sad_bird
30-12-2002, 12:29 AM
هذا المقال مترجم عن صحيفة يدعوت احرنوت الاسرائيلية للكاتب يغال سارنا وقد نقلت المقال هنا للاهمية للتعرف على وجهة نظر هذا الكاتب في الحرب القادمة وهو كاتب سياسي معروف في دولة العدو
بسم الله، النبي أو الرئيس
يمكن التوقف الآن ومنح الاحترام للجانب الذي يستحقه
كما في إنتاج هوليوودي ضخم لبروس ويلز، هكذا تقف الآن الحضارتين الضخمتين، أحداهما في مواجهة الأخرى، استعداداً للمعركة الكبرى. الشرق مقابل الغرب، يأجوج مقابل مأجوج. الجيوش تستعد مع شبكات التلفزة والقنوات الرقمية. شبكات الصواريخ وسفن التجسس. مغائر وتحصينات. وفي الخفاء، تستعد خلايا صيادي الصواريخ، من هنا، وواضعي القنابل، من هناك. الخبراء يتحدثون حول الجدري السوداء، وألعاب أخرى تناسب نهاية العالم. واقع مجنون، قاتل، ما زال يبدو الآن، كما لو كان مسودة للعبة حاسوب جديدة.
لقد باتت المعركة تترك بصماتها على طابع الحياة اليومية. فالمطارات الجوية محاصرة. الفوضى تعم المدن الكبيرة. حياة الغرب تتعقد، تمتلئ بالمخاوف الجديدة. القائدان باتا يقفان على رأس المعسكرين: أحدهما باد للعيان، يجري بثه على الهواء مباشرة من باحات البيت الأبيض. أما الآخر، الشخص الذي لا يعرف إن كان حياً أو ميتاً، فيتم بثه بشكل غير مباشر، من موقع سري أو من مغارة خفية.
أهي حقا معركة المعسكرات الإسلامية مقابل معسكرات المسيحية واليهودية؟ أهي بين أبناء محمد وآباء وأحفاد المسيح؟ أم أنها مجرد معركة لأنصار يريدون الحرب في الحضارتين؟ معركة المتطرفين لدينا والمتطرفين لديهم؟ معركة المؤمنين بيوم الدين لدينا مقابل الانتحاريين لديهم، الذين يجرون معاً، حضارتين كبيرتين إلى معركة زائدة؟ هل يعتبر بوش وتشيني قائدينا، فيما يعتبر بن لادن وصدام قائدين لكل المسلمين؟ أم أننا نجر رغما عنا، بسبب الخوف واليأس نحو عهد جديد من الحرب الباردة – الساخنة دون أن نستخلص العبر من الحرب السابقة؟
هل يجب تحريك الجيوش الضخمة في سبيل إسقاط دكتاتور حقير ومعزول، يفتقد إلى أي دعم حقيقي، مثل صدام، الذي يرتاح في قلب مملكة تميل إلى الانهيار، مفلسة إلى حد الجوع وتتآكلها العفونة؟ وهل يتطلب القضاء على تنظيم مثل القاعدة اعلان حرب عالمية وسكب تريليونات الدولارات؟ هل أصبح من السهل تجنيدنا جميعا، مع الجيلين المقبلين، للحرب الزائدة ضد الاسلام، لأن المجندين يعرفون، ببساطة، نفوسنا وقادرين على إثارة الفزع المقيم في داخلنا دائما، إلى جانب الحاجة الانسانية العميقة إلى الهدوء والسعادة؟ هل يتم الآن استخدامنا بشكل فظ، لتكوين صورة لعالم متدين، الشيطان مقابل الله؟ إن الإنسان وحده هو الذي يخلق عدوه كما خلقه ربه. النفس البشرية تحوي عالما بأكمله، فيه الشياطين والخوف والأمل، السلام أو الحرب.
إن الحرب التي يعلنها بوش وبلير، شارون ونتنياهو، لا تشكل الرد الوحيد على إرهاب المتطرفين، بل أنها تثبت مقدرة المتطرفين على تحريكنا كما يفعل مدرب افعى الكوبرا الماهر. يمكن لإعلان الحرب ضد الاسلام فتح حرب تشبه تلك التي عرفها العالم في النصف الثاني من القرن الماضي، عندما استيقظت معاً مخاوف الشيوعية ورهبة القنبلة الجديدة. عندها ارتعد العالم لرؤيا فطرية هيروشيما، تماما كما يعتمد العهد الجديد الآن على توثيق الطائرات التي اندفعت وسط نيران أبراج التوأم.
إن أميركا هي مصدر الصور الرهيبة في الحربين. إنها إمبراطورية القوة، الاغتناء وأشكال العولمة، ملكة المخاوف الهوليوودية والفزع العصري. يجب النظر إلى الوراء، إلى بداية الحرب الباردة الأولى، عندما خلق الأميركيون والروس عالما متقاطباً، اعتبر كل جانب فيه الطرف الآخر شيطاناً وعدواً متوحشاً يجب التوحش مثله. لقد حركانا معاً نحو حافة الهاوية. طوال 40 عامًا، كنا أسرى تلك الحرب، نعيش عذاباتها، حتى تبخرت كما لو كانت رؤية كاذبة.
يمكن التوقف الآن، بدء الحوار، منح الاحترام للجانب الذي يحتاجه، وإفساح المجال للمصالحة بين الحضارتين. فالغالبية المطلقة فيهما تريد عالما هادئاً وآمناً، لا تطارد فيه دينك اليهودي أو الإسلامي أو المسيحي، عالم لا تحرق أو تقصف فيه المدن باسم الله، النبي أو الرئيس. عالم لا تعتمد سكينته على الأقنعة الواقية والأشرطة اللاصقة.
بسم الله , النبي ,او الرئيس
بسم الله، النبي أو الرئيس
يمكن التوقف الآن ومنح الاحترام للجانب الذي يستحقه
كما في إنتاج هوليوودي ضخم لبروس ويلز، هكذا تقف الآن الحضارتين الضخمتين، أحداهما في مواجهة الأخرى، استعداداً للمعركة الكبرى. الشرق مقابل الغرب، يأجوج مقابل مأجوج. الجيوش تستعد مع شبكات التلفزة والقنوات الرقمية. شبكات الصواريخ وسفن التجسس. مغائر وتحصينات. وفي الخفاء، تستعد خلايا صيادي الصواريخ، من هنا، وواضعي القنابل، من هناك. الخبراء يتحدثون حول الجدري السوداء، وألعاب أخرى تناسب نهاية العالم. واقع مجنون، قاتل، ما زال يبدو الآن، كما لو كان مسودة للعبة حاسوب جديدة.
لقد باتت المعركة تترك بصماتها على طابع الحياة اليومية. فالمطارات الجوية محاصرة. الفوضى تعم المدن الكبيرة. حياة الغرب تتعقد، تمتلئ بالمخاوف الجديدة. القائدان باتا يقفان على رأس المعسكرين: أحدهما باد للعيان، يجري بثه على الهواء مباشرة من باحات البيت الأبيض. أما الآخر، الشخص الذي لا يعرف إن كان حياً أو ميتاً، فيتم بثه بشكل غير مباشر، من موقع سري أو من مغارة خفية.
أهي حقا معركة المعسكرات الإسلامية مقابل معسكرات المسيحية واليهودية؟ أهي بين أبناء محمد وآباء وأحفاد المسيح؟ أم أنها مجرد معركة لأنصار يريدون الحرب في الحضارتين؟ معركة المتطرفين لدينا والمتطرفين لديهم؟ معركة المؤمنين بيوم الدين لدينا مقابل الانتحاريين لديهم، الذين يجرون معاً، حضارتين كبيرتين إلى معركة زائدة؟ هل يعتبر بوش وتشيني قائدينا، فيما يعتبر بن لادن وصدام قائدين لكل المسلمين؟ أم أننا نجر رغما عنا، بسبب الخوف واليأس نحو عهد جديد من الحرب الباردة – الساخنة دون أن نستخلص العبر من الحرب السابقة؟
هل يجب تحريك الجيوش الضخمة في سبيل إسقاط دكتاتور حقير ومعزول، يفتقد إلى أي دعم حقيقي، مثل صدام، الذي يرتاح في قلب مملكة تميل إلى الانهيار، مفلسة إلى حد الجوع وتتآكلها العفونة؟ وهل يتطلب القضاء على تنظيم مثل القاعدة اعلان حرب عالمية وسكب تريليونات الدولارات؟ هل أصبح من السهل تجنيدنا جميعا، مع الجيلين المقبلين، للحرب الزائدة ضد الاسلام، لأن المجندين يعرفون، ببساطة، نفوسنا وقادرين على إثارة الفزع المقيم في داخلنا دائما، إلى جانب الحاجة الانسانية العميقة إلى الهدوء والسعادة؟ هل يتم الآن استخدامنا بشكل فظ، لتكوين صورة لعالم متدين، الشيطان مقابل الله؟ إن الإنسان وحده هو الذي يخلق عدوه كما خلقه ربه. النفس البشرية تحوي عالما بأكمله، فيه الشياطين والخوف والأمل، السلام أو الحرب.
إن الحرب التي يعلنها بوش وبلير، شارون ونتنياهو، لا تشكل الرد الوحيد على إرهاب المتطرفين، بل أنها تثبت مقدرة المتطرفين على تحريكنا كما يفعل مدرب افعى الكوبرا الماهر. يمكن لإعلان الحرب ضد الاسلام فتح حرب تشبه تلك التي عرفها العالم في النصف الثاني من القرن الماضي، عندما استيقظت معاً مخاوف الشيوعية ورهبة القنبلة الجديدة. عندها ارتعد العالم لرؤيا فطرية هيروشيما، تماما كما يعتمد العهد الجديد الآن على توثيق الطائرات التي اندفعت وسط نيران أبراج التوأم.
إن أميركا هي مصدر الصور الرهيبة في الحربين. إنها إمبراطورية القوة، الاغتناء وأشكال العولمة، ملكة المخاوف الهوليوودية والفزع العصري. يجب النظر إلى الوراء، إلى بداية الحرب الباردة الأولى، عندما خلق الأميركيون والروس عالما متقاطباً، اعتبر كل جانب فيه الطرف الآخر شيطاناً وعدواً متوحشاً يجب التوحش مثله. لقد حركانا معاً نحو حافة الهاوية. طوال 40 عامًا، كنا أسرى تلك الحرب، نعيش عذاباتها، حتى تبخرت كما لو كانت رؤية كاذبة.
يمكن التوقف الآن، بدء الحوار، منح الاحترام للجانب الذي يحتاجه، وإفساح المجال للمصالحة بين الحضارتين. فالغالبية المطلقة فيهما تريد عالما هادئاً وآمناً، لا تطارد فيه دينك اليهودي أو الإسلامي أو المسيحي، عالم لا تحرق أو تقصف فيه المدن باسم الله، النبي أو الرئيس. عالم لا تعتمد سكينته على الأقنعة الواقية والأشرطة اللاصقة.
بسم الله , النبي ,او الرئيس