تسجيل الدخول

View Full Version : هل نعد العقـاب للعقـاب ؟


وميض
13-04-2002, 01:52 PM
إن الإصرار على إدارة المجتمع الفلسطيني بالمنهج " العلماني اللاديني " لهو إصرار على التخلف والانحطاط والانحدار ، ونحن نشاهد نتيجة هذا المنهج الفاسد المفسد متجسدة على أرض الواقع ، وتتمثل تلك النتائج بإبادة الشعب الفلسطيني والانحدار به وتدمير منجزاته وسلب ممتلكاته وحرمانه من الاستقرار والارتقاء وحرمانه من ضرورات الحياة ، وهذا من طبائع الأشياء ، فأرض فلسطين تختلف عن كل أرض والمسئولية التي يواجهها شعب فلسطين تختلف عن كل مسئولية ، فتلك هي الحقيقة .

فبعد أن جرب الشعب الفلسطيني وذاق مرارة الاحتلال الصهيوني المسلح الذي يتم بواسطة اليهود وأعوانهم من أعداء الدين والإنسانية والاحتلال " العلماني " الذي يسيطر على محاور شبكة العلاقات الاجتماعية وعلى رأسها " التربية والتعليم والإعلام والاقتصاد ومجلس نواب الأمة " والذي يتم بواسطة القوى " العلمانية " التي لا تؤمن بأن الدين منهج حيـاة ، بات من الضروري مراجعة ومحاسبة من عمل على انحدار وفناء الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم القيادة الفلسطينية وقوى التخلف والانحطاط الأخرى .

صحيح إن العدو الصهيوني يحتل الأرض و يمارس الإرهاب بجميع أشكاله وألوانه وصوره ، وصحيح بأن العدو الصهيوني هو من أرتكب جميع أنواع المجازر والجرائم ، ولكن يجب أن نسأل أنفسنا ، من مكن هذا العدو من الأرض ؟ و من مكنه من رقاب الشعب الفلسطيني ؟ ومن مكنه من مقدراته ومنجزاته ؟ ومن دفعه ليداس تحت أقدام الطغاة ؟ ومن وضعه في أفواههم ليصبح لغمة سائغة ؟ ومن جعله يتسول العطف والإحسان من القيادة الأمريكية والقيادات الغربية ؟ بل من جعله يتسول العطف من جلاديه ؟ ومن جعله يضل الطريق ؟ و من غيب عنه الحقيقة ؟ !

إن ما نشاهده أمامنا من فضائع تندى له جبين الإنسانية ما هو إلا نتيجة لسبب ، والسبب هو فساد القيادة الفلسطينية ، فالقيادة التي لا تحافظ على بقـاء وارتقـاء الشعب قيادة ضالة فاسدة لا خير فيها ، وهي لا تؤتمن على مقدراته ومنجزاته ، فهذا هو الواقع الذي يجب أن يصحا عليه الشعب الفلسطيني ويواجهه بكل شجاعة ، كما ان هو الواقع الذي يجب أن تصحا عليه الأمة الإسلامية لكي تعمل على تغييره إلى واقع آخر مختلف .

إن المطالبة بتطبيق المنهج الرباني والشريعة الربانية هو (( الجواب والرد المناسب )) ... نعم هو (( الجواب والرد المناسب )) على كل من أراد الشر بهذا الشعب الممتحن الذي ذاق مرارة البؤس والذل والتشرد والحرمان ، سواء كان هذا الشر جلي ظاهر أو خفي باطن يختبئ خلف شعار الوطنية أو خلف أي شعار وعنوان وزي آخر ، لقد أصبح الدليل والحجة والبرهان الساطع بيد كل من يطالب بالرجوع إلى الحق ، والحق أحق أن يتبع ، ولا يجب أن يسمح لأي عابث بالمغامرة بمصير الشعب مرة أخرى بعد ما أصبحت نتائج عمله الفاسد تتحدث عن نفسها ، و هي تتحدث بفصاحة وطلاقة وتقول وبوضوح تام يسمعه كل من لم يفقد عقله ووعيه ، فهي تعرف بنفسها وتقول ، أنا النتائج ... فقر وجهل وبؤس وشقاء وتهجير وبطالة وثكالى وأيتام وأرامل وقتل دون ذنب وحبس للحرية ، ولسان حال الشعب يقول ، إلى أين تسوقنا يا هذا ؟ فهل هناك المزيد ؟ وما هو المصير ؟ ومتى نعود إلى أرض آبائنا وأجدادنا ؟ لقد طال بقائنا ونحن إما مهجرين أو مرابطين محاصرين ، فمن يحاصرنا ومن يكبل إرادتنا ويشل حركتنا ؟ ومن حبس عنا النصرة الربانية ؟ ومن يدفعنا إلى هذا المصير ؟ فهل هذا قدرنا ومصيرنا المحتوم ؟ ألم يجعل الله لنا مخرجاً ، وهل هناك قدر آخر نفر إليه ؟

نعم إن هناك قدر آخر تتشوق للقائه الروح لكي تحي وتسمو ، وهو القدر الذي تعرفه الفطرة السليمة ... إنه القدر الذي يحي الروح ليسمو بها لكي يسري بها على كل محتل معتد أثيم .

قال تعالى :
( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ) (7) ( الإسراء ) .

إن العقـاب لا يقع على كل من يستحق العقـاب إلا إذا رفع العقـاب (1)، فهل نعد العقـاب للعقـاب ؟ وهل سيستعد العقـاب (2) للعقـاب ؟ .
_______________________________

1 – العقـاب : اسم راية الحرب لسيد المجاهدين وخاتم النبيين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم –
2 – العقـاب : المجاهد الذي يجاهد في سبيل الله .

قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين (69) ) ( العنكبوت )