PDA

View Full Version : دعوة لمحاكمة تاريخ الأمة


ابو الامير
18-05-2003, 01:37 PM
قبل ما يقرب من الألف وأربعمائة سنة استطاع الخليفة الأموي المؤسس أن يلوى عنق التاريخ ويوظف الرسالة الإسلامية التحريرية لمصلحة ومصلحتة ابنائه من بعده عندما شرع لأول مرة خلال عمر الدولة العربية الإسلامية القصير أسلوب الاستيلاء على السلطة بإستخدام القوة غصباً عن إرادة المجتمع وتوريثها من ثم لابنائه وأحفاده .
كانت تلك الحادثة حجر الزاوية في صرح الهزيمة والعار الذي جثم على صدر هذه الأمة المنكوبة ... لقد اصبح التاريخ منذ ذلك الحين ساحة للصراع بين الطوائف والأحزاب والأفراد الذين تكالبوا على عرش الخلافة وكراسي الحكم .. واضحت الجماهير " الرعية " خارج اللعبة تماماً أو انقطعت بالتالي علاقتها بالمسار العام لمصير الأمة ولم يبق أمامها إلا أن تكتفي بمشاهدة ما يحدث
ما حدث بعد ذلك بأربعة عشر قرناً في العراق حين دخلت قوات التحالف الغازية التى تهاوت أمامها مقاومة النظام كتمثال من الشمع لم يكن سوى نتيجة عرضية لعصور مديدة من حالة الطلاق البائن بين السلطة والجماهير .. لقد كان الثمرة المنتظرة لهذا الذي بدأ فيه معاوية منذ ذلك الوقت المبكر واستمر عليه كل من جاء بعده ..
لن أقول أنه لا يحق لنا ان نشعر بالصدمة والذهول ازاء ما حصل ولكن علينا الا نفقد احساسنا واتصالنا بحقيقة الواقع الذي نعيشه .. نعم لنا ان نتأسف ونحزن ولكن ليس لنا أن نتعامى على جذور مأساة .. ليس لنا أن نغرس رؤسنا في الرمال في هذه اللحظات الحرجة بالذات ..
علينا ( لكي نعي ونفهم ونستوعب وبالتالي نتجاوز " ان نحاكم تاريخنا كله ومنذ بداياته أي منذ إنقسمنا الى حكام ومحكومين الى سلطة ومعارضة إلى سنة وشيعة .. ولن يحدث هذا إلا إذا أسقطنا من عقولنا كل الأصنام والتابوهات والمقدسات القبلية التى كبلت تفكيرنا وشلت قدرتنا على النقد الذاتي ..
ان السقوط المروع الذي عشنا تفاصيله لحظة بلحظة .. كان يجب ان نتوقعه لان المنطق والتحليل الموضوعي يقودان اليه ببساطة مطلقة إذ ليس من حقنا ان نظن او حتى نتمنى أن تكون الأحداث في غير المسار الذي هي عليه .. ولاجل ما يمكن انقاده على الأمة ان تقف لحظة تأمل فالقطار الذي أطلق صافرة البداية لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمحطته الأخيرة ...

/الوطن