أبو نايف
27-11-2001, 06:59 PM
كتب عبد الله ناصر الفوزان في جريدة الوطن يوم الأحد :
عندما يسلم عشرون ألف مقاتل من جنود طالبان محاصرين في قندوز بالهزيمة ويوافقون على التنازل عن الأرض والعتاد مقابل السماح لهم بالخروج من المدينة سالمين ويوافق على ذلك بعض قادة تحالف الشمال حقناً للدماء، ثم يعترض وزير الدفاع الأمريكي على ذلك بقوة محذراً جيش تحالف الشمال من السماح لهم بالخروج من المدينة ومطالباً بقتلهم أو أسرهم... أي مطالباً بقتل عشرين ألف إنسان مسلم من الأفغان والعرب ثم لا نسمع عبارة انتقاد واحدة من زعماء العالمين الإسلامي والعربي لموقف وزير الدفاع الأمريكي الظالم بل لا نسمع حتى عبارة اعتراض على ما حصل... فكيف نبرر هذا؟. لو كان ذلك العقاب الذي يدعو وزير الدفاع الأمريكي جيش تحالف الشمال لإنزاله بإخوتنا وبأبنائنا من الأفغان والعرب المحاصرين الآن في "قندوز" يتناسب مع الخطأ الذي اقترفوه المتمثل في انضمامهم إلى نظام طالبان لاقتناعهم بسلامة نهجها وثقتهم فيها (عن خطأ أو صواب) واشتراكهم في الحرب معها ضد تحالف جيش الشمال لقلنا لا بأس، فمن حق من وقع عليه الخطأ أن ينزل العقاب الملائم بمن أخطأ بحقه، ولكن أن يكون ذلك العقاب الذي يدعو إليه رامسفيلد قبيحاً بشعاً لا يتلاءم مع طبيعة الخطأ فهذا أمر لا بد أن نرفضه ونقاومه وندافع عن إخوتنا وأبنائنا ونرفع أصواتنا في كل وسائل الإعلام وفي المحافل الدولية على الأقل ما دام أننا لا نستطيع غير ذلك معترضين على ما حصل ومحتجين ومطالبين بتوفير تلك العدالة التي جعلتها أمريكا أصلاً وشعاراً لحربها. أنا لا أشك مطلقاً في أن جميع الدول العربية والإسلامية لا ولن يرضيها هذا. خاصة تلك الدول التي لها أبناء بين المحاصرين المهددين بالإبادة على طريقة الحيوانات المصابة بجنون البقر، ولا أشك في أن الجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي والدول العربية والإسلامية التي لها أبناء بين المحاصرين قد تكون قامت أو ستقوم بجهود دبلوماسية ومساع (حميدة) لضمان سلامة المحاصرين المهددين بالإبادة وتوفير العدالة لهم، ولكنني أتطلع ليس إلى جهود دبلوماسية ومساع (حميدة) فقط ولكن إلى أصوات جهورية غاضبة محتجة تعلو فوق صوت وزير الدفاع الأمريكي وتعيد الحق إلى نصابه. وزير الدفاع الأمريكي يبرر طلبه بقتل إخوتنا وأبنائنا الأفغان والعرب المحاصرين بتفويت الفرصة عليهم في تكرار أعمالهم القبيحة ـ كما قال ـ في مكان آخر، وهذا القول من وزير الدفاع الأمريكي يعني أنه يقصد بتلك الأعمال القبيحة ما قاموا به داخل أفغانستان ولا يقصد تلك الضربات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن لأن مدينتي نيويورك وواشنطن مكان آخر، ولست الآن على أي حال في مجال تحديد مدى قبح ما فعلوه في أفغانستان ومعرفة الجزاء المناسب، ولكنني أقصد أن ما ينبغي فعله الآن تخليص رقابهم من مقصلة رامسفيلد الظالمة التي لا تتناسب مع حضارته التي يدعيها ولا مع القانون الدولي وكل الشرائع ولا مع أحكام العقل السليم. لقد توقعت بعد أن اطلعت على تصريح رامسفيلد الذي هو القبح بعينه أن تتوالى تصرحيات المسؤولين العرب المحتجة الغاضبة ولكنني لم أطلع ـ مع الأسف ـ على شيء البتة، ولعل ذلك يعود لتقصير مني في متابعة الأحداث، وليس لحالة من الخوف تجعلنا نركن إلى الصمت أو الهمس حين تواجهنا مثل هذه الأقوال والنوايا القبيحة، وعلى أي حال فلا شك أن الاتصالات الدبلوماسية والمساعي الهادئة قد يكون لها آثار إيجابية محمودة. ولكن هذا ليس مؤكداً، فالغالب أن الحزم والعزم والجهر بالقول هي الوسائل المثلى الناجحة في مقاومة القبح والنوايا الشريرة. إنني وأنا أقول كل هذا أفترض بالطبع أن جامعتنا العربية ومعها جميع الدول العربية المعنية تقوم الآن بمساع دبلوماسية حثيثة، وبجهود ومحاولات هادئة غير مسموعة لإنقاذ أبنائنا (المخطئين) من عقاب ظالم بشع قبيح لا يتناسب مع طبيعة الأخطاء التي اقترفوها، أما إذا كنت مخطئاً واتضح أنه ليست هناك جهود البتة فإن هذا يدعو للأسف البالغ ويعبر عن عدم اكتراث وهذا أمر مستبعد جداً ولكن عن هوان شديد أبرره بأمر واحد وهو أن أمريكا قد أرهبتنا بحملتها العسكرية والإعلامية المجلجلة. نعم أيها الإخوة... لقد أرهبتنا أمريكا مع الأسف الشديد.
عبد الله ناصر الفوزان
عندما يسلم عشرون ألف مقاتل من جنود طالبان محاصرين في قندوز بالهزيمة ويوافقون على التنازل عن الأرض والعتاد مقابل السماح لهم بالخروج من المدينة سالمين ويوافق على ذلك بعض قادة تحالف الشمال حقناً للدماء، ثم يعترض وزير الدفاع الأمريكي على ذلك بقوة محذراً جيش تحالف الشمال من السماح لهم بالخروج من المدينة ومطالباً بقتلهم أو أسرهم... أي مطالباً بقتل عشرين ألف إنسان مسلم من الأفغان والعرب ثم لا نسمع عبارة انتقاد واحدة من زعماء العالمين الإسلامي والعربي لموقف وزير الدفاع الأمريكي الظالم بل لا نسمع حتى عبارة اعتراض على ما حصل... فكيف نبرر هذا؟. لو كان ذلك العقاب الذي يدعو وزير الدفاع الأمريكي جيش تحالف الشمال لإنزاله بإخوتنا وبأبنائنا من الأفغان والعرب المحاصرين الآن في "قندوز" يتناسب مع الخطأ الذي اقترفوه المتمثل في انضمامهم إلى نظام طالبان لاقتناعهم بسلامة نهجها وثقتهم فيها (عن خطأ أو صواب) واشتراكهم في الحرب معها ضد تحالف جيش الشمال لقلنا لا بأس، فمن حق من وقع عليه الخطأ أن ينزل العقاب الملائم بمن أخطأ بحقه، ولكن أن يكون ذلك العقاب الذي يدعو إليه رامسفيلد قبيحاً بشعاً لا يتلاءم مع طبيعة الخطأ فهذا أمر لا بد أن نرفضه ونقاومه وندافع عن إخوتنا وأبنائنا ونرفع أصواتنا في كل وسائل الإعلام وفي المحافل الدولية على الأقل ما دام أننا لا نستطيع غير ذلك معترضين على ما حصل ومحتجين ومطالبين بتوفير تلك العدالة التي جعلتها أمريكا أصلاً وشعاراً لحربها. أنا لا أشك مطلقاً في أن جميع الدول العربية والإسلامية لا ولن يرضيها هذا. خاصة تلك الدول التي لها أبناء بين المحاصرين المهددين بالإبادة على طريقة الحيوانات المصابة بجنون البقر، ولا أشك في أن الجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي والدول العربية والإسلامية التي لها أبناء بين المحاصرين قد تكون قامت أو ستقوم بجهود دبلوماسية ومساع (حميدة) لضمان سلامة المحاصرين المهددين بالإبادة وتوفير العدالة لهم، ولكنني أتطلع ليس إلى جهود دبلوماسية ومساع (حميدة) فقط ولكن إلى أصوات جهورية غاضبة محتجة تعلو فوق صوت وزير الدفاع الأمريكي وتعيد الحق إلى نصابه. وزير الدفاع الأمريكي يبرر طلبه بقتل إخوتنا وأبنائنا الأفغان والعرب المحاصرين بتفويت الفرصة عليهم في تكرار أعمالهم القبيحة ـ كما قال ـ في مكان آخر، وهذا القول من وزير الدفاع الأمريكي يعني أنه يقصد بتلك الأعمال القبيحة ما قاموا به داخل أفغانستان ولا يقصد تلك الضربات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن لأن مدينتي نيويورك وواشنطن مكان آخر، ولست الآن على أي حال في مجال تحديد مدى قبح ما فعلوه في أفغانستان ومعرفة الجزاء المناسب، ولكنني أقصد أن ما ينبغي فعله الآن تخليص رقابهم من مقصلة رامسفيلد الظالمة التي لا تتناسب مع حضارته التي يدعيها ولا مع القانون الدولي وكل الشرائع ولا مع أحكام العقل السليم. لقد توقعت بعد أن اطلعت على تصريح رامسفيلد الذي هو القبح بعينه أن تتوالى تصرحيات المسؤولين العرب المحتجة الغاضبة ولكنني لم أطلع ـ مع الأسف ـ على شيء البتة، ولعل ذلك يعود لتقصير مني في متابعة الأحداث، وليس لحالة من الخوف تجعلنا نركن إلى الصمت أو الهمس حين تواجهنا مثل هذه الأقوال والنوايا القبيحة، وعلى أي حال فلا شك أن الاتصالات الدبلوماسية والمساعي الهادئة قد يكون لها آثار إيجابية محمودة. ولكن هذا ليس مؤكداً، فالغالب أن الحزم والعزم والجهر بالقول هي الوسائل المثلى الناجحة في مقاومة القبح والنوايا الشريرة. إنني وأنا أقول كل هذا أفترض بالطبع أن جامعتنا العربية ومعها جميع الدول العربية المعنية تقوم الآن بمساع دبلوماسية حثيثة، وبجهود ومحاولات هادئة غير مسموعة لإنقاذ أبنائنا (المخطئين) من عقاب ظالم بشع قبيح لا يتناسب مع طبيعة الأخطاء التي اقترفوها، أما إذا كنت مخطئاً واتضح أنه ليست هناك جهود البتة فإن هذا يدعو للأسف البالغ ويعبر عن عدم اكتراث وهذا أمر مستبعد جداً ولكن عن هوان شديد أبرره بأمر واحد وهو أن أمريكا قد أرهبتنا بحملتها العسكرية والإعلامية المجلجلة. نعم أيها الإخوة... لقد أرهبتنا أمريكا مع الأسف الشديد.
عبد الله ناصر الفوزان