PDA

View Full Version : الاطفال في فلسطين يصرون على مواصلة الصمود


ابو الامير
14-05-2003, 11:15 PM
http://www.qudsway.com/akhbar/pic_hom/2003/qq0163.jpg

حتى الاطفال في فلسطين يصرون على مواصلة الصمود رغم حجم الموت المنتشر في محيطهم والذي يحاول اختطاف كل شيء جميل من شأنه ان يرسم البسمة على شفاههم, اطفال بعمر الورود يحاولون الدفاع عن منزل يأويهم بعد ان تقدمت الدبابات والجرافات تجاهه لتهدمه على رؤوس من فيه, حينها وقف الفتي محمد هشام القريناوي (14 عاماً) من مدينة دير البلح وهو يعرف ان مواصلة الوقوف يعني الموت تحت جنازير الدبابات الا انه استمر في الوقوف امام الجرافة الصهيونية التي واصلة تقدمها تجاه الفتى ومنزله .

الفتي بدأ يصرخ طالباً منهم التوقف عن هدم المنزل فأفراد اسرته لا زالوا بالداخل, الا ان سائق الجرافة الصهيونية والذي يواصل ممارسة ساديته وهوايته في اراقة الدم الفلسطيني اصر على مواصلة التقدم والبدء في الهدم غير ابه بتوسلات الفتى المتكررة, حينها لم يكن امام محمد الى ان حطم احد النوافذ واخذ في اخراج اسرته منها خاصة جدية الذين لا يستطيعان الخروج نظراً لكبر سنهما .

استمر الهدم دون توقف وابتعدت الاسرة قليلاً واخذت ترقب عن بعد عملية التدمير التي تقوم بها جرافات الاحتلال الصهيوني للمنزل الذي كان يؤويهم منذ عشرات السنين, فقد انهارت احلامهم مع انهيار اول طوبة في المنزل داستها الجرافات لتنتهي قصة صمود استمرت اكثر من 31 شهراً .

يقول طارق القريناوي (35 عاماً) عم الفتى واحد ساكني المنزل المدمر ان العائلة بقيت في المنزل رغم اطلاق النار وعمليات الدهم والارهاب شبه اليومية, مضيفاً لم نشهد ايام هادئة منذ بداية الانتفاضة خصوصاً بعد ان بدأ جنود الاحتلال يستهدفون المناطق والمنازل المحيطة بمغتصبة كفار داروم .

ويعيش في المنزل يقول القريناوي 19 فرداً حيث يبعد عن سياج المغتصبة الجاثمة على اراضينا نحو 200 متر فقط الا اننا ورغم محاولات التهجير والترحيل واصلنا التشبت بالبقاء فيه على الرغم من كل اصناف التعذيب والارهاب اليومي .

ويتابع القريناوي كنا نعيش في هدوء وسعادة حتى اندلعت الانتفاضة فبدأنا نشعر بالخوف على انفسنا خاصة في تلك الايام والليالي التي تشهد عمليات اطلاق نار مكثف من قبل الابراج العسكرية الصهيونية المحيطة بحينا .

ويضيف القريناوي ان قوات الاحتلال هدمت عشرات المنازل في محيط المغتصبة وجرفت عشرات الدونمات من الاراضي الزراعية بغية تحقيق الامن والطمأنينة لمستوطنيهم الا ان هذا الامن لم يتحقق وبات اشبه بالحلم المستحيل بل ان ان هذه الاعمال زادت من غضب المواطنين ونقمتهم .

ويواصل القريناوي وصف مشهد عملية الهدم قائلاً كنت خارج المنزل عندما بدأ الجنود في تدميرالمنزل وقد راقبت المشهد من بعيد بعد ان منعني الجنود من العودة اليه كل ذلك وسط اطلاق نار مكثف وفي كل الاتجاهات, مضيفاً لقد بدأوا بهدم مدخل المنزل والقوا بأشجار "الكينيا" الطويلة والتي تزيد اعمارها عن عمر الاحتلال على المنزل فتسببت بهدم الجزء الشرقي منه وحاصرت افراد الاسرة داخل غرفهم .

واشار القريناوي الى ان افراد الاسرة حاولوا الخروج من المنزل الا انهم لم يتمكنوا فلجأ ابن اخي محمد الى كسر النافذة والخروج امام الدبابة حيث اخذ يحاول اقناع الجنود الصهاينة بالتوقف عن متابعة الهدم, لكن محاولته هذه ذهبت ادراج الرياح .

ويضيف كان صعباً على الوالدين الذين يبلغ كل منهما 75 عاماً ان يخرجا من النافذة الا ان تواصل عملية الهدم وملاحقة الجرافة لهم دفع بأبناء اخي الى وضع سرير اسفل النافذة ليتمكنا من الهرب خلالها , وبالفعل فقد خرج الوالدان من المنزل حيث سقطا على الارض واصيبا برضوض بسيطة وواصلا الابتعاد عن المنزل .

وبعد دقائق من الخروج من المنزل كانت عائلة القريناوي تلتقط انفاسها وتستجمع قواها في منزل اخر يملكه احد الابناء ويبعد 700 متر عن المنزل المهدوم .

ويقول القريناوي في اليوم التالي توجهنا الى المنزل لاخراج ما يمكن اخراجه من الاثاث والملابس والمصاغ الذهبية والنقود الا ان كل شيء كان مدمراً تعلوه الانقاض والاخشاب .

وبعد صمت استمر للحظات قال ان العائلة تعيش الان بشكل مؤقت في بيت احد الابناء في المنطقة حتى يتم الانتقال الى منزل اخر .

ويشعر القريناوي بالغضب وهو يرى منزله وقد هدم ودمر بالكامل ويقول هذا عمل اجرامي ارهابي لا يمكن تصور ان يهدم المنزل فوق رؤوس اصحابه الا الصهاينة فهم الذين يقومون بهذه الاعمال النازية والمجرمة .

واضاف لقد كسب جنود الاحتلال جولة في المعركة وهدموا المنزل لكنهم لن يتسطيعوا ان يكسبوا المعركة لأن الحق لا يضيع مادام وراءه مطالب وختم قائلاً سنواصل الحلم بالعودة الى المنزل على الرغم من كل اصناف العذاب والقتل ويختتم القريناوي قوله وسط اصرار غريب سنواصل الطريق حتى العودة وسنبقى صامدين حتى ولو ازالوا كل المنازل ولن نترك ارضنا كما حدث في يوم النكبة وسنواصل التشبت بها فأما ندفن فيها او ان نعيش عليها بعزة واباء .

وكانت قوات الاحتلال قد ارتكبت مجزرة جديدة ليلة الخميس الجمعة بحق ثمانية منازل في منطقة دير البلح في اعقاب العملية الاستشهادية التي نفذها الشهيد محمود العناني ضد مغتصبة كفار داروم .

المصدر : نداء القدس

ابو الامير
08-10-2003, 01:17 AM
للرفع