فتى دبي
19-12-2001, 01:57 PM
في هذه الليالي، ليالي العيد المباركة، وبالأخص في ليلة ظلماء اسكن ظلامها كل متحرك م حولي، تسللت إلي وانا في النوم غارق، فرأيتك معي تضحكين وتمزحين، ورأيت نفسي معك نلعب ونمرح ونتمازح، فتارة نبني بيوت اللعب واخري نهدمها، وتارة نتعاون علي بنائها، ومرة نتشاجر فيهدم كل منا ما بناه الاخر، هكذا رأيتك ونفسي معك علـي حال ما قبل خمس وعشرين عاما حين كنا صغارا، افلا تتذكرين ؟!، حتما لا تتذكرين لانك لست معي علي قيد الحياة، ولانك وراء الغيب والمجهول اللذين لا ادركهما في دنياي، ولكنها ذكرياتك التي بقيت لي بعد رحيلك. رأيتك وانت لابسة فستانك المشجر، وقد اعتراه الرمل واغرقته المياه دون ان تعطيه بالا ولا اهتماما اكثر من اهتمامك بملعبنا الذي تركناه منذ خمس وعشرين عاما. رأيتك تكبرين شيئا فشيئاً مع مرور السنين، فاعتزلت الملعب، وتركت الاطفال ومن هو من الاطفال يصدر، فتعفين عن خطأ صغير اخطأ في حقك لانك ترين نفسك بحلمك وعفوك اكبر منه، ثم لازمتي بعد ذلك المطبخ، وترتيب الغرف، ومجالسة اللاتي استوين علي الكبر في سنك.
أيتها الراحلة.
في اعماق نومي ايضا رأيتك تنشئين طولا وعرضا، وتلتحقين بالفتيات فتاة آخذة من الطبيعة علامات الفتوة التي جعلتك تلازمين النساء الكبار ملازمة فعلية، تشاركينهن، وترافقينهن في الزيارات، وقد غطي جسدك بالعباءة، ووجهك مخدر بخدرك الذي فرضته عليك الانوثة البالغة خشية الفتنة، هكذا رايتك مع اقتراب الزمن وانت بحالك هذا.
أيتها الراحلة.
رأيتك وانت ترتدين فستان العرس عروسا في ليلة زفافك وسط الفتيات والنسوة اللاتي احتشدن لمشاهدة زواج بنت صماء بكماء لا تتكلم، اتين ليبصرن، ايكون هذا الزواج من نوع زواجهن، ام انه يختلف عنه لعدم إدراكك لاهميته بسبب صممك وبكمك ؟!، العرس الذي لبستيه علي جسدك الطاهر النقي النظيف دون ان تلبسه لك اخري.
أيتها الراحلة.
ويقترب بي الزمان مع اقتراب الصباح، فإذا بي اراك وانت في آخر لحظات عمرك، فلقد رأيتك وانت ترمين بجسدك علي الارض يمنة ويسرة، وثيابك مشتعلة بالنيران المتصاعدة، رأيتك تحترقين امام عيني بنار طالت ألسنتها حتي السجاد الذي رميت نفسك عليه فاحرقته، ورأيتك تتقلبين،تصرخين، تشيرين الي بالكف والنظرات طالبة النجدة، نعم، النجدة من هذه النيران السريعة التي ما ابقت في جسدك شيئا إلا واتت عليه، حتي شعرك اخذ في القصر والتآكل إلي ان بدا رمادا ساقطا علي السجادة بعدك تفرك الام كبدها عليه صارخة وهي حزينة باكية .
أيتها الراحلة.
رأيتك قبيل آذان الفجر في ذيل نومي منسدلة علي سرير المرض الذي ضمك ضمة كبري، وكأنه قد فرح بمقدمك إليه والارتماء في احضانه، وسقوطك علي بساطه الابيض، ضمك ضمة، ولمّك لمّة، ما انفك ان يخلص منك إلاّ بعد ان صعدت روحك إلي بارئها العظيم، ورحلت بعدها عنا الي الابد.
أيتها الراحلة.
ما كاد المؤذن يتأهب ليعلن للغارقين في نومهم مقدم يوم جديد حتي رأيتك مسجاة في حفرتك التي تركناك فيها منذ سنين طوال، حفرة يكاد ان يكون ترابها رطبا من دموع موقدة بنار القلوب وحزنها حين ذرفناها عليك عندما اقبرناك راحلة عنا، ورأيتك في ذاك الحال وانت تختفين عن ناظرنا بكفنك الابيض شيئا فشيئا، حتي غاب عن عيون كل الذين من حولك آخر بقعة من كفنك ، وغطاه التراب إلي الابد.
أيتها الراحلة.
وعلي إثر قول المؤذن: الصلاة خير من النوم ، صحوت فإذا بي كما رميت نفسي علي الفراش قبل ست ساعات، كل شيء لم يتغير من حولي، كل شيء حاله كما تركته قبل المنام،لكن شيئا واحدا هو الذي تغير، وظل يسبر اعماقي ساكنا في وجداني، ألا وهو ذكراك ايتها الراحلة، يا شقيقتي الفقيدة، يا من زارني طيف خيالك حلما في ليالي العيد هذه، ولست ادري،اهو انت تريدين المعايدة علينا كي تذكريننا بنفسك حتي لا ننساك في خضم هذه الحياة وعبر طول السنين، ام انك اتيت لتدمي جروح الحزن من جديد، فيا اختاه خففي اثقال الحزن عنا، فليس فينا افئدة علي العذاب تقوي فكفانا بكاء عليك وعظيم حزن فيما مضي، فلا تفتقي في الاحشاء جروحا جديدة بالتذكر والذكري، فما يزيدينا ذلك إلا بكاء وحزنا واسي، فتلك ام عليك قد فجعت، ودموعها حتي الآن لم تتوقف، وذاك أب حزين، واولئك اخوة يذكرونك في كل حين، فتدمع منهم العيون كلما مرت بهم لك ذكري أودارت في انفسهم وخواطرهم الذكريات التي جمعتك بهم في حياتك الدنيوية.
أيتها الراحلة.
في اعماق نومي ايضا رأيتك تنشئين طولا وعرضا، وتلتحقين بالفتيات فتاة آخذة من الطبيعة علامات الفتوة التي جعلتك تلازمين النساء الكبار ملازمة فعلية، تشاركينهن، وترافقينهن في الزيارات، وقد غطي جسدك بالعباءة، ووجهك مخدر بخدرك الذي فرضته عليك الانوثة البالغة خشية الفتنة، هكذا رايتك مع اقتراب الزمن وانت بحالك هذا.
أيتها الراحلة.
رأيتك وانت ترتدين فستان العرس عروسا في ليلة زفافك وسط الفتيات والنسوة اللاتي احتشدن لمشاهدة زواج بنت صماء بكماء لا تتكلم، اتين ليبصرن، ايكون هذا الزواج من نوع زواجهن، ام انه يختلف عنه لعدم إدراكك لاهميته بسبب صممك وبكمك ؟!، العرس الذي لبستيه علي جسدك الطاهر النقي النظيف دون ان تلبسه لك اخري.
أيتها الراحلة.
ويقترب بي الزمان مع اقتراب الصباح، فإذا بي اراك وانت في آخر لحظات عمرك، فلقد رأيتك وانت ترمين بجسدك علي الارض يمنة ويسرة، وثيابك مشتعلة بالنيران المتصاعدة، رأيتك تحترقين امام عيني بنار طالت ألسنتها حتي السجاد الذي رميت نفسك عليه فاحرقته، ورأيتك تتقلبين،تصرخين، تشيرين الي بالكف والنظرات طالبة النجدة، نعم، النجدة من هذه النيران السريعة التي ما ابقت في جسدك شيئا إلا واتت عليه، حتي شعرك اخذ في القصر والتآكل إلي ان بدا رمادا ساقطا علي السجادة بعدك تفرك الام كبدها عليه صارخة وهي حزينة باكية .
أيتها الراحلة.
رأيتك قبيل آذان الفجر في ذيل نومي منسدلة علي سرير المرض الذي ضمك ضمة كبري، وكأنه قد فرح بمقدمك إليه والارتماء في احضانه، وسقوطك علي بساطه الابيض، ضمك ضمة، ولمّك لمّة، ما انفك ان يخلص منك إلاّ بعد ان صعدت روحك إلي بارئها العظيم، ورحلت بعدها عنا الي الابد.
أيتها الراحلة.
ما كاد المؤذن يتأهب ليعلن للغارقين في نومهم مقدم يوم جديد حتي رأيتك مسجاة في حفرتك التي تركناك فيها منذ سنين طوال، حفرة يكاد ان يكون ترابها رطبا من دموع موقدة بنار القلوب وحزنها حين ذرفناها عليك عندما اقبرناك راحلة عنا، ورأيتك في ذاك الحال وانت تختفين عن ناظرنا بكفنك الابيض شيئا فشيئا، حتي غاب عن عيون كل الذين من حولك آخر بقعة من كفنك ، وغطاه التراب إلي الابد.
أيتها الراحلة.
وعلي إثر قول المؤذن: الصلاة خير من النوم ، صحوت فإذا بي كما رميت نفسي علي الفراش قبل ست ساعات، كل شيء لم يتغير من حولي، كل شيء حاله كما تركته قبل المنام،لكن شيئا واحدا هو الذي تغير، وظل يسبر اعماقي ساكنا في وجداني، ألا وهو ذكراك ايتها الراحلة، يا شقيقتي الفقيدة، يا من زارني طيف خيالك حلما في ليالي العيد هذه، ولست ادري،اهو انت تريدين المعايدة علينا كي تذكريننا بنفسك حتي لا ننساك في خضم هذه الحياة وعبر طول السنين، ام انك اتيت لتدمي جروح الحزن من جديد، فيا اختاه خففي اثقال الحزن عنا، فليس فينا افئدة علي العذاب تقوي فكفانا بكاء عليك وعظيم حزن فيما مضي، فلا تفتقي في الاحشاء جروحا جديدة بالتذكر والذكري، فما يزيدينا ذلك إلا بكاء وحزنا واسي، فتلك ام عليك قد فجعت، ودموعها حتي الآن لم تتوقف، وذاك أب حزين، واولئك اخوة يذكرونك في كل حين، فتدمع منهم العيون كلما مرت بهم لك ذكري أودارت في انفسهم وخواطرهم الذكريات التي جمعتك بهم في حياتك الدنيوية.