painter
22-01-2002, 12:07 PM
باريس ـ من سامي نزيه: في جلسة جمعت بعض المثقفين في باريس مع مسؤول غربي له علاقة مباشرة بالملف الفلسطيني ـ الاسرائيلي، سأل احد الحاضرين عما اذا كان آرييل شارون يفكر في قتل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، فاجاب بلا اي تردد «اعتقد ان شارون لا يتردد في القيام باي خطوة مهما كانت خطورتها، اذا شعر بان ذلك يخدم مشروعه ويرضي الرأي العام عنده».
وكان الاشتباك المسلح الذي وقع قبل ثلاثة ايام بين عناصر الشرطة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي قرب مكتب عرفات في رام الله، اثار بجدية هذا الاحتمال، ذلك ان «القتل عن طريق الخطأ» يصبح أمرا مألوفا في هكذا حالات ويلغي المبررات «الشرعية» لردة فعل دولية غاضبة,
والذين يتحدثون عن هذا الاحتمال، لا يستندون فقط الى العداء الشخصي المستحكم بين شارون وعرفات، وانما الى الهدف الاساس لدى رئيس الوزراء الاسرائيلي، وهو ضمان الامن فقط ونسف مسيرة السلام برمتها او اعادة صياغتها على اسس جديدة, ويعتقد هؤلاء ان لدى الاسرائيليين اسماء عسكرية فلسطينية «من جماعة الداخل» مستعدة للعب دور امني في الجانب الفلسطيني بعد عرفات والتنسيق مع الدولة العبرية,
ويقول المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه نظرا لحساسية موقعه، ان شارون مدرك لاستحالة اعادة صياغة المفاوضات على اسس جديدة او ايصال مشروعه الامني الى مبتغاه، طالما بقي عرفات قادرا على الحركة، ويتبين بعد كل الحصار الذي فرضه عليه وتقطيع صلاته بالخارج، ان رئيس السلطة لا يزال قادرا على المناورة وتقديم تنازلات، بحيث يبدو اليوم فعلا كضحية، حتى ولو ان اسرائيل تحمله كامل المسؤولية عن «العمليات الارهابية»,
ثم ان عددا من اعضاء الادارة الاميركية، الذين يوصفون بـ «الصقور»، كانوا منذ تولي جورج بوش مقاليد السلطة، اثاروا علنا مع بعض ضيوفهم الاوروبيين قضية عرفات، ولم تتردد مثلا كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي في البيت الابيض، في القول لوزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، حين اوضح لها ان تفكيك السلطة سيقضي على عرفات كشريك في السلام ويفسح المجال امام المتطرفين، «لنفكر اذا بما بعد عرفات», وثمة اعتقاد يسود لدى بعض المسؤولين الاوروبيين، الذين التقوا نظرائهم الاسرائيليين في الآونة الاخيرة، بان شارون يبدو رافضا على نحو جازم اي اتصال بعرفات، وان الاتصال الوحيد الذي اجراه معه عبر نجله كان لتهديده وليس لتقديم اي شيء آخر, وهناك من يذهب ابعد من ذلك الى حد القول ان بعض المسؤولين العسكريين الاسرائيليين طرح الاحتمال اكثر من مرة من منطلق قناعته بان خروج عرفات الى اي دولة عربية اخرى لن يحل المشكلة، بل قد يفاقمها,
لكن قتل عرفات ليس بالامر العادي، حتى ولو ان اسرائيل اغتالت قادة مقربين منه (وجنبت بعض المسؤولين العسكريين الفلسطينين نيرانها)، واذا كانت اسرائيل لا تعير كبير الاهتمام عادة لردة الفعل العربية، الا ان معارضي هذا الخيار داخل الحكومة والساحة الاسرائيليتين، يعتبرون ان الإقدام على خطوة كهذه، سيؤدي الى احتمالين خطيرين، اولهما انقلاب كبير في الرأي العام العالمي ضد اسرائيل، وثانيا عمليات انتقامية متكررة، وربما ايضا اقدام دول كمصر والاردن على وقف معاهدات السلام,
والذين يسوقون فكرة الغاء عرفات جسديا، يعتبرون ان الامر سيصبح اكثر سهولة من الناحية الامنية بعده، بحيث ان التدخل الاسرائيلي المباشر وايلاء الامر الى مسؤولين عسكريين فلسطينيين، يجعل من المناطق الفلسطينية مناطق عسكرية مغلقة تقريبا وخاضعة لسيطرة امنية كبيرة، وهذا يفترض طبعا اقامة شبكة واسعة من العلاقات الامنية بين الاجهزة الامنية وبعض الضباط الفلسطينين الفاعلين، قبل الاقدام على هكذا خطوة, ولذلك فان عددا من المسؤولين الاوروبيين نقل الى شارون تحذيرات حاسمة في هذا الشأن، مفادها ان الغاء عرفات سيؤدي الى ترك الساحة للاسلاميين المتطرفين، وليس لاي شيء آخر,
ووفق المسؤول، فان التحذيرات المتكررة التي صدرت عن الرئيس المصري حسني مبارك الى اسرائيل لمنعها من الاقدام على مثل هذه الخطوة الخطيرة، لم تكن من قبيل الصدفة، وانما استندت الى معلومات تفيد بان ثمة من يفكر بقتل عرفات عن طريق الخطأ في خلال المعركة الدائرة حاليا، او اقناع احد المقربين منه بتدبير اغتياله,
ويقول، ان اسرائيل تخطىء تماما في التفكير بهذا الامر، ذلك ان عرفات لا يزال الرمز الفلسطيني الابرز وان سنوات الضغط الكبير الذي مورس على الشعب الفلسطيني جعل من ابنائه قنابل موقوتة، ولو اقدمت اسرائيل على عمل كهذا، فان الكثير من القنابل الموقوتة تنفجر في وجهها، ولا احد يضمن اصلا ان يبقى المجتمع الاسرائيلي متضامنا مع شارون، اذا ما شعر بان ذلك افقده ضوابط الامن، حتى ولو ان هذا المجتمع لم يتعامل يوما بايجابية مع عرفات، ويفضل ان يراه خلف ظهره وليس امامه، كما ان الادارة الاميركية نفسها تدرك ان حل ملفات كثيرة اخرى (كالعراق مثلا ) لن يكون بالامر السهل لو انتهى عرفات، بحيث ان الرأي العام العربي سيشهد تحولات كبيرة,
فهل ان شارون الذي ارتكب حتى الان حماقات كبيرة، سيقدم على مثل هذا الخيار؟
وكان الاشتباك المسلح الذي وقع قبل ثلاثة ايام بين عناصر الشرطة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي قرب مكتب عرفات في رام الله، اثار بجدية هذا الاحتمال، ذلك ان «القتل عن طريق الخطأ» يصبح أمرا مألوفا في هكذا حالات ويلغي المبررات «الشرعية» لردة فعل دولية غاضبة,
والذين يتحدثون عن هذا الاحتمال، لا يستندون فقط الى العداء الشخصي المستحكم بين شارون وعرفات، وانما الى الهدف الاساس لدى رئيس الوزراء الاسرائيلي، وهو ضمان الامن فقط ونسف مسيرة السلام برمتها او اعادة صياغتها على اسس جديدة, ويعتقد هؤلاء ان لدى الاسرائيليين اسماء عسكرية فلسطينية «من جماعة الداخل» مستعدة للعب دور امني في الجانب الفلسطيني بعد عرفات والتنسيق مع الدولة العبرية,
ويقول المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه نظرا لحساسية موقعه، ان شارون مدرك لاستحالة اعادة صياغة المفاوضات على اسس جديدة او ايصال مشروعه الامني الى مبتغاه، طالما بقي عرفات قادرا على الحركة، ويتبين بعد كل الحصار الذي فرضه عليه وتقطيع صلاته بالخارج، ان رئيس السلطة لا يزال قادرا على المناورة وتقديم تنازلات، بحيث يبدو اليوم فعلا كضحية، حتى ولو ان اسرائيل تحمله كامل المسؤولية عن «العمليات الارهابية»,
ثم ان عددا من اعضاء الادارة الاميركية، الذين يوصفون بـ «الصقور»، كانوا منذ تولي جورج بوش مقاليد السلطة، اثاروا علنا مع بعض ضيوفهم الاوروبيين قضية عرفات، ولم تتردد مثلا كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي في البيت الابيض، في القول لوزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، حين اوضح لها ان تفكيك السلطة سيقضي على عرفات كشريك في السلام ويفسح المجال امام المتطرفين، «لنفكر اذا بما بعد عرفات», وثمة اعتقاد يسود لدى بعض المسؤولين الاوروبيين، الذين التقوا نظرائهم الاسرائيليين في الآونة الاخيرة، بان شارون يبدو رافضا على نحو جازم اي اتصال بعرفات، وان الاتصال الوحيد الذي اجراه معه عبر نجله كان لتهديده وليس لتقديم اي شيء آخر, وهناك من يذهب ابعد من ذلك الى حد القول ان بعض المسؤولين العسكريين الاسرائيليين طرح الاحتمال اكثر من مرة من منطلق قناعته بان خروج عرفات الى اي دولة عربية اخرى لن يحل المشكلة، بل قد يفاقمها,
لكن قتل عرفات ليس بالامر العادي، حتى ولو ان اسرائيل اغتالت قادة مقربين منه (وجنبت بعض المسؤولين العسكريين الفلسطينين نيرانها)، واذا كانت اسرائيل لا تعير كبير الاهتمام عادة لردة الفعل العربية، الا ان معارضي هذا الخيار داخل الحكومة والساحة الاسرائيليتين، يعتبرون ان الإقدام على خطوة كهذه، سيؤدي الى احتمالين خطيرين، اولهما انقلاب كبير في الرأي العام العالمي ضد اسرائيل، وثانيا عمليات انتقامية متكررة، وربما ايضا اقدام دول كمصر والاردن على وقف معاهدات السلام,
والذين يسوقون فكرة الغاء عرفات جسديا، يعتبرون ان الامر سيصبح اكثر سهولة من الناحية الامنية بعده، بحيث ان التدخل الاسرائيلي المباشر وايلاء الامر الى مسؤولين عسكريين فلسطينيين، يجعل من المناطق الفلسطينية مناطق عسكرية مغلقة تقريبا وخاضعة لسيطرة امنية كبيرة، وهذا يفترض طبعا اقامة شبكة واسعة من العلاقات الامنية بين الاجهزة الامنية وبعض الضباط الفلسطينين الفاعلين، قبل الاقدام على هكذا خطوة, ولذلك فان عددا من المسؤولين الاوروبيين نقل الى شارون تحذيرات حاسمة في هذا الشأن، مفادها ان الغاء عرفات سيؤدي الى ترك الساحة للاسلاميين المتطرفين، وليس لاي شيء آخر,
ووفق المسؤول، فان التحذيرات المتكررة التي صدرت عن الرئيس المصري حسني مبارك الى اسرائيل لمنعها من الاقدام على مثل هذه الخطوة الخطيرة، لم تكن من قبيل الصدفة، وانما استندت الى معلومات تفيد بان ثمة من يفكر بقتل عرفات عن طريق الخطأ في خلال المعركة الدائرة حاليا، او اقناع احد المقربين منه بتدبير اغتياله,
ويقول، ان اسرائيل تخطىء تماما في التفكير بهذا الامر، ذلك ان عرفات لا يزال الرمز الفلسطيني الابرز وان سنوات الضغط الكبير الذي مورس على الشعب الفلسطيني جعل من ابنائه قنابل موقوتة، ولو اقدمت اسرائيل على عمل كهذا، فان الكثير من القنابل الموقوتة تنفجر في وجهها، ولا احد يضمن اصلا ان يبقى المجتمع الاسرائيلي متضامنا مع شارون، اذا ما شعر بان ذلك افقده ضوابط الامن، حتى ولو ان هذا المجتمع لم يتعامل يوما بايجابية مع عرفات، ويفضل ان يراه خلف ظهره وليس امامه، كما ان الادارة الاميركية نفسها تدرك ان حل ملفات كثيرة اخرى (كالعراق مثلا ) لن يكون بالامر السهل لو انتهى عرفات، بحيث ان الرأي العام العربي سيشهد تحولات كبيرة,
فهل ان شارون الذي ارتكب حتى الان حماقات كبيرة، سيقدم على مثل هذا الخيار؟