PDA

View Full Version : الشعيبي : بماذا تميز عن الآخرين ( مقال رثاء في جريدة بحرينية )


النعمان
15-02-2002, 05:22 AM
الشعيبي : بماذا تميز عن الآخرين ( مقال رثاء في جريدة بحرينية )
بسم الله الرحمن الرحيم

الشعيبي : بماذا تميز عن الآخرين إبراهيم بو صندل نشرت المقال جريدة الأيام البحرينية

في جنازة مهيبة تذكرنا بجنائز كبار الأئمة الذين سطروا تاريخ هذه الأمة بأفعالهم ومواقفهم إضافة إلى أوراقهم ومحابرهم، شيع عشرات الآلاف جنازة الشيخ الشعيبي رحمه الله في بريدة. فمن هو الشيخ الشعيبي؟ وما الذي يميزه عن غيره من العلماء؟ ولماذا صار اسمه مؤخرا متداولا في الصحافة والقنوات التلفزيونية والإذاعية عربيا وعالما، وموجودا في أغلب المواقع الإسلامية بشتى جنسياتها واختلاف توجهاتها ؟

ما هو المختلف في الشيخ الشعيبي حتى أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أرسلت من يحسن العربية إلى منطقة بريدة في السعودية حيث نقلت في تقرير لها ما يقوله الشيخ حمود الشعيبي في مسجده، وكذلك نشرت عنه صحيفة واشنطن بوست محذرة منه ومن فتاواه.

نعم كان الشعيبي عالما كبيرا، فقد درس على علماء كبار كالشيخ ابن إبراهيم وابن باز والشنقيطي وغيرهم، ودرس في الجامعة حوالي ثلاثين سنة، ودرس على يده كبار العلماء في المملكة اليوم كالمفتي عبدالعزيز آل الشيخ وكوزير الشؤون الإسلامية سابقا، مدير جامعة الإمام وأمين رابطة العالم الإسلامي حاليا، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء ، والكثير غيرهم من الطلبة الذي تبوؤا بعد ذلك قضاة ورؤساء محاكم.

ومن تلامذته أيضا الشيخ الدكتور عبدالله الغنيمان ، وبن فريان وكيل وزارة العدل سابقا، واللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى ، والشيخ محمد الصالح العثيمين ـ رحمه الله ـ وكذلك الشيخ سلمان بن فهد العودة، والشيخ علي بن خضير الخضير، كما أنه رحمه الله أشرف الكثير من رسائل للمجاستير والدكتوراه، وشارك رحمه الله في تقويم أعمال بعض المشايخ لترقيتهم كالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد وأبو بكر الجزائري ومحمد أمان الجامي الصومالي وربيع بن هادي مدخلي ، و الشيخ محمد بن عثيمين.

ومع ذلك فمن الواضح أن الشيخ الشعيبي رحمه الله لم يتميز (فقط) بأنه عالم كبير جهبذ من علماء المسلمين وهو كذلك فقد كان رحمه الله يحفظ كتبا كثيرة كما يحفظ الفاتحة (على حد قوله). وكان من ذكائه وصفاء قلبه أنه إذا سمع الباب مرة واحدة حفظه.

الذي ميز الشيخ هو أنه رحمه الله قام كأحد علماء الشريعة بما أوجب الله عليه، وأدى أمانة العلم الذي يحمله فقال الحق ولم يخف في الله لومة لائم، دفاعا وبيانا لدين الله، وإنكارا للمنكرات، وسعيا في الإصلاح والدفاع عن الشريعة وأحكامها وقد كان هذا هو همه، ولم يتركُ رحمه الله شيئ من ذلك محاباة لفلان أو إرضاء لفلان، مستشعرا في ذلك قول رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: " من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ) "

كان رحمه الله مستشعرا لدور العلماء في أمتهم، وعظم الأمانة التي حملوها، وأنها أعظم من أي كبير أو صغير أو عامة أو خاصة، ولذلك كان رحمه الله يصدع بالحق رغم كل كاره له غير متقاعس ولا تارك ما أوجبه الله عليهم بتأويل أو غيره، وهكذا والله ينبغي للعلماء أن تكون مواقفهم مع الله فلا يبالوا بأحد سواه.

الذي ميز الشعيبي عن غيره هو تفاعله مع قضايا أمته ، و تشوقه لنصر تحرزه، حتى أشفق عليه المقربون منه، فكان لايملك دمعه مع كل خبر بفرح أو حزن يرد إليه". لقد كانت حياة الشيخ رحمه الله ومواقفه كلها واهتماماته تدور في فلك الجهاد والمجاهدين ومتابعة أخبارهم ونصرتهم بكل ما لديه من إمكانات. بدءا من فلسطين وانتهاءا بأفغانستان، وكانت فتواه في ذلك وأخباره ومواقفه معلومة مشهودة للقريب والبعيد.

الذي ميز الشيخ عن غيره هو صدعه بالحق، فجهر حين أسّر الآخرون، وتكلم حين سكتوا. ولقد وفى بأمانة العلم التي حمل، من غير كتمان أو مداراة أو مداهنة مذكرا إيانا في مواقفه تلك بالأئمة الأعلام ممن نذروا حياتهم لله عز وجل.

أما قصة وفاته : فالشيخ أصلا كان يعاني من ضيق في التنفس أحيانا ، ولقد زاد عليه هذا الأمر قبل أربعة أيام ، فلما كان هذا اليوم الجمعة 5/11/1422 هـ أُقنع الشيخ بالحضور إلى المستشفى فوافق، ولما وصل إلى المستشفى كان كل شيء طبيعي ، النبض الحرارة .., إلخ ، فلما هم الأطباء بإعطاء الإذن للشيخ بالمغادرة توقف قلب الشيخ فجأة فسارع الأطباء إلى إنعاشة اصطناعيا ، فاستجاب القلب وبدأت بعد ذلك نبضات القلب بالتذبذب ؛ فمرة تنتظم ومرة عكس ذلك ، فلما كان في الساعة العاشرة تقريباً أدخل الشيخ غرفة العناية المركزة . ولما قاربت الساعة إلى 12.10 انتقلت روح الشيخ إلى بارئها ، وفاضت تلك الروح الطاهرة إلى خالقها بعد سنين عديدة من الجهاد والكفاح في سبيل نشر العلم والدعوة.

وقد ترك الشيخ عددا من المؤلفات والكثير من الفتاوى تصل لمئة فتوى فيها نقد لبعض الأمور الواقعة وبيان لبعض الأحكام.

لقد ذكّرنا الشيخ الشعيبي ولا شك بعزة العلماء وثباتهم وصدقهم وصدعهم بالحق ونصرهم لدين الله، واهتمامهم بأوضاع المسلمين ومآسيهم وتضامنهم معهم. إنها - كما قالت أسرته في بيانها المنشور - نازلة نزلت بالإسلام والمسلمين ..

يقول من حضر وفاة الشيخ: رأيت الشيخ في غرفة العناية المركزة في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة ، وكان مسجى مغطى ، فسُمح لي برفع الغطاء عن وجهه فصرخت في نفسي لا إله إلا الله وجه كالبدر وابتسامة تعلو محياه ، وأقسم لكم بالله العظيم أن هذا ما رأيت ، ولقد حضر عدد من المشائخ وطلاب العلم إلى المستشفى تعلو الجميع هول المفاجأة.

http://www.attawhid.com/harb/bosandal_aqla.htm

زمردة
15-02-2002, 02:47 PM
أمــا الرسالة الثانية .. فلقد كانت مفاجئة لــي .. حيث أنها من أخت فاضلة .. زكا بها نسبها .. وحسبها .. ودينها.. كيف لا ؟ ومن بيت أبيها يخرج الورع .. إنها الأخت الفاضلة نورة بنت العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي .. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .. آمين .

كانت الرسالة عبارة عن مرثية عطرية .. ورثاء معطر من بنت ابـيـها .. وقد تقدمــت في مقدمة هذه المرثية بطلب منـي ، أثقلت به كاهلي المثقل .. حيث اني لا أملك تنفيذه وعــاجز عن تحقيقـه .. والله تعالى يعلم لو أني استطعت إلى تلبـيته سبــيلاً ما تأخــرت عنه فـتــيلا .. ولكن الله المستعان ..

لقد طلبت مني الأخت الفاضلة أن أضع رثائها في زاويتي بجريدة الوطن الكويتية .. ولكن كيف لي أن أضعه وقد منعت الجريدة أصلاً رثائي أنا فيــه ..!؟

فلقد فوجئت بالقائمين على الصحيفة يخبروني بأنهم لا يريدون ان يحرجوا أنفسهم أكثر مع ( جهات خارجية ) !! .. وتلك الجهــات لا تــريد أن يكتب في حق هذا الشيخ ثناء عطراً ورثاء ..

! فما كان مني إلا أن نقـلت رثائــي فيه قبل أسابيع إلى الساحة (( الكاتب بجريدة الوطن "وسأرثيهِ .. ثم سأروي للعالمين قصتي مع حبيبنا وشيخنا الشامخ المُبجل ..!" 28/01/02 12:36 )) .. ليندثــر بعد ساعات بين أكوام المواضيع .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيــم .. (( الكاتب بجريدة الوطن "وتنعي جريدة الوطن الكويتيةالعلامة الشُعيبي وعلى صفحتها الأولى ..." 22/01/02 07:21 ))


وإنــي إذ أُقــدم إعتــذاري العريــض لهذه السيــدة الفاضلة .. فإني لا اجد حرجـاً من نقل مرثيتها المباركة في ساحتنا التي يدخل الناس عليها أفــواجــا .. فلعلها أن تصــل إلى اسماع محبـي هذا الشيخ الجليل وأبصارهم .. ويتحقق ولو شيئاً قليلاً من المقصود .. وأسأل الله القبول والرضوان ..

والآن اضع بين يديــكم الكريمة رسالتها اليتيــــمة كما جائتني ..


الأخ الكاتب محمد بن يوسف المليفي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

أرجو إذا كان بالإمكانِ نشر هذه المقالة في صحيفة الوطن الكويتية وجزاك الله خيراً والتي هي بعنوان (( وانطفــأ السِــراج ))


الله أكبر .. هل إنهد الجبل الشامخ .. الله أكبر .. هل اختفى القمر الساطع .. الله أكبر .. هل انثـلم الإسلام .. الله أكبر .. هل انهدم حصن الدين ..!؟
الله أكبر .. هل ترجل الفارس الهمام .. الله أكبر .. هل دنى وقت رفع العلم بقبض أرواح العلماء ..الله أكبر .. هل انطفأت شمس الحق ..

الله أكبر .. هل رحل الشيخ الإمام العلامة ماليء الدنيا وشاغل الناس .. نعم أقولها وقلبي يعتصر بالحزن والألم .. نعم أقولها بكل فخر واعتزاز .. نعم أقولها إيماناً بالقضاء والقدر ..

نعم رحل الشيخ : ( حمود بن عبد الله بن عقلاء الشعيبي ) ..

رحل وترك الدنيا وزينتها.. رحل وترك كتب العقيدة والتوحيد بل كتب الدين كلها تبكي رحيله .. رحل وترك محبيه في ذهول لعظم المصيبة .. رحل وترك مسجده يئن لفقده ..

رحل الشيخ ففرح كل مبتدع لموته ولم يستطع الصبر فأخرج كرهه الدفين وسمه الزعاف فقط حينما مات ، ولسان حال الفقيد يقول :

إذا أتـتـك مذمتـي من ناقـص ... فهي الشهادة لـي بأني كامل ..

رحل حبيبي ونور عيني ... رحل من كنت أرى الدنيا من خلاله وبرحيله أظلمت الدنيا في وجهي ولم يعد لها طعم بعده .. ولكن عزائي فيك يا والدي الحبيب وشيخي المبجل :

أن من صلى عليك وشيعك لا يُحصون لكثرتهم ...أن كبار العلماء من أقرانك قد حزنوا لفقدك وأتوا لتعزيـتـنا من كل فج عميق أن العلماء وطلبة العلم وجمع غفير من داخل المملكة وخارجها قد ساروا خلف جنازتك التي عدّها أعدائك قبل أصدقاؤك من أكبر الجنائز مشهداً... أن رنين الهاتف من جميع أصقاع الأرض لم يهدأ لتعزيتنا فيك ...

لقد عزى فيك المشايخ والعلماء ... لقد عزى فيك الأمراء والوزراء ... لقد عزى فيك الرجال والنساء ...عزائي فيك يا والدي الحبيب نور وجهك الساطع وابتسامتك المضيئة حين موتك راجيةً أن تكون دليلاً على حسن خاتمتك ... عزائي ياوالدي الرؤى التي رآها الناس فيك قبل موتك وبعده فعبرها المعبرون أنك قُبضت على خير وأنك صرت إلى خير أحسبك والله حسيبك ولا أزكيك على الله ... عزائي فيك يا والدي أنك كنت دائما تتلو قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } .. فلقد نصرت الله حيّاً فنصرك حيّاً وميتاً ..

وأخيراً سأتسلى بقول الذي لا ينطق عن الهوى حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها ) وقوله بعد وفاة ابنه إبراهيم ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك .. ياوالدي لمحزونون ) ...

فاهنأ بقبرك يا والدي فلقد بلغت الرسالة ، وأديت الأمانة ، ونصحت الأمة وأبرأت الذمة ، وأقمت الحجة ، وصدعت بالحق ، وأعذرت إلى الله ولم تخش فيه لومة لائم .. أحسبك كذلك ولا أزكي على الله أحداً ..



ابنتك المكلومة / نورة بنت حمود الشعيبي ..

.. منقول من القلعة ..

النعمان
16-02-2002, 04:09 AM
جزاك الله خير اخت زمردة ..

ورحم الله شيخنا وغفر له

وكيع
16-02-2002, 05:21 PM
لقد ذكّرنا الشيخ الشعيبي ولا شك بعزة العلماء وثباتهم وصدقهم وصدعهم بالحق ونصرهم لدين الله، واهتمامهم بأوضاع المسلمين ومآسيهم وتضامنهم معهم. إنها - كما قالت أسرته في بيانها المنشور - نازلة نزلت بالإسلام والمسلمين ..

يقول من حضر وفاة الشيخ: رأيت الشيخ في غرفة العناية المركزة في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة ، وكان مسجى مغطى ، فسُمح لي برفع الغطاء عن وجهه فصرخت في نفسي لا إله إلا الله وجه كالبدر وابتسامة تعلو محياه ، وأقسم لكم بالله العظيم أن هذا ما رأيت ، ولقد حضر عدد من المشائخ وطلاب العلم إلى المستشفى تعلو الجميع هول المفاجأة.

صوره لصحيفة العفن

النعمان
17-02-2002, 07:02 AM
رحم الله شيخنا وعفا عنه ..

جزاكم الله خير اخوتي الكرام

أبو لـُجين ابراهيم
17-02-2002, 03:17 PM
رحمه الله وغفر الله له واسكنه الفردوس الأعلى

القلب الوردي
17-02-2002, 03:52 PM
يا ليت كل العلماء يعرفون عظم الامانه التي في اعناقهم :rolleyes:

النعمان
13-10-2002, 10:00 AM
جزاكم الله خير ..

للرفع والوفاء يحق الشيخ رحمه الله