جنات النعيم
04-08-2002, 11:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام , وكفى بها نعمة , , ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله...
فإن الحياء في الإسلام خلق رفيع , وصفة من أعظم الصفات التي يتصف بها المسلم والمسلمة ,حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله الخُلق المميز للمسلم , حيث قال صلى الله عليه وسلم (( إن لكل دين خُلُقاً , وخُلُق الإسلام الحياء )).
فالحياء هو صمام أمان الأخلاق كلها , كما أنه من أقوى البواعث على التمسك بالفضائل وارتياد معالي الأمور , وبدونه ينسلخ المرء من دينه , فما قيمة الدين بغير الخُلُق !!!
لذا فمن الواجب علينا محاولة ترسيخ هذا الخلق العالي في النفوس , وأن نعمل جاهدين على إحيائه في نفوسنا و نفوس أبنائنا وبناتنا ..
تعريف الحياء :
الحياء في اللغة : هو انْقِباَض وانْزواء , وتغير وانكسار يعتري المرء خوف ما يعاب به ..
وهو مشتق من الحياة , والغيث-المطر- يسمَّى (حياً) لأن به حياة الأرض والنبات والدواب , فمن لا حياء له فهو ميت في الدنيا وشقي في الآخرة , وقال بعض البلغاء : حياة الوجه بحيائه , كما أن حياة الغْرَس بمائه...
الحياء في الشرع : هو صفة وخُلُق يكون في النفس , فيبعث على اجتناب القبيح , ويمنع من التقصير في حق ذي الحق . ويقول صلى الله عليه وسلم (( الإيمان بضعٌ وستون شُعْبَةٌ والحياء شُعبةٌ من الإيمان )) , فالُمسْتَحي ينقطع بالحياء عن المعاصي , وقد جُعِل الحياء بعض الإيمان ؛ لأن الإيمان ينقسم إلى ائتمار بما أمر الله , وانتهاء عمَّا نهى الله عنه , فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعض الإيمان ..
وقد رفع صلى الله عليه وسلم من شأن الحياء وأعلى من قيمته , وأكد أن الخير كل الخير , والفلاح كل الفلاح إنما يكون في التحلي به , حيث قال صلى الله عليه وسلم (( الحياء الخير كُلُّهُ)) , وقال ((الحياء لا يأتي إلا بخير)) .
طبيعة الحياء :
الحياء منه ما هو فطري , ومنه ما هو مكتسب ...
1) الفطري : : وهو الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في النفوس كلها- قبل أن يعرض لها ما يلوث فطرتها- كالحياء من كشف العورة .
2) المكتسب : ويأتي عن طريق الإيمان بالله عز وجل ودينه , وتعلم الآداب والأخلاق المختلفة , وهو الذي يمنع من فعل المعاصي خوفاً من الله عز وجل .
ولا شك أن الحياء الكامل يسبقه استعداد فطري..
فطرة إنسانية :
ربما لا يوجد اجتمعت عليه فِطَر البشر السليمة , مؤمنهم وكافرهم , قديمهم وحديثهم , مثل خلق الحياء , فهو فطرة إنسانية أصيلة , برزت أول ما برزت في أول البشر آدم وحواء-عليهما السلام- حيث قال تعالى { فلما ذاقا من الشجرة بدت لهما سَوْءاتُهُمَا وطَفِقَا يَخْصِفَانِ عليهما من ورقِ الجنةِ }, فهما لما أكلا من الشجرة وبدت عوراتهما استحى كل منهما من الآخر ومن الملائكة ومن الله عز وجل , ورُوي أن آدم عليه السلام انطلق مولياً في الجنة ,فناداه ربه سبحانه وتعالى : يا آدم أمِنِّي تَفِرُّ ؟ قال :لا , ولكني استحييت منك يا رب .
إن نداء الحياء الفطري دفعهما إلى أن يسترا العورة , ومن هنا كانت نعمة الله عز وجل علينا { يل بني آدم قد أنزلنا عليكم لِبَاساً يُوِاري سَوْءاتِكُمْ وريشاً ولِبَاسُ التقوى ذَلِكَ خيرٌ ذَلِكَ منْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }.
ومن هنا كانت خطة إبليس وجنوده هي سلب الفضيلة , يقول الله تعالى { يا بني آدم لا يفْتنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كما أخرجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الجنةِ يَنزِعُ عنهُما لِبَاسهُما لِيُريَهُما سَوْءاتِهِمَا إنه يراكُم هو وقَبِيلُهُ مِنْ حيثُ لا تَرَوْنَهُمْ إنَّا جعلنا الشياطينَ أَولياءَ للذينَ لا يؤمنونَ } , فندرك بذلك العلاقة الوثيقة بين الحياء والطاعة , وبالتالي العلاقة بين ذهاب الحياء والمعصية وكشف السوءات ..
لماذا الحياء ؟؟؟
قد يتصور البعض أن الحياء صفة سلبية , وأنه يعبر عن عجز عن المواجهة , وأن الحياء مجرد خلق أنثوي , ولكن هذا كله مرفوض ؛لأنه في حقيقته شجاعة تملأ القلب فتمسك بتلابيب النفس حتى لا تتورط في هواها الذي يجرها إلى المعصية , ومن هنا كان الحياء صفة المؤمن . لذا نستطيع أن نقول : إن الحياء صمام أمن الأخلاق كلها ، ويؤكد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة :إذا لم تستحي فافعل ما شئت ))
فأي شئ يحفظ الأخلاق والفضائل إذا ضــاع الحياء ؟؟؟؟
فذو الحياء لابد أن يكون صادقاً لأن الكذب نقيصة يستحي منها..
وذو الحياء لابد أن يكون أميناً لأنه يكره الخيانة ويستحيي أن يصبح في عداد البشر خانا لا يرعى للناس حرماتهم...
وذو الحياء لابد أن يكون بالضرورة صاحب مروءة لأن المروءة نمط رفيع من الأخلاق لا يثمر إلا في وجود الحياء الذي يدفع صاحبه إلى أن يكون تعامله مع الله عز وجل، فيعطي ويبذل لا يرجو أجرا إلا من الله ، فيعزز صلته بالمجتمع ويرى نفسه جزءا من كيانه ، فيسعى في قضاء حوائجهم ليحظى برضاء ربه... وهكذا سائر الأخلاق...
إذا فُقِد الحياء :
عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( (( إن الله عز وجل إذا أراد أن يُهلِك عبداً نزع منه الحياء ، فإذا نزع منه الحياء لم تلْقهُ إلا مَقِيتاً مُمقتاً (المقت :أشد البغض) ، فإذا لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً نُزِعت منه الأمانةُ ، فإذا نُزِعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائناً مُخوناً ، فإذا لم تلقهُ إلا خائناً مُخوناً نُزِعت منهُ الرحمة ، فإذا نُزِعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماً مُلعَّناً ، فإذا لم تلقه غلا رجيما مُلعَّناً نُزعت من ربقة الإسلام (الربقة : طوق يوضع في عنق الدابة والمراد :العهد) * ))
إن ما يبينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم إن أول علامات بغض الله عز وجل للعبد هي أن ينزع منه الحياء ، فلا يراه الناس إلا سيئ الخلق والطبع ، ظاهرا عليه أثر البغض من الله ، فيصير مبغوضا بين الناس، فإذا صار إلى ذلك نزعت منه الأمانة وأودعت فيه الخيانة, وصار معروفا بها بين الناس منسوبا إليها ، ثم بعد ذلك تنزع منه الرحمة التي هي رقة القلب والعطف على الخلق ، فيصير ملعونا مطرودا عن منازل الأخيار ودرجات الأبرار ، ثم ما يلبث أن يُنزع منه ما يشد به نفسه من حدود الإسلام وأحكامه ، فينفصل عن الدين كلية ، ويطرد من رحمة الله عز وجل..
إنها مدارك الهلاك التي لم يُوقِع العبد فيها إلا لفقده الحجاب الأعظم، و هو حجاب الحياء ، الذي هو أشرف الخصال وأكمل الأحوال...
الحياء في أربع كلمات :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((استحيــوا من الله حق الحياء )) قلنا : يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله ، قال : (( ليس ذاك ، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء : أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، ولتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء )) .
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام , وكفى بها نعمة , , ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله...
فإن الحياء في الإسلام خلق رفيع , وصفة من أعظم الصفات التي يتصف بها المسلم والمسلمة ,حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله الخُلق المميز للمسلم , حيث قال صلى الله عليه وسلم (( إن لكل دين خُلُقاً , وخُلُق الإسلام الحياء )).
فالحياء هو صمام أمان الأخلاق كلها , كما أنه من أقوى البواعث على التمسك بالفضائل وارتياد معالي الأمور , وبدونه ينسلخ المرء من دينه , فما قيمة الدين بغير الخُلُق !!!
لذا فمن الواجب علينا محاولة ترسيخ هذا الخلق العالي في النفوس , وأن نعمل جاهدين على إحيائه في نفوسنا و نفوس أبنائنا وبناتنا ..
تعريف الحياء :
الحياء في اللغة : هو انْقِباَض وانْزواء , وتغير وانكسار يعتري المرء خوف ما يعاب به ..
وهو مشتق من الحياة , والغيث-المطر- يسمَّى (حياً) لأن به حياة الأرض والنبات والدواب , فمن لا حياء له فهو ميت في الدنيا وشقي في الآخرة , وقال بعض البلغاء : حياة الوجه بحيائه , كما أن حياة الغْرَس بمائه...
الحياء في الشرع : هو صفة وخُلُق يكون في النفس , فيبعث على اجتناب القبيح , ويمنع من التقصير في حق ذي الحق . ويقول صلى الله عليه وسلم (( الإيمان بضعٌ وستون شُعْبَةٌ والحياء شُعبةٌ من الإيمان )) , فالُمسْتَحي ينقطع بالحياء عن المعاصي , وقد جُعِل الحياء بعض الإيمان ؛ لأن الإيمان ينقسم إلى ائتمار بما أمر الله , وانتهاء عمَّا نهى الله عنه , فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعض الإيمان ..
وقد رفع صلى الله عليه وسلم من شأن الحياء وأعلى من قيمته , وأكد أن الخير كل الخير , والفلاح كل الفلاح إنما يكون في التحلي به , حيث قال صلى الله عليه وسلم (( الحياء الخير كُلُّهُ)) , وقال ((الحياء لا يأتي إلا بخير)) .
طبيعة الحياء :
الحياء منه ما هو فطري , ومنه ما هو مكتسب ...
1) الفطري : : وهو الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في النفوس كلها- قبل أن يعرض لها ما يلوث فطرتها- كالحياء من كشف العورة .
2) المكتسب : ويأتي عن طريق الإيمان بالله عز وجل ودينه , وتعلم الآداب والأخلاق المختلفة , وهو الذي يمنع من فعل المعاصي خوفاً من الله عز وجل .
ولا شك أن الحياء الكامل يسبقه استعداد فطري..
فطرة إنسانية :
ربما لا يوجد اجتمعت عليه فِطَر البشر السليمة , مؤمنهم وكافرهم , قديمهم وحديثهم , مثل خلق الحياء , فهو فطرة إنسانية أصيلة , برزت أول ما برزت في أول البشر آدم وحواء-عليهما السلام- حيث قال تعالى { فلما ذاقا من الشجرة بدت لهما سَوْءاتُهُمَا وطَفِقَا يَخْصِفَانِ عليهما من ورقِ الجنةِ }, فهما لما أكلا من الشجرة وبدت عوراتهما استحى كل منهما من الآخر ومن الملائكة ومن الله عز وجل , ورُوي أن آدم عليه السلام انطلق مولياً في الجنة ,فناداه ربه سبحانه وتعالى : يا آدم أمِنِّي تَفِرُّ ؟ قال :لا , ولكني استحييت منك يا رب .
إن نداء الحياء الفطري دفعهما إلى أن يسترا العورة , ومن هنا كانت نعمة الله عز وجل علينا { يل بني آدم قد أنزلنا عليكم لِبَاساً يُوِاري سَوْءاتِكُمْ وريشاً ولِبَاسُ التقوى ذَلِكَ خيرٌ ذَلِكَ منْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }.
ومن هنا كانت خطة إبليس وجنوده هي سلب الفضيلة , يقول الله تعالى { يا بني آدم لا يفْتنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كما أخرجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الجنةِ يَنزِعُ عنهُما لِبَاسهُما لِيُريَهُما سَوْءاتِهِمَا إنه يراكُم هو وقَبِيلُهُ مِنْ حيثُ لا تَرَوْنَهُمْ إنَّا جعلنا الشياطينَ أَولياءَ للذينَ لا يؤمنونَ } , فندرك بذلك العلاقة الوثيقة بين الحياء والطاعة , وبالتالي العلاقة بين ذهاب الحياء والمعصية وكشف السوءات ..
لماذا الحياء ؟؟؟
قد يتصور البعض أن الحياء صفة سلبية , وأنه يعبر عن عجز عن المواجهة , وأن الحياء مجرد خلق أنثوي , ولكن هذا كله مرفوض ؛لأنه في حقيقته شجاعة تملأ القلب فتمسك بتلابيب النفس حتى لا تتورط في هواها الذي يجرها إلى المعصية , ومن هنا كان الحياء صفة المؤمن . لذا نستطيع أن نقول : إن الحياء صمام أمن الأخلاق كلها ، ويؤكد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة :إذا لم تستحي فافعل ما شئت ))
فأي شئ يحفظ الأخلاق والفضائل إذا ضــاع الحياء ؟؟؟؟
فذو الحياء لابد أن يكون صادقاً لأن الكذب نقيصة يستحي منها..
وذو الحياء لابد أن يكون أميناً لأنه يكره الخيانة ويستحيي أن يصبح في عداد البشر خانا لا يرعى للناس حرماتهم...
وذو الحياء لابد أن يكون بالضرورة صاحب مروءة لأن المروءة نمط رفيع من الأخلاق لا يثمر إلا في وجود الحياء الذي يدفع صاحبه إلى أن يكون تعامله مع الله عز وجل، فيعطي ويبذل لا يرجو أجرا إلا من الله ، فيعزز صلته بالمجتمع ويرى نفسه جزءا من كيانه ، فيسعى في قضاء حوائجهم ليحظى برضاء ربه... وهكذا سائر الأخلاق...
إذا فُقِد الحياء :
عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( (( إن الله عز وجل إذا أراد أن يُهلِك عبداً نزع منه الحياء ، فإذا نزع منه الحياء لم تلْقهُ إلا مَقِيتاً مُمقتاً (المقت :أشد البغض) ، فإذا لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً نُزِعت منه الأمانةُ ، فإذا نُزِعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائناً مُخوناً ، فإذا لم تلقهُ إلا خائناً مُخوناً نُزِعت منهُ الرحمة ، فإذا نُزِعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماً مُلعَّناً ، فإذا لم تلقه غلا رجيما مُلعَّناً نُزعت من ربقة الإسلام (الربقة : طوق يوضع في عنق الدابة والمراد :العهد) * ))
إن ما يبينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم إن أول علامات بغض الله عز وجل للعبد هي أن ينزع منه الحياء ، فلا يراه الناس إلا سيئ الخلق والطبع ، ظاهرا عليه أثر البغض من الله ، فيصير مبغوضا بين الناس، فإذا صار إلى ذلك نزعت منه الأمانة وأودعت فيه الخيانة, وصار معروفا بها بين الناس منسوبا إليها ، ثم بعد ذلك تنزع منه الرحمة التي هي رقة القلب والعطف على الخلق ، فيصير ملعونا مطرودا عن منازل الأخيار ودرجات الأبرار ، ثم ما يلبث أن يُنزع منه ما يشد به نفسه من حدود الإسلام وأحكامه ، فينفصل عن الدين كلية ، ويطرد من رحمة الله عز وجل..
إنها مدارك الهلاك التي لم يُوقِع العبد فيها إلا لفقده الحجاب الأعظم، و هو حجاب الحياء ، الذي هو أشرف الخصال وأكمل الأحوال...
الحياء في أربع كلمات :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((استحيــوا من الله حق الحياء )) قلنا : يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله ، قال : (( ليس ذاك ، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء : أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، ولتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء )) .