فايزالعربي
21-09-2002, 09:53 PM
كعراقي في المنفي، أشعر بواجب تقديم
الشكر والإمتنان للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لتناوله الجانب الإنساني في محنة الشعب العراقي
وتخصيص خطابه بالكامل في الأمم المتحدة يوم 12/9/2002 لنصرة الشعب العراقي وخلاصه من الجلاد الأرعن صدام حسين ونظامه الفاشي الذي بزَّ في جوره جميع
الأنظمة الفاشية في التاريخ، في الوقت الذي يقف فيه بعض الحكام العرب والمسلمين ووسائل إعلامهم،
دفاعاً عن نظام صدام حسين وإطالة عذاب شعبنا
وتحت مختلف المعاذير الزائفة. إن من ينكر هذه
الحقيقة، أعتبره لا يعيش في القرن الحادي والعشرين
بل إما من أصحاب الكهف أو من المنتفعين بمأساة الشعب العراقي أو بدافع البطر، أوفي أحسن الأحوال، من البسطاء السذج الذين ينظرون للسياسة نظرة طوباوية فيقضون جل أوقاتهم يناقشون جنس الملائكة إناثاً أم ذكورا..؟. كذلك أود التأكيد على إن ما قاله الرئيس بوش يعتبر انتصاراً للشعب العراقي والمعارضة الوطنية التي استطاعت إيصال محنة
العراقيين إلى الدولة العظمى، كما أدعو كافة قوى المعارضة العراقية أن تشكر الإدارة الأمريكية لإيصالها صوت الشعب العراقي للعالم في الوقت الذي لم يقم بهذا العمل 22 دولة عربية شقيقة فضلت السكوت على المأساة.
أعرف مسبقاً أن هذا الكلام سيثير عليّ حفيظة ونقد بعض الأصدقاء والمعارف لقول الحقيقة بهذه الصراحة، وكذلك من اليساريين الطفوليين الذين يريدون إنقاذ
الغريق بالصياح من بعيد فقط. وبدون أي إعتذار أقول أني مقتنع بما أقول ولا مانع لدي أن أقوم بدور ذلك الطفل الذي صرخ بالحقيقة عندما رأى الإمبراطور عارياً في الوقت الذي كان البسطاء والمنافقون يبالغون بجمال "ثوبه الجديد".
ولعل بعض المتهكمين والمتياسرين سيردون عليَّ بإستهزاء قائلين كعادتهم، إن بوش لم يفعل كل هذا من أجل سواد عيون العراقيين، وإنما لمصلحة أمريكا. فأقول: نعم وهو كذلك! وإذا كنتم تنتظرون
الدعم من أجل سواد عيوننا، فقد أضعتم العمر في طلب المحال وسوف لن تجدوا التغزل ب(عيون المها بين الرصافة والجسر) إلا في دواوين الشعراء الغزليين. وسوف يبقى صدام وسلالته يحكمون العراق إلى أجل غير منظور.
ونحن نتحدث عن السياسة وفن الممكن والمصالح المشتركة ومصائر الشعوب والأمر الواقع. والسياسي الذكي هو الذي يجيِّر مصلحة الدولة العظمى لخدمة مصلحة شعبه ولا عيب ولا ضير ولا شر ولا إثم ولا عار ولا خزي في ذلك ومهما قلتم.
بل كل هذه الآثام ستكون لأولئك الذين يستسيغون الخنوع والعيش الذليل بوجود صدام ويرفضون الدعم لخلاصهم من جلادهم بسبب المكابرة والعنجهية الفارغة وربما البعض منهم مازوخيون استلذوا العذاب.
هذا الكلام موجه إلى فرسان الفصاحة وأصحاب الخطابات البلاغية الذين سخروا أقلامهم وإمكانياتهم الكتابية والخطابية لخدمة الجلاد عن قصد أو دونه، لا فرق، واستساغوا العيش لأنفسهم في دول اللجوء "الإمبريالية" التي ما انفكوا يشتمونها ليل نهار وهم يتنعمون بنعيمها لأنفسهم ولكنهم يعتبرون دعمها للشعب العراقي عاراً وذلاً وانبطاحاً على البطون!!.
أيها السادة لقد شبعنا من هذا المنطق المفلوج والسفاسف الفارغة وكل يوم يمر يؤكد صحة مواقفنا وبطلان وهزيمة مواقفكم. إنكم ترددون باستمرار ما يقوله لكم النظام في الداخل وعملاءه في الخارج الذين لبسوا ثياب المعارضة وتسللوا إلى صفوفها
وارتضوا لأنفسهم دور حصان طروادة من أجل تدمير المعارضة من داخلها ولكن هيهات. إن عملاء النظام في الخارج أغلبهم ليسوا عراقيين وجلهم من الدول العربية من المنتفعين بمأساة شعبنا، لنقف لهم بالمرصاد ونرد عليهم أولاً بأول ونكيل لهم الصاع صاعين، لنحمي البسطاء من تضليلهم، فالحق معنا والتاريخ إلى جانبنا.
نعم، وبخلاف الحكام العرب المتباكين على الشعب العراقي والذارفين دموع التماسيح خوفاً على وحدة العراق بعد صدام كذباً وزوراً، وقف جورج بوش، رئيس أقوى دولة، أمام رؤساء دول العالم أجمع ووسائل الإعلام العالمية دون إستثناء، ليطرح أمامهم بصوت عال وواضح وبليغ، محنة الشعب العراقي،.
"الزوجة تغتصب أمام زوجها والأطفال يعذبون أمام الآباء والشعب العراقي بأكمله يعاني من العذاب في أسر بصمت". ومما قاله بوش بالحرف الواحد وأمام العالم: " أن صدام انتهك 16 قراراً من قرارات مجلس الأمن الدولي، هل هذه القرارات صدرت لتنفذ أو لتنتهك وبدون عواقب؟ وهل تأسست الأمم المتحدة
لتحقيق الأغراض التي وجدت من أجلها أو لا قيمة لوجودها؟ .... ليس لأمريكا أي صراع مع الشعب العراقي الذي عانى طويلاً في أسر صامت. الحرية للشعب العراقي هي هدفنا الإخلاقي والإستراتيجي الكبيران. والولايات المتحدة تدعم الحرية السياسية والإقتصادية في عراق موحد.". هذا جزء يسير مما قاله بوش والذي يعتبر وثيقة تاريخية من وثائق الأمم المتحدة، لزاماً عليه إخلاقياً تنفيذها وليست من الوثائق التي يصدرها صدام حسين اليوم ليمزقها غداً.
إن ما قاله جورج بوش خلال عشرين دقيقة في الأمم المتحدة، يعتبر خدمة للقضية العراقية حيث طرح معاناة الشعب العراقي الأسير، له مفعوله المدوي وتأثيره البالغ في الرأي العام العالمي أكثر من جميع ما قلناه ونشرناه وما قالته المعارضة
العراقية خلال 35 عاماً. هذه الحقيقة لا يستطيع أحد نكرانها إلا من كان في قلبه مرض أو في عقله شلل. الشعب العراقي يعش محنة كبيرة تهدده بالفناء ولا وقت للبطر وهلوسات اليسار الطفولي. ولو كان
الدعم الأمريكي عاراً على العراقيين، لوجب على الشعب الألماني أن يتوارى عن الأنظار. بينما الواقع أثبت أن هذا الشعب يتمتع بالحرية والديمقراطية وأقوى إقتصاد في العالم. وعليه فما حصل لألمانيا بعد هتلر لا بد وأن يحصل للعراق بعد صدام. أيها العراقيون
سوف لن تخسروا بالضربة الأمريكية لصدام حسين ونظامه الجائر سوى أغلالكم. فالمستقبل مشرق ومشرق جداً. وإن غداً لناظره لقريب.
كتبه: د. عبدالخالق حسين . كاتب وطبيب جراح عراقي يقيم في المنفى
الشكر والإمتنان للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لتناوله الجانب الإنساني في محنة الشعب العراقي
وتخصيص خطابه بالكامل في الأمم المتحدة يوم 12/9/2002 لنصرة الشعب العراقي وخلاصه من الجلاد الأرعن صدام حسين ونظامه الفاشي الذي بزَّ في جوره جميع
الأنظمة الفاشية في التاريخ، في الوقت الذي يقف فيه بعض الحكام العرب والمسلمين ووسائل إعلامهم،
دفاعاً عن نظام صدام حسين وإطالة عذاب شعبنا
وتحت مختلف المعاذير الزائفة. إن من ينكر هذه
الحقيقة، أعتبره لا يعيش في القرن الحادي والعشرين
بل إما من أصحاب الكهف أو من المنتفعين بمأساة الشعب العراقي أو بدافع البطر، أوفي أحسن الأحوال، من البسطاء السذج الذين ينظرون للسياسة نظرة طوباوية فيقضون جل أوقاتهم يناقشون جنس الملائكة إناثاً أم ذكورا..؟. كذلك أود التأكيد على إن ما قاله الرئيس بوش يعتبر انتصاراً للشعب العراقي والمعارضة الوطنية التي استطاعت إيصال محنة
العراقيين إلى الدولة العظمى، كما أدعو كافة قوى المعارضة العراقية أن تشكر الإدارة الأمريكية لإيصالها صوت الشعب العراقي للعالم في الوقت الذي لم يقم بهذا العمل 22 دولة عربية شقيقة فضلت السكوت على المأساة.
أعرف مسبقاً أن هذا الكلام سيثير عليّ حفيظة ونقد بعض الأصدقاء والمعارف لقول الحقيقة بهذه الصراحة، وكذلك من اليساريين الطفوليين الذين يريدون إنقاذ
الغريق بالصياح من بعيد فقط. وبدون أي إعتذار أقول أني مقتنع بما أقول ولا مانع لدي أن أقوم بدور ذلك الطفل الذي صرخ بالحقيقة عندما رأى الإمبراطور عارياً في الوقت الذي كان البسطاء والمنافقون يبالغون بجمال "ثوبه الجديد".
ولعل بعض المتهكمين والمتياسرين سيردون عليَّ بإستهزاء قائلين كعادتهم، إن بوش لم يفعل كل هذا من أجل سواد عيون العراقيين، وإنما لمصلحة أمريكا. فأقول: نعم وهو كذلك! وإذا كنتم تنتظرون
الدعم من أجل سواد عيوننا، فقد أضعتم العمر في طلب المحال وسوف لن تجدوا التغزل ب(عيون المها بين الرصافة والجسر) إلا في دواوين الشعراء الغزليين. وسوف يبقى صدام وسلالته يحكمون العراق إلى أجل غير منظور.
ونحن نتحدث عن السياسة وفن الممكن والمصالح المشتركة ومصائر الشعوب والأمر الواقع. والسياسي الذكي هو الذي يجيِّر مصلحة الدولة العظمى لخدمة مصلحة شعبه ولا عيب ولا ضير ولا شر ولا إثم ولا عار ولا خزي في ذلك ومهما قلتم.
بل كل هذه الآثام ستكون لأولئك الذين يستسيغون الخنوع والعيش الذليل بوجود صدام ويرفضون الدعم لخلاصهم من جلادهم بسبب المكابرة والعنجهية الفارغة وربما البعض منهم مازوخيون استلذوا العذاب.
هذا الكلام موجه إلى فرسان الفصاحة وأصحاب الخطابات البلاغية الذين سخروا أقلامهم وإمكانياتهم الكتابية والخطابية لخدمة الجلاد عن قصد أو دونه، لا فرق، واستساغوا العيش لأنفسهم في دول اللجوء "الإمبريالية" التي ما انفكوا يشتمونها ليل نهار وهم يتنعمون بنعيمها لأنفسهم ولكنهم يعتبرون دعمها للشعب العراقي عاراً وذلاً وانبطاحاً على البطون!!.
أيها السادة لقد شبعنا من هذا المنطق المفلوج والسفاسف الفارغة وكل يوم يمر يؤكد صحة مواقفنا وبطلان وهزيمة مواقفكم. إنكم ترددون باستمرار ما يقوله لكم النظام في الداخل وعملاءه في الخارج الذين لبسوا ثياب المعارضة وتسللوا إلى صفوفها
وارتضوا لأنفسهم دور حصان طروادة من أجل تدمير المعارضة من داخلها ولكن هيهات. إن عملاء النظام في الخارج أغلبهم ليسوا عراقيين وجلهم من الدول العربية من المنتفعين بمأساة شعبنا، لنقف لهم بالمرصاد ونرد عليهم أولاً بأول ونكيل لهم الصاع صاعين، لنحمي البسطاء من تضليلهم، فالحق معنا والتاريخ إلى جانبنا.
نعم، وبخلاف الحكام العرب المتباكين على الشعب العراقي والذارفين دموع التماسيح خوفاً على وحدة العراق بعد صدام كذباً وزوراً، وقف جورج بوش، رئيس أقوى دولة، أمام رؤساء دول العالم أجمع ووسائل الإعلام العالمية دون إستثناء، ليطرح أمامهم بصوت عال وواضح وبليغ، محنة الشعب العراقي،.
"الزوجة تغتصب أمام زوجها والأطفال يعذبون أمام الآباء والشعب العراقي بأكمله يعاني من العذاب في أسر بصمت". ومما قاله بوش بالحرف الواحد وأمام العالم: " أن صدام انتهك 16 قراراً من قرارات مجلس الأمن الدولي، هل هذه القرارات صدرت لتنفذ أو لتنتهك وبدون عواقب؟ وهل تأسست الأمم المتحدة
لتحقيق الأغراض التي وجدت من أجلها أو لا قيمة لوجودها؟ .... ليس لأمريكا أي صراع مع الشعب العراقي الذي عانى طويلاً في أسر صامت. الحرية للشعب العراقي هي هدفنا الإخلاقي والإستراتيجي الكبيران. والولايات المتحدة تدعم الحرية السياسية والإقتصادية في عراق موحد.". هذا جزء يسير مما قاله بوش والذي يعتبر وثيقة تاريخية من وثائق الأمم المتحدة، لزاماً عليه إخلاقياً تنفيذها وليست من الوثائق التي يصدرها صدام حسين اليوم ليمزقها غداً.
إن ما قاله جورج بوش خلال عشرين دقيقة في الأمم المتحدة، يعتبر خدمة للقضية العراقية حيث طرح معاناة الشعب العراقي الأسير، له مفعوله المدوي وتأثيره البالغ في الرأي العام العالمي أكثر من جميع ما قلناه ونشرناه وما قالته المعارضة
العراقية خلال 35 عاماً. هذه الحقيقة لا يستطيع أحد نكرانها إلا من كان في قلبه مرض أو في عقله شلل. الشعب العراقي يعش محنة كبيرة تهدده بالفناء ولا وقت للبطر وهلوسات اليسار الطفولي. ولو كان
الدعم الأمريكي عاراً على العراقيين، لوجب على الشعب الألماني أن يتوارى عن الأنظار. بينما الواقع أثبت أن هذا الشعب يتمتع بالحرية والديمقراطية وأقوى إقتصاد في العالم. وعليه فما حصل لألمانيا بعد هتلر لا بد وأن يحصل للعراق بعد صدام. أيها العراقيون
سوف لن تخسروا بالضربة الأمريكية لصدام حسين ونظامه الجائر سوى أغلالكم. فالمستقبل مشرق ومشرق جداً. وإن غداً لناظره لقريب.
كتبه: د. عبدالخالق حسين . كاتب وطبيب جراح عراقي يقيم في المنفى