحبوب وعبوديته ، والحرية من استرقاق ما سواه .
الثامن عشر : المحبة سفر القلب في طلب المحبوب ولهج اللسان بذكره على الدوام
( قلت : أما سفر القلب في طلب المحبوب فهو الشوق إلى لقائه وأما لهج اللسان بذكره فلا ريب أن من أحب شيئا أكثر من ذكره )
التاسع عشر : المحبة أن يكون كلك بالمحبوب مشغولا وذلك له مبذولا .
العشرون : وهو من أجمع ما قيل فيها :
… المحب : إن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن تحرك فبأمر الله وإن سكن فمع الله فهو بالله ولله ومع الله ….
= = = = =
لا يزال للكلام صلة .. فالحديث ذو شجون ..
تابعونا يرحم الله آباءكم وأمهاتكم ..
لعل الله يمن على قلوبنا برحمته فيسمو بها ، ويملأها بنور محبته ..
اللهم آمين ..
سعودية
28-10-2001, 06:03 PM
أخي الفاضل / ابو عبدالرحمن ..
اعزك الله ورفع قدرك ووهبك المنزلة الرفيعة من الجنة ..
أخي الكريم ..
في الوصل الثالث ..
ذكرت تعريفات وحدود المحبة ..
ولكن هنا توقفت مع كلماتك ..
فقد صعبت علي كثيرا تلك المعاني والحدود ..
فهل لي ان أطلب منك سيدي الفاضل ..
ان تقف عند هذا الحد قبل ان تسترسل بروعة الموضوع ..
وتبين لي اكثر وتشرح لي المقصود ..
فقد صعب علي المسير معك في فهم ما يدور بين تلك السطور ..
أرجو ان لا اكون قد طلبت منك طلبا يثقل عليك ..
وممتنة لك مسبقا على جهودك ..
وعسى ربي ان يجزيك عني خير الجزاء ..
تحياتي لك ..
اخوي ابو عبدالرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حاولت اعلق على الموضوع ولكني ما ستطعت ذلك ولكن ان كان لي تعليق فهو الدعاء لك على المواضيع الي تكتبها ويعلم الله اني من المتابعات لمواضيعك هنا او في موقعك الشخصي
الله يوفقك ويزيدك علم ونور في الدنيا وفي يوم القيامة ويسهل عليك عبور السراط المستقيم ويجعلك من ورثة جنة النعيم .
اخواني الاعضاء ياليت كلكم تتبعون منهج الشيخ ابوعبدالرحمن في الكتابة والرد على المواضيع .
سامحوني على الاطالة
اختكم امل
بو عبدالرحمن
28-10-2001, 08:23 PM
-
الأخت الفاضلة / سعودية
……………. رحم الله والديك ، وحفظ أهلك من كل سوء
ابتداء ..
شاكرٌ لكِ هذهِ المتابعةِ الواعيةِ ..
فلكِ مني الشكر… ومن الله الأجر ..
أسألُ اللهَ عز وجلَ بأسمائهِ الحسنى أن تجدي صدى هذه المتابعةِ
في قرارةِ قلبك : شوارقَ أنوارٍ جديدة ، تزيدكِ صفاء على صفاء
وسمواً فوق سمو .. ومزيد قرب من الرب جل في علاهُ ..
فتطيبُ لك أوقاتكِ كلها .. لأنها أصبحتْ مع اللهِ ـ ولله ..
فالقلبُ حينَ تُشرقُ عليهِ الأنوارُ السماويةُ وتفيضُ :
يجدُ لذةً خاصةً ـ ذات نكهةٍ مميزةٍ .. تجعلُ أوقاته طيبةَ ، وأنفاسَه مباركةً ، وأعمالَهُ مقبولةً ..
فأسأل اللهَ جل جلالهُ أن نكون وإياكِ كذلك ، بل فوقَ ذلكَ
لقد سرني متابعتكِ .. فمثلكِ مكسبٌ للكاتب الذي يحظى بهذه المتابعة ..
وشهادة للموضوع الذي توقعين عليه بعض كلمات من القلب ..
فباركَ اللهُ في أنفاسِ حياتكِ .. وفي أهلكِ ، وولدكِ ، وجهدكِ ، وقلمكِ ، وفكركِ ..
أما سؤالكِ .. فلقد سرني .. وهزني ..
سرني لأني وثقتُ الآن أنك تقرأين بقلبٍ واعٍ ، وعقلٍ ناضجٍ ..
إنسانٌ يرغبُ أن يعي .. ويفهمَ.. وينفعلَ .. ويتأثر..
وهزني لأني وجدتُ نفسي أمامَ محنةٍ …!!!
ذلك أني أيتها الفاضلة الجليلة .. حينَ وقفتُ على كلام الشيخِ رحمهُ اللهُ
وجدتُهُ قد عرضَ ثلاثينَ وجهاً _ وفي بعضها تفصيل كثير ممتد _
فاخترتُ منها عشرين وجها فحسب ..
ثم إنه رحمهُ اللهُ كانَ يكتبُ بلغةٍ راقيةٍ ساميةٍ دقيقةٍ ..
مما اضطرني أن أتدخلَ في بعضِ كلامهِ ، لأرققَ العبارةَ __ بما لا يخل بالمعنى _
حتى يسهلَ فهم القضيةِ المطروحة ، ويتقرر المعنى المراد تقريرهُ ..
فلقد خشيتُ أنني لو أوردتُ كلامَ الشيخِ بنصهِ ،
خشيتُ أن يقعَ أكثر الأخوة والأخوات في محنةٍ .. وفي معضلةِ الفهم لكثيرٍ مما سيمر بهم ..
ولقد اجتهدتُ أن أوضحَ أكثر التعاريف بين قوسين بعبارة كنتُ أحسب أنها مفهومة ..
على كلِ حالٍ ..
سأحاولُ أن أوضحَ لك ما ترغبينَ فيه ..
ولكني ريثما أتهيأُ لذلكَ أطلبُ منكِ طلبا ..
هذا الطلبُ هو : أن تعيدي قراءةَ ( كلَ وجهٍ ) على حدةٍ ..
مع مزيدٍ من التأملِ لما بينَ القوسين جيدا .. وإعادة النظر فيها ..
أسألُ اللهَ عز وجلَ أن يفتحَ على قلبكِ .. فتتضح المعني في جلاء لا لبس فيه
ولا تحتاجين بعد ذلكَ إلى أن أعيد الشرح والتوضيح ..
جزاك اللهُ عني خير الجزاء ..
وبارك الله فيكِ وفي أهلكِ .. ونفعنا اللهُ بكِ وبدعواتكِ ..
بو عبدالرحمن
29-10-2001, 01:24 PM
-
الأخت الفاضلة / امل
........... حماكِ اللهُ من شرِ كلِ ذي شرٍ هو آخذٌ بناصيته
ابتداء ..
حياكِ اللهُ وبياكِ وجعلَ الجنةَ مأواكِ
من غير سابقةِ عذابٍ ، ولا مناقشةِ حساب
اللهم آمين ..
رحمَ اللهُ والديكِ ..
لقد اسعدني ما قرأتُ في تعقيبكِ المتميز ..
ولا يسعني إلا أن أقولَ
جزاكِ اللهُ خيرَ الجزاءِ على هذهِ الكلماتِ الطيبةِ المعطرةِ
وأيضا أقول..
اللهم اجعلني خيراً مما يظنون.. ولا تؤاخذني ما يقولون
واغفرْ لي ما لا يعلمون ..
اللهم تقبلْ مني ومنهم .. وارضَ عني وعنهم ,, واغفرْ لي ولهم
برحمتك يا أرحم الراحمين
فبحرُ جودكَ يروي كل من يرده..
جزاك الله خير الجزاء ايتها الفاضلة ..
ولا أزالُ اترقبُ تعقيباتكِ وملاحظاتكِ ..
واعلمي أن شعاري :
.. رحمَ اللهٌ امرأً أهدى إليّ عيوبي ..
دعواتي لك بدوام التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله
= =
سعودية
30-10-2001, 04:58 AM
اخي الفاضل / أبو عبدالرحمن ..
أعزك الله ورفع قدرك وبلغك اعلى وارفع المراتب من الجنة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي الكريم ..
ممتنة جدا لك على كلماتك ودعواتك التي منحتني اياها ..
فبارك فيك المولى القدير ..
ورفع من شانك وحفظك وحفظ لك ..
وأسعدك في دنياك قبل اخرتك ..
ومن عليك برحمته وعظيم مغفرته ..
اخي الفاضل ..
توقفت كثيرا مع تلك المعاني ..
أصارحك وأقول الحق .. لقد صعبت علي كثيرا ..
ولكن هزني ان اضعك في هذا الموضع وأكلفك ..
الكثير من اجل ان تشرح لي ما تعسر وتعذر علي فهمه ..
فإستوقفني طلبك لي ..
بان اعاود القرأة وأتمعن ..
ولا أخفيك فبعد ان قرات وقرأت وحاولت جاهدة وربي يشهد ..
توصلت لمعرفة بعضها ولكن تعذر علي الأخر ..
فما كان مني إلا ان سالت كل من يستطيع ان يوصلني للإدراك لتلك المعاني ..
والحمدلله .. فله الفضل في الأمر ..
فقد علمت ما كنت قد تسألت عنه ..
وأعتذر عن ما سببته لك ..
وشاكرة ومقدرة لك هذا الإهتمام ..
وأتمنى ان تتم هذا الحديث ولكن لي طلب صغير ..
لو تكرمت علي ..
وبسطت مفرداتك ومعانيك كما عودتنا ..
مع قلمك المتألق دائما ..
جزيت كل الخير سيدي الفاضل ..
ولا تحرمنا من صالح دعائك فأنا باشد الحاجة لكل دعوة ..
تحياتي لك ..
بو عبدالرحمن
30-10-2001, 04:29 PM
-
الأخت الفاضلة / سعودية
................... رعاك الله وحماك من كل شر
انشرح صدري بما قرأت الآن ..
وابتهجت أن تكون المعاني قد أصبحت مفهومة
جزاك الله خير الجزاء ..
غايتي أن ينتفع من يقرأ هذه الموضوعات
ولذا أحرص أن أنتقي و|دقق فيما أنتقي ..
وأحاول أن أبسط المعاني قد الطاقة ..
وعلى كل حال ..
كنت أعد أن اكتب توضيحا طويلا لتتضح المعاني السابقة
أعد ذلك وأنا في غاية الحرج
لأني خشيت أن أزيد الطين بلة ..
على كل حال .. كفاني الله مؤونة هذه المشقة
كفاك الله ما أهمك من أمر دينك ودنياك
ويبقى أن انبهك إلى شيء
أن تلك المعاني لم أوردها بأسلوبي الذي عرفتموه مني
تلك الكلمات كانت بأسلوب الشيخ رحمه الله
وإنما تدخلت في ترقيق عبارات الشيخ لعلي أبسطها وأوضحها ..
على كل حال ..
بارك الله لك .. وبارك فيك .. وفي أهلك ..
ونفعنا الله بك ، وبدعواتك ..
بو عبدالرحمن
31-10-2001, 06:27 AM
هذا الفصل هو أهم الفصول … وهو بيت القصيد وحجر الزاوية ..
لأنه سيضعك على المحك تماما ..
وسيضع بين يديك أمورا يمكنك أن تزن نفسك على ضوئها ..
هل أنت جاد في طلب تحصيل محبة الله جل جلاله .. فهذا هو الطريق إذن ..
وعلى ضوء ذلك تحرك وامض في هذا الطريق السالك نحو الفردوس ..
بل نحو جنة معجلة في دنياك ، قبل جنة الآخرة .. وباله التوفيق
فاقرأ متأملا .. ثم حاسب نفسك على ضوء ما تقرأ ..
= =
فصل
في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة
أحدها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد ..
كتدبر الكتاب الذي يصل إلى إنسان من مسئوله في العمل ،
فهو يقرأه بعناية وتركيز ، ليتفهم مراد صاحبه منه ، وينفذ منه ما يريده منه ..
الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل ( بعد الفرائض ) ..
فيقبل عليها في همة .. فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة ..
ففي الحديث : ولا يزال عبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ….الخ
الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر ..
فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره ، وانشغل قلبه به ..
الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ..
والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى ..
فحين تواجه الإنسان مواقف فيها فتنة هوى ، عليه أن يتذكر جيدا :
أن علامة محبة الله أن يغالب هواه من أجل الله .. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ..
الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها ..
وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها ..
فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة ..
السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة ،
فإنها بالضرورة داعية إلى محبته ..
فقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها .. وهذا شيء مشاهد .
السابع : وهو من أعجبها .. انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى ..
وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات
فيبقى القلب في حالة انكسار بين يدي الله بشكل دائم ،
مستشعرا الفقر بين يديه ، وشدة الحاجة إليه ، وعدم الاستغناء عنه طرفة عين ،
فما من خير هو فيه ، أو يأتيه أو يتوقعه فإن الله هو الموفق له ، والميسر له ،
ولولا الله سبحانه ما كان شيء من هذا ..
قيل لبعضهم : أيسجد القلب ؟ قال : سجدة لا يقوم منها أبدا .!!
الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه
والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
والمراد : الحرص على التهجد والناس نيام ..
حين يخلو كل حبيب بحبيبه ، وتكون ساعتها صافا قدميك بين يدي مولاك تتلذذ بمناجاته والشكوى إليه ..
ولقد قيل : إذا أردت أن تكلم الله فادخل في الصلاة ..
وإذا أردت أن يكلمك الله ، فاقرأ القرآن .. وصلاة الليل تجمع الأمرين ..
التاسع : مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ..
ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك
العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل ..
فلا يصح أن تملأ قلبك بالأكدار وأنت تنتظر الأنوار !! هذا لا يكون ..
ولا يجتمع في قلب إنسان حب الغناء _ مثلا _ وحب الرحمن _ على الوجه الذي يريد .
وعلى هذا قس ..
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب ..
وملاك ذلك كله أمران :
1 ) استعاد الروح لهذا الشأن .. 2 ) وانفتاح عين البصيرة
وبالله التوفيق
= = = =
بو عبدالرحمن
31-10-2001, 04:38 PM
-
والآن خذ ورقة وقلماً وسجل هذه الأوصاف واجعلها نصب عينيك
تأملها طويلا ، وفتش عنها في نفسك ..
وتحل بما ينبغي لك أن تتحلى به منها
وتخلّ عما يجب عليك أن تتخلى عنه منها ..
هذه نصوص من كلام ربنا جل جلاله .. يذكر لنا صفات يحبها
وعلينا أن نجاهد أنفسنا من أجل التحلي بها
وصفات أخرى في المقابل لا يحبها ، ولا يحب لنا أن نتصف بها
فلينظر كل امرئ منا أين هو من هذه وتلك
= = =
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
(وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )
( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
وخلاصة الآيات المتقدمة :
كن محسنا .. صابراً .. متوكلاً .. وسيحبك جل في علاه
وفي المقابل : لا تكن ظالما لنفسك أو للناس .. وسيحبك أيضا
فهنا إذن صفات إيجاب .. عليك أن تتحلى بها
وهناك صفات سلب عليك أن تجاهد نفسك للتخلص منها .
وهكذا .. وعلى ضوء هذا قس الآيات الآتية وتدبرها
( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )
( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً )
( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً )
( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ .. أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ..
فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً ..
وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
( وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
( كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ..
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا..
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
)ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ )
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )
( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )
( لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ..
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ )
( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )
( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ *
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )
( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ..
وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً ..
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . )
( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ )
( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ ..
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا .
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ..
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ..
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ..
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ..
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ..
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ..
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
ولا زالت الرحلة المشرقة تتواصل .. وبالله التوفيق ومنه الهداية
نسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى أن يملأ قلوبنا بشوارق محبته
حتى نتذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
= =
= =
aziz2000
31-10-2001, 05:11 PM
ماشاء الله تبارك الله
جزاك الله خير أخي ابوعبدالرحمن
تعجز كلماتي عن الرد فمن الأفضل أن أقرأ وأدعو لكاتب تلك الحروف
أسأل الله أن يريك جزاء تلك الكلمات نورا وخير يوم الدين
بو عبدالرحمن
01-11-2001, 10:33 AM
-
أخي الحبيب / عزيز
............ رحم الله والديك ورفع قدرك
شكر الله لك هذه المتابعة .التي اسأل الله أن تكون سببا في زيادة تنوير قلبك نور على نور ..
حتى تجد أصداء هذا الإشراق فيضا على محياك الطيب ..
أخي الكريم ..
أسأل الله أن يعينني حتى أضم في هذا الموضوع
كل ما تيعلق بهذه القضية ( محبة الله ) علاماتها .. ثمراتها .. الطريق إليها ..
نثرا ، وشعرا .. شواهد ، ونصوص .. وما شابه ذلك ..
بحيث يصبح هذا الموضوع مرجعا لمن شاء الكتابة أو الحديث في هذه القضية ..
أسأل الله بكرمه أن يعينني على ما نويت أن أمضي فيه ..
فإن نجحت في خطتي هذه ، فالشكر لله وحده هو الموفق والمعين
وإن كانت الأخرى فإني استغفر الله . وحسبي أنني اجتهدت
جزاك الله خير الجزاء .. ولا تنسني من دعائك الطيب يا أخي .
=
بو عبدالرحمن
02-11-2001, 04:41 PM
-
قبل أن نمضي في رحلتنا ونتابع محطاتها الرائعة ..
أحببت هاهنا أن نقف متدبرين مع آية واحدة من الآيات التي مرت بنا ..
نعرضها كنموذج نسير على ضوئها ونحن نتدبر بقية تلك الآيات .
لعلنا من خلال التدبر لها يكرمنا الله بالتحلي بمعانيها .. فتشرق قلوبنا .
تعالوا نعيش لحظات مباركة معطرة مع آية من كتاب ربنا جل في علاه :
= =
قال الله تعالى :
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ..
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ …
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ..
أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) .. ..(البقرة:165)
الشاهد :
قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ …)
اشد حبا لله من محبة أهل الأهواء لأهوائهم ..
وعلى ضوء هذا . تعالوا نقيس حرارة حبنا لله جل جلاله .
أخاف أن يكتشف أكثرنا أنه صاحب دعاوى ليس إلا ..!!!
بدليل أننا نرى أصحاب الأهواء يضحون من أجل أهوائهم بأوقاتهم وأموالهم
ولا يبالون بسخرية الساخرين منهم ، ولا يكترثون بلومة لائم
بل هم يبكون إن نأت أهواؤهم شوقا إليها !!
ويبكون أن دنت خوف الفراق _ خوف فقدانها _ !!
والخلاصة المفيدة : أن كل صاحب هوى تجده متعلقا بما يهوى ويستعذب العذاب من أجله ..ويستعذب البذل في سبيله .. ويستعذب التعب من أجله !!
فهل محبتنا لله جل ربنا وتعالى وتقدس ،
هل محبتنا لله ربنا تصل بنا إلى هذه الحرارة التي تجعلنا في حالة قلق طلبا لرضا الله !؟
الآية الكريمة تؤكد أن الذين آمنوا ( اشد حباً ) لله …
ونحن نرى أحوالنا بأن محبتنا لله لا تصل إلى نصف محبة أهل الأهواء لأهوائهم !!
وهذه دعوة للمراجعة ، وكشف الحساب ، لوضع النقاط فوق حروفها ..
حتى لا نبقى نعيش على الوهم ونحن نظن أننا نسير على الجادة ..!!
نسأل الله أن يغفر لنا ، ويتجاوز عنا ، ويرحمنا
ويرزقنا حبه ، وحب من يحبه ، وحب ما يقرب إلى حبه ..
اللهم آمين ..وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بو عبدالرحمن
07-11-2001, 07:14 PM
-
اعلموا رعاكم الله .. أن قضية محبة الله عز وجل أهم قضية على الإطلاق
لأنها لو استقرت فعلا في قلب إنسان قلبته ولابد ..
أعني أنها ستنقله من وضع إلى وضع أروع وأرفع وأعلى وأجل ..
ولقد قالوا وصدقوا :
( من حصّـل المحبّــه …... ما فـاتتــهُ ولا حبّـــه !! )
بمعنى :
أنه تلقائيا سيتحقق بكل مقامات الإيمان الراقية ..
من توبة .. وإخلاص .. وصدق .. وتقوى .. وإحسان .. ويقين . وزهد .. توكل .. الخ
لأن من طبيعة الحب أن يدفع صاحبه إلى طلب المعالي دائماً ..
ومن أجل تحصيل رضا الحبيب تجد المحب لا يشعر بألم التعب ..!
ومن هنا .... آثرت أن أدندن حول هذه القضية حتى لو لم يتابعني أحد ..
حسبي أني أذكر نفسي وأذكر أخوتي وأخواتي .. لعل وعسى ..
لعل وعسى أن يمن علينا ربنا فيكرمنا ويقذف في قلوبنا فيضا من أنوار محبته سبحانه …
فنذوق حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
يبقى علينا أن نلح بالدعاء بشكل دائم بلا كلل ولا ملل أن يكرمنا الله بتحصيل أنوار محبته جل في علاه ..
ولقد تأخرت هذه المرة ..
وذلك لأني أبحرت في كتب الحديث أبحث عن الصفات التي يحبها الله .. والصفات التي يكرهها ..
فرأيت ثم رأيت حشدا هائلا من الأحاديث ..
وظللت في حيرة من أمري ماذا آخذ وماذا أدع ..
ثم استعنت بالله واخترت هذه القطوف من حديقة السنة النبوية
وعلى كل منا أن يقرأها متأملا فيها .. ويحاسب نفسه على ضوئها ..
فإن رأى في نفسه خيرا فليحمد الله وليحرص على الاستزادة ..
وإلا فليبادر إلى باب التوبة ويقرعه بقوة ، وبحرقة وفي ندم .. لعل الله يرحم برحمته :
وإليكم ما اخترته لكم من باقات مختارة معطرة من روضة يانعة دانية القطوف :
= = = = = ( في مكان التعقيب القادم وبالله التوفيق ) = = =
المبتسم
07-11-2001, 08:10 PM
هلا والله بوعبدالرحمن
صراحه يعجز اللسان عن الوصف...
اسلوب رائع وسرد متميز..
صراحه ما احوجنا في هذه الايام بالذات
الي الاقتراب من الله عز وجل...
فمن لنا غيره في هذا الزمن:(...
صراحه اعجبني هذا المقطع من حديثك..
فإذا هبت نسائم تلك النار وتعطرت بها روحك ..
فقد انفتح لك باب تلج به إلى ملكوت الله
لترى أنك قد ولدت من جديد ..
أشبه بمن كان حبيس سجن ضيق مظلم نتن
ثم أطلق سراحه فتنفس الصعداء .. !!
كذلك الإنسان إذا بقي أسير الهوى ، فإنما هو حبيس سجن ضيق مظلم
ولا يطلقه من هذا السجن إلا أن تتولد في قلبه شوارق محبة الله تعالى
واعتقد انه خلاصه الموضوع ولبه....
في النهايه لايسعني الا ان اشكرك مره اخري اخي العزيز
وتحياتي لك.
اخوك...
لوبيز..
بو عبدالرحمن
07-11-2001, 08:53 PM
-
أخي العزيز / لوبيز
............. رعاك الله ورفع قدرك في الدارين
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين .
ما أسعدني بتشريفك لي .. وتعطير هذه الصفحات بعذب كلماتك
فبارك الله فيك أيها االفاضل ..
اسعدتني اسعد الله قلبك ..
ولقد أحسنت اختيار الفقرة .. مما يدل على دقة في متابعة ما تقرأ
يحفظك المولى ويرعاك ..
لا يسعني إلا أن أدعو الله لك أن يبارك فيك ، ويجعلك مباركا حيثما كنت
تقبل تحياتي العطرة .. وخالص دعواتي ..
ولا تنسني يا أخي من دعائك الطيب ..
= = =
بو عبدالرحمن
07-11-2001, 09:50 PM
-
والآن : خذ بيدك قلما وورقة وابدأ تسجيل كل صفة يحبها الله تعالى
واحرص على العمل بها والمحافظة عليها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان __ وفي رواية : حلاوة الإيمان __
من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله ..
وأن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه
تعليق :
( هذا حديث جليل علينا أن نعيد قراءته مرات كثيرة حتى تترسخ معانيه في قلوبنا..
ونسأل أنفسنا كثيرا : هل حقا أن الله ورسوله أحب إلينا من أنفسنا ومن كل شيء ؟؟
فلماذا إذن لا نبادر إلى الالتزام بما يوصيان به ولو شق على نفوسنا !!
أما دعوى اللسان ، فما أسهلها .. وهل على الكلام جمارك ..!!؟ :)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله جل وعلا يقول : من عادى لي وليا فقد آذاني ..
وما تقرب إلي عبدي بشيء .. أحب إلي مما افترضت عليه ..
وما يزال يتقرب إلي أحبه فإذا أحببته كنت يسمع به يبصر به .
ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ..
فإن سألني عبدي أعطيته ، وإن استعاذني أعذته ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته.)
تعليق :
هذا حديث عظيم جليل ينبغي أن نتدراسه كثيراً لما فيه من معاني جليلة ..
منها : أن الفرائض والمبادرة إليها هي الأحب إلى الله تعالى
ولنعلم : ان ترك الحرام فريضة ، وليست نافلة ..!
كل صورة من صور الحرام ، فتركه فريضة .. فإذا وقعت فيه ..
فلتبادر بالتوبة ، والندم ، والعزم على أن لا تقع ، ومجاهدة النفس .. وأقبل على طاعات تكسبك حسنات ..
فإن وقعت كرة أخرى ، فلا تياس .. وعد إليه سبحانه ليعود إليك بكل خير ..
المهم : أن تبقى مشمرا في مجاهدة نفسك على ترك الحرام ..
فإذا تعثرت فافزع إلى الصلاة والطاعات والندم والبكاء … وليبق هذا ديدنك حتى يمن الله عليك بكرمه .. المهم أن تجاهد نفسك من ناحية .. وأن لا تياس من ناحية ..
ومن الفرائض : أن تلتزم المسلمة حجابها إن كانت حقا تحرص على تحصيل محبة الله لها ..
فالحجاب فريضة وليست نافلة من النوافل ..
وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله عز وجل حيي ستير .. يحب الحياء والستر ..
تعليق عابر :
( أرجو أن تتأمل هذه المعاني كل أخت لا تلتزم الحجاب ، فإن وراءها ما وراءها )
وقال صلى الله عليه وسلم :
…. من عادى لله وليا فقد بارز الله بالمحاربة ..
إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا..
قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة.
تعليق هام :
( هذا حديث جليل ندعو كل من أطلق لسانه في العلماء أن يتدبره طويلا ..
فما يدريك أن هذا العالم الذي تهاجمه وتأكل لحمه ..
ما يدريك لعله ولي لله ، فتكون قد بارزت الله بالمحاربة من حيث لا تشعر ..
وأرجو أن تسأل نفسك كثيرا : هل شرط الولي أن لا يُخطئ !!!
وقال صلى الله عليه وسلم :
……. إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش
( ما أكثر الذين تغدو مجالسهم أكثرها فحش وتفحش …!!! ويحسبون أنهم لا يفعلون شيئا يعرضهم لغضب الجبار ؟؟!
و قال عليه الصلاة والسلام :
إن أحبكم إلى الله وأقربكم مني أحاسنكم أخلاقا ..
وإن أبغضكم إلى الله وأبعدكم مني الثرثارون المتفيهقون المتشدقون
عن معاذ بن جبل قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله
و قال صلى الله عليه وسلم :
…… أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر
و قال عليه الصلاة والسلام :
إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه مالا يعطي على العنف
وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال
وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله طيب يحب الطيب .. نظيف يحب النظافة
كريم جواد يحب الجود فنظفوا أراه قال أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود
وقال عليه الصلاة والسلام :
إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده
وقال صلى الله عليه وسلم :
سلوا الله من فضله فإن الله عز وجل يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان لله آهلين من الناس . قيل : من رسول الله ؟ قال : أهل القرآن .
( كان عبد الله بن مسعود _ يقول : ان هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو أمن
وكان رضي اله عنه يقول أيضا : من أحب القرآن فليبشر ..
وكان بعض الصحابة يقول : لو صفت القلوب لما شبعت من كلام الله )
وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه .
عن أبى هريرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل مضطجع على بطنه فغمزه برجله وقال : ضجعة لا يحبها الله .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه ..
فيحبه جبريل . فينادي جبريل في أهل السماء :
إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض
وقال عليه الصلاة والسلام :
إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
- - -
نتابع الرحلة مع قطوف أخرى من حديقة السنة المطهرة ..
نستعرض فيها صفات أخرى .. لعل الله يكرمنا بالتحلي بها ...
= =
بو عبدالرحمن
08-11-2001, 12:14 PM
-
وهذه هي الباقة الثانية من بستان السنة النبوية ..
نتأمل فيها طائفة من الصفات التي يحبها الله عز وجل :
= = =
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله رفيق يحب الرفق ، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله عز وجل يحب العبد التقى الغنى الخفي .
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم :
استحيوا من الله عز وجل حق الحياء .
قالوا : يا رسول الله انا نستحي والحمد لله .
قال : ليس ذلك ولكن من استحى من الله حق الحياء :
فليحفظ الرأس وما حوى .. وليحفظ البطن وما وعى ..
وليذكر الموت والبلى ..
ومن أراد ترك الآخرة ترك زينة الدنيا ..
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء.
( قالوا : المحبة الصادقة تولد الحياء ..
فهل نجد حقيقة الحياء كما عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟ )
وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ، ومن لا يحب ..
ولا يعطي الدين إلا لمن أحب …
عن زيد رفعه إلى أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله ..
أما الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل :
فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم فمنعوه فتخلف رجل باعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته الا الله والذي أعطاه ..
وقوم ساروا إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني ويتلو آياتي ..
ورجل كان في سرية فلقوا العدو فهزموا ، فأقبل يقاتل …..
عن الحسن قال كان الأسود بن سريع رجلا شاعرا ..
فقال : يا نبي الله ألا أسمعك محامد حمدت بها ربي ؟
قال : أما إن ربك يحب الحمد أو ما شيء أحب إليه الحمد من الله عز وجل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها .
( وما أكثر ما ننشغل بسفاسف الأمور ، ونظن أننا لم نفعل شيئا ذا بال !!! )
و قال صلى الله عليه وسلم :
اتق الله ولا تحقرن من المعروف أو الخير شيئا ..
وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة وإن الله عز وجل لا يحب المختال .
قال :
_ إن الله عز وجل محسن يحب الإحسان .
_ إن الله جميل يحب الجمال ..
وقال صلى الله عليه وسلم :
من أحب أن يعلم أنه يحب الله ورسوله ..
فلينظر فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
سلوا الله من فضله فإن الله عز وجل يحب أن يسأل …
وقال عليه الصلاة والسلام :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ..
إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف ويبغض الفاحش البذيء ..
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معاصيه .
فإنما ذلك له منه استدراج ..ثم تلا الآية :
( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون.. ) …
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه .
فقالت عائشة : إنا نكره الموت فذاك كراهيتنا لقاء الله ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
لا ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه
وان الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه .
وقال عليه الصلاة والسلام :
المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ..
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ..
فإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل
فإن لو تفتح عمل الشيطان .
وقال صلى الله عليه وسلم :
أحب الصيام إلى الله صيام داود : كان يصوم نصف الدهر ..
وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان يرقد شطر الليل ثم يقوم ثم يرقد آخره ثم يقوم ثلث الليل بعد شطره .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
كلمتان حبيبتان إلى الرحمن .. خفيفتان على اللسان .
ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
( عمل قليل وأجر كبير عظيم .. ولكن أكثر الناس غافلون )
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى .. فأرصد الله له على مدرجته ملكا ..
فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي القرية .
فقال له : هل له عليك من نعمة تربها ؟
قال : لا . غير أني أحبه في الله.
قال : فإني رسول الله إليك إن الله جل وعلا قد أحبك كما أحببته فيه.
( وأنا أقول : بأني أحبكم في الله ومن أجل الله ..
نسأل الله بكرمه أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه )
= =
ولا يزال للحديث ذيول وفضول لأنه ذو شجون ..!!:)
بو عبدالرحمن
09-11-2001, 06:36 PM
-
كان الأصل أن نواصل تقديم مختارات من حديقة السنة النبوية
في هذا المجال ..
لكنا نكتفي بالحلقتين السابقتين على أن نورد حلقتين أخريين في الموقع …
أما الآن …
لننتقل إلى لون آخر لعل الله يحرك به قلوبنا فيغمرها ويعمرها بمحبته ..
( يغمرها _ بحرف الغين _ ويعمرها _ بالعين __ والفرق بينهما كبير !!)
لقد ذكرنا في حلقة سابقة :
أن من الأسباب الجالبة للمحبة عشرة أسباب من بينها :
تلاوة القرآن الكريم ..
نحاول اليوم هنا أن نقدم نموذجا على كيف أن القرآن الكريم
يقود إلى محبة الله تعالى ، ويغذي القلب الواعي بنور محبة الله جل في علاه ..
فلنتأمل هذه السطور التي تختصر موضوعا كبيرا كهذا :
**
فائدة جليلة جدا :
أيها الحبيب .. تأمل خطاب القرآن الكريم جيدا بكلية قلبك :
تجد ملكا عظيما له الملك كله .. وله الحمد كله .. أزمة الأمور كلها بيده ..
ومصدرها منه ، ومردها إليه ..
مستويا على سرير ملكه لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته ..
عالما بما في نفوس عبيده __ أسرارهم وعلانيتهم __
منفردا بتدبير المملكة كلها .. لا يند عنه شيء ، ولا يغيب عنه شيء ..
يسمع ويرى .. ويعطي ويمنع .. ويثيب ويعاقب ..
ويكرم ويهين .. ويخلق ويرزق .. ويميت ويحيي ..
ويعلي ويخفض .. ويعز ويذل .. ويكافئ ويعاقب ..
و يقضي ويدبر .. الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها ..كثيرها وقليلها..
وصاعدة إليه ، لا تتحرك ذرة في هذا الكون كله إلا بإذنه ..
ولا تسقط ورقة الا بعلمه ..
وتأمل أيضا كيف تجده :
يثني ويمجد نفسه ويحمد نفسه ، ويدعو إلى حمده..
وينصح عباده ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم وخيرهم ونجاتهم ..
ويرغبهم فيه ، ويحذرهم مما فيه هلاكهم ..
ويتعرف إليهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ..
ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه ، ويعدد نماذج منها أعطاهم إياها من غير سؤال ..
فيذكرهم بنعمه عليهم ، ليعلموا أنها لا يستغنون عنه طرفة عين ..
ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها ..
ويحذرهم من نقمه ، ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه ..
وما أعد لهم من العقوبة إن هم عصوه ..
ويخبرهم بصنعه في أوليائه من ألوان الكرامة والتقريب والنصر
وبصنعه بأعدائه من ألوان المكر بهم والكيد لهم والتنكيل بهم ..
وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء ..
ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوصافهم ..
ويذم أعداءه بسيئ أعمالهم وقبيح صفاتهم ..
ويضرب الأمثال ، وينوع الأدلة والبراهين ، ويقص القصص ..
ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة وأمتعها ....
ويصدق الصادق ، ويكذب الكاذب ، ويقول الحق ويهدي السبيل ..
ويدعو الى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها ونعيمها ليهيج القلوب إليها ..
ويحذر من دار البوار ، ويذكر عذابها وقبحها وآلامها ، لينفر منها ..
ويذكر عباده فقرهم إليه ، ، وشدة حاجتهم إليه من كل وجه ..
وانهم لا غنى لهم عنه طرفة عين .. ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات ..
وانه الغنى بنفسه عن كل ما سواه ، وكل ما سواه فقير إليه بنفسه ..
وانه لا ينال أحد ذرة من الخبر فما فوقها الا بفضله ورحمته ..
ولا ذرة من الشر فما فوقها الا بعدله وحكمته ..
ويشهد أيضا من خطابه :
عتابه لأحبابه الطف عتاب ، وانه مع ذلك مقيل عثراتهم وغافر زلاتهم ،
ومقيم أعذارهم ، ومصلح فسادهم ، والدافع عنهم والمحامي عنهم ،
والناصر لهم والكفيل بمصالحهم ، والمنجي لهم من كل كرب ،
والموفي لهم بوعده ، وانه وليهم الذي لا ولى لهم سواه ، فهو مولاهم الحق فنعم المولى ونعم النصير ..
فإذا شهدت القلوب من القرآن الكريم :
ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا هذا شانه ، وهذه عجائبه ..
فكيف لا تحبه ؟؟ وكيف لا تنافس في القرب منه وتنفق أنفاسها في التودد إليه ..؟؟
وكيف لا يكون أحب إليها من كل ما سواه ، ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه .؟؟
وكيف لا تلهج بذكره ليل نهار .. ويصير حبه والشوق إليه والأنس به :
هو غذائها وقوتها ودواؤها .. ان فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنتفع بحياتها ابدا.؟!
سبحان الله … ثم سبحان الله ..!!
ولو أنا ذهبنا لنذكر الشواهد من القرآن على هذه المعاني كلها لطال الموضوع وامتد..
والحقيقة أن القرآن كله هو شواهد على هذه المعاني
فعد إليه وتأمله وتدبره وابحث عن هذه المعاني ثم انظر أثرها في قلبك ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
= =
ولا تزال رحلة النور متواصلة الأنفاس ...!
وما توفيقي إلا بالله ..
= =
بو عبدالرحمن
11-11-2001, 04:34 PM
-
إن من الشعر لحكمة ..
ورب أبيات قليلة تفيض على القلب بركة ونوراً ..
حيث لا تزال تشد هذا القلب شدا محكما إلى الله تعالى
وأحسب أنه هذه الأبيات منها
وسنلاحظ أنها تناولت المعاني التي وردت في الفقرة السابقة
فتأمل هذه المعاني _ بارك الله فيك _
وعش في أجوائها، وحرك بها قلبك لعل وعسى ..
للخـلقِ حُــراسٌ وجنـدُ **** واللــهُ _ فـوق الخلقِ _ فـــردُ
فــــــــردٌ بكـــلِ صفـــــاته ِ **** ولــــهُ صفــــاتٌ لا تُحــــــدُ
لا شيء يُـعجـــزهُ ، ولا **** ممـــا قضــــاهُ اللــهُ بــدُّ
ما احتـــــاجَ في يــوم ســوا **** ه ، ومــالـهُ زوجٌ وولـــدُ
والكــلُ محتــــاجٌ إليـــــــــ **** ـــــهِ ، وليــسَ للحــاجاتِ حــدُّ
والكـــلُ يســألـهُ الغنــى **** هيهـــات ، ســــائـلــــــــــه يُــــــــردُ
يُعــطي بــلا مـــــنٍ ، ولا **** شُــــكرٍ _ لمـا نـالــوا _ وحمــــدُ
ويظــن مـــن مــــلكَ القــليــلَ *** بأنـــهُ للـــــــــه …...نـــــــدّ...!!
فتراهُ يظلمُ ، أو يجــــا *** هــر في الذنــوبِ ويســتبدُ
متنـاسياً مــا قـــد مضــى *** متجـاهــلاً مـا قـــد يجــــــــدُ
كـم قد طــوى هـذا الثرى *** أُمــماً وخلقــــاً لا تُعـــــــــــدُ
لــم يحمــهم حــرسٌ ، ولــم *** ينـفعهمـو جــاهٌ ومجـــــــدُ
سـادوا ، وشـادوا ، واستـبا *** حـوا ، واطمـأنوا ، ثم ردوا
فالحــكمُ كل الحكـم للــر *** حمــــــن .. ليـس لــه مـــــردُ
ولــه البقــاءُ ، وكلهــم *** يفــنى ، ويفنــى ما أعــــــدوا
حــسبي سمــواً في حــيا *** تـي ـ أنــي للــــــــه عبــــــــــــــــدُ
- - -- - - - -- -
- - - - - - - - -- - -
من روائع منقولي
للشاعر المبدع : مصطفى عكرمة
بو عبدالرحمن
12-11-2001, 06:37 AM
-
تأمل هذه الكلمات ، وعش مع هذه المعاني ، لعلك تجد صداها في قلبك :
ربّ ما أحلاكَ لفظاً في فمي
................ رائق الجرسِ شفيف النغمِ
سرهُ يجري حياة في دمي
................ وشذا في البرعمِ المبتسمِ
وابتهالاً في وميضِ الأنجـمِ
…………..………. ربّ كم أسبغتني من نِعَـمِ
…… دونها الشعر وجهد القلمِ
أنت فوق القولِ مهما فصحا
……….………. أنت فوق العقلِ مهما رجحا
حول سر الكونِ كم فكرٍ صحا
………….………. ناشطاً خطّ فروضاً ومحا
برّحَ الجهدُ بهِ ما برحا
………………. همةُ الباحثِ في شمسِ الضحا
………. همةٌ أعجز من أن تفصحا
أنت للعينِ ضياءٌ وسنا
…………….……… أنت للقلبِ رجاءٌ ومنى
أنت للأشجارِ ظلٌ وجنى
………………….. أنت للمحرومِ جاهٌ وغنى
أنت في الكونِ هنا أو هاهنا
…………….……… أنت ما زلت خفياً بيّنا
…….….أنت لولا أنت ما كنتُ أنا
كل من في حاشد الكونِ سلكْ
…………………... من أناسي وجنٍ ومَـلكْ
والدراريّ على صدرِ الفلكْ
............... ما حوى النور وما أخفى الحَـلكْ
......من يرُمْ غيركَ يا ربّ هـلكْ
---------
من روائع منقولي
- - - - -- -
سبحانه جل شأنه ، وتعالى جده ،
وتبارك في علاه كيف لا تمتلئ القلوب بمحبته ..؟!
هو معنا بعلمه وعنايته وحفظه .. جل في علاه ..
نسأله أن يكرمنا بأن يغمر قلوبنا بمحبته سبحانه
بو عبدالرحمن
15-11-2001, 02:15 PM
-
في علامات المحبة وردت هذه الأبيات :
لا تُخدعنّ فللحبيب دلائل ** ولديه من تحفِ الحبيبِ وسائلُ
منها : تنعمه بمر بلائهِ ** وسروره في كل ما هو فاعلُ
ومن الدلائل : أن تَرى من عزمهِ ** طوع الحبيب وإن ألح العاذلُ
ومن الدلائل : أن يُرى متبسماً ** والقلبُ فيه من الحبيب بلابلُ
ومن الدلائل : أن يرى متفهماً ** لكلام من يحظى لديه السائلُ
ومن الدلائل : أن يرى متقشفاً ** متحفظاً من كل ما هو قائلُ
وأضاف آخر فقال :
ومن الدلائل : أن تراه مشمراً ** في خرقتين على شطوط الساحلِ
ومن الدلائل : حزنُهُ ونحيبهُ ** جوفُ الظلام فما له من عاذلِ
ومن الدلائل : أن تراه مسافراً ** نحو الجهاد وكل فعل فاضلِ
ومن الدلائل : زهده فيما يرى ** من دار ذل والنعيم الزائلِ
ومن الدلائل : أن تراه باكياً ** أن قد رآه على قبيح فعائلِ
ومن الدلائل : أن تراه مسلماً ** كل الأمور إلى المليك العادلِ
ومن الدلائل : أن تراه راضياً ** بمليكه في كل حكم نازلِ
ومن الدلائل : ضحكُهُ بين الورى ** والقلبُ محزونٌ كقلب الثاكلِ
وقالوا : من ثمارهم تعرفونهم ..
والشجرة إنما تعرف بثمارها ..
وما في قلبك إنما يكشفه ما يظهر على جوراحك ..
فاللسان ترجمان لهذا القلب .. والعين رائدة له .. واليد جندي بين يديه .. والفكر وزير له .. فالقلب هو الملك ..
وكل إناء بما فيه ينضح ..
فتفقد علامات محبة الله جل جلاله على سلوكياتك وأقوالك
فإن رأيت خيرا فاحمد الله كثيرا .. وإن كانت الأخرى فشمر للتحلى بما يزيدك قربا من ربك .
وبالله وحده التوفيق .
بو عبدالرحمن
26-11-2001, 07:41 AM
-
عدنا والعود أجمل ..!!
ما أحلى وأحب واشهى الحديث عن الله تعالى
والحديث عن الحبيب حبيب لا محالة ..
وما أمتع وأروع أن نواصل هذه الرحلة . لعل وعسى ..
- - --
اعلم أن كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص به ..
وإنما مرضه أن يتعذر عليه فعله الذي خلق له حتى لا يصدر منه أصلاً .
أو يصدر منه مع نوع من الاضطراب.
ففي كل عضو فائدة
فائدة القلب الحكمة والمعرفة..
وخاصية النفس التي للآدمي ما يتميز بها عن البهائم :
فإنه لم يتميز عنها بالقوة على الأكل والوقاع والإبصار أو غيرها..
بل بمعرفة الأشياء على ما هي عليه.
وأصل الأشياء وموجدها ومخترعها هو الله عز وجل الذي جعلها أشياء.
فلو عرف كل شيء ولم يعرف الله عز وجل فكأنه لم يعرف شيئاً.
وعلامة المعرفة : المحبة ..
فمن عرف الله تعالى : أحبه ولا بد .
وعلامة المحبة : أن لا يؤثر عليه الدنيا ولا غيرها من المحبوبات
كما قال الله تعالى
)قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
فمن عنده شيء أحب إليه من الله فقلبه مريض
كما أن كل معدة صار الطين أحب إليها من الخبز والماء
فهي مريضة لا محالة ..
وبهذا يعرف أن القلوب كلها مريضة إلا ما شاء الله
إلا أن من الأمراض ما لا يعرفها صاحبها
ومرض القلب مما لا يعرفه صاحبه فلذلك يغفل عنه أكثر الخلق ..
ومن عرفه صعب عليه الصبر على مرارة دوائه فإن دواءه مخالفة الشهوات
ومخالفة الشهوات أشبه بنزع الروح.
ومن وجد من نفسه قوة الصبر عليه ..لم يجد طبيباً حاذقاً يعالجه ..
فإن الأطباء لهذا المرض العضال : هم العلماء وقد استولى على كثير منهم المرض نفسه!!
فالطبيب المريض قلما يلتفت إلى علاجه فلهذا صار الداء عضالاً والمرض مزمناً ..
وأقبل الخلق على حب الدنيا ، يكرعون من شهواتها
ومنهم من أقبل على أعمال ظاهرها عبادات ، وقد انقلبت في الحقيقة إلى مجرد عادات !!
وأما علامات عود القلوب إلى الصحة : فهو أن ينظر في العلة التي يعالجها
فإن كان يعالج داء البخل فعلاجه : ببذل المال وإنفاقه ،
ولكنه قد يبذل المال إلى حد يصير به مبذراً فيكون التبذير أيضاً داء
بل المطلوب الاعتدال بين الحرارة والبرودة..
وعلى هذا قس بقية أمراض القلب ..
واستعن بالله ولا تعجز .. وكن على ثقة ويقين من قول الحق :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ..
لتصقل قلبك ليكون في المحل الأقرب من الله سبحانه
عليك أن تعزم وتشمر ولا تيأس ..
وشيئا فشيئا ، ورويدا رويدا تجد إشراقة محبة الله تتولد في نفسك
حتى تعم هذا القلب كله .. وبالله التوفيق ..