صباح الأشياء الصغيرة

[سردال]

لن تكون المرة الأخيرة، وبالطبع ليست المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا المنظر، بعد صلاة الفجر، وفي هدئة لحظات ما قبل الشروق، دفعت نفسي باتجاه حديقة عامة، لكي أمارس رياضة المشي، شيئاً فسيئاً أقترب من الحديقة وألاحظ أن هناك أمراً غير طبيعي.

الأمس كان يوم الخميس، أي إجازة وفرصة للخروج بالعائلة للتنزه وقضاء بعض الوقت خارج المنزل، وهذه الحديقة تعتبر مكاناً مثالياً لهذه النزهات، فكل خميس وجمعة تجد العائلات وقد اجتمعت وتحلقات ومارست ما ترغب، من شوي وطبخ وأكل وشرب ولهو وتبادل للأحاديث، ومع هذا الكم من الأسر، تنكشف لنا أرض المعركة بعد انقشاع الغبار، لنرى الحديقة وقد أصبحت مكباً للنفايات!

لم أطق هذ المنظر أبداً، ضاق صدري وبدأت أفكر بأساليب جهنمية لمعاقبة هؤلاء! إننا كأمة تبحث عن مجدها وتريد التقدم، يجب أن نهتم بالأشياء الصغيرة، ولكن الأشياء الصغيرة مهملة، فكيف بالقضايا الكبيرة؟ بيوتنا نظيفة، وعندما نخرج لا نرى حرجاً في كب النفايات ونشرها، هذه عقلية فردية أنانية تبتغي المنفعة للنفس ولا تلتفت للآخرين. مواعيدنا سميناها مواعيد عرب لأنها غير دقيقة أبداً، أما إذا أردنا موعداً دقيقاً نقول: موعد إنجليزي!

ليتنا تعلمنا من الإنجليز أو اليابانيين إلتزامهم، وروحهم الجماعية، واهتمامهم بالمجموعة وبالأهداف والمصالح العامة، ليتنا أخذنا منهم خيرهم وتركنا شرهم.

عندما تكون حدائقنا نظفية، وعندما يصل المرء منا قبل وقت الموعد المحدد، وعندما نحترم الصف والطابور في إنهاء المعاملات، عندها صدقوني نستطيع أن نفكر في القضايا الكبرى لأمتنا، لأننا سنكون أمة في محل فاعل فعال!

آخر الكلام: قبل وصولي إلى المنزل رأيت اثنان يتجادلان وقد ارتفع صوتهما، خشيت أن أتدخل فيحدث لي ما لا تحمد عقباه! لكنهما كانا يتعاركان في منتصف الشارع! لذلك توجهت لهما لكي أقول لهم: تعاركوا على الرصيف، هذا أقل شيء يجب أن أفعله! لكنهما تفرقا خوفاً مني، وتوجه كل قط منهما إلى مخدعه!!! :)

[بنت الباطن]

ممتعة كلماتك دائماً وألاحظ ميزة رائعة تلفت نظري وهي ( إختيار العناوين )
فعلاً لنبدأ بهذه الأشياء الصغيره ..
موفق ياسردال ..

[aziz2000]

لو وقفنا عند الإشارة الضوئية قبل خطوط المشاة سنكون بخير

لو أمطنا الأذى عن الطريق سنصل إلى إحدى شعب الإيمان

لو اهتممنا بصغائر الأمور فحرصنا سيزيد من الكبير منها

تحياتي لسردل :)

[هايدي]

أخي الفاضل .... سردال

موضوع يستحق النظر والتفكر فيه ... لنصلح ولو شيء بسيط مما نعانيه من فوضى ..

الفوضوية تسري على جسد الأمة في كل شيء .. ومن كل جوانب الحياة ..
ونحن للأسف من خلق هذه الفوضى ..

علمنا الإسلام طرق السير في الحياة بنظام وترتيب عجيب .. فقلبنا هذا النظام رأساً على عقب ..
حتى وصلت الفوضى في ديننا وصحة عقيدتنا الإسلامية ...
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

أخي ..

نحن من علمنا اليابانيين والإنجليز الدقة والنظام ..
نعم ..
تعلموا منا نهجنا وعقيدتنا .. من سلوكنا وأخلاقنا ..

فجهلنا .. أو تجاهلنا ... بما تعلمناه وعلمناه ..

كم من أبٍ أو مربي قال لطفله .. لا تكذب وهو يكذب ..
وكم من مربي نصح ولم يعمل هو بقوله ...
فأين القدوة إذاً ؟!!
وأين النظام والدقة إن لم نقق فيما نقول أو نفعل ؟!!

نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالهداية والاصلاح ..
وأن يرنا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه .. والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ..

أختك
هايدي

[no one]

قالوها " والنار من مستصغر الشرر" لكن مين يفهم؟:rolleyes: ومتميز وقلم احب اقراه من جد:D :)

[متشيم]

هذه قصة تتكرر صباح كل جمعة وكل سبت ، ولو مررت على نوافير الكورنيش الداخلية التي على جانب البنايات تلك التي وضعت في وسط الحفر لرأيتها في حداد تام ، وتوشحت بالسواد الذي غلفها بفعل المزبلة التي حصلت في الليلة التي سبقت ، وأكياس البلاستيك الملقاة في أحواض النوافير.

الله يبارك فيك يا سردال...

[ريم المها]

التوعية معدومة......النصيحة الجادة لم يعد أحد يتقبلها...... ديننا يدعونا للكمال .....لكن للأسف ... وتجاهلنا للأشياء الصغيرة وتضخيمها جعلنا نخشى حلول قضيانا......... ماشاء الله عليك قلم أكثر من رائع

[MUSLIMAH]

ما شاء الله تبارك الرحمن .. الله لا يحرمنا هالغنايم ;)

بالنسبة لهذه المناظر المخجلة فلا حول و لا قوة الا بالله :( :( :(

مناظر مخزية للأسف الشديد .. هذا و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول " النظافة من الايمان " و الأدهى و الأمر من ذلك ، أننا تعلمنا هذا الحديث و حفظناه منذ نعومة أظفارنا ‍‍‍!!!

كذلك ، أرى مثل هذه المناظر في المدرسة للأسف الشديد ، و ليت الأمر يقتصر على كيس أو ورق لا بل إلى كسرة خبر !!! لا أدري هل يرمينها على الأرض في بيوتهن ؟؟؟ أم أنهن يعشن و النفايات تحيط بهن من كل جانب ؟؟؟

نعم أخي الكريم ، ليتنا تعلمنا منهم التزامهم روحهم الجماعية و اهتمامهم بالمجموعة وبالأهداف والمصالح العامة، ليتنا أخذنا منهم خيرهم وتركنا شرهم.

ردًا على آخر الكلام .. مدربح أكيد بيخافون :D

حفظك الله و رعاك و وفقك لكل خير يحبه و يرضاه أخي الفاضل :)

[سردال]

بنت الباطن: جزاك الله خيراً أختي الكريمة على كلماتك المشجعة والمحفزة للمزيد، أما ما أكتبه فهذا فضل من الله أحاول أن أوظفه في خدمة الخير، شكراً جزيلاً.


aziz2000: هذا المقصد، لأننا لا نهتم بالتفاصيل فالصورة العامة تخرج مشوهة، شكراً على المشاركة والله يوفقك في دراستك وتتخرج وتصير عزيز 2002 (عريس :))


هايدي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والحمد الله على السلامة، أما ديننا فقد حثنا على التخطيط والتنظيم والنظافة، ابتعدنا نحن عن ديننا، وأخذ منا الآخرون الشيء الكثير، ونحن الآن يجب أن نرجع لما كنا عليه، لكن القدوة مفقودة كما قلت، ومن الصعب أن يصلح الإنسان وخلفه ألف هادم، لكن لا يأس أبداً ما دمنا نعيش ونتنفس :) شكراً على المشاركة.


no one: بارك الله لك، كنت أبحث عن هذا البيت من الشعر، أخذت أعصر دماغي لأخرج به لكن لم أستطع :) وأشكرك على المشاركة وكلماتك الطيبة المشجعة.


متشيم: والحل؟ التوعية مهمة لكن أعتقد أن النظافة أمر أساسي لا تحتاج إلى كثير تفكير حتى نعتبرها من الأمور المألوفة والتي يجب أتباعها، المشكلة الفعلية تكمن في عدم المبالاة وانعدام حس المسؤولية وهذه مصيبة لا أعرف حل لها، إن لم يأتي الالتزام من الداخل فلن نسطيع فرضه من الخارج عن طريق العقوبات أو أي وسيلة أخرى.


ريم المها: ذكرت نقطة في غاية الأهمية، التوعية المعدومة وكذلك عدم تقبل النصيحة، كيف نعالج الاستهتار وعدم المبالاة؟ كيف نعالج الأنانية والفردية؟ الأساس في التربية والتربية مهملة فعلاً، أتمنى فقط أن لا تكون هذه المشكلة دائرة مفرغة لا نجد لها مخرجاً، وأشكرك أختي الكريمة على الكلمات الطيبة :)


مسلمة: فعلاً أشياء صغيرة، لو التزمنا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "النظافة من الإيمان" أو "الطهور شطر الإيمان" لما شاهدنا هذه المناظر، لو أن الناس التزموا بقوله "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه" لأحب كل شخص من أن يبقي الحديقة نظيفة حتى يتمتع بها إخوانه، صدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن فوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.

أما آخر الكلام: فالله يسامحك :) متين صحيح لكن مش مدربح :)

وكثير من الدعاء

جزاكم الله خيراً جميعاً وبارك لكم :)

[زمردة]

وما زال الحال على ما هو عليه .. بل إزداد سوءاً ..

مع أن المشرفين على الحدائق لم يألوا جهداً في نشر صناديق القمامة الضخمة في كل مكان ..

إلإ القذر سيبقى قذر - كرمكم الله -

وما حل ذلك إلا بنشر مراقبين في الحدائق .. وخاصة في وقت ذروة إرتياد هذه الحدائق ..