ياقوتة
13-05-2003, 04:02 AM
من هو عبد الله عزام
في يوم الجمعة 24/11/1989م كان الدكتور عبد الله عزام و اثنين من
ابناءه على موعد مع الشهادة .
فمن هو الدكتور عبد الله عزام و لماذا اقدم الحاقدون على اغتياله.
مولده و نشأته
ولد الشهيد عبدالله عزام في فلسطين ( سيلة الحارثية ) من مدينة جنين
سنة 1941 م كان ملازما لتلاوة القرآن كما كان ملازما لمسجد القرية
يعطي الدروس الدينية كذلك فإن الشهيد تربى في حضن الدعوة الاسلامية
وعلى أيدي بعض رجالاتها في مدينة جنين في الضفة الغربية
تلقى علومه الابتدائية و الاعدادية في مدرسة القرية و أكمل دراسته في
معهد خضورية الزراعية في مدينة طولكرم. بعد ان حصل على شهادة
الكلية بتقدير امتياز عمل مدرساً في مطلع الستينيات ، و قد تابع دراسته
الجامعية في جامعة دمشق ( كلية الشريعة ) و نال منها شهادة الليسانس
في الشريعة بتقدير جيد جدا .
واثناء جهاده في فلسطين -سنذكره لاحقا- التحق د. عبد الله عزام بجامعة
الأزهر و نال شهادة الماجستير في أصول الفقه سنة 1968م حيث عمل
بعد ذلك محاضرا في كلية الشريعة في عمان 1970 - 1971 م ثم أوفد
الى القاهرة لنيل شهادة الدكتوراه و قد حصل عليها في أصول الفقه
بمرتبة الشرف الأولى 1973 م .
عمله
ثم عمل مدرسا في الجامعة الأردنية ( كلية الشريعة ) من سنة 1973م
إلى 1980م حيث تربى على يديه مئات الشباب المسلم العائد الى ربه
والذين كان يعدهم ليوم اللقاء مع العدو ليزيل الاحتلال عن رقاب أمة
الاسلام في فلسطين ، و لكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفن فصدر
قرار الحاكم العسكري الأردني بفصله من الجامعة الأردنية عام 1980م.
خروج الشهيد من الأردن
بدأ الشيخ يبحث عن مكان آخر للدعوة فغادر الى السعودية حيث عمل
مع جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1981م ، و لكنه لم يطق البقاء
هناك فطلب من مدير الجامعة العمل في الجامعة الاسلامية الدولية في
اسلام آباد في الباكستان ليكون قريبا من الجهاد الأفغاني فانتدب للعمل
فيها سنة 1981م ، رجع الشيخ في نهاية عام 1983 الى جدة من أجل
تجديد فترة الانتداب فوجد ادارة الجامعة قد أنزلت له برنامجا حتى يدرس
فيها و رفضت الجامعة تجديد عقد الاعارة لحساب الجامعة الاسلامية في
اسلام آباد فقدم الشهيد استقالته .
و تعاقد مع الرابطة 1984م و عاد مستشارا للتعليم في الجهاد الأفغاني
وعندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة و قال :
هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد.
جهاده
أولا : جهاده في فلسطين
في عام 1968 عاد د.عبد الله عزام الى الأردن قادماُ من السعودية عزم
على الجهاد فكيف يهدأ له بال آنذاك و هو يرى حثالة اليهود تسرح على
أرض فلسطين و تدنس مقدسات المسلمين فحرض الشباب و استنهض
هممهم للتدرب على استعمال السلاح لمقاتلة اليهود وقد اتخذ الشيخ
الشهيد مع مجموعات من الشباب المسلم قاعدة لهم في شمالي الأردن
كان الناس يطلقون عليها ( قواعد الشيوخ ) و كان الشهيد أميرا لقاعدة
بيت المقدس للانطلاق منها الى فلسطين لمواجهة العصابات اليهودية
على أرض فلسطين.
أهم المعارك التي شارك فيها
اشترك د.عبد الله عزام في بعض العمليات على أرض فلسطين كان من
أهمها: أولا : معركة المشروع أو الحزام الأخضر التي خاضها الشهيد مع
اخوانه، و قد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي ثانيا : معركة
5 حزيران 1970 م و قد اشترك فيها ستة من المجاهدين، في أرض
مكشوفة تصدوا لدبابتين و كاسحة ألغام و كان موشيه دايان وزير
الدفاع اليهودي قد أرسل مراسلا كنديا و آخر أمريكيا ليطوف بهم على
الحدود و يريهم أن العمل الفدائي قد انتهى ، و اذا بجند الله يخرجون لهم
كالجن المؤمن من باطن الأرض و انهالت القذائف و جرح الصحفيان ،
واعترف اليهود باثني عشر قتيلا من الجنود و الضباط و لكن قتلى
الأعداء كانوا أكثر من هذا بكثير ، و قد استشهد ثلاثة من الأخوان في
هذه المعركة لكن ما جرى في أيلول 1970 م حال دون مواصلة الشيخ
الشهيد و اخوانه الجهاد على أرض فلسطين و أغلقت الحدود و لم يتمكن
هؤلاء المجاهدين من مواصلة جهادهم على أرض فلسطين والا لأذاقوا
اليهود ويلات المعارك التي كانوا يصلون بها اليهود جهارا نهارا.
ثانيا : جهاده في افغانستان
يعتبر د.عبد الله عزام من منظمي الجهاد في افغانستان ، ، و هناك في
بيشاور بدأ العمل الجهادي حيث قام سنة 1984 م بتأسيس مكتب
الخدمات الذي كان يوجه الأخوة العرب لخدمة الجهاد الأفغاني و كان لهذا
المكتب نشاطات تعليمية و تربوية و عسكرية و صحية و اجتماعية
واعلامية كثيرة في كل أنحاء أفغانستان تقريبا.
يقول الشيخ اسامة بن لادن
الشيخ عبد الله عزام عليه رحمة الله هو رجل أظهر بوضوح بعد أن اغتيل
عليه رحمة الله مدى العقم الذي أصاب نساء المسلمين من عدم إنجاب
رجل بمثل الشيخ عبد الله عليه رحمة الله.
أهل الجهاد الذين حضروا الساحة وعاشوا تلك المرحلة يعلمون أن الجهاد
الإسلامي في أفغانستان لم يستفد من أحد مثلما استفاد من الشيخ عبد الله
عزام حيث أنه حرض الأمة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب،
والشيخ عبد الله عزام عليه رحمة الله في تلك الفترة زاد نشاطه مع
المجاهدين في فلسطين وبالذات مع حماس ودخلت كتبه إلى داخل
فلسطين لتحريض الأمة للجهاد ضد اليهود وخاصة كتاب آيات الرحمن
وبدأ ينطلق الشيخ من الجو الذي ألفه الإسلاميون والمشايخ وهو جو
ضيق ومتقوقع وإقليمي كل واحد داخل مدينته، انفتح على العالم الإسلامي
لتحريض المسلمين على الجهاد ، والشيخ عبد الله كان مجاله في باب
الدعوة والتحريض! ونحن كنا في جبال بكتيا في الداخل وهو يرسل إليّ
الشباب ونأخذ بتوجيهاته حول ما يأمرنا به ونسأل الله أن يتقبله شهيداً
وابنيه محمد وإبراهيم وأن يعوض الأمة من يقوم بالواجب
الذي كان يقوم به.
من قصص جهاده في افغانستان
بعد تأسيس معسكر الانصار عام 1987م والذي كانت مهمته هي تدريب
المجاهدين العرب و تعرض هذا المعسكر لهجمات جوية وبرية من
القوات السوفييتية والقوات الحكومية الأفغانية وتعرض هذا المعسكر
العربي إلى قصف شديد وانسحب المقاتلون الأفغان مع بداية القصف
الجوي وعمليات الإنزال ولكن المقاتلين العرب وعلى رأسهم عبد الله
عزام وأسامة بن لادن ومجموعة لا يزيد عددها على 35 شخصاً صمدوا
في المعسكر لمدة أسبوعين من القتال الضاري وبعدها ظهرت ما يسمى
بأسطورة عبد الله عزام و أسامة بن لادن والمجاهدين العرب .
استشهاده
في يوم الجمعة بتاريخ 24/11/1989م انطلق الشيخ رحمه الله الى
مسجد سبع الليل لالقاء خطبة الجمعة فمرت السيارة التي كان يستقلها من
فوق لغم بوزن 20كغم من متفجرات ( ت.ان.ت) كان قد زرعه الحاقدون
المجرمون ، و قد نتج عن هذا الانفجار استشهاد شهيد الأمة الاسلامية
الدكتور عبدالله عزام و معه زهرتين من فلذات كبده
( محمد نجله الأكبر و ابراهيم ) .
و قد سارت الجموع الغفيرة و هي تودع الشيخ وولديه ، الى مقبرة
الشهداء في بابي بعد أن صلى عليه الشيخ عبد رب الرسول سياف و جمع
غفير من المجاهدين العرب و الأفغان .. و غيرهم من المسلمين
الذين حضروا الجنازة.
وقد حدّث الذين حضروا جنازته و هم ألوف ، أنهم اشتموا رائحة المسك
تنبعث من دمه الزكي و بقيت هذه الرائحة حتى تم دفنه ، و أن الله تعالى
قد حفظ جسمه من التشويه رغم شدة الانفجار الذي قطع تيار الكهرباء
وحفر حفرة عميقة في الأرض ، و تناثرت أجزاء السيارة ، ووجد في
استشهاده ساجداً، وظن أول من قدم للمكان أنه حي ويسجد شكراً لله،
كما انبعثت منه رائحة المسك عبقت المكان وانبعثت من
أبنائه رائحة الحناء.
في الليلة الظلماء غابت الذروة الشماء وافتقد البدر الذي رحل، وهو يبني
بيت الشموع والكبرياء، ولم يكتمل البناء بعد، وهاهي حلة قشيبة من
الشهداء الذين نسجهم الشهيد (عبد الله عزام) بجهاده وعلمه وهو ينادي
بأن (مقادير الرجال تبرز في ميدان النزال لا في منابر الأقوال)، ويهتف
(أيها المسلمون حياتكم بالجهاد، وعزكم بالجهاد ووجودكم مرتبط ارتباطاً
مصيرياً بالجهاد، يا أيها الدعاة لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم
أسلحتكم، يا مسلمين تقدموا لقيادة الجيل الراجع إلى ربه، ولا تركنوا إلى
الدنيا، وإياكم وموائد الطواغيت، فقد ضاعت بلاد المسلمين بقعة بقعة
وتسلط على رقابنا الطغاة، وانتشر في أرضنا البغاة ونحن ننتظر.. فهل
تتحركون إنقاذ الأمة … يا نساء المسلمين إياكن والترف فهو عدو
الجهاد، وربين أبنائكن على الخشونة والرجولة والبطولة والجهاد، ولتكن
بيوتكم عريناً للأسود وليست مزرعة للدجاج الذي يسمن ليذبحه
الطواغيت … ربين أبنائكن على نغمات القذائف ودوي المدافع وأزيز
الرصاص، وهدير الطائرات والدبابات، وإياكن وأنغام الناعمين
وموسيقى المترفين).
وقد قال الشاعر في حقه :
عهد من الله، عبد الله، قمت له عزماً تشق عليه دربك الوعرا
لله درك عبد الله من رجل ضرب مضي ألجم الأهواء فانتصرا
شمرت من عزته لله صادقة وخضت لجة من لم يعرف الحذرا
لماذا اقدم اعداء الاسلام على قتله؟
لقد كانت هناك اسباب كثير لدى اعداء الله لإغتيال الشهيد القائد
و نضع اهمها :
أولا : لكونه صاحب مدرسة جهادية عملية
لقد قدم االشهيد الى ساحة الجهاد الأفغاني سنة 1982م و بدأ يحرض
المؤمنين على القتال و يستنهض همم الشباب للقدوم الى ساحات النزال
ويوقظ احساس العلماء أن أفيقوا من رقادكم فان دين الله عزوجل لا يمكن
أن يقوم على وجه الأرض و لا تصبح له شوكة الا بالجهاد في سبيل الله.
و صدرت أول فتوى من الشهيد بشأن حكم الجهاد في فلسطين
وأفغانستان أو أي شبر من أرض المسلمين ديس من قبل الكفار أنه فرض
عين على كل مسلم بالمال و النفس و لا عذر بالتخلف الا لأصحاب
الأعذار ، ولقد ارتجفت أوصال الكثيرين من أصحاب النفوذ من هذا
الصوت الذي انطلق في أرجاء المعمورة و خاصة أن هذا العالم طبق
ما يقول على نفسه فامتشق سلاحه و طرح الدنيا على عاتقيه ، و انك
لتقف متعجبا و أنت تراه يتسلق قمم جبال أفغانستان بين الثلوج يشق
الطريق و يمهدها لأعادة تلك المنارة المفقودة ( الخلافة الراشدة) .
ولهذا حرص أعداء الله على التخلص منه بأي طريقة كانت ، و في هذا
يقول أحد قادة الجهاد الأفغاني : ( ان شيخنا الكريم كان من الشخصيات
التي اذا سمع باسمها أعداء هذه الأمة ، يثير فيهم القلق و الاضطراب ،
وان أعداءنا كانوا يعرفون الشيخ أكثر مما نعرفه ، و ان الشيخ كان عدوا
لدودا للشيوعية و الصهيونية و الجبابرة )
ثانيا : أن الشهيد كان ترسا للجهاد في أفغانستان
لم يعهد أعداء هذه الأمة أن يروا عالما من هذا الطراز يحمل السلاح
ويقاتل الكفرة و الملاحدة من أجل اقامة دين الله في الأرض في هذا القرن
مثلما عهدوه في شهيدنا الغالي . كان الشهيد ترسا للجهاد ، يجاهد في
سبيل الله بقلمه و سنانه ، و كان صوت الحق الناطق باسم الجهاد في
العالم فأراد أعداء الجهاد أن يسكتوا هذا الصوت بعد أن انتصر الجهاد في
أفغانستان على الدب الروسي و أجبره على العودة الى قمقمه و بعد أن قلم
المجاهدون أظافره ، بدأت المؤامرة بترتيب بين الشرق والغرب أن
لا يكون الاسلام هو البديل بعد خروج الروس ، فجاءت المؤامرات يتلو
بعضها بعضا ، و كان الشيخ رحمه الله كلما تعرض الجهاد الى سهم يوجه
اليه أو شبهة تثار حوله من قبل أعداء الله ينبري للرد عليها بكل ما أوتي
من حجة و بيان ، و لهذا السبب أيضا ضاق به الشرق و الغرب ذرعا
وعجزوا عن مواجهته و جها لوجه لا في ساحة ميدان الجهاد
ولا عبر البيان و الكلام .
ثالثا : بسبب فكرته عن تصدير الجهاد الى خارج أفغانستان
كان الشيخ رحمه الله يعمل على تصدير الجهاد من أفغانستان الى بقاع
الأرض التي ديست بأرجل الكفار ، و لقد أصبح العالم خائفا من الجهاد
ويحسب للجهاد في أفغانستان ألف حساب خاصة أن الجهاد قد امتد حتى
وصل الى معظم المناطق التي تعرضت للغزو من قبل أعداء الله ، و لهذا
حرص أعداء الله على التخلص من هذه الشخصية الجهادية التي بدأت
تصدر الجهاد الى المناطق المحتلة من العالم الاسلامي و الى
المستضعفين في الأرض و لا بد من قتل رموز الجهاد .
رابعا : لأن الشيخ حوّل الجهاد الأفغاني الى
جهاد اسلامي عالمي
لقد كان الشيخ الشهيد ينشد وحدة الأمة الاسلامية تحت علم الجهاد ،
ويعمل من أجل ذلك و قد عمل حتى آخر لحظة من حياته من أجل جمع
كلمة المجاهدين و طالما ردد كثيرا : ان موت جميع أولادي أحبّ اليّ من
أن يختلف قادة الجهاد وقد استصرخ الشهيد ضمائر الأمة الاسلامية في
شتى أنحاء العالم فحث التجار في البلاد العربية و الاسلامية أن يقدموا
أموالهم في سبيل الله ، و صرخ صرخته المدوية في البلاد العربية
والاسلامية للعلماء أن ينفروا الى أرض الجهاد و أن يساهم كل مسلم
بقدراته و نفسه و علمه بهذا الجهاد المبارك . فكان لهذا النداء صداه
فوفد الى الجهاد مجموعات من الشباب من كافة الأقطار و التقت هذه
الجموع و انصهرت كلها في بوتقة العقيدة و على أساسها تجاهد في
سبيل الله ، و اذا بالأمة الاسلامية المترامية الأطراف المقطعة الأوصال في
أنحاء المعمورة تتجمع من جديد في جسم متكامل ، و لهذا حرص أعداء
الأمة على اغتيال الشيخ و التخلص منه .
رحم الله الشهيد د.عبد الله عزام
صانع أمجاد الاسلام في القرن العشرين
واسكنه فسيح جنانه وجعل مثواه الجنه من النبيين والصديقين
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
منقول
في يوم الجمعة 24/11/1989م كان الدكتور عبد الله عزام و اثنين من
ابناءه على موعد مع الشهادة .
فمن هو الدكتور عبد الله عزام و لماذا اقدم الحاقدون على اغتياله.
مولده و نشأته
ولد الشهيد عبدالله عزام في فلسطين ( سيلة الحارثية ) من مدينة جنين
سنة 1941 م كان ملازما لتلاوة القرآن كما كان ملازما لمسجد القرية
يعطي الدروس الدينية كذلك فإن الشهيد تربى في حضن الدعوة الاسلامية
وعلى أيدي بعض رجالاتها في مدينة جنين في الضفة الغربية
تلقى علومه الابتدائية و الاعدادية في مدرسة القرية و أكمل دراسته في
معهد خضورية الزراعية في مدينة طولكرم. بعد ان حصل على شهادة
الكلية بتقدير امتياز عمل مدرساً في مطلع الستينيات ، و قد تابع دراسته
الجامعية في جامعة دمشق ( كلية الشريعة ) و نال منها شهادة الليسانس
في الشريعة بتقدير جيد جدا .
واثناء جهاده في فلسطين -سنذكره لاحقا- التحق د. عبد الله عزام بجامعة
الأزهر و نال شهادة الماجستير في أصول الفقه سنة 1968م حيث عمل
بعد ذلك محاضرا في كلية الشريعة في عمان 1970 - 1971 م ثم أوفد
الى القاهرة لنيل شهادة الدكتوراه و قد حصل عليها في أصول الفقه
بمرتبة الشرف الأولى 1973 م .
عمله
ثم عمل مدرسا في الجامعة الأردنية ( كلية الشريعة ) من سنة 1973م
إلى 1980م حيث تربى على يديه مئات الشباب المسلم العائد الى ربه
والذين كان يعدهم ليوم اللقاء مع العدو ليزيل الاحتلال عن رقاب أمة
الاسلام في فلسطين ، و لكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفن فصدر
قرار الحاكم العسكري الأردني بفصله من الجامعة الأردنية عام 1980م.
خروج الشهيد من الأردن
بدأ الشيخ يبحث عن مكان آخر للدعوة فغادر الى السعودية حيث عمل
مع جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1981م ، و لكنه لم يطق البقاء
هناك فطلب من مدير الجامعة العمل في الجامعة الاسلامية الدولية في
اسلام آباد في الباكستان ليكون قريبا من الجهاد الأفغاني فانتدب للعمل
فيها سنة 1981م ، رجع الشيخ في نهاية عام 1983 الى جدة من أجل
تجديد فترة الانتداب فوجد ادارة الجامعة قد أنزلت له برنامجا حتى يدرس
فيها و رفضت الجامعة تجديد عقد الاعارة لحساب الجامعة الاسلامية في
اسلام آباد فقدم الشهيد استقالته .
و تعاقد مع الرابطة 1984م و عاد مستشارا للتعليم في الجهاد الأفغاني
وعندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة و قال :
هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد.
جهاده
أولا : جهاده في فلسطين
في عام 1968 عاد د.عبد الله عزام الى الأردن قادماُ من السعودية عزم
على الجهاد فكيف يهدأ له بال آنذاك و هو يرى حثالة اليهود تسرح على
أرض فلسطين و تدنس مقدسات المسلمين فحرض الشباب و استنهض
هممهم للتدرب على استعمال السلاح لمقاتلة اليهود وقد اتخذ الشيخ
الشهيد مع مجموعات من الشباب المسلم قاعدة لهم في شمالي الأردن
كان الناس يطلقون عليها ( قواعد الشيوخ ) و كان الشهيد أميرا لقاعدة
بيت المقدس للانطلاق منها الى فلسطين لمواجهة العصابات اليهودية
على أرض فلسطين.
أهم المعارك التي شارك فيها
اشترك د.عبد الله عزام في بعض العمليات على أرض فلسطين كان من
أهمها: أولا : معركة المشروع أو الحزام الأخضر التي خاضها الشهيد مع
اخوانه، و قد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي ثانيا : معركة
5 حزيران 1970 م و قد اشترك فيها ستة من المجاهدين، في أرض
مكشوفة تصدوا لدبابتين و كاسحة ألغام و كان موشيه دايان وزير
الدفاع اليهودي قد أرسل مراسلا كنديا و آخر أمريكيا ليطوف بهم على
الحدود و يريهم أن العمل الفدائي قد انتهى ، و اذا بجند الله يخرجون لهم
كالجن المؤمن من باطن الأرض و انهالت القذائف و جرح الصحفيان ،
واعترف اليهود باثني عشر قتيلا من الجنود و الضباط و لكن قتلى
الأعداء كانوا أكثر من هذا بكثير ، و قد استشهد ثلاثة من الأخوان في
هذه المعركة لكن ما جرى في أيلول 1970 م حال دون مواصلة الشيخ
الشهيد و اخوانه الجهاد على أرض فلسطين و أغلقت الحدود و لم يتمكن
هؤلاء المجاهدين من مواصلة جهادهم على أرض فلسطين والا لأذاقوا
اليهود ويلات المعارك التي كانوا يصلون بها اليهود جهارا نهارا.
ثانيا : جهاده في افغانستان
يعتبر د.عبد الله عزام من منظمي الجهاد في افغانستان ، ، و هناك في
بيشاور بدأ العمل الجهادي حيث قام سنة 1984 م بتأسيس مكتب
الخدمات الذي كان يوجه الأخوة العرب لخدمة الجهاد الأفغاني و كان لهذا
المكتب نشاطات تعليمية و تربوية و عسكرية و صحية و اجتماعية
واعلامية كثيرة في كل أنحاء أفغانستان تقريبا.
يقول الشيخ اسامة بن لادن
الشيخ عبد الله عزام عليه رحمة الله هو رجل أظهر بوضوح بعد أن اغتيل
عليه رحمة الله مدى العقم الذي أصاب نساء المسلمين من عدم إنجاب
رجل بمثل الشيخ عبد الله عليه رحمة الله.
أهل الجهاد الذين حضروا الساحة وعاشوا تلك المرحلة يعلمون أن الجهاد
الإسلامي في أفغانستان لم يستفد من أحد مثلما استفاد من الشيخ عبد الله
عزام حيث أنه حرض الأمة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب،
والشيخ عبد الله عزام عليه رحمة الله في تلك الفترة زاد نشاطه مع
المجاهدين في فلسطين وبالذات مع حماس ودخلت كتبه إلى داخل
فلسطين لتحريض الأمة للجهاد ضد اليهود وخاصة كتاب آيات الرحمن
وبدأ ينطلق الشيخ من الجو الذي ألفه الإسلاميون والمشايخ وهو جو
ضيق ومتقوقع وإقليمي كل واحد داخل مدينته، انفتح على العالم الإسلامي
لتحريض المسلمين على الجهاد ، والشيخ عبد الله كان مجاله في باب
الدعوة والتحريض! ونحن كنا في جبال بكتيا في الداخل وهو يرسل إليّ
الشباب ونأخذ بتوجيهاته حول ما يأمرنا به ونسأل الله أن يتقبله شهيداً
وابنيه محمد وإبراهيم وأن يعوض الأمة من يقوم بالواجب
الذي كان يقوم به.
من قصص جهاده في افغانستان
بعد تأسيس معسكر الانصار عام 1987م والذي كانت مهمته هي تدريب
المجاهدين العرب و تعرض هذا المعسكر لهجمات جوية وبرية من
القوات السوفييتية والقوات الحكومية الأفغانية وتعرض هذا المعسكر
العربي إلى قصف شديد وانسحب المقاتلون الأفغان مع بداية القصف
الجوي وعمليات الإنزال ولكن المقاتلين العرب وعلى رأسهم عبد الله
عزام وأسامة بن لادن ومجموعة لا يزيد عددها على 35 شخصاً صمدوا
في المعسكر لمدة أسبوعين من القتال الضاري وبعدها ظهرت ما يسمى
بأسطورة عبد الله عزام و أسامة بن لادن والمجاهدين العرب .
استشهاده
في يوم الجمعة بتاريخ 24/11/1989م انطلق الشيخ رحمه الله الى
مسجد سبع الليل لالقاء خطبة الجمعة فمرت السيارة التي كان يستقلها من
فوق لغم بوزن 20كغم من متفجرات ( ت.ان.ت) كان قد زرعه الحاقدون
المجرمون ، و قد نتج عن هذا الانفجار استشهاد شهيد الأمة الاسلامية
الدكتور عبدالله عزام و معه زهرتين من فلذات كبده
( محمد نجله الأكبر و ابراهيم ) .
و قد سارت الجموع الغفيرة و هي تودع الشيخ وولديه ، الى مقبرة
الشهداء في بابي بعد أن صلى عليه الشيخ عبد رب الرسول سياف و جمع
غفير من المجاهدين العرب و الأفغان .. و غيرهم من المسلمين
الذين حضروا الجنازة.
وقد حدّث الذين حضروا جنازته و هم ألوف ، أنهم اشتموا رائحة المسك
تنبعث من دمه الزكي و بقيت هذه الرائحة حتى تم دفنه ، و أن الله تعالى
قد حفظ جسمه من التشويه رغم شدة الانفجار الذي قطع تيار الكهرباء
وحفر حفرة عميقة في الأرض ، و تناثرت أجزاء السيارة ، ووجد في
استشهاده ساجداً، وظن أول من قدم للمكان أنه حي ويسجد شكراً لله،
كما انبعثت منه رائحة المسك عبقت المكان وانبعثت من
أبنائه رائحة الحناء.
في الليلة الظلماء غابت الذروة الشماء وافتقد البدر الذي رحل، وهو يبني
بيت الشموع والكبرياء، ولم يكتمل البناء بعد، وهاهي حلة قشيبة من
الشهداء الذين نسجهم الشهيد (عبد الله عزام) بجهاده وعلمه وهو ينادي
بأن (مقادير الرجال تبرز في ميدان النزال لا في منابر الأقوال)، ويهتف
(أيها المسلمون حياتكم بالجهاد، وعزكم بالجهاد ووجودكم مرتبط ارتباطاً
مصيرياً بالجهاد، يا أيها الدعاة لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم
أسلحتكم، يا مسلمين تقدموا لقيادة الجيل الراجع إلى ربه، ولا تركنوا إلى
الدنيا، وإياكم وموائد الطواغيت، فقد ضاعت بلاد المسلمين بقعة بقعة
وتسلط على رقابنا الطغاة، وانتشر في أرضنا البغاة ونحن ننتظر.. فهل
تتحركون إنقاذ الأمة … يا نساء المسلمين إياكن والترف فهو عدو
الجهاد، وربين أبنائكن على الخشونة والرجولة والبطولة والجهاد، ولتكن
بيوتكم عريناً للأسود وليست مزرعة للدجاج الذي يسمن ليذبحه
الطواغيت … ربين أبنائكن على نغمات القذائف ودوي المدافع وأزيز
الرصاص، وهدير الطائرات والدبابات، وإياكن وأنغام الناعمين
وموسيقى المترفين).
وقد قال الشاعر في حقه :
عهد من الله، عبد الله، قمت له عزماً تشق عليه دربك الوعرا
لله درك عبد الله من رجل ضرب مضي ألجم الأهواء فانتصرا
شمرت من عزته لله صادقة وخضت لجة من لم يعرف الحذرا
لماذا اقدم اعداء الاسلام على قتله؟
لقد كانت هناك اسباب كثير لدى اعداء الله لإغتيال الشهيد القائد
و نضع اهمها :
أولا : لكونه صاحب مدرسة جهادية عملية
لقد قدم االشهيد الى ساحة الجهاد الأفغاني سنة 1982م و بدأ يحرض
المؤمنين على القتال و يستنهض همم الشباب للقدوم الى ساحات النزال
ويوقظ احساس العلماء أن أفيقوا من رقادكم فان دين الله عزوجل لا يمكن
أن يقوم على وجه الأرض و لا تصبح له شوكة الا بالجهاد في سبيل الله.
و صدرت أول فتوى من الشهيد بشأن حكم الجهاد في فلسطين
وأفغانستان أو أي شبر من أرض المسلمين ديس من قبل الكفار أنه فرض
عين على كل مسلم بالمال و النفس و لا عذر بالتخلف الا لأصحاب
الأعذار ، ولقد ارتجفت أوصال الكثيرين من أصحاب النفوذ من هذا
الصوت الذي انطلق في أرجاء المعمورة و خاصة أن هذا العالم طبق
ما يقول على نفسه فامتشق سلاحه و طرح الدنيا على عاتقيه ، و انك
لتقف متعجبا و أنت تراه يتسلق قمم جبال أفغانستان بين الثلوج يشق
الطريق و يمهدها لأعادة تلك المنارة المفقودة ( الخلافة الراشدة) .
ولهذا حرص أعداء الله على التخلص منه بأي طريقة كانت ، و في هذا
يقول أحد قادة الجهاد الأفغاني : ( ان شيخنا الكريم كان من الشخصيات
التي اذا سمع باسمها أعداء هذه الأمة ، يثير فيهم القلق و الاضطراب ،
وان أعداءنا كانوا يعرفون الشيخ أكثر مما نعرفه ، و ان الشيخ كان عدوا
لدودا للشيوعية و الصهيونية و الجبابرة )
ثانيا : أن الشهيد كان ترسا للجهاد في أفغانستان
لم يعهد أعداء هذه الأمة أن يروا عالما من هذا الطراز يحمل السلاح
ويقاتل الكفرة و الملاحدة من أجل اقامة دين الله في الأرض في هذا القرن
مثلما عهدوه في شهيدنا الغالي . كان الشهيد ترسا للجهاد ، يجاهد في
سبيل الله بقلمه و سنانه ، و كان صوت الحق الناطق باسم الجهاد في
العالم فأراد أعداء الجهاد أن يسكتوا هذا الصوت بعد أن انتصر الجهاد في
أفغانستان على الدب الروسي و أجبره على العودة الى قمقمه و بعد أن قلم
المجاهدون أظافره ، بدأت المؤامرة بترتيب بين الشرق والغرب أن
لا يكون الاسلام هو البديل بعد خروج الروس ، فجاءت المؤامرات يتلو
بعضها بعضا ، و كان الشيخ رحمه الله كلما تعرض الجهاد الى سهم يوجه
اليه أو شبهة تثار حوله من قبل أعداء الله ينبري للرد عليها بكل ما أوتي
من حجة و بيان ، و لهذا السبب أيضا ضاق به الشرق و الغرب ذرعا
وعجزوا عن مواجهته و جها لوجه لا في ساحة ميدان الجهاد
ولا عبر البيان و الكلام .
ثالثا : بسبب فكرته عن تصدير الجهاد الى خارج أفغانستان
كان الشيخ رحمه الله يعمل على تصدير الجهاد من أفغانستان الى بقاع
الأرض التي ديست بأرجل الكفار ، و لقد أصبح العالم خائفا من الجهاد
ويحسب للجهاد في أفغانستان ألف حساب خاصة أن الجهاد قد امتد حتى
وصل الى معظم المناطق التي تعرضت للغزو من قبل أعداء الله ، و لهذا
حرص أعداء الله على التخلص من هذه الشخصية الجهادية التي بدأت
تصدر الجهاد الى المناطق المحتلة من العالم الاسلامي و الى
المستضعفين في الأرض و لا بد من قتل رموز الجهاد .
رابعا : لأن الشيخ حوّل الجهاد الأفغاني الى
جهاد اسلامي عالمي
لقد كان الشيخ الشهيد ينشد وحدة الأمة الاسلامية تحت علم الجهاد ،
ويعمل من أجل ذلك و قد عمل حتى آخر لحظة من حياته من أجل جمع
كلمة المجاهدين و طالما ردد كثيرا : ان موت جميع أولادي أحبّ اليّ من
أن يختلف قادة الجهاد وقد استصرخ الشهيد ضمائر الأمة الاسلامية في
شتى أنحاء العالم فحث التجار في البلاد العربية و الاسلامية أن يقدموا
أموالهم في سبيل الله ، و صرخ صرخته المدوية في البلاد العربية
والاسلامية للعلماء أن ينفروا الى أرض الجهاد و أن يساهم كل مسلم
بقدراته و نفسه و علمه بهذا الجهاد المبارك . فكان لهذا النداء صداه
فوفد الى الجهاد مجموعات من الشباب من كافة الأقطار و التقت هذه
الجموع و انصهرت كلها في بوتقة العقيدة و على أساسها تجاهد في
سبيل الله ، و اذا بالأمة الاسلامية المترامية الأطراف المقطعة الأوصال في
أنحاء المعمورة تتجمع من جديد في جسم متكامل ، و لهذا حرص أعداء
الأمة على اغتيال الشيخ و التخلص منه .
رحم الله الشهيد د.عبد الله عزام
صانع أمجاد الاسلام في القرن العشرين
واسكنه فسيح جنانه وجعل مثواه الجنه من النبيين والصديقين
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
منقول