netdur
25-03-2002, 07:24 PM
الجلسة الأولى:
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
إن القضية المطروحة اليوم و التي نحن بصدد مناقشتها تتعلق بالتهمة المنسوبة إلى موكلتي الماثلة أمامكم بإرتكابها جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد في حق زوجها رجل الأعمال الكبير ( أحمد المسيري) المريض بداء السكري، و ذلك على إثر حقنه بمادة - Cyanure – كما جاء في تقرير الطبيب الشرعي، عندما تملكته نوبة قوية يومه 01/11/05، و ذلك رغبة في التخلص منه بعدما علمت أن جميع ممتلكاته ستؤول إليها، تبعًا لما جاء على لسان الشهود.
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
إذا تفحصنا جليا حيثيات هذه القضية نجدها متشابكة و صعبة الفهم، ليست كباقي القضايا التي عولجت تحت سقف محكمتكم الموقرة، مما يحيلنا على دراسة هذه القضية من مختلف الجوانب.
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
مما هو بديهي في أية قضية، ضرورة تحليل صعوباتها بكل دقة و موضوعية لتنكشف الحقائق و ينجلي كل لبس و غموض فقضيتنا هاته عقدة تستلزم فك لغزها بالإجابة عن مجموعة الأسئلة يمكن تقديمها لحضرتكم كالتالي، فالسؤال الذي يطرح نفسه:
هل المتهمة كانت تتعمد قتل الضحية؟ فإن كانت كذلك سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين، فلماذا تركت الوسائل المادية للجريمة في المتناول، هل هذا غباء منها أم ماذا؟ فإن كانت تود حقا أن ترث، و أن تعجل بذلك بقتل الضحية فلما كانت تصرفت بهذا الغباء، و هذا يثبت سيدتي الرئيسة أنها لم تكن على علم بوجود مادة - Cyanure – بالقارورة، إذن هذا يوضح وجود متهم آخر كان وراء وضع هذه المادة المادة في القارورة للقيام بهذه الجريمة الشنعاء قصد بلوغ هدف ربما يتمناه معظم أفراد العائلة خاصة أن الفقيد كان مريضًا و كان من الممكن أن في آية لحظة أن تفارقه الحياة تاركا وراءه ثروة يطمع فيها آي قريب له، سوى موكلتي التي لم تكن تعلم بفحوى وصيته، و لم تطمح قط للثراء عن طريق زواجها منه خاصة أن علاقتهما كانت كزوجين سعيدين، لا يهمهما فارق السن بينهما، كما أن عائلة موكلتي تملك ما يكفيها و أكثر لتعيش حياة مترفة.
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
هل المجرم غبي و بليد وسادج إلى هذا الحد؟ فلا يتصور أن مجرما يتصرف بسداجة تجعله بعد ذلك موضع إتهام و شك خصوصًا أذا كان يبغي من وراء جرمه تحقيق غاية يجعله بمنآي عن الشقاء ألا و هو اللإرث و التعجيل بذلك،
فموكلتي حضرات السادة كانت طبيبة كفوءة من أحسن الأطباء و أشطرهم، و يشهد لها بالرزانة و الذكاء و الكفاءة و المهارة أساتذة أشرفوا على تدريبها و على رسالتها، فكيف يكون شخص بهذه الصفاة و يرتكب جريمة بهذا الغباء تاركًا وراءه كل دليل يدل على جرمه، و كيف لطبيبة مشرفة على مريض و هو زوجها أن أن تقترف جريمة بوسائل من إختصاصها و مهنتها (محقنة و دواء عبارة عم مادة سامة) و ذلك أمام أعين العائلة عندما أصابة الضحية نوبة قاتلة على إثر مشاجرة مع أحد أقربائه؟
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
يمكن أن أطرح سؤال آخر يطرح نفسه بنفسه:
هل بوصف موكلتي المشرفة الرئيسية على رعاية الضحية و حقنها بمادة الأنسولين يجعلها المسؤولة الأولى التي تتجه لها أصابع الإتهام؟
من الممكن، لا بل من الأكيد قطعًا ألا تكون هي الفاعلة سيدتي الرئيسة و أن تكون يد خفية لعبت لعبتها القذرة لتتخلص من الضحية لغرض ما، و لإلباس جرمها لموكلتي خصوصًا و أن علاقتها كانت متوثرة مع من هم في المنزل الضحية و مع كل أقربائها، ليست لأنها كانت قبيحة بطبعها، بل لأنهم لا يرغبون في وجود زوجة كبير العائلة المشرف ربما على الوفاة، و أي منطق هذا؟ ربما سيدتي الرئيسة و بقليل من الحكمة و التبصر نستطيع حل هذه القضية في شكل وضع فرضية:
لما لا يكون شخص آخر قد وضع - Cyanure – عوض الأنسولين في القارورة بكل دقة محكمة ليعرض موكلتي للشبهات عند حقنها ظنًا منها أنها قد حقنته بالأنسولين لإنقاده من النوبة، و لا ننسى سيدتي الرئيسة أن موكلتي لم تكن بالمنزل أثناء تملك الضحية موبته القاتلة، بل دخلته في اللحظة نفسها، ففوجئت و رعبت و خافت على زوجها فسارعت إلى حقنه لتخفف عنه و كان ما كان، كما أنها لم يكن لها الوقت الكافي لتعويض الأنسولين ب Cyanure و حتى لو كان لها الوقت قبل أن يصاب الضحية بالنوبة لكانت القارورة في حوزة المتهمة في مكان آمن خصوصًا أنها كادت أن تكسر كل ما كان في الصيدلية المنزلية بحثا عن الأنسولين،
كل هذا سيدتي الرئيسة، يجعلنا نبعد أصابع الإتهام و لو لهنيهات عن موكلتي و محاولة توجيهها لمصدر آخر قد يكون داخل محكمتكم أو خارجها،
و شكرًا سيدتي الرئيسة، حظرات المستشارين و لكم واسع النظر في هذه القضية.
----------------------------------------------------------------------------
للحديث بقية
كتبت القصة سابقًا في منتدى "الح*م" لكني لم أكملها بعد...
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
إن القضية المطروحة اليوم و التي نحن بصدد مناقشتها تتعلق بالتهمة المنسوبة إلى موكلتي الماثلة أمامكم بإرتكابها جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد في حق زوجها رجل الأعمال الكبير ( أحمد المسيري) المريض بداء السكري، و ذلك على إثر حقنه بمادة - Cyanure – كما جاء في تقرير الطبيب الشرعي، عندما تملكته نوبة قوية يومه 01/11/05، و ذلك رغبة في التخلص منه بعدما علمت أن جميع ممتلكاته ستؤول إليها، تبعًا لما جاء على لسان الشهود.
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
إذا تفحصنا جليا حيثيات هذه القضية نجدها متشابكة و صعبة الفهم، ليست كباقي القضايا التي عولجت تحت سقف محكمتكم الموقرة، مما يحيلنا على دراسة هذه القضية من مختلف الجوانب.
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
مما هو بديهي في أية قضية، ضرورة تحليل صعوباتها بكل دقة و موضوعية لتنكشف الحقائق و ينجلي كل لبس و غموض فقضيتنا هاته عقدة تستلزم فك لغزها بالإجابة عن مجموعة الأسئلة يمكن تقديمها لحضرتكم كالتالي، فالسؤال الذي يطرح نفسه:
هل المتهمة كانت تتعمد قتل الضحية؟ فإن كانت كذلك سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين، فلماذا تركت الوسائل المادية للجريمة في المتناول، هل هذا غباء منها أم ماذا؟ فإن كانت تود حقا أن ترث، و أن تعجل بذلك بقتل الضحية فلما كانت تصرفت بهذا الغباء، و هذا يثبت سيدتي الرئيسة أنها لم تكن على علم بوجود مادة - Cyanure – بالقارورة، إذن هذا يوضح وجود متهم آخر كان وراء وضع هذه المادة المادة في القارورة للقيام بهذه الجريمة الشنعاء قصد بلوغ هدف ربما يتمناه معظم أفراد العائلة خاصة أن الفقيد كان مريضًا و كان من الممكن أن في آية لحظة أن تفارقه الحياة تاركا وراءه ثروة يطمع فيها آي قريب له، سوى موكلتي التي لم تكن تعلم بفحوى وصيته، و لم تطمح قط للثراء عن طريق زواجها منه خاصة أن علاقتهما كانت كزوجين سعيدين، لا يهمهما فارق السن بينهما، كما أن عائلة موكلتي تملك ما يكفيها و أكثر لتعيش حياة مترفة.
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
هل المجرم غبي و بليد وسادج إلى هذا الحد؟ فلا يتصور أن مجرما يتصرف بسداجة تجعله بعد ذلك موضع إتهام و شك خصوصًا أذا كان يبغي من وراء جرمه تحقيق غاية يجعله بمنآي عن الشقاء ألا و هو اللإرث و التعجيل بذلك،
فموكلتي حضرات السادة كانت طبيبة كفوءة من أحسن الأطباء و أشطرهم، و يشهد لها بالرزانة و الذكاء و الكفاءة و المهارة أساتذة أشرفوا على تدريبها و على رسالتها، فكيف يكون شخص بهذه الصفاة و يرتكب جريمة بهذا الغباء تاركًا وراءه كل دليل يدل على جرمه، و كيف لطبيبة مشرفة على مريض و هو زوجها أن أن تقترف جريمة بوسائل من إختصاصها و مهنتها (محقنة و دواء عبارة عم مادة سامة) و ذلك أمام أعين العائلة عندما أصابة الضحية نوبة قاتلة على إثر مشاجرة مع أحد أقربائه؟
سيدتي الرئيسة، حضرات المستشارين.
يمكن أن أطرح سؤال آخر يطرح نفسه بنفسه:
هل بوصف موكلتي المشرفة الرئيسية على رعاية الضحية و حقنها بمادة الأنسولين يجعلها المسؤولة الأولى التي تتجه لها أصابع الإتهام؟
من الممكن، لا بل من الأكيد قطعًا ألا تكون هي الفاعلة سيدتي الرئيسة و أن تكون يد خفية لعبت لعبتها القذرة لتتخلص من الضحية لغرض ما، و لإلباس جرمها لموكلتي خصوصًا و أن علاقتها كانت متوثرة مع من هم في المنزل الضحية و مع كل أقربائها، ليست لأنها كانت قبيحة بطبعها، بل لأنهم لا يرغبون في وجود زوجة كبير العائلة المشرف ربما على الوفاة، و أي منطق هذا؟ ربما سيدتي الرئيسة و بقليل من الحكمة و التبصر نستطيع حل هذه القضية في شكل وضع فرضية:
لما لا يكون شخص آخر قد وضع - Cyanure – عوض الأنسولين في القارورة بكل دقة محكمة ليعرض موكلتي للشبهات عند حقنها ظنًا منها أنها قد حقنته بالأنسولين لإنقاده من النوبة، و لا ننسى سيدتي الرئيسة أن موكلتي لم تكن بالمنزل أثناء تملك الضحية موبته القاتلة، بل دخلته في اللحظة نفسها، ففوجئت و رعبت و خافت على زوجها فسارعت إلى حقنه لتخفف عنه و كان ما كان، كما أنها لم يكن لها الوقت الكافي لتعويض الأنسولين ب Cyanure و حتى لو كان لها الوقت قبل أن يصاب الضحية بالنوبة لكانت القارورة في حوزة المتهمة في مكان آمن خصوصًا أنها كادت أن تكسر كل ما كان في الصيدلية المنزلية بحثا عن الأنسولين،
كل هذا سيدتي الرئيسة، يجعلنا نبعد أصابع الإتهام و لو لهنيهات عن موكلتي و محاولة توجيهها لمصدر آخر قد يكون داخل محكمتكم أو خارجها،
و شكرًا سيدتي الرئيسة، حظرات المستشارين و لكم واسع النظر في هذه القضية.
----------------------------------------------------------------------------
للحديث بقية
كتبت القصة سابقًا في منتدى "الح*م" لكني لم أكملها بعد...