PDA

View Full Version : «كوكا كولا» تنوي احتلال الأسواق العراقية بعد دخول المحتلين الأمريكيين


عقلة بن عجلان
28-05-2003, 01:48 PM
قال دوجلاس دافت رئيس شركة «كوكاكولا» الأمريكية للمشروبات الغازية، إنه يكثف جهوده حالياً لفتح الطريق لمنتجات شركته في العراق وتحقيق أعلى معدل لها أمام منتجات الشركات المنافسة، وخاصة التي تحمل أسماءً إسلامية مثل «مكة كولا».

وأعرب رئيس شركة «كوكاكولا»، وهو أسترالي يحمل الجنسية الأمريكية، في تصريحات لصحيفة «دي فيلت» الألمانية الشهر الماضي عن سعادته بحصول الأطفال العراقيين على الـ«كوكاكولا» التي وصفها بأنها رمز الحضارة الغربية من جنود الاحتلال. وأشار دافت إلى سابقة مماثلة عندما منح الجنود الأمريكيون أقراص اللبان إلى المواطنين الألمان بعد اكتساحهم برلين عام 1945.

وتوقع أن يمهد الجنود الأمريكيون الطريق لمنتجاته في العراق بعد أن حصل من البنتاغون على عقد لتموين الوحدات الأمريكية في الخليج العربي بالمشروب الشهير من مركز الشركة في ولاية أتلانتا مباشرةً.

وأكد دافت المعروف بصلته الوثيقة بالبيت الأبيض في المقابلة أن أسلوبه في الإدارة والتسويق يرتكز على نظرية سقوط «الدومينو» التي تعلمها من تيار المسيحيين الجدد الذي ينتمي إليه والمتغلغل في أوساط الإدارة الأمريكية، وأوضح قائلاً: «إن سقوط العراق سيتبعه فتح أبواب العالم العربي على مصاريعها لاستقبال مشروبات المنتصر الأمريكي الغازية والكحولية وأنماطه وقيمه السلوكية بصورة كاملة».

وأضاف قائلاً: إنه يمزج الديمقراطية الوافدة إلى العالم العربي بمذاق الـ«كوكاكولا»، مشيراً إلى أن «العراقيين مطالبون بشرب منتجاتنا وحدها وليس مكة كولا أو غيرها»، وأعرب عن أمله في أن لا يستقبل المجتمع العراقي العلماني -على حد وصفه- المشروبات الأمريكية باحتقار مثلما تفعل باقي الشعوب العربية المتدينة.

ولم يفُت دافت أن ينوِّه إلى وصول الدفعة الأولى من الـ«كوكاكولا» إلى الغزاة مع بدء هجومهم على العاصمة العراقية بغداد، وأقرَّ رئيس شركة «كوكاكولا» بالسمعة السيئة لشركته في العالمين العربي والإسلامي بوصفها رمزاً للاستعمار والظلم الأمريكي، واعترف بتراجع مبيعاتها بشدة عالمياً.

لكنه عبَّر في المقابل عن رغبته في حل هذه المشكلة عبر تكثيف الدعاية وإظهار تفهم للثقافات المختلفة، وأرجع دافت النجاح الكبير لمشروب «مكة كولا» الذي ظهر مؤخراً لينافس منتجات شركته إلى تسميته الدينية، وإدراك المواطنين العرب أن ريعه سيذهب إلى إخوانهم وبلادهم على عكس الـ«كوكاكولا» التي ستذهب إلى شركة متعددة الجنسية تمثل قوى الاحتكار الغربي.

وتحقق أسهم شركة «كوكاكولا» تراجعاً حاداً منذ سنوات في أسواق المال العالمية، وبلغت القيمة الحالية للسهم الواحد نصف قيمته عام 1998، ولم تفلح قرارات دوجلاس دافت منذ توليه رئاسة الشركة عام 2000 خلفاً لدوجلاس أيفيستير بتسريح آلاف العمال في تحقيق أي تحسن لوضع الأسهم.

ومن المعروف أن مشروب «مكة كولا» كان قد ظهر في فرنسا في شباط عام 2002 كبديل للمياه الغازية الأمريكية المعروفة باسم «كوكاكولا»؛ وقد استوحى مؤسس الشركة «توفيق المثلوثي» -وهو مدير لإذاعة المتوسط الخاصة بفرنسا- الفكرة من المشروب الغازي «زمزم كولا» البديل الإيراني للمياه الغازية الأمريكية، والذي لاقى إقبالاً واسعاً في دول الخليج مع انتشار المقاطعة الشعبية للمنتجات الأمريكية في العديد من الدول العربية والإسلامية؛ بسبب سياسات أمريكا المنحازة للكيان الصهيوني في قضية الصراع العربي الإسرائيلي.

ويحظى مشروب «مكة كولا» بدعم كبير من أبناء الجالية الإسلامية بفرنسا الذين يسعون جاهدين لمقاطعة البضائع الأمريكية؛ تعبيراً عن رفضهم القاطع للسياسة الأمريكية تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط. وتحمل زجاجة مكة كولا عبارات تؤكد أن «10% من ثمنها مخصص لصالح صندوق رعاية الأطفال الفلسطينيين، و10% أخرى لفقراء المسلمين في فرنسا».