PDA

View Full Version : بيان لأمة الإسلام ...


بنت الباطن
29-11-2001, 02:10 PM
بيان لأمة الإسلام
موقفنا من الأحداث الأخيرة
د. صلاح صالح الراشد

إن ما جرى في الأحداث الماضية الدامية على الساحتين الأمريكية والأفغانية يجعلنا نحدد موقفنا كعرب وكمسلمين من هذه الأحداث المتدافعة والمتسارعة موضحين للأمتين العربية والإسلامية ما يجب توضيحه قبل أن تختلط الأمور، ويصبح الخير شراً والشر خيراً والمعروف منكراً والمنكر معروفاً.

* أولاً: موقفنا من ضرب الناس غير المحاربين: إن الدين الإسلامي السمح يرفض قتل الأبرياء من الرجال وقتل النساء والأولاد وهدم المباني وأماكن العبادة وقطع الأشجار وأي نوع من أنواع التدمير ما لم يكن هذا التدمير مصدراً للضرر المباشر على المسلمين أو الناس جميعاً وما لم يكن هؤلاء الناس متمرسين عمداً في ظل حرب معلنة من قبل جماعة مسلمة مهيأة للقتال. وما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية يندرج من باب قتل الناس دون ذنب ودون إعلان حرب واضحة من قبل إمام مبايع له، ودون إنذار واضح للأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في يوم الهجمات. كما أن الإسلام يرفض التشفي بالأبرياء والشعوب وإظهار الإسلام كدين ينشر الكراهية والبغضاء والتمتع بقتل الآخرين. وموقفنا من الهجمات التي طالت مدينتي نيويورك وواشنطن أنه عدوان مرفوض ومباغتة غير مبررة مهما كان فاعله.

* ثانياً: موقفنا من تصريحات الحكومة الأمريكية: إن التصريحات المتعجلة من قبل الرئيس الأمريكي ومن قبل الحكومة الأمريكية تجاه المسلمين والعرب وتجاه الضربات الانتقامية الخاصة فقط على المسلمين تنم عن العنصرية وعن 8التخبط في القرارات السياسية التي صارت تبين مدى عدم ضبط النفس وعن إدخال المكاسب الداخلية في إضرار الشعوب خارجياً؛ ولهذا فأننا نرفض التصريحات غير المسؤولة الأخيرة من الحكومة الأمريكية تجاه تصنيف الناس إلى فسطاطين: فسطاط أمريكي لا دخل فيه، وفسطاط إرهابي لا أمريكية فيه. فنحن نرفض الإرهاب الذي نال من أمريكا ونرفض الإرهاب الذي ينال من شعب أفغانستان الأعزل، ولا نعتد بالتصنيف الذي وضعه الرئيس الأمريكي في دنيا اليوم. كما أننا نرفض القائمة الطويلة التي تصنف الناس والجماعات والدول بغير وجه حق على أنها إرهابية دون المحاكمة أو إعطاء الطرف الثاني الحق في الدفاع عن نفسه، ودون وضع المعايير المتفق عليها عالمياً تجاه الإرهاب والدفاع المشروع.

* ثالثاً: موقفنا من الطلبات الأمريكية: ليس لأمريكا وغيرها الحق في التضييق على التجار المسلمين ورجال الأعمال والجمعيات الخيرية والمؤسسات والشركات العربية بحجة دعم الإرهاب دون إثبات، وأمام محاكم عادلة، هذه التهم الموجهة إليهم؛ لذا فأننا نهيب بالحكومات العربية والإسلامية رفض هذه الضغوط في ضرب الاقتصاد العربي ورجال الأعمال العرب الذين سجلوا تقدماً ملحوظاً في السنوات العشر الأخيرة في الاستثمارات العالمية وتجاه ثوابت ديننا الحنيف التي تأمر بمؤسسات تنظم فريضة الزكاة والصدقات وسبل توزيعها على المحتاجين والفقراء والمنكوبين والمتعلمين والمجاهدين في سبيل الله والعاملين في سلك الدعوة وغير ذلك. ويجب على الشعوب الإسلامية رفض أية تضيق في هذا الصدد والتصدي لها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي إلى ضرر أكبر.

* رابعاً: موقنا من ضرب أفغانستان: إن أفغانستان بلد مسلم، وجزء أصيل من الأمة الإسلامية شهد له التاريخ بالصلابة وحماية البلدان وبالدفاع الأبي عن الإسلام وعن العثمانيين في استتباب حكمهم في الجمهوريات الوسطى. وشعب أفغانستان شعب مسلم بأغلبيته الساحقة ومتمسك بأصول الإسلام الرئيسية ويتعرض منذ أكثر من عشرين سنة إلى نكبات متوالية تستدعي من المسلمين جميعاً الوقوف معهم وإغاثة ملهوفيهم وتطبيب مصابيهم وفك أسراهم ودفن موتاهم وكفالة يتيمهم ودعم أراملهم والإصلاح بين خلافاتهم. ولما كان هذا حالهم فإن الوقوف معهم واجب شرعي وضرورة إنسانية ولا يجوز ضرب المدنيين والقرى بحجة أنها تحتضن الإرهاب، ولا يجوز للمسلمين التخاذل عن الدعم بحجة منع الحكومات أو ضغط الأمريكان ولا يجوز بحال التثبيط من همم المسلمين من الدعم والوقوف مع أخوتهم في الدين والعقيدة.

* خامساً: موقفنا من التنظيمات الجهادية: إن التنظيمات الجهادية ليست واحدة؛ فهناك التنظيمات التي تجاهد جهاداً جليلاً وواضحاً ومشروعاً إسلامياً ودولياً وقانونياً كتلك التي تجاهد في فلسطين وجنوب لبنان للدفاع عن النفس والأرض والوطن. وهناك تنظيمات لا نعلم عنها شيئاً سوى ما يذكر لنا من مصادر إعلامية وحكومية غربية ثبت مؤخراً أن ما تنقله بعيد عن الدقة والحياد، وما عهدنا بقرارات الحكومة الأمريكية بمنع بث سوى ما تعتمده الحكومة الأمريكية ببعيد، وعلى حملتها الشرسة على قنوات عربية تنقل الأحداث من داخل أفغانستان بحياد ومن كل الجهات، الأمر الذي لا يودون للعالم سماعه.
إن الجهاد فريضة حتمية على الأمة في كل وقت وفي كل زمان، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "الجهاد ماض إلى يوم القيامة"، وقال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتل أخرهم الدجال". وقال فاروق الأمة: "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا".

* سادساً: موقفنا من ضرب بلد مسلم آخر: إذا تمادت أمريكا وضربت أي بلد مسلم آخر فإن ذلك يدلل على أن أمريكا تسعى لضرب القوة الإسلامية والعربية وليس قصدها ضرب الإرهاب ألبته. ويجب على المسلمين حكومات وشعوباً الاستعداد لمثل هذا الظرف والتأهب للدفاع عن أراضيها ومن مات دون ماله أو أرضه أو دينه أو عرضه نال شرف الشهادة والكرامة والعزة. ويجب على الجامعة العربية وعلى رأسهم المأمول له بالخير عمرو موسى والدول الإسلامية وعلى رأسها مصر والسعودية وإيران توحيد الجهود والصفوف والتصدي مسبقاً كي لا تتحمس الإدارة الأمريكية وتعيد الحسابات في عملها الشنيع إذا ما فكرت فعلاً الإقدام عليه، وحتى لا نقول: "ضربنا يوم أن ضُرب العراق".

* سابعاً: ما يجب علينا الآن كأمة عربية ومسلمة: المتأمل من هذه الأمة كثير، وكثير جداً، خاصة وأننا نمر في مرحلة حرجة ومتغيرة قد تلمح أن المتأمل من توازن القوى أن يكون للأمة الإسلامية شأن في ذلك بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وبعد انزلاق الاتحاد الأوربي في الحظيرة الأمريكية. لهذا فإن المأمول من الأمة:
1- عدم الانصياع لكل ما يصدر من الولايات المتحدة الأمريكية على أساس أنه قرآن منزل.
2- تفعيل دور منظمة الجامعة العربية لتكون تكتلاً داعماً، ومؤتمر القمة الإسلامي بالذات في حقوق الشعوب المسلمة.
3- دعم الحركات الجهادية المحافظة على نبض الأمة والرادعة للعدوان في جنوب لبنان وفلسطين وكشمير وغيرها.
4- الوقوف مع الشعب الأفغاني المسلم بالإغاثة والدعم المالي من قبل المؤسسات الإسلامية العريقة والعاملة في هذا الميدان منذ عقود. ، وعلى الحكومات الإسلامية والعربية بناء البنية التحتية والأساسية التي هدمها الطيران الأمريكي والمنازعات بين الفصائل والروس المعتدين، وعلى الشعوب المسلمة القنوت في الصلوات والدعاء لهم بالسلامة والأمن والأمان، وعلى العلماء والسياسيين والأحزاب والجماعات الإصلاح بين الفصائل المتنازعة.
5- دعم الشعب الفلسطيني مالياً ودعم مؤسساته الوطنية والإسلامية بأنواعها حتى الكفاف حتى لا ينشغل بلقمة العيش والكساء وتحصيل الضروريات عن قضيته الرئيسية في حماية مقدسات الأمة، وتشكيل مؤسسات وخطط محكمة لذلك.
6- إصدار البيانات والكتب والمؤلفات والمقالات في تبيين دور المسلمين في ظل هذه الظروف القاتمة بوسائل الصهاينة والحكومات الغربية المستكينة لها.
7- استغلال هذه الظروف لتثبيت مكانة الأمتين العربية والإسلامية من خلال دعم الإعلام العربي والتجارة العربية والسياحة المحلية والعربية والتحدث في المؤتمرات والمحافل العالمية وتبيين وجهة نظر المسلمين وقوة أطروحاتهم.
8- القنوت في جميع الصلوات للشعب الأفغاني إلى الله سبحانه أن يسلمهم من هذه النكبة والعدوان السافر غير المبرر عليه وعلى أرضه ومساكنه وقراه.
9- نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف تجاه الأهداف المقصودة وتهميش الخلافات مع الأفراد والجماعات والحكومات والشعوب.
10- على كل فرد في الأمة أن يحدد دور المشاركة التي سيقوم فيها ويضع خططاً له في ذلك وينضم لجماعة أو جمعية أو منظمة لأن الجماعة تغلب الشجاعة والاثنين أقوى من الواحد.
والله نسأل أن يجعل هذه الأحداث لصالح المسلمين والعالم أجمع (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون).


قرأت هذا البيان من الدكتور ورغبت ان اكتبه للجميع .

بويك ون
01-12-2001, 01:38 AM
جزاك الله خير على نقل هذا البيان

بارك الله فيك

ذكي مجتهد
01-12-2001, 02:53 AM
^1
:)

الحقيقة مشكورة على الجهد ..
بارك الله فيك ..

لقد كان بيانا موفقا ..

هل أفهم ضمنا موافقتك على ما جاء به دليل عنايتك به
، أو
ما رأيك برأي الكاتب و وجهة نظره بنت الباطن سلمك الله ؟
تحياتي ، و تقديري .

بنت الباطن
01-12-2001, 03:13 PM
بويك ون

جزاء الله الجميع كل خير ..

شكراً لك .

بنت الباطن
01-12-2001, 03:14 PM
ذكي مجتهد

وعليكم السلام رحمة الله وبركاته

هل يعقل ان أنشر شيئاً لاأعتقد بصحته سلمك الله ؟

نسأل الله الثبات .

يناير
02-12-2001, 03:51 PM
تحياتي ..

هل من الممكن ان يعطينا صاحب الموضوع لمحة عن كاتب هذا
" البيان " ..

وعلى ايّ حال قرأت الموضوع مرتين وخرجت منه بانطباع بسيط جداً وهو
أن كاتبه يفكر بصوت عالِ ..

يريد أن يعرف موقفه هو : [ قبل أن تختلط الأمور، ويصبح الخير شراً والشر خيراً والمعروف منكراً والمنكر معروفاً. ] ..

ولكني أقول له ان كثير منا ستظل أوراقه مختلطة حتى يفيق من سباته بل لعله حتى لو أفاق من سباته لن يقتنع بالحقائق " أو لن ترضيه تلك الحقائق " .. وحين تتكشف تيك الحقائق لا داعي لـ بيانات .. أو خطب عصماء ..

بنت الباطن
03-12-2001, 01:56 AM
سيدي الكريم يناير

وجهة نظرك في الدكتور غير منصفة أبداً هو شخص أبعد مايكون عن المهاترات

وليس له دوافع الا لتبيان ماأبهم وماأثقل علىالأذهان فهمه مع تضارب

الآراء وكثرتها

بيانه غير ملزم ابداً أخي الفاضل وعن اعتراضك الأخير رأيه وهو حر فيه

ولن نطالب الآخرين بغلق افواههم ..

كما وانه لاتعارض مع سياسية الدكتور ومع حبك للإنتظار حتى لاتفقد

متعةاستكشاف الحقيقة ؟! واتمنى ان لايطول الإنتظار !!!!!!!!!


الدكتور باختصار :

دكتور (البرمجة اللغوية العصبية) الكويتيه صاحب موقع الراشد في البرمجة
من المأمول لهم في الخير وحبه ، مدرب مقتدر ، قريب من هموم أمته
أستاذ في هذا العلم .

دمت سالماً