PDA

View Full Version : التنبيه على أخطاء في تطبيق السنة


ابن مهية
24-03-2002, 03:47 AM
تقع أخطاء كثيرة في تطبيق السنة ، و مرد ذلك إلى أسباب، من أهمها :

الجهل بدرجات السنة و الذهول عن مراتبها ، حيث تستوي لدى بعض الناس المؤكدة و الخفيفة ، كذلك الذي رأيته يقيم الناس و يأمرهم بصلاة ركعتين قبل المغرب . فهذا حتما أساء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لأنّ أنس يخبر في الحديث الصحيح أن فيهم من كان يصليها فلا يكفه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و فيهم من لم يكن يصليهما فلا يأمره ، و لكنّ هذا الجاهل تعدى الحدود التي وقف عندها رسول الله صلى الله عليه و سلم ففعل ما لم يفعله . و إنما أوتي من قبَل جهله بمراتب السنن ، و أن فيها المؤكد و غير المؤكد ...

و من الأسباب كذلك ، عدم تلقي السنن عن الضابط المتقن ، العارف بما يروي ، ، مما يترك المجال أمام التقديرات المتفاوتة، و الإجتهادات المتباينة ، كذاك الذي أراد أن يبعد بين ضبعيه في السجود فبالغ حتى صار كالممدود ، و كالذي أراد أن يضع يديه على صدره فوضعهما على ترقوّته !!!

و من أسباب وقوع الخطإ في تطبيق السنة ‘ الغلو و المزايدة حيث تخضع السنة للأمزجة ، كمن يبالغ في رفع قميصه إلى حد الركبة ، و منهم من يعتقد أن السنة هو الإئتزار إلى نصف الساق ، و في صحيح البخاري أن أهل الصُفة كانوا يلبسون ثيابا ، بعضها إلى نصف الساق و البعض إلى الكعبين ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقر كلا الفريقين ...

و من أعظم الأسباب في ذلك ، سوء الفهم و ضحالة المعرفة بلغة السنة ، كمن يبالغ في إلزاق قدمه بقدم غيره إلى حد الدوس و الإزعاج ، كل ذلك يقع باسم السنة ، و ذلك هو مبلغ علمه من حديث :" كان أحدنا يَلزق منكبه بمنكب صاحبه و قدمه بقدمه" و فهم هذا من الإلزاق المماسة المبالغ فيها وإنما قوله : " يلزق " يعني يقرب و يضم ، من لزق به الشيء ، و لزقته فعلته من غير إحكام و لا إتقان فهو ملزق أي غير وثيق ...
و الغريب أن بعض الناس يشغل نفسه بأمر القدمين بأكثر مما شغله الشرع ، فتراه و لا هم له سوى ملاحقة أقدام من يليه ، حتى يخرج من الصلاة و هو لا يدري ماذا قرأ به الإمام !!!

و من سوء التقدير و كلالة الفهم ما يفعله بعض من ينسب نفسه للسنة و السلفية ، عند السلام حيث يلوي عنقه يمينا و شمالا على هيئة مستقبحة ، و كأنه يلتفت إلى خلفه ... سبحان الله ما هذه بسنة السلام ، إنما سنة السلام أن يلتفت يمينا و شمالا من غير مبالغة ، فإذا فعل ذلك ظهرت صفحة وجهه ، من غير ليّ و لا التفات ...
هذا ، و من أراد التوسع و التفصيل ، فعليه بهذا الرابط :
http://

weld-dubai
27-03-2002, 12:26 AM
دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه،


فلا تكن غاليا فيه ولا تكن جافيا عنه،



وإن كان غلوا المبالغة في تطيبق بعض السنن وإلزام الناس بما لم يلزمهم الله، فلا يخرج عن الغلو المبالغة في وصف من يقوم بذلك بحيث ينسب إليهم ما ليس فيهم ..


ولست أعصم أحدا من الخطأ بل والضلال: المنتسبين إلى السنة أو غيرهم.


وارفق رعاك الله بإخوانك في نصحهم،


والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

ابن مهية
27-03-2002, 03:10 AM
بارك الله فيك يا ولد دبي ... كلمتك و الله طيبة و أحسست أنها تخرج من القلب ، و لا يسعني إلا أن أقبلها ... أسأل الله أن يلهمنا الرفق ... و والله ما أردت الإساءة و لا التعنيف إلا للتنفير من تلك الجهالات ... فإن أخطأت في الوسيلة فحسبي أن مقصدي حسن ... عفا الله عنا جميعا ... و بارك الله فيك على الإهتمام ..

weld-dubai
28-03-2002, 04:26 AM
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك ويجزيك خير الجزاء،


ولم أرد (حاشا وكلا ولا لعل) أن أثنيك عن الدعوة والنصح والإرشاد والأمر والإنكار،



ولكن أنظر أخي الكريم إلى حال أحدنا،



سنوات وسنوات طوال وهو يدعى إلى الهدى وهو معرض،

ثم يقذف الله الحق في قلبه، ويكتب له الهداية،


فيبدأ في سلوك الطريق،


الطريق الذي يرى أن الله يريده أن يسلك،



ومهما أعطيت هذا الأخ من التوفيق والهداية (وليس ذلك على الله بعزيز) فإنك ترى أنه يحتاج إلى مراحل كثيرة حتى يستقيم كما أمر،


ولا تنسى أخي أن الشيطان لم يمت بعد..


فهو يزين للإنسان ويملي له، فإن رآه يميل إلى الدعة زين له التفريط، وإن رآه يميل إلى الحزم زين له الإفراط،


والعبد يكبو ويقوم ثم يكبو ثم يقوم ثم يكبو بقوة فينتكس ثم يقوم ويتوب ويعود وينحرف ثم يظهر له الطريق أخرى فيرجع .. إلخ



ولا نتوقع أن يدخل الناس في دين الله اليوم ويصيرون غدا "مثل القلم" في استقامته، ذلك أنهم يرجعون إلى الله .. ولكن "بعجرهم وبجرهم"



وكذلك من يسلم، وإن كان قد أسلم لتوه ولكنه يحتاج إلى الكثير والكثير جدا حتى يصير ممن استقام حق الاستقامة.



وعلى من يتصدر للدعوة والإرشاد والتعليم والتربية أن يكون حنونا على من يظهر منه الخطأ على جهل،

وحازما بعض الشيء على من يقع منه خطأ على علم،

وشديدا على من يقع منه الضلال على علم،

وهكذا، وليس لذلك قانون مضطرد ولكن قواعد عامة ولكل قاعدة شواذ ..




وأعتب عليك أخي الكريم قولك: ينتسبون إلى السنة والسلفية .. إلخ


ذلك أن أخطاءهم ليست بسبب انتسابهم إلى السنة والسلفية بل من فهمهم الخاطئ للسنة والسلفية،


ولا يخفى عليك أخي الكريم أنه لا حرج من الانتساب إلى السنة أو السلفية كما أنه لا حرج من الانتساب إلى الإسلام،


هي شيء واحد، فالإسلام المطلوب والمأمور به هو التزام السنة والتزام الفهم السلفي، فهم الصحابة الكرام الذي فهمهم النبي صلى الله عليه وسلم، وفهم من فهمه مثلهم، وكل فهم سوى ذلك باطل باطل.


ومن قصر في التزام السنة والسلفية فهو مقصر في الإسلام بقدر تقصيره فيهما.





هذا ما تيسر على عجل،


وجزاك الله خيرا على حسن تقبلك وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد، والهدى والرشاد،


والله ولي التوفيق


أخوك المحب،

ولد دبي