aziz2000
02-12-2001, 05:32 AM
مع الشكر والتقدير للأخ / الغافقي سلمه الله :
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فأحمد الله على أن أعانني على نقل اللقاء الخاص الذي أجرته صحيفة الرأي العام مع تيسير علوني مراسل قناة الجزيرة كاملة ( كتابة ) ، والفضل لله ثم للأخ/ أبوعقبة – من الساحة السلفية للحوار ، حيث أظهرها لنا ( صورة ) عن طريق الإسكانر ، وبما أنه يوجد إشكالية في متابعة الأسطر والقوائم عن طريق الصورة ، فأحببت أن أنقلها كتابة ليعم الفائدة ، وليحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره الكافرون .
صحيفة الرأي العام – العدد 12581 – الجمعة 30 نوفمبر 2001 ( 15 رمضان 1422 هـ )
حاوره في الدوحة : ماجد العلي
أشهر شخصية إعلامية برز في حرف التحالف الأمريكي ضد حركة طالبان كان الزميل تيسير علوني مراسل قناة الجزيرة في كابول الذي كان ينقل أخباراً ساخنة من خلال تسليط الضوء على الأحداث المتلاحقة ، والمتسارعة في العاصمة الأفغانية وما جاورها ، واستمر الزميل علوني في نقل الأخبار إلى حين سقوط كابول واحتلال قوات التحالف الشمالي لها .
علوني الذي تعتبره مصادر استخباراتية قريباً من حركة طالبان يعتبر نفسه محايداً ، مؤكداً على أن الخبر الصادق هو القريب إلى نفسه .
تيسير علوني خالف في مشاهداته كثيراً من الاطروحات التي يتعمد الإعلام الغربي التركيز عليها فهو يرى من خلال اقترابه من النقاط الساخنة في أفغانستان واحتكاكه بمسؤولي طالبان إن الحركة لم تظلم النساء بل عملت على رقيهن من خلال الحفاظ عليهن وإعزازهن في بيوتهن .
وأوضح علوني أن الأوضاع الأمنية كانت متدهورة للغاية في أفغانستان قبل تولي " طالبان " زمام السلطة التي أعادة الأمن والأمان إلى الشوارع والنفوس .
وكشف خلال لقاء خاص أجرته معه " الرأي العام " عن فضيحة أخلاقية كبرى كان بطلاها قائدين من قواد قوات حكومة الأحزاب حينما قتل أحدهما الآخر ليفوز بالزواج من " شاب أمرد "
علوني قال في حواره المثير إن قوات تحالف الشمال مسؤولة عن جرائم قتل واغتصاب كانت تمارس بحق الشعب الأفغاني .
وهدد الزميل تيسير علوني أولئك الذين اتهموه بالانحياز إلى طالبان أثناء بث الخبر بمقاضاتهم وفق القوانين الدولية المعمول بها ، وكان هذا الحوار :
س1/ تيسير علوني : هل بإمكانك أن تشرح للقاريء الأوضاع في أفغانستان قبل تولي حركة طالبان السلطة ؟ وما حقيقة هذه الحركة والشبه التي تثار حولها والتي من أبرزها تجارة المخدرات واضطهادها للمرأة وحرمانها حقوقها ودعمها للإرهاب ؟
- إن سؤالاً كهذا يصلح لتأليف كتاب والحديث عن هذا سيطول جداً ، لكن لنتحدث في البداية عن حكومة الأحزاب التي كان يرأسها رباني قبل تولي طالبان السلطة ، لقد حصلت على شهادات حية موثقة بالصوت والصورة من مواطنين عدة حينما قمنا بإجراء لقاءات موسعة مع شرائح مختلفة ذكروا لنا أحداثاً وحوادث وقعت وسردوها بتواتر عن ممارسات تلك الأحزاب التي كانت ظالمة أفرزت وخرجت من رحمها حركة طالبان .
سياسة " الحبل "
س2/ وما أبرز تلك الممارسات ؟
- أبرزها سياسية الحبل فكان كل حزب يسيطر على أجزاء من المدينة ، أو يتقاسمون الولايات ويضعون على حدودها حبلا من الحبال ويأخذون الأتاوات ويسلبون المارة ويمارسون القتل واغتصاب النساء ، كما أنني أملك أسماء من كان يقوم بهذا الدور الوحشي لكني محتفظ بها لأنني سأذكرها بالتفصيل في كتابي الذي سيصدر قريباً .
كما أن الأخبار تواترت عن حفل زفاف أقامه أحد قادة الأحزاب ( قومنديان ) على ولد أمرد وهو أحد أبناء مشايخ أفغانستان الذي قاوم الاحتلال الشيوعي فنال التعذيب والقتل وقد سبق هذا الحفل قتال بين اثنين من القادة الميدانيين على من يفوز بالزواج بهذا الأمرد ، وقد أسفرت هذه المعركة خسائر في الأرواح بين أتباع القائدين كما وصف الشهود حفل الزفاف بأنه كان أشبه بقصص ألف ليلة وليلة .
س3/ هل هذه العادة منتشرة عند الشعب الأفغاني ؟
- بالتأكيد لا فهو عمل شاذ ويرفضه المجتمع الأفغاني مثل ما ترفضه بقية الشعوب العربية والإسلامية ولكن هيلاء بلغ بهم الطغيان والشذوذ درجة متدنية جدا .
أما الوضع الأمني أيام حكومة رباني فكان منخفضاً إلى أدنى درجة ما انعكس هذا سلباً على نفسيات الشعب الأفغاني الذي خاض حرباً نتج عنها أكثر من مليون شهيد ومعاص ولاجيء .. إن هذه الحقبة جاءت لتحطيم النموذج الجهادي الذي كسر أنف الاتحاد السوفييتي فكانت خيبة أمل أصابت الجميع وأنا واحد منهم ... تلك الظروف أخرجت من رحمها مأساة كبيرة يعيشها الشعب الأفغاني واستطاعت حركة طالبان الاطاحة بحكومة الأحزاب ونشرت الأمان واستتب الأمن وأنا شاهد على هذه المرحلة .
وبرأيي أن المجتمع الدولي شن حرباً على حركة طالبان لإفشال هذا النموذج الذي وفر الأمن والأمان لشعبه كما لا يخفى على القاريء أن الطالبان حققت أمراً عجز عن تحقيقه المجتمع الدولي وهي قضية المخدرات التي اعتبرها وصمة عار في جبين الدول المتحضرة ولكن حكومة ضعيفة استطاعت تحقيق ما عجزت عنه أمريكا أو الدول اللاتينية وجنوب شرق آسيا ، حينما أصدر الملا محمد عمر قرارا يحظر زراعة الأفيون ، وقد تحقق هذا الأمر بشهادة الأمم المتحدة حينما زارت مجموعة برنامج مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة مواقع زراعة الحشيش في ولايات أفغانية عدة تنتج الأفيون وهي قندهار وهلمد ومنقرهار في الشرق وقد أعدوا تقريراً كشفوا فيه أن هذه الولايات وغيرها خالية من مزارع المخدرات وذلك بعد زيارتهم لأكثر من 82 في المائة من أراضي أفغانستان المنتجة للمخدرات .
وأذكر أن صحيفة " نيوز " الباكستانية وضعت مانشيتا لها بالإنكليزية معناه بالعربية " إن أفغانستان خالية من الأفيون " وكانت " الجزيرة " ترافق الوفد وصورنا حرق المزارع وسنبثها في وقت لاحق وقد وجهنا سؤالاً لأحد المسؤولين في الأمم المتحدة عما إذا كانت توجد نية لديهم لتعويض المزارعين فكانت إجاباتهم غامضة ومشوشة و " الطالبان " لم يقبضوا مبالغ نظير عملهم المشرف ، وإذا أردنا أن نقارن كولومبيا التي تعتبر أكبر دولة منتجة للكوكايين في العالم مع ذلك تتعاون معها الولايات المتحدة وتمدها بالأموال ، وهذا لا يعني أن كولومبيا لا تقوم بحرق مصانع الكوكايين بل هي تفعل ذلك ولكن حتى الآن لم تتمكن من القضاء عليه تماماً كما فعلت " طالبان " ولا يخفى على القاريء أن دولة مثل كولومبيا معترف بها تقف على رجليها واقتصادها لا بأس به ويقدم لها الدعم بمئات المليارات من الدولارات بينما نرى في المقابل دولة فقيرة مثل أفغانستان متمثلة بحركة " طالبان " حرقت مزارع المخدرات ولم تعوض ، بل تشن حرب ضدها .
س4/ ما حجم التعويض الذي قدمته حركة طالبان للمزارعين بعدما تركوا زراعة المخدرات ؟
- جاء وفد من المزارعين إلى الإمارة الإسلامية يحملون معهم عرائض شكاوى ذكروا فيها أن الديون تراكمت عليهم بسبب الزواج وشراء آلات زراعية وظروف اجتماعية أخرى وقالوا : وبما أننا نعتمد على زراعة الأفيون في السابق والآن مُنعنا أمامنا خياران لا ثالث لهما ، إما أن نعود لزراعة الأفيون لوفاء قروضنا أو السجن مما جعل الإمارة تتفهم ظروفهم وقامت بتسديد ديونهم .
أبواق إعلامية
س5/ وماذا عن الطالبان واضطهادها للمرأة ؟
- دعني أفصل لك عن المرأة إن كانت في كابول أو قندها وكلها تخرج من سلالة شعب ينحدر من الأرياف والبوادي ومعروف أن الشعب الأفغاني إما من رعاة الغنم أو المزارعين ، فإذا قلنا المرأة في كابول نستطيع أن نقول إن قسماً ضئيلاً تضايق من فرض لبس الحجاب ومنع عمل المرأة والحقيقة أن هذا القرار الذي أصدرته حركة طالبان وكان تأثيره السلبي على فئة لا تتجاوز الواحد في المائة ، ولكن لسوء حظ هذه الحركة أن هذه النسبة الضئيلة تمكنت من الوصول إلى الأبواق الإعلامية الغربية التي شوهت صورة الطالبان ولكن نسي هذا الإعلام الغربي الغبي الذي نسب البرقع " الجادر " التي تلبسه المرأة الأفغانية منذ مئات السنين والعمامة واللحية هي كلها قرارات تعود لحركة " طالبان " لكن الحقيقة خلاف ذلك والشيء الوحيد الذي فعلته الحركة فقط إلزام الشعب على ما اعتادوا عليه بناء على ما لديهم من أدلة شرعية من الكتاب والسنة المطهرة .
س6/ وماذا عن منع المرأة الأفغانية من التعليم ؟
- لقد اُنتقدت هذه الحركة كثيراً ، وقناة " الجزيرة " بثت تقارير عدة بمعاناة وزارة التعليم والمشاكل التي تواجهها من عدم توفير مبان للمدارس وإمكانات مادية .
س7/ عفواً ولكن يتردد أن هناك منهجاً لدى حركة طالبان بمنع تعليم المرأة ؟
- ليس هناك مبدأ مثل ما أفاد نائب وزير التعليم الذي ذكر لنا أن المتوافر فقط مبان متهالكة ومهدمة والصالحة منها تمكننا من تعليم 15 في المائة من أطفال أفغانستان ، لذلك نركز على الأولاد بسبب خصوصيتنا كمجتمع شرقي .
فالرجل فيه هو الذي يعيل الأسرة ولدينا تعليم للبنات في المدارس الدينية وأكد الوزير أن في أفغانستان مؤسسات تعليمية خاصة تدرس البنات وشرطهم هو عدم الاختلاط بين الجنسين وتجنب المناهج الفاسدة .
س8/ هل يوجد قرار أو مانع شرعي صدر عن حركة " طالبان " يمنع تعليم المرأة ؟
- لم أسمع بقرار منع صدر أو فتوى تحريم بتعليم المرأة .
تعويضات للنساء
س9/ هل قامت حركة " طالبان " بتعويض المرأة العاملة بعدما أجبرتها على البقاء في البيت ؟
- ألزمت حركة طالبان النساء العاملات في الدوائر الحكومية البقاء في بيوتهن وعوضتهن بإعانة شهرية استمرت إلى ما قبل الحرب بأشهر قليلة وذلك بسبب الظروف العسكرية التي مروا بها ، كما أفاد بذلك المسؤولون .
س10/ ما دام كل هذه التهم التي ألصقت بحركة طالبان ، لماذا تشن حرب ضدهم ؟
- يقول المسؤولون في حركة طالبان إن المجتمع الدولي شن حرباً ضدنا قبل أحداث 11 سبتمبر بكثير وألصقوا بنا التهم فتارة يقولون بسبب اضطهاد المرأة وتارة بن لادن والعرب الذين معه وتارة أخرى بسبب زراعة المخدرات ، كل هذه الاتهامات الباطلة وافتراء ، كثير من المحايدين يشهدون على كذب الأمم المتحدة ومن يساندها من الدول ، وهنا تكمن الحقيقة أن جميع أعداء الإسلام يريدون إفشال هذا النموذج الذي يطبق الشريعة الإسلامية بالطريقة السليمة .
س11/ ما هي ظروف حركة طالبان في الأوضاع الحالية ؟
- يتجه نحو المجهول إن لم يدخل عامل يقلب الموازين .
س12/ ماذا يقصد حينما يطلق مصطلح المعتدلين من الطالبان ؟
- أظن أنه اصطلاح غربي فالجماعة لديهم قيادة مركزية موحدة لا يوجد بها معتدل أو متطرف أو متشدد فالجميع ملتزم ويعمل بالقرارات التي تصدر من مجلس الشورى حتى لو كان ضد قناعته .
س13/ هل هذا يحصل في جميع القرارات ؟
- إلا في قضية واحدة وهي تسليم بن لادن وموقف الدولة من الحشد الغربي التي رمى بها مجلس الشورى على علماء أفغانستان بعدما عجز عن اتخاذ قرار بنفسه .
س14/ إذن لماذا لم يلتزم الملا عمر وحكومته بقرار مجلس العلماء الذي اتفق على تخيير أسامة بن لادن مغادرة أفغانستان ؟
- العلماء قالوا يخير ولم يفرضوا عليه عقوبة إذا لم يغادر أراضي أفغانستان والحركة بدورها أبلغت بن لادن الذي بدوره فضل البقاء طالما المسألة فيها تخيير .
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فأحمد الله على أن أعانني على نقل اللقاء الخاص الذي أجرته صحيفة الرأي العام مع تيسير علوني مراسل قناة الجزيرة كاملة ( كتابة ) ، والفضل لله ثم للأخ/ أبوعقبة – من الساحة السلفية للحوار ، حيث أظهرها لنا ( صورة ) عن طريق الإسكانر ، وبما أنه يوجد إشكالية في متابعة الأسطر والقوائم عن طريق الصورة ، فأحببت أن أنقلها كتابة ليعم الفائدة ، وليحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره الكافرون .
صحيفة الرأي العام – العدد 12581 – الجمعة 30 نوفمبر 2001 ( 15 رمضان 1422 هـ )
حاوره في الدوحة : ماجد العلي
أشهر شخصية إعلامية برز في حرف التحالف الأمريكي ضد حركة طالبان كان الزميل تيسير علوني مراسل قناة الجزيرة في كابول الذي كان ينقل أخباراً ساخنة من خلال تسليط الضوء على الأحداث المتلاحقة ، والمتسارعة في العاصمة الأفغانية وما جاورها ، واستمر الزميل علوني في نقل الأخبار إلى حين سقوط كابول واحتلال قوات التحالف الشمالي لها .
علوني الذي تعتبره مصادر استخباراتية قريباً من حركة طالبان يعتبر نفسه محايداً ، مؤكداً على أن الخبر الصادق هو القريب إلى نفسه .
تيسير علوني خالف في مشاهداته كثيراً من الاطروحات التي يتعمد الإعلام الغربي التركيز عليها فهو يرى من خلال اقترابه من النقاط الساخنة في أفغانستان واحتكاكه بمسؤولي طالبان إن الحركة لم تظلم النساء بل عملت على رقيهن من خلال الحفاظ عليهن وإعزازهن في بيوتهن .
وأوضح علوني أن الأوضاع الأمنية كانت متدهورة للغاية في أفغانستان قبل تولي " طالبان " زمام السلطة التي أعادة الأمن والأمان إلى الشوارع والنفوس .
وكشف خلال لقاء خاص أجرته معه " الرأي العام " عن فضيحة أخلاقية كبرى كان بطلاها قائدين من قواد قوات حكومة الأحزاب حينما قتل أحدهما الآخر ليفوز بالزواج من " شاب أمرد "
علوني قال في حواره المثير إن قوات تحالف الشمال مسؤولة عن جرائم قتل واغتصاب كانت تمارس بحق الشعب الأفغاني .
وهدد الزميل تيسير علوني أولئك الذين اتهموه بالانحياز إلى طالبان أثناء بث الخبر بمقاضاتهم وفق القوانين الدولية المعمول بها ، وكان هذا الحوار :
س1/ تيسير علوني : هل بإمكانك أن تشرح للقاريء الأوضاع في أفغانستان قبل تولي حركة طالبان السلطة ؟ وما حقيقة هذه الحركة والشبه التي تثار حولها والتي من أبرزها تجارة المخدرات واضطهادها للمرأة وحرمانها حقوقها ودعمها للإرهاب ؟
- إن سؤالاً كهذا يصلح لتأليف كتاب والحديث عن هذا سيطول جداً ، لكن لنتحدث في البداية عن حكومة الأحزاب التي كان يرأسها رباني قبل تولي طالبان السلطة ، لقد حصلت على شهادات حية موثقة بالصوت والصورة من مواطنين عدة حينما قمنا بإجراء لقاءات موسعة مع شرائح مختلفة ذكروا لنا أحداثاً وحوادث وقعت وسردوها بتواتر عن ممارسات تلك الأحزاب التي كانت ظالمة أفرزت وخرجت من رحمها حركة طالبان .
سياسة " الحبل "
س2/ وما أبرز تلك الممارسات ؟
- أبرزها سياسية الحبل فكان كل حزب يسيطر على أجزاء من المدينة ، أو يتقاسمون الولايات ويضعون على حدودها حبلا من الحبال ويأخذون الأتاوات ويسلبون المارة ويمارسون القتل واغتصاب النساء ، كما أنني أملك أسماء من كان يقوم بهذا الدور الوحشي لكني محتفظ بها لأنني سأذكرها بالتفصيل في كتابي الذي سيصدر قريباً .
كما أن الأخبار تواترت عن حفل زفاف أقامه أحد قادة الأحزاب ( قومنديان ) على ولد أمرد وهو أحد أبناء مشايخ أفغانستان الذي قاوم الاحتلال الشيوعي فنال التعذيب والقتل وقد سبق هذا الحفل قتال بين اثنين من القادة الميدانيين على من يفوز بالزواج بهذا الأمرد ، وقد أسفرت هذه المعركة خسائر في الأرواح بين أتباع القائدين كما وصف الشهود حفل الزفاف بأنه كان أشبه بقصص ألف ليلة وليلة .
س3/ هل هذه العادة منتشرة عند الشعب الأفغاني ؟
- بالتأكيد لا فهو عمل شاذ ويرفضه المجتمع الأفغاني مثل ما ترفضه بقية الشعوب العربية والإسلامية ولكن هيلاء بلغ بهم الطغيان والشذوذ درجة متدنية جدا .
أما الوضع الأمني أيام حكومة رباني فكان منخفضاً إلى أدنى درجة ما انعكس هذا سلباً على نفسيات الشعب الأفغاني الذي خاض حرباً نتج عنها أكثر من مليون شهيد ومعاص ولاجيء .. إن هذه الحقبة جاءت لتحطيم النموذج الجهادي الذي كسر أنف الاتحاد السوفييتي فكانت خيبة أمل أصابت الجميع وأنا واحد منهم ... تلك الظروف أخرجت من رحمها مأساة كبيرة يعيشها الشعب الأفغاني واستطاعت حركة طالبان الاطاحة بحكومة الأحزاب ونشرت الأمان واستتب الأمن وأنا شاهد على هذه المرحلة .
وبرأيي أن المجتمع الدولي شن حرباً على حركة طالبان لإفشال هذا النموذج الذي وفر الأمن والأمان لشعبه كما لا يخفى على القاريء أن الطالبان حققت أمراً عجز عن تحقيقه المجتمع الدولي وهي قضية المخدرات التي اعتبرها وصمة عار في جبين الدول المتحضرة ولكن حكومة ضعيفة استطاعت تحقيق ما عجزت عنه أمريكا أو الدول اللاتينية وجنوب شرق آسيا ، حينما أصدر الملا محمد عمر قرارا يحظر زراعة الأفيون ، وقد تحقق هذا الأمر بشهادة الأمم المتحدة حينما زارت مجموعة برنامج مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة مواقع زراعة الحشيش في ولايات أفغانية عدة تنتج الأفيون وهي قندهار وهلمد ومنقرهار في الشرق وقد أعدوا تقريراً كشفوا فيه أن هذه الولايات وغيرها خالية من مزارع المخدرات وذلك بعد زيارتهم لأكثر من 82 في المائة من أراضي أفغانستان المنتجة للمخدرات .
وأذكر أن صحيفة " نيوز " الباكستانية وضعت مانشيتا لها بالإنكليزية معناه بالعربية " إن أفغانستان خالية من الأفيون " وكانت " الجزيرة " ترافق الوفد وصورنا حرق المزارع وسنبثها في وقت لاحق وقد وجهنا سؤالاً لأحد المسؤولين في الأمم المتحدة عما إذا كانت توجد نية لديهم لتعويض المزارعين فكانت إجاباتهم غامضة ومشوشة و " الطالبان " لم يقبضوا مبالغ نظير عملهم المشرف ، وإذا أردنا أن نقارن كولومبيا التي تعتبر أكبر دولة منتجة للكوكايين في العالم مع ذلك تتعاون معها الولايات المتحدة وتمدها بالأموال ، وهذا لا يعني أن كولومبيا لا تقوم بحرق مصانع الكوكايين بل هي تفعل ذلك ولكن حتى الآن لم تتمكن من القضاء عليه تماماً كما فعلت " طالبان " ولا يخفى على القاريء أن دولة مثل كولومبيا معترف بها تقف على رجليها واقتصادها لا بأس به ويقدم لها الدعم بمئات المليارات من الدولارات بينما نرى في المقابل دولة فقيرة مثل أفغانستان متمثلة بحركة " طالبان " حرقت مزارع المخدرات ولم تعوض ، بل تشن حرب ضدها .
س4/ ما حجم التعويض الذي قدمته حركة طالبان للمزارعين بعدما تركوا زراعة المخدرات ؟
- جاء وفد من المزارعين إلى الإمارة الإسلامية يحملون معهم عرائض شكاوى ذكروا فيها أن الديون تراكمت عليهم بسبب الزواج وشراء آلات زراعية وظروف اجتماعية أخرى وقالوا : وبما أننا نعتمد على زراعة الأفيون في السابق والآن مُنعنا أمامنا خياران لا ثالث لهما ، إما أن نعود لزراعة الأفيون لوفاء قروضنا أو السجن مما جعل الإمارة تتفهم ظروفهم وقامت بتسديد ديونهم .
أبواق إعلامية
س5/ وماذا عن الطالبان واضطهادها للمرأة ؟
- دعني أفصل لك عن المرأة إن كانت في كابول أو قندها وكلها تخرج من سلالة شعب ينحدر من الأرياف والبوادي ومعروف أن الشعب الأفغاني إما من رعاة الغنم أو المزارعين ، فإذا قلنا المرأة في كابول نستطيع أن نقول إن قسماً ضئيلاً تضايق من فرض لبس الحجاب ومنع عمل المرأة والحقيقة أن هذا القرار الذي أصدرته حركة طالبان وكان تأثيره السلبي على فئة لا تتجاوز الواحد في المائة ، ولكن لسوء حظ هذه الحركة أن هذه النسبة الضئيلة تمكنت من الوصول إلى الأبواق الإعلامية الغربية التي شوهت صورة الطالبان ولكن نسي هذا الإعلام الغربي الغبي الذي نسب البرقع " الجادر " التي تلبسه المرأة الأفغانية منذ مئات السنين والعمامة واللحية هي كلها قرارات تعود لحركة " طالبان " لكن الحقيقة خلاف ذلك والشيء الوحيد الذي فعلته الحركة فقط إلزام الشعب على ما اعتادوا عليه بناء على ما لديهم من أدلة شرعية من الكتاب والسنة المطهرة .
س6/ وماذا عن منع المرأة الأفغانية من التعليم ؟
- لقد اُنتقدت هذه الحركة كثيراً ، وقناة " الجزيرة " بثت تقارير عدة بمعاناة وزارة التعليم والمشاكل التي تواجهها من عدم توفير مبان للمدارس وإمكانات مادية .
س7/ عفواً ولكن يتردد أن هناك منهجاً لدى حركة طالبان بمنع تعليم المرأة ؟
- ليس هناك مبدأ مثل ما أفاد نائب وزير التعليم الذي ذكر لنا أن المتوافر فقط مبان متهالكة ومهدمة والصالحة منها تمكننا من تعليم 15 في المائة من أطفال أفغانستان ، لذلك نركز على الأولاد بسبب خصوصيتنا كمجتمع شرقي .
فالرجل فيه هو الذي يعيل الأسرة ولدينا تعليم للبنات في المدارس الدينية وأكد الوزير أن في أفغانستان مؤسسات تعليمية خاصة تدرس البنات وشرطهم هو عدم الاختلاط بين الجنسين وتجنب المناهج الفاسدة .
س8/ هل يوجد قرار أو مانع شرعي صدر عن حركة " طالبان " يمنع تعليم المرأة ؟
- لم أسمع بقرار منع صدر أو فتوى تحريم بتعليم المرأة .
تعويضات للنساء
س9/ هل قامت حركة " طالبان " بتعويض المرأة العاملة بعدما أجبرتها على البقاء في البيت ؟
- ألزمت حركة طالبان النساء العاملات في الدوائر الحكومية البقاء في بيوتهن وعوضتهن بإعانة شهرية استمرت إلى ما قبل الحرب بأشهر قليلة وذلك بسبب الظروف العسكرية التي مروا بها ، كما أفاد بذلك المسؤولون .
س10/ ما دام كل هذه التهم التي ألصقت بحركة طالبان ، لماذا تشن حرب ضدهم ؟
- يقول المسؤولون في حركة طالبان إن المجتمع الدولي شن حرباً ضدنا قبل أحداث 11 سبتمبر بكثير وألصقوا بنا التهم فتارة يقولون بسبب اضطهاد المرأة وتارة بن لادن والعرب الذين معه وتارة أخرى بسبب زراعة المخدرات ، كل هذه الاتهامات الباطلة وافتراء ، كثير من المحايدين يشهدون على كذب الأمم المتحدة ومن يساندها من الدول ، وهنا تكمن الحقيقة أن جميع أعداء الإسلام يريدون إفشال هذا النموذج الذي يطبق الشريعة الإسلامية بالطريقة السليمة .
س11/ ما هي ظروف حركة طالبان في الأوضاع الحالية ؟
- يتجه نحو المجهول إن لم يدخل عامل يقلب الموازين .
س12/ ماذا يقصد حينما يطلق مصطلح المعتدلين من الطالبان ؟
- أظن أنه اصطلاح غربي فالجماعة لديهم قيادة مركزية موحدة لا يوجد بها معتدل أو متطرف أو متشدد فالجميع ملتزم ويعمل بالقرارات التي تصدر من مجلس الشورى حتى لو كان ضد قناعته .
س13/ هل هذا يحصل في جميع القرارات ؟
- إلا في قضية واحدة وهي تسليم بن لادن وموقف الدولة من الحشد الغربي التي رمى بها مجلس الشورى على علماء أفغانستان بعدما عجز عن اتخاذ قرار بنفسه .
س14/ إذن لماذا لم يلتزم الملا عمر وحكومته بقرار مجلس العلماء الذي اتفق على تخيير أسامة بن لادن مغادرة أفغانستان ؟
- العلماء قالوا يخير ولم يفرضوا عليه عقوبة إذا لم يغادر أراضي أفغانستان والحركة بدورها أبلغت بن لادن الذي بدوره فضل البقاء طالما المسألة فيها تخيير .