زهرة الكركديه
26-05-2003, 02:21 AM
" خالد " شاب مثقف وملىء بالحيوية وبالنشاط ... وهو يتمتع بشخصية فذة وقوية.. كما أن شكله الخارجى ..يتناسب تماما مع ظرفه ودلعه... إلا أن هناك خصلة وحيدة لا تحبها " خطيبته سلوى " فيه.. وهى انه كثير المراوغة والكذب...وكلما سألته عن شىء... لا يجيبها بصدق البتة.. وهذه النقطة كثيرا ما تجعل سلوى فى حالة حيرة وشك وعدم اطمئنان.... مرت فترة طويلة على خطبتهما .. وكلما حثته على استعجال الزواج واتمامه.. يبدا فى مراوغته المعتادة.. ويتحجج بأن الوقت ما زال مبكرا....كيف يكون الوقت مبكرا وهو فى الثلاثين وهى على وشك أن تكون فى السابعة والعشرين... !
.. فى احد الايام " السودة " خرجت سلوى للتسوق مع عدد من رفيقاتها.. هى تلك المجموعة المعتادة المحاطة بالسواد .. كلما نظرت فى السوق رأيت " شلة منتشرة فى كل بقعة من السوق." فتيات التسوق " كما يحلو للبعض ان يسميهن..
.
لا تدري سلوى ما الذى دفعها لتنظر إلى يمينها... ولسوء حظها وجدت " عريسها برفقة فتاة طويلة رشيقة جميلة كاشفة "
تجمدت.. وتجمدت معها رفيقاتها.. لكنها لم تنبس ببنت شفة.. وكظمت غيظها وتركت السوق دون ان ينتبه لها خطيبها الخائن... وعادت أدراجها الى البيت تجر معها خيبتها ودموعها..
لم تظهر سلوى لخالد أنها اكتشفت .. كل شىء عنه . خاصة بعد تلك الحادثة .. عينت مراقبين ومتحرين يحضرون أخباره اولا باول. وعرفت أن " الخطيب المغرم " واقع لشوشته وقد حدد موعد الزواج بتلك الكاشفة خلال هذا الأسبوع... وجاءها فى يوم... يريد إكمال لعبته السمجة.. والغبي لا يشك مطلقا بان هذه الخطيبة أتفه من أن تكتشف امره .. او أن تفكر اصلا بشىء من هذا القبيل..
وقد قدم لها هدية مغلفة بالورد والاشرطة الملونة عبارة عن زوج أحذية وعقد من الذهب .. وهو يظهر الاسف لانه مضظر أن يسافر لمدة شهر من أجل اتمام صفقة مهمة فى " الهند "
ولان كيدهن عظيم... تظاهرت سلوى بالحزن وعدم رغبتها بان يتركها ويسافر لكن لابد ان يضحيا من أجل " لقمة العيش "
عرفت سلوى عنوان الفندق الذى سيقام فيه حفل الزفاف ... فتزينت " وتكشخت " ولبست أجمل ثيابها
وفى الليلة الموعودة.... حضرت ..وجلست بين الحضور دون ان ينتبه لها أحد أو يعرفها.. خاصة أنها غطت وجهها ...بغطاء خفيف..
وأخذت تراقب ." عريسها على الكوشة " وكان الارض لا تسعه وكانه سطير عاليا من فرط سعادته... تاملت وجهه فكادت تتقيا وقد بدا لها كالاهبل .
نظرت حولها... لم يكن يرغب بان يقيم لها حفلا كهذا الحفل
كان يقول بأن هذا اسراف لا يقبل به شرع ولا دين وايضا حرام التبذير .. كما انه لا يريد ان يبدا أول ليلته بفعل محرم كضرب المعازف والرقص والطبل والهز ثم تأملت العروس بفستان الفرح الأبيض الفاضح الضيق من اعلى الصدر حتى الخصر ومن الاسفل ترك كأنه " حمامة نافشة ريشها "... والذى يبدو غالى الثمن ومن أحسن دور الأزياء العالمية.. وهو الذى كان يرفض أن ترتدى هى مثل هذا الفستان الذى لا يمد لعاداتنا وتقاليدنا بأية صلة كما كان يتشدق ويقول ويثير إعجاب الجميع " من بره هالله هالله ومن جوة يعلم الله " نفوس مريضة.." وكم شعرت بالاشمئزاز وهى تراقب الجميع رجالا ونساءا يحدقون فيها .. كيف يقبل على نفسه ان ينظر الرجال الى زوجته بهذه الطريقة وهى كاشفة عارية هكذا..! أى زمن هذا الذى نحن فيه.. أى مصيبة أى بلاء.. أين ذهبت الغيرة ..!....... " اين ذهبت كل هذه الأفكار النبيلة والمعانى السامية.. ام أن حمى التقليد قد اعمت بصيرته أو أن العروس سلبت لبه .أم أن أم العروس اجبرته على نفض جيوبه من اجل إرضاء الناس.لابد انه الآ ن من " قوم تدين وتزين ..!!" فقير حافى " منتف "..
المسكين... كم ستدوم سعادته مع هذه الزوجة " الجميلة " والديون كاسرة ظهره...
ثم القت نظرة احتقار نحوه " كيف تجرأ وخدعها ولماذا...! ماذا ينقصنى تساءلت في نفسها إن كان لا يريدنى فلماذا استمر فى الكذب على وخداعى واخذ نقودى.. الجبان ..ثم تمعنت جيدا فيهما من خلف غطاء وجهها فرأته يقف مع عروسه من أجل المغادرة.. وهنا كانت اللحظة الحاسمة.. وقفت سلوى .. وتقدمت بثبات نحوهما وقد تمكن منها غيظها وغضبها وحب الانتقام كان يسيطر على كل شبر فى جسدها.... والجميع فى حالة ذهول واستغراب من هذه الغريبة المقتحمة ... ثم ابعدت الغطاء عن وجهها .. وقالت موجهة حديثها الى خطيبها ...
_ مبروك يا حبيبي.. ليش ما خبرتنى علشان أحضر عرسك.. أعرف من الغريب...!
والله ما كان العشم..
ولم تترك له مجالا ليرد فقد الجمته الدهشة بل أخرجت إحدى فردات النعل القديمة من تحت عباءتها " وقالت وهى ترفع يدها وتهوى بالنعال على وجهه... " هذه هديتى لك يا كذاب".. امام عروسه والحضور.. ثم نزعت الخاتم من يدها والقته على صدره ملحقته اياه ببصقة...
واخيرا .. خرجت رافعة الراس ... تاركة العريس التعيس المنحوس .. ... فى موقف لا يحسد عليه.
زهرة الكركديه
.. فى احد الايام " السودة " خرجت سلوى للتسوق مع عدد من رفيقاتها.. هى تلك المجموعة المعتادة المحاطة بالسواد .. كلما نظرت فى السوق رأيت " شلة منتشرة فى كل بقعة من السوق." فتيات التسوق " كما يحلو للبعض ان يسميهن..
.
لا تدري سلوى ما الذى دفعها لتنظر إلى يمينها... ولسوء حظها وجدت " عريسها برفقة فتاة طويلة رشيقة جميلة كاشفة "
تجمدت.. وتجمدت معها رفيقاتها.. لكنها لم تنبس ببنت شفة.. وكظمت غيظها وتركت السوق دون ان ينتبه لها خطيبها الخائن... وعادت أدراجها الى البيت تجر معها خيبتها ودموعها..
لم تظهر سلوى لخالد أنها اكتشفت .. كل شىء عنه . خاصة بعد تلك الحادثة .. عينت مراقبين ومتحرين يحضرون أخباره اولا باول. وعرفت أن " الخطيب المغرم " واقع لشوشته وقد حدد موعد الزواج بتلك الكاشفة خلال هذا الأسبوع... وجاءها فى يوم... يريد إكمال لعبته السمجة.. والغبي لا يشك مطلقا بان هذه الخطيبة أتفه من أن تكتشف امره .. او أن تفكر اصلا بشىء من هذا القبيل..
وقد قدم لها هدية مغلفة بالورد والاشرطة الملونة عبارة عن زوج أحذية وعقد من الذهب .. وهو يظهر الاسف لانه مضظر أن يسافر لمدة شهر من أجل اتمام صفقة مهمة فى " الهند "
ولان كيدهن عظيم... تظاهرت سلوى بالحزن وعدم رغبتها بان يتركها ويسافر لكن لابد ان يضحيا من أجل " لقمة العيش "
عرفت سلوى عنوان الفندق الذى سيقام فيه حفل الزفاف ... فتزينت " وتكشخت " ولبست أجمل ثيابها
وفى الليلة الموعودة.... حضرت ..وجلست بين الحضور دون ان ينتبه لها أحد أو يعرفها.. خاصة أنها غطت وجهها ...بغطاء خفيف..
وأخذت تراقب ." عريسها على الكوشة " وكان الارض لا تسعه وكانه سطير عاليا من فرط سعادته... تاملت وجهه فكادت تتقيا وقد بدا لها كالاهبل .
نظرت حولها... لم يكن يرغب بان يقيم لها حفلا كهذا الحفل
كان يقول بأن هذا اسراف لا يقبل به شرع ولا دين وايضا حرام التبذير .. كما انه لا يريد ان يبدا أول ليلته بفعل محرم كضرب المعازف والرقص والطبل والهز ثم تأملت العروس بفستان الفرح الأبيض الفاضح الضيق من اعلى الصدر حتى الخصر ومن الاسفل ترك كأنه " حمامة نافشة ريشها "... والذى يبدو غالى الثمن ومن أحسن دور الأزياء العالمية.. وهو الذى كان يرفض أن ترتدى هى مثل هذا الفستان الذى لا يمد لعاداتنا وتقاليدنا بأية صلة كما كان يتشدق ويقول ويثير إعجاب الجميع " من بره هالله هالله ومن جوة يعلم الله " نفوس مريضة.." وكم شعرت بالاشمئزاز وهى تراقب الجميع رجالا ونساءا يحدقون فيها .. كيف يقبل على نفسه ان ينظر الرجال الى زوجته بهذه الطريقة وهى كاشفة عارية هكذا..! أى زمن هذا الذى نحن فيه.. أى مصيبة أى بلاء.. أين ذهبت الغيرة ..!....... " اين ذهبت كل هذه الأفكار النبيلة والمعانى السامية.. ام أن حمى التقليد قد اعمت بصيرته أو أن العروس سلبت لبه .أم أن أم العروس اجبرته على نفض جيوبه من اجل إرضاء الناس.لابد انه الآ ن من " قوم تدين وتزين ..!!" فقير حافى " منتف "..
المسكين... كم ستدوم سعادته مع هذه الزوجة " الجميلة " والديون كاسرة ظهره...
ثم القت نظرة احتقار نحوه " كيف تجرأ وخدعها ولماذا...! ماذا ينقصنى تساءلت في نفسها إن كان لا يريدنى فلماذا استمر فى الكذب على وخداعى واخذ نقودى.. الجبان ..ثم تمعنت جيدا فيهما من خلف غطاء وجهها فرأته يقف مع عروسه من أجل المغادرة.. وهنا كانت اللحظة الحاسمة.. وقفت سلوى .. وتقدمت بثبات نحوهما وقد تمكن منها غيظها وغضبها وحب الانتقام كان يسيطر على كل شبر فى جسدها.... والجميع فى حالة ذهول واستغراب من هذه الغريبة المقتحمة ... ثم ابعدت الغطاء عن وجهها .. وقالت موجهة حديثها الى خطيبها ...
_ مبروك يا حبيبي.. ليش ما خبرتنى علشان أحضر عرسك.. أعرف من الغريب...!
والله ما كان العشم..
ولم تترك له مجالا ليرد فقد الجمته الدهشة بل أخرجت إحدى فردات النعل القديمة من تحت عباءتها " وقالت وهى ترفع يدها وتهوى بالنعال على وجهه... " هذه هديتى لك يا كذاب".. امام عروسه والحضور.. ثم نزعت الخاتم من يدها والقته على صدره ملحقته اياه ببصقة...
واخيرا .. خرجت رافعة الراس ... تاركة العريس التعيس المنحوس .. ... فى موقف لا يحسد عليه.
زهرة الكركديه