PDA

View Full Version : التحصين القرآني في مواجهة الإعلام التغريبي


ابو الامير
02-05-2003, 12:36 AM
من جملة ما تعاني أمتنا من مشاكل، مشكلة الهجوم التخريبي للإعلام التغريبي فهذا الإعلام الذي نشط في السنوات الأخيرة، اتخذ وسائل أحدث وأدوات أكثر مكراً من وجوه الهجوم الغربي الصهيوني على الإسلام والمسلمين بشكل واسع في أقطار العالم العربي والإسلامي.

وعلى الرغم من أن كثيراً من المثقفين والمفكرين العرب والمسلمين يحذرون دوماً من الانجرار وراء دعايات الإعلام التغريبي إلا أن كثيراً من الظواهر التي كان هو سببها بدت منتشرة في جوانب عدة من حياتنا المعاصرة، حتى أن بعض المنظرين العرب يقول مثلاً إن العولمة سيل جارف لن تقف أمامه أي قوة من القوى القومية أو الوطنية أو الإسلامية. وإن الغزو الثقافي لابد حاصل في منطقتنا مهما تصدت له العقول والأفكار.

والواقع أن القوى المعادية للأمة من صهاينة وعنصريين غربيين لم يعد يهمهاخاصة بعد احداث 11/9 التي استغلت في هذا السياق لاقصى حد ممكن أن تصطدم بالفكر الإسلامي مباشرة ولا بمخزون الأمة من رصيد ديني لأنها استطاعت بإمكاناتها وتأثيراتها أن تزرع في نفوس الكثيرين من أبناء الأمة أفكارا تغريبية وأصبحوا امتدادا للفكر الغربي يزرعون عدم الثقة بالذات والتراث ويزرعون اليأس ويروّجون لأفكار ظاهرها إنساني وباطنها إلغاء الهوية والدين وما استقر وتوارث من عادات وتقاليد حميدة.

ولعل الأخطر في هذه المسألة أن أصحاب الإعلام التغريبي باتوا يمتلكون وسائل إعلام غاية في التطور والاتساع من محطات فضائية وصحافة ومجلات وعقد ندوات ومؤتمرات وطباعة كتب وكراسات تنطلق جميعها لقلب كثير من المفاهيم الإسلامية وتطويعها وفقا للمنظور الغربي ولمصالحه الفكرية والثقافية والسياسية.

وهو أمر يستدعي أن نتوقف للتأمل في أساليب المواجهة والتحصين لكل أشكال التغريب.

1ـ على المستوى السياسي أو مستوى الصراع مع العدو الصهيوني نشطت وسائل الإعلام التغريبية في حملة الاقرار بوجود دولة للصهاينة على أرض فلسطين وعلى العربي أن يقبل بالأمر الواقع. وإمعاناً في ذلك راحت أجهزة الإعلام المرئية والمكتوبة تجري اتصالات صحفية وفكرية مع رموز الحركة الصهيونية وتفرد لهم مساحة واسعة من شاشاتها وكأن ذلك أمر طبيعي وكان لهم الحق ابتداء في الوجود في فلسطين وكان لهم الحق في الحوار ولهم الحق بالدفاع عن جرائم كيانهم الصهيوني اليومية تجاه شعبنا الفلسطيني. وأصبح من ينادي بعروبة القدس وأرض فلسطين عدميا لا علاقة له بالواقع المعاش أو أنه من عصر متخلف لا يستوعب الحاضر وحذف هذا الإعلام الأولويات الفلسطينية العربية الإسلامية كحق الجهاد وشرعية المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني. وحق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم. واعتبار العدو الصهيوني العدو الأول للأمة العربية والإسلامية منذ وجوده وحتى الآن . وعلى مستوى التفاصيل تجد المصطلح الاعلامي الذي يتداولونه مشبعا بهذه الوضعية وهو ما يمكن ملاحظته ببساطة من التعابير الالتي تطلق على العمليات الاستشهادية والقول بغير ذلك "عمليات انتحارية" او بمثل هذا التعبير "الذي يتردد كثيرا" قتل الجنود الاسرائيليون عددا من المتسللين الفلسطينيين الى احدى المستوطنات الاسرائيلية" او" اعتقلت السلطات الاسرائيلية عددا من الفلسطينيين يشتبه بقيامهم بانشطة معادية لاسرائيل",وهي تعابير واضحة في هذا المجال ولا تتطلب توضيحات اضافية..…

وحين ركز الغرب على مقولة الدولة القومية القطرية وكرسها بات الكثيرون من أبناء الأمة على قناعة بهذه المقولة حتى أن بعض دهاة السياسة البريطانية يصرح بأن بروز الدولة القومية القطرية طغى على كافة التيارات القومية العربية أو التيارات العربية الإسلامية، وبدا أن وجود الأقطار العربية بهذا الشكل الانقسامي قد أصبح جزءاً من مستقبلها، ولا وجود لأي طموحات وحدوية سياسية أو اقتصادية.

أما عن الارتباط السياسي فقد آلت الأمور إلى الارتهان لسياسة القوة الغربية وعدم القدرة على تحقيق الاستقلال الذاتي السياسي. وقد لعب الإعلام التغريبي دوره في تثبيت التبعية السياسية وذلك من خلال تهميش قدرات الأمة وتوجهاتها المستقلة النابعة من ذاتها والمراعية لظروفها وخصوصيتها على الساحة الدولية والإقليمية.

2ـ على المستوى الثقافي والفكري فإن مظاهر الإعلام التغريبي تظهر بشكل أوضح وأفظع. فمجموعة المنظومات الثقافية والفكرية التي كانت تمتلكها الأمة باتت مهددة، إما بالتشويش والتشويه، وإما بالبتر والقطع وإما باستبدال مصطلح بمصطلح أو استبدال فكر بفكر. وكل ذلك يشكل جزئيات في تيار كبير يصبه الإعلام التغريبي باتجاه تخريب قيم الأمة ومثلها على المستوى اللغوي مثلاً لم يعد هناك حرج في أن تقدم وسائل الإعلام كل برامجها وأخبارها باللهجات العامية المحلية، وذلك بحجة أن العربية كلغة غير صالحة للتخاطب مع الجماهير وأن العامية تفصح عن خصوصية كل شعب وكل بلد وقد أحيت بعض وسائل الإعلام التغريبية المقولات المحلية اللغوية التي ظهرت في العشرينات من هذا القرن في قطر أو أكثر.

على المستوى الإبداع الأدبي. فقد دعا الإعلام التغريبي للتحلل من الشكل الفني ومن المضمون. وأصبح من الواضح أن هناك هوة سحيقة بين الشعر وبين الجماهير فقد زهد جيل الشباب بكل النتاجات الشعرية إلا ما ندر وذلك بسبب تهافت هذه الفن وفقدانه لمضامينه التي درج عليها في الستينات والسبعينات وكأن ظروفنا العامة قد تغيرت لصالحنا حقا وكاننا قد حررنا فلسطين حقا وبنينا المجتمع المستقل حقا وحلت مسائل جماهيرنا فعلا .

وإذا تلمسنا الرواية أو القصة وجدنا أن أكثر حالات المضمون لا تخرج عن الطابع الاغترابي أو الحسي الفظ . وقد وجدنا العديد من الأعمال الإبداعية في أكثر من بلد قد تهافتت وانحرفت عن رسالة مضمونها الإنسانية الأخلاقية.

وقد باتت المقولة القائلة بأن للأدب وظيفة أخلاقية من المقولات المنسية أو المحارَبَة لدى كثير من المبدعين.

أما الجانب الأخطر في المستوى الثقافي فهو تقبل الغزو الثقافي الغربي الصهيوني والترويج له تحت شعار الثقافة الإنسانية الواحدة. والإبداع الإنساني المشترك فالأفلام الأمريكية اليهودية تطرح بشكل واضح على بعض الشاشات المرئية تركز على التعاطف مع اليهود والمضطهدين الصهاينة الذين راحوا ضحية المحرقة النازية المزعومة. وقد بُثت بعض البرامج الملغومة في هذا الشأن على مدار الاعوام الماضية من خلال بعض المحطات، بينما يُحاكم روجيه غارودي وغيره من المؤرخين الغربيين بتهمة التحريض ضد اليهود لأنه وأمثاله قد كذبوا الدعاية الصهيونية الملفّقة والقائلة بوجود محرقة نازية راح ضحيتها ستة ملايين يهودي.

أما على مستوى الكتاب فقد وجد دعاة التخريب أن الكتاب من أهم الوسائل الناجحة في الطعن بالدين والأخلاق. فراح بعضهم ينادي بعدم الأخذ بالسنة النبوية الشريفة وبعضهم الآخر راح يروج أن القرآن الكريم كتاب تراثي وليس هو كتاب الله المنزل أو دستور المسلمين الباقي والصالح لكل زمان ومكان وقد وُجد الكثيرون أمثال سلمان رشدي المرتد من الذين يقتنصون الظرف كي يبثوا أفكارهم المماثلة في المجتمعات العربية والإسلامية.

3ـ أما على المستوى الاجتماعي فقد استطاع الإعلام التغريبي أن يروّج للانحلال الخلقي والتمرد علي كثير من القيم والمثل الإسلامية.. وكانت أهم وسائله الدعوة إلى تمثل المجتمعات الغربية التي رفضت القيود وتحللت من الإطار القانوني وكذلك القانون الأخلاقي الضابط للأخلاق والعلاقات بين الناس. وروّجت لمفهوم الحرية الغربية بشكل فج وجريء. بل إن هذا الإعلام دافع عن الدعوات الشاذة التي أطلقها الشاذون في مؤتمر بكين للمرأة ومؤتمرات السكان التي عقد بعضها في القاهرة وبعضها الآخر في أمريكا اللاتينية. وإضافة لهذا الترويج فإن وسائل الإعلام التغريبي هاجمت وبشكل ملفت للنظر منظومة القيم والمثل الإسلامية التي يتمسك بها الكثيرون من جيل الشباب والشابات. وبدت تظهر في وسائل هذا الإعلام مقولات خطيرة تخص الأجيال الناشئة. كمقولة الإرهاب والأصولية. أو مقولة الكبت النفسي والعصاب والأمراض النفسية الأخرى وانفصام الشخصية.

وحاولت هذه الوسائل ربط كل السلبيات النفسية وآثارها بالإسلام وقد استغل ت الى اقصى حد ممكن فيما بعد احداث 11/9 في نيويوك وواشنطن. فلذلك روّجت للخروج عن الإسلام وأحكامه. وكان من أثر ذلك أن أوجد بعض مروّجي التخريب من اليهود بعض التجمعات الشبابية في بعض البلدان العربية تدعو إلى عبادة الشيطان ومحاربة الإسلام. وقد استخدموا في ذلك كافة الوسائل اللاشرعية للوصول إلى هدف التدمير الشامل للشباب. كوسيلة إباحية الجنس. وشرب الدماء. وحفر القبور وإخراج الجماجم وما إلى ذلك. من أمور لا يقبلها عقل ولا منطق ولا دين.

وعندما نعود متفحصين الموقف التربوي القرآني فإننا سنجد الأسس الصحيحة التي نستطيع ـ استناداً عليها ـ أن نواجه الإعلام التغريبي فهي في البداية تحصين للذات المسلمة أمام المؤثرات النفسية والفكرية التي يصبها الإعلام التغريبي باتجاه الجوانب النفسية والعقلية لدى المسلم.

والواقع أن الاستجابة النفسية هي أولى الخطوات باتجاه تقبل الإعلام التغريبي فما لم يكن لدى الإنسان ميل عاطفي بهذا الاتجاه فلا يتأثر ولا يكون فريسة يصطادها المتغربون. ولهذا كان القرآن الكريم دقيقاً في وصف هذا الميل وكان شديداً في التحذير منه:

يقول تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله)، البقرة 165 ومن الطبيعي أن الحب البشري يولد في الذات انشغالاً عن حب الله.

ولكن هذا الميل وهذا الحب لا يتوقف عند الظاهرة النفسية الفردية. فهو قد يتطور باتجاه الموالاة والنصرة، والدفاع عن موقف.

يقول تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين)، آل عمران 28 فهذا النهي لا يقتصر على حالة التحالفات والحروب، إنما هو نهي مطلق. فكل ما يصدره أعداء الإسلام هو في المحصلة لتشويه الدين وتشويه الذات المسلمة يقول تعالى: (ولا تأمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم)، آل عمران 73.

فهنا قانون إلهي، دستور رباني يبين للمسلمين منهج التعامل مع الذين لا يتبعون الدين القيم. بل هو يطلب الحذر وعدم التهاون النفسي والأمني مع أعداء الدين من يهود ومن غيرهم.

وحين نعود إلى بعض أساليب الإعلام التغريبي نرى أنها ذات مصدر يهودي استعماري فهي كما أوردنا سابقاً تحاول أن تشوه في آيات الكتاب المبين، وتشوه في شخصية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وتحاول أن تكرس أخلاقاً غير الأخلاق الإسلامية.

يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين)، المائدة 57 فمَن الذين يتخذون الدين لهواً وهزواً ولعباً غير الصهيونية التي تمتلك وتنفذ مشروعها في هزيمة العرب والمسلمين والهسيطرة واستغلال ثرواتهم . والواقع أن الإعلام التغريبي الذي يروج لثقافة الغرب ومقولاته السياسية والفكرية لا يضع ضمن أهدافه صالح الأمة ولا صلاحها. إنما يضع في أولوياته تخريب القيم التي تربي المسلم على حب الجهاد وعزة النفس وعدم الذل والتصدي للظلم .

يقول تعالى: (هأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)، آل عمران 119 ـ 120.

فالحب كما أشرنا هو الميل. وإذا كان الميل لأعداء الدين فإنه أيضاً حب لما يقوله هذا العدو. أليس حب المطبّعين ينطلق من ميل لأعداء الدين من اليهود وغيرهم؟ أليس الميل إفساحاً لطرق دخول الغزو الفكري والحضاري الغربي المادي؟

والواقع أن جل ما يهدف إليه الأعداء من خلال الإعلام التغريبي هو أن يزحزحوا المسلم عن دينه وأخلاقه، ومن ثمّ يسهل اصطياده والسيطرة عليه والتحكم في مصيره ومصير ثرواته.

يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردّوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين. بل الله مولاكم وهو خير الناصرين)، آل عمران 149 ـ 150 ففي مواجهة الإعلام المعادي والإعلام التغريبي الذي يروج للصلح مع المحتل لفلسطين والاراضي العربية الاخرى لابد من العودة إلى التحصين الحقيقي المستند إلى القرآن الكريم.

فالتشكيك بالإيمان بالله لابد أن يواجه بترسيخ الإيمان بالله. والتشكيك بقدرة الأمة على النصر وتحقيق الذات على كافة الصعد لابد أن يواجه بترسيخ الثقة بالله وبقدرة الأمة على بناء الذات والنصر في كافة مجالات حياتها، والطعن في القرآن ولغته لابد أن يواجه بمزيد من الحرص على القرآن ولغته العربية، والترويج لمقولة أن الكيان الصهيوني موجود في فلسطين كأمر واقع، لابد أن يواجه بآيات القرآن الكريم التي حثت على اقتلاع الفساد اليهودي والعلو الصهيوني. عودة إلى القرآن الكريم ترينا سبل التحصين أمام الهجمات التغريبية الصهيونية التي لا تريد لأمتنا الخير ولا التقدم إنما تريد لنا أن نكون مذلون مهانون لا حول لنا ولا قوة.

مصطفى عبد الخالق

mustafa Bekhit
09-05-2003, 01:34 AM
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/9/32/0-0,4,5,.png

http://news.masrawy.com/masrawynews/07052003/pageimages/amrkhaled8.jpg



قال صلى الله عليه وسلم .. كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

ابو الامير
11-05-2003, 11:35 PM
شكرا لك اخ مصطفى على المرور
جزاك الله خيرا