PDA

View Full Version : الاشقاء


ابو الامير
12-05-2003, 10:49 PM
http://www.sabiroon.org/html/images/thumbs/shouda%20maj2.jpg

رحم الله عيونا سهرت تحرس الإسلام و المسلمين ، والناس نيام .. رحم الله شبابا كانوا ورودا في حقل من الأشواك تشتم لهم رائحة المسك تفوح فيملأ عبيرها الآفاق .. إذا سألت عن هويتهم فهي البندقية ، و إذا سألت عن أعمارهم فقد انقضت في سبيل الله و رفع راية الإسلام ، لا يسكنون في وطن .. بل الوطن يسكن فيهم !! هم من خيرة من عرفهم الزمان ، هم أحفاد المعتصم و خالد و المقداد… هم ممن قال الله فيهم ' من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا '.

يوسف و محمود و أيمن خالد أبو هين .. انّا و الله لنلتمس العذر منكم ، فكل كلام الدنيا لا يكفي للحديث عنكم ، و عمّا صنعتم من أجل أن تعلموا العالم درسا في البطولة و التضحية و الفداء ، من أجل أن تقولوا للنائمين كفاكم سباتا و تسمعوها للقاصي و الداني أن الطريق الحقيقية إلى القدس و الأوطان يجب أن تعبد بالدماء و الأشلاء و الجماجم.. فقاتلتم معا ، و سجنتم معا ، وعذبتم معا ، و أبعدتم معا ، و قاومتم العدو وحدكم معا ، و صعدت أرواحكم إلى الجنة معا.

البداية

بدأت الحياة الجهادية للاخوة الشهداء قبل دخول الانتفاضة الأولى ، حيث ينتمي ثلاثتهم لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس و اختاروا الجهاد و الإيثار لهم طريقا.

فمحمود الخامس بين اخوته التسعة المولودون جميعا في منطقة حي الشجاعية بغزة يبلغ من العمر 37 عاما ، و هو متزوج و أب لستة أبناء يبلغ أكبرهم من العمر خمسة عشر عاما ، و محمود حاصل على ليسانس اللغة العربية من الجامعة الإسلامية و كان يعمل مدرس في مدرسة دار الأرقم النموذجية الإسلامية إضافة لكونه داعية و إمام مسجد الإصلاح الواقع في حي الشجاعية حيث يسكن شهداؤنا.

أما شقيقه يوسف البالغ من العمر 31 عاما فترتيبه السادس بين الاخوة و الأخوات ، و هو متزوج أيضا و أب لطفلين أكبرهم عمره سنتان و أصغرهم يوسف الذي ولد يوم أن دفن والده و يوسف حاصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة الإسلامية و كان يكمل دراسة الماجستير في علم النفس قبل أن يستشهد ، كما أنه كان يعمل موظفا في مركز التدريب المجتمعي في غزة.

أما أيمن ابن التاسعة و العشرين فهو آخر من أنجبت أمه ، و هو متزوج و أب لطفلين أيضا هما حمزة ابن الرابعة و البراء ابن السنتين. و أيمن كما شقيقيه هو خريج الجامعة الإسلامية حيث أنه حصل منها على شهادة البكالوريوس في المحاسبة و عمل كمحاسب في إحدى مؤسسات الدعاية و الإعلان في غزة.

و يسكن شهداؤنا الثلاثة في منزل واحد يقع في منطقة يطلق عليها اسم (التركمان_ شارع المنطار) في حي الشجاعية بغزة حيث مكان ولادتهم ، كما أن الأشقاء الثلاثة تلقوا تعليمهم الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في نفس المدارس و هي مدرسة هاشم الابتدائية ، و مدرسة الشجاعية الإعدادية ، و مدرسة يافا الثانوية.

محمود
عاش الاخوة الشهداء حياة نذروها كلها لله و للجهاد في سبيله ، فهم ينتمون إلى كتائب القسام منذ وقت مبكر من حياتهم ، كما أن مصيرهم كان واحدا سواء في محياهم أم في استشهادهم ، فقد جاهدوا سويا ، و ثلاثتهم ذاق مرارة السجون و الإبعاد و التشريد.

فقبيل الانتفاضة الأولى (انطلقت بتاريخ 8-12-1987 ) سجن في عام 1986 الشهيد محمود للمرة الأولى حيث قضى سبعة أشهر في سجون الاحتلال بتهمة القيام بأنشطة إسلامية مع جماعة الإخوان المسلمين حينها ، و في عام 1987 اعتقل شهيدنا للمرة الثانية و لمدة ستة أشهر في نفس المعتقل .

و ما لبث محمود أن خرج من السجن حتى اعتقله الصهاينة للمرة الثالثة عام 1988 ، و كان الاعتقال الرابع عام 1989 و لمدة ستة أشهر أيضا ، و في احدى المواجهات مع قوات الاحتلال أصيب بعيار ناري في وجهه .

كما انه ابعد لمرج الزهورمع ثلاثة من اخويه عام 1993 ، و عقب قدوم السلطة الفلسطينية سجن محمود لدى أجهزتها لمدة 6 شهور ، و بعد ما خرج ظلت أجهزة الأمن الفلسطينية تلاحقه للقبض عليه ، لكنها كانت تفشل في كل مرة حيث أن الشهيد كان يواجههم بالمقاومة.

يوسف
أما الشهيد يوسف فقد قضى معظم أيام حياته أيضا في السجون ، حيث اعتقل مع بداية الانتفاضة الأولى فترة سنتين قضاهما في سجن عسقلان في الأراضى المحتلة عام 1948 على خلفية الانتماء لحركة حماس و المشاركة في فعالياتها .

كما اعتقل في المرة الثانية عام 1990 ، حيث قضي أكثر من تسعين يوما في زنازين سجن السرايا الرهيبة بغزة تحول بعدها الى سجن مجدّو و سجن عسقلان داخل الخط الأخضر ، و بقي فيهما مدة 90 يوما أيضا ، وجهت إليه خلالها تهم الانتماء للجناح العسكري لحركة حماس ، و لكنه لم يعترف بهذه التهم ، و بعد أن خرج من السجون واصل نشاطه الجهادي .

أبعد الشهيد يوسف و اشقاؤه إلى مرج الزهور عام 1993 ، حيث قررت سلطات الاحتلال إبعاد العشرات من قادة حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى هناك حينها ، رغم ان عمره كان لا يتجاوز العشرين عاما .

عندما رجع شهيدنا يوسف من مرج الزهور اعتبرته سلطات الاحتلال أحد كبار المطلوبين لدى أجهزتها ، و خاصة أنه تتلمذ على أيدي كل من الشهيد يحيي عياش و الشهيد عماد عقل و تعلم منهما صناعة المتفجرات ، حيث وصف بأنه من أمهر أعضاء كتائب القسام في صناعة المتفجرات من مواد بسيطة جدا .

و في عام 1996 اعتقل الشهيد لدى سجون السلطة الفلسطينية و تحديدا في سجن المخابرات العامة لمدة خمس سنوات كاملة ، حيث ورد اسمه وقتها ضمن قائمة المطلوبين العشرة الذي تطالب اسرائيل السلطة بتسليمهم ، و خلال سجنه حاول يوسف خلالها الهرب ، إلاّ أن أفراد المخابرات الفلسطينية لاحقوه و أطلقوا النار عليه فأصيب في قدمه اليمنى بعيار ناري و ألقي القبض عليه و أعادوه إلى السجن بعد معالجته.

و اتهم يوسف وقتها من قبل السلطة الفلسطينية انه كان من كبار مساعدي الشهيد القائد المهندس يحيي عياش في قطاع غزة و انه دبر و نفذ منه عشرات العمليات الاستشهادية و الهجومية علي قوات الاحتلال .

و لاقى يوسف علي يد عناصر المخابرات الفلسطينية اشد ألوان العذاب في بداية سجنه حيث اعتبروه كنزا استخباراتيا لهم لدرجة ان شقيقه الاكبر الدكتور فضل ابو هين اغمي عليه عندما قدم لزيارة يوسف في السجن و رأى آثار التعذيب علي جسده .

و بعد هذه السنين الطويلة في سجون السلطة الفلسطينية خرج يوسف رغما عنهم بعد انطلاق انتفاضة الاقصى حيث التحق مجددا بكتائب الشهيد عز الدين القسام و اصبح احد قادتها الميدانيين و من ابرز خبرائها في مجال تصنيع المتفجرات .

أيمن
و ليس حال الشهيد أيمن بمختلف عن شقيقيه ، فقد لاقى ما لقياه من اعتقالات و ابعاد ، حيث سجن عام 1991 في معتقل النقب لمدة سبعة أشهر إدارية ، كما كان يعتبر أصغر المبعدين الى مرج الزهور سنا حيث كان يبلغ من العمر وقتها 19 عاما فكان يلقى المحبة من جميع المبعدين و يعتبروه كأحد أبنائهم ، و عندما عاد من الإبعاد و في عام 1996 اعتقلته أجهزة السلطة بعد مواجهة عنيفة معه انتهت باقتحام أفراد الشرطة الفلسطينية للبيت و إلقاء القبض عليه.

لم يأت اعتقال الشهيد أيمن لأسباب بسيطة أو عادية ، فقبل أيام من اعتقاله كان قد أرسل مجموعة من الاستشهاديين لتنفيذ عمليات داخل المستوطنات الصهيونية ، لكن هذه المجموعة لم يكتب لها النجاح في مهمتها بسبب إلقاء القبض على أفرادها ، و قد اعترف هؤلاء بأن أيمن هو المسئول عن تنظيمهم و إرسالهم لتنفيذ العمليات و أنه كان حلقة الوصل بينهم و بين المجاهد القسامي محمد الضيف.

و عندما جاء أفراد الأمن الفلسطيني لاعتقاله دهموا منزله علي اعتبار أن محمد الضيف موجود بداخله و أن المنزل يحتوي على مخزن للذخيرة و المتفجرات ، و بالفعل اكتشف مخزن الذخيرة في البيت حيث كان الاخوة الشهداء يستخدمون منزلهم كمكان لتخبئة السلاح و إيواء المطاردين حتى قبيل استشهادهم ، و على هذه الخلفية اعتقل أيمن في سجون السلطة لمدة ثلاث سنوات ذاق فيها أشد ألوان العذاب.

خلية النحل
و لقد كان الشهداء الأشقاء من أكثر الشباب نشاطا خلال انتفاضة الأقصى ، حيث لم يكن يمر اجتياح لمنطقة من مناطق غزة إلا و كانوا في الصفوف الأولى للمقاومين يزرعون العبوات الناسفة ، و يلقون القنابل و يضربون الصواريخ و يطلقون النار ، حيث امتازوا بالضراوة في العمل العسكري و سرعة الحركة و المراوغة و التنقل من مكان إلى آخر .

كما كانوا من أبطال ضرب قذائف الهاون و صواريخ القسام باتجاه المغتصبات الصهيونية ، و كذلك تجنيد العشرات من الشباب و الأشبال في الجهاز العسكري و تجهيز العديد من الاستشهاديين ، و لعل أهم شئ في حياتهم أنهم كانوا من المقربين جدا للقادة القدامى في كتائب القسام أمثال الشهيد يحي عياش و الشهيد عماد عقل و الشهيد طارق دخان و الشهيد ياسر النمروطي و كمال كحيل … و غيرهم الكثيرين من شهداء القسام.

روح و ريحان
إلى جانب كونهم من المقاتلين المجاهدين امتاز الشهداء بالأخلاق الرفيعة و الحسنة و التواضع الدائم و الالتزام في المساجد و الأخذ بأيدي الناس للصلاة و الحث على الخير ، فضلا عن العقلية المتفتحة الواعية لدورها في الحياة... تجد محبتهم في قلب كل من عرفهم لأنهم كانوا يستحقون المحبة لحبهم و إخلاصهم التام لدينهم و لربهم.

الشهادة
كانت الساعة الثانية بعد منتصف ليلة الخميس 1-5-2003 الظلام دامس و الجميع غارق في نومه ، و ليس هناك إلا الأصوات المنبعثة من طيور البوم و من حشرات الليل عندما تسللت ثلاث عربات جيب إسرائيلية شبيهة بتلك التي يستخدمها عناصر الشرطة الفلسطينية بدافع التمويه ، تقل وحدة من القوات الخاصة إلى حارة أبو هين في نية لاعتقال أو قتل الاخوة الثلاثة .

دخلت هذه الجيبات في شارع رملي صغير يقع علي جانبه الأيمن منزل الشهداء ، و تمت محاصرة المنزل بهدوء من كل جانب ، و استولي قناصة إسرائيليون علي أسطح بعض البنايات المرتفعة التي تطل علي ذلك المنزل.

يقول الحاج أحمد أبو هين العم الأكبر للشهداء ' الجنود الصهاينة دخلوا المنزل بعد أن كسروا بابه ، و طلبوا من زوجة ابني أن ترافقهم حيث محمود و يوسف و أيمن ، و بالفعل صعدت معهم ، و طرقت الباب على الاخوة فرد عليها أيمن و قال لها أن تخبر الجنود الصهاينة أنه لا أحد في الشقة ' .

و يضيف' بعد أن همّ الجنود بالخروج طلع عليهم أبناء أخي و بدءوا بإطلاق النار و إلقاء القنابل تجاههم' ، مؤكدا أنه رأى بأم عينيه أكثر من سبعة جنود صهاينة مدرجين بدمائهم و واقعين على الأرض.

عناد و مقاومة
و بدأ الجنود بإطلاق النار و الصواريخ الموجهة على المنزل و نادوا عبر مكبرات الصوت كلا من يوسف و محمود و أيمن مطالبين إياهم بالاستسلام و الخروج من المنزل رافعين أيديهم ، لكن الأشقاء لم ينصاعوا لهذه الأوامر .

و علي الفور أرسلوا الرد بإطلاق النار و إلقاء القنابل اليدوية علي هؤلاء الجنود ، يقول عم الشهداء' لم يكترث الاخوة بالنداءات التي تطلب منهم الاستسلام ، فقد صعد أيمن إلى سطح المنزل و ألقى على الصهاينة أكثر من أربعين قنبلة يدوية و باشر كل من يوسف و محمود أيضا بإطلاق النار و إلقاء القنابل من الشبابيك ' .

بعد ذلك بدقائق حلقت الطائرات في سماء غزة وتوافدت عشرات الدبابات و المدرعات الصهيونية إلى المكان و أحكمت الحصار علي المنزل الذي كان يتحصن بداخله في بادئ الأمر أكثر من ثلاثين شخصا من أطفال و شيوخ و نساء عائلة أبو هين موزعين على الطوابق الثلاثة للمنزل .

الجنود الصهاينة طالبوا سكان المنزل بإخلائه و الخروج رافعين أيديهم ، و بالفعل خرج الجميع عدا الشهداء الثلاثة الذين ظلوا متمترسين داخل المنزل و رفضوا الاستسلام و ظلوا يقاومون طوال الوقت .

لحظة النهاية
بزغ الفجر… و لكن الصهاينة لم ينسحبوا بعد كعادتهم مع طلوع النهار ، لعل ذلك يرجع إلى أنهم لم يحققوا مآربهم ، فالاخوة الثلاثة لا يزالون أحياء داخل المنزل و يقاومون بكل ما أوتوا من قوة و سلاح .

و اشتد القصف الصهيوني على المنزل ، و اشتدت المقاومة من كل مكان ، فاضطرت القوات المعتدية إلى استدعاء المزيد من التعزيزات إلى المنطقة لاحكام القبضة عليها ، و تزايدت أعداد الشهداء و الجرحى ، و بدأت نداءات الاستغاثة من أصحاب المنازل المجاورة التي أصابها الدمار و الخراب و كادت أن تقع على رؤوس ساكنيها ، و جهرت مكبرات المساجد بالتكبير و التهليل و دعوة المجاهدين في أنحاء غزة للتوجه إلى أرض المعركة و نجدة الناس هناك.

يقول أبو أحمد ابن عم الشهداء ' عندما يأس الإسرائيليون أرسلوا كلبا داخل المنزل ليستكشف المكان ، فما كان من الأشقاء إلا أن أطلقوا عليه الرصاص و قتلوه ' .

وقبل آذان الظهر و عند الساعة الحادية عشرة و النصف بالتحديد انتهي أجل كل من يوسف و محمود أبو هين بعد أن أصابهم الرصاص و شظايا الصواريخ التي انهمرت عليهم داخل المنزل ، و لم يبق إلا أيمن الذي فقد بصره و سمعه و أصيب في أنحاء مختلفة من جسده.

و بالرغم من ذلك لم يستسلم و ظل داخل المنزل ، لكن العدو أبى إلا أن ينال منه ، فمع اقتراب موعد العصر بدأت الدبابات و الآليات الصهيونية بالانسحاب تحت تغطية من طائرات الأباتشي التي حلقت بكثافة في السماء ، و ظن الناس بأن من في البيت قد نجوا ، وبعد دقيقتين و أثناء الانسحاب كان الفيصل ، فقد انفجر المنزل الذي طال حصاره من قبل و صار ركاما على من فيه ، و لحق أيمن بشقيقيه شهيدا.

تركوا الذكريات
لم يرحل شهداؤنا قبل أن يتركوا ذكريات جميلة ليحفظها كل ذي قلب و عقل و لتنقش بماء من ذهب على أروقة كل المحافل.

فها هو الشهيد محمود يتصل بأهله قبل أن يستشهد بساعتين و يطلب منهم ابريق ماء ، و يقول لهم ' أريد أن أتوضأ حتى ألقى الله و أنا على وضوء.'



أما الشهيد ايمن ، فقد أجرى معه راديو صوت الحرية حوارا قبل استشهاده بساعات و هو محاصر في المنزل فقال لهم : يطالبوني بالاستسلام و من معي ، و أنا لن أسلم نفسي و ها هو الحزام الناسف على وسطي و جاهز للشهادة'.

يقول أحد المقربين من الشهيد أيمن ' اتصلنا بأيمن و هو داخل المنزل فقال لنا إن معنوياته عالية ' ، و أضاف ' ظل الاتصال بيننا و بين أيمن حتى سمعنا صوته على الهاتف يردد الشهادتين' ، و يقول ' عندما نفدت معه الذخيرة اتصل بأصحابه و استأذن منهم أن يستخدم الذخيرة الخاصة بهم و المخبأة عنده في المنزل'

و يقول ابن عمه ' أخبر أيمن أصدقاءه عبر الهاتف أنه قام بتصوير عملية الاقتحام منذ بدايتها على شريطين فيديو و أنه خبأهما في أحد الأماكن في المنزل' مبينا أن أيمن كان من هواة التصوير و أنه و قبل عملية الاجتياح كان يعد شريط فيديو للشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة.

و تابع يقول' أيمن أوصى أصحابه أيضا بأن يسددوا الديون التي كانت عليه ، و أوصاهم بالمحافظة على المسجد و على شباب المسجد و تنظيم العمل فيه'.

أما الشهيد يوسف فتقول زوجته بثبات الصابرين ' يوسف كان يتمنى أن يفعل له مثلما كان للشهيد الشيخ صلاح شحادة فلا تعلق له صور و لا يصنع له الطعام ' .

و أضافت ' كما أنه قبل استشهاده كان قد خبأ مبلغا من المال و قال إن هذا المال هو لتغطية تكاليف عرس شهادته ، حيث أنه أحب أن يكون ذلك من ماله الخاص'.

و يقول ابن عم الشهداء ' عندما استشهد يوسف كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه حتى دفن'.