بو عبدالرحمن
14-06-2003, 10:33 PM
حين يطالبني البعض _ والحمد لله أنهم قلة _ أن لا أكتب في ( الإيمانيات )
إنما يطالبونني أن أخلع روحي عن جسدي ..!!
وأن اسلخ عقلي عن قلبي وما يعمره ..!
وأن استغني عن أنفاسي التي تتردد في صدري على مدار الساعة ..!
بل هؤلاء يريدون مني أن أجعل السماء أرضاً .. والأرض سماءً !!!
وهذا لا يكون ألبتة ..!! وإن كان يمكن أن يكون ، فليس بمقدوري هذا والله !!
أريد أن يعرف هؤلاء الأحباب ..
أن هاجس الإيمان في نفسي هو رئتي التي أتنفسُ بها !!
هو وميض عيني التي أرى النهار بها ، وفي النهار أرى الأشياء على حقائقها !!
هو خفقات قلبي التي ترتج في صدري حتى وأنا نائم !!
هو نبض روحي التي لولاها لكنت في الأموات ..!!
يا أحبابي ... شأني مع إيماني أرقى وأعلى من شأن المحبوب مع محبوبته
فانظر ماذا قال :
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي ** ولي عن كل شغلٍ بها شغلُ !!
قناعتي التي أعيش عليها وألقى الله بها :
أن حرارة الإيمان إذا سرت في عروق إنسان ، كفيلة أن تُحدث عنده :
انقلابا هائلا في كل شيء .. وفي كل دائرة من دوائر حياته ..!!
في نظرته للأمور .. في تقييمه للأشياء .. في موازينه .. في تصوراته ..الخ
بل الأمر أبعد من هذا وأخطر وأدق ..
إن حرارة الإيمان إذا تشربها القلب حقاً .. كفيلة أن :
تضبط سلوكيات هذا الإنسان بشكل مبهر للغاية ..
حتى أنها تضبط له لسانه ( المتلفت أصلا !! ) فإذا هو اليوم :
يحاسب نفسه على الكلمة العابرة يرسلها بلا وعي !!
لأن هاجس الإيمان يجعله يتذكر بقوة أن كلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا
قد تكون سببا في أن يهوي في النار سبعين سنة ......!!
وعلى هذا قس .....
ومن هنا .. فقناعتي التي تملأ عليّ كل ذرة في كياني :
أن حرارة الإيمان إذا توهج بها القلب حقاً .. كفيلة أن تعيد لهذا الإنسان :
البهجة والفرح الروحي والتألق ..
مما يجعله صلبا أمام أعاصير الحياة وهي تعصف بالناس وتشرقّ بهم وتغربّ !!
وإذا هو شامخ شموخ الجبال الراسيات والدنيا من حوله تغلي غليانها !!
وإذا هو يستولد من رحم الظلمات المتراكبة .. قبس من نور الأمل والتفاؤل
يعيش به .. والناس من حوله يموتون كل يوم موتات بسبب الإحباط الذي هم فيه !!
بل أنا على تمام اليقين ..
أن مثل هذا الإنسان _ إذا تفاعل حقا مع متطلبات إيمانه الذي يعمر قلبه _
يصبح متميزا كالشامة في وجه الدنيا .. مباركا حيثما كان ..
يجد صدى بركته جميع من يتعامل معه ، ويجلس إليه ويستمع له ..!
ومثل هذا الإنسان المتميز .. يصبح ويمسي وهو مشعل هداية
يمشي بين الناس نورا فيهتدي به كثيرون من حيث يشعر ولا يشعر ..
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ .. وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
شتان شتان ..لا يستويان .. حي وميت .. وصحيح ومريض .. ونور وظلمة !!
وقناعتي التي تتجذر في كل خلية في كياني :
أن إشراقة الإيمان إذا تشربها القلب حقا وصدقاً ،
وتوهج معها القلب حتى أصبح كالكوكب الدري كفيلة تماماً أن :
تحل أعقد مسائل الحياة ، في منتهى اليسر ..
وكفيلة أن تجعل هذا الإنسان قادرا على الاستعلاء في يسر على شهوات الدنيا وفتنها ..
مع الناس من حوله يتساقطون كالذباب في وحلها وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!!
وتجعله كذلك يستخرج في ثقة من حالات الانكسار التي يمر بها أو تمر بها أمته :
دروس الصمود والتألق والتفاؤل والثقة بنصر الله سبحانه ..
فيضطرب الناس من حوله وهم في حالة ترويع ،
بينما هو يتجلبب في ثياب سكينة غامرة تجعله يواجه طوفان الحياة وعلى فمه ابتسامة الواثق !!
وتجعله يتعامل مع صور الخريف القاحل بشكل يحيلها إلى ربيع أخضر فينان !!
على اعتبار ما سيكون من أمرها ولو بعد حين !!
قومٌ همومهمْ باللهِ قد علقتْ *** فما لهم هممٌ تسمو إلى أحدِ
فمطلبُ القومِ مولاهم و سيدهم ** يا حسن مطلبهم للواحد الأحدِ
ولله در القائل وهو يسوق ثمرة من روائع الثمرات فيقول :
إذا حلتِ الهداية قلباً *** نشطتْ للعبادةِ الأعضاءُ
وهذا كذلك من البركات السماوية التي ينضح بها القلب الذي تشرب الإيمان !
يهرول إلى الطاعات ( منتشياً ، مبتهجا).. لأنه يعلم أنه يقف بين يدي ملك الملوك!
وأنه بهذا يكون في حالة تكريم لا أروع منها .. ومن ثم فلا أروع منه !!
إلا انسان ينافسه في هذا النور وإلى هذا النور ، ويزيد عليه !!
(.. وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) ..
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
لقد أعجبتني كلمة قرأتها ذات يوم لأحد المفكرين .. قال :
إن كثيرين اليوم يتعاملون مع ( الإيمان ) كأنه مشكلة البشرية ..!!
مع أنه لا حل لمشاكل البشرية إلا بالإيمان فقط ..!! ( معنى ما قال )
فإلى الذين يطالبونني بأن أخفف الجرعات الإيمانية أقول ما قال القائل :
كأنهم أثنوا ولم يعلموا ** عليك عندي بالذي عابوا
واللبيب بالإشارة يفهم ..
= = =
( تنويه : ثلاث رسائل وصلتني عبر البريد .. دفعتني إلى هذه الكلمة ..
مع أن رسائل كثيرة جدا بالإضافة إلى ما هو مدون في سجل زوار الموقع ،
وفي قسم قالوا عن الموقع .. كلها تشيد وتؤكد أثر هذه الموضوعات
ولله الحمد والمنة والفضل .. ولكني مع هذا كتبت ما كتبت.
لأقطع الطريق على هؤلاء .. والله المستعان )
إنما يطالبونني أن أخلع روحي عن جسدي ..!!
وأن اسلخ عقلي عن قلبي وما يعمره ..!
وأن استغني عن أنفاسي التي تتردد في صدري على مدار الساعة ..!
بل هؤلاء يريدون مني أن أجعل السماء أرضاً .. والأرض سماءً !!!
وهذا لا يكون ألبتة ..!! وإن كان يمكن أن يكون ، فليس بمقدوري هذا والله !!
أريد أن يعرف هؤلاء الأحباب ..
أن هاجس الإيمان في نفسي هو رئتي التي أتنفسُ بها !!
هو وميض عيني التي أرى النهار بها ، وفي النهار أرى الأشياء على حقائقها !!
هو خفقات قلبي التي ترتج في صدري حتى وأنا نائم !!
هو نبض روحي التي لولاها لكنت في الأموات ..!!
يا أحبابي ... شأني مع إيماني أرقى وأعلى من شأن المحبوب مع محبوبته
فانظر ماذا قال :
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي ** ولي عن كل شغلٍ بها شغلُ !!
قناعتي التي أعيش عليها وألقى الله بها :
أن حرارة الإيمان إذا سرت في عروق إنسان ، كفيلة أن تُحدث عنده :
انقلابا هائلا في كل شيء .. وفي كل دائرة من دوائر حياته ..!!
في نظرته للأمور .. في تقييمه للأشياء .. في موازينه .. في تصوراته ..الخ
بل الأمر أبعد من هذا وأخطر وأدق ..
إن حرارة الإيمان إذا تشربها القلب حقاً .. كفيلة أن :
تضبط سلوكيات هذا الإنسان بشكل مبهر للغاية ..
حتى أنها تضبط له لسانه ( المتلفت أصلا !! ) فإذا هو اليوم :
يحاسب نفسه على الكلمة العابرة يرسلها بلا وعي !!
لأن هاجس الإيمان يجعله يتذكر بقوة أن كلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا
قد تكون سببا في أن يهوي في النار سبعين سنة ......!!
وعلى هذا قس .....
ومن هنا .. فقناعتي التي تملأ عليّ كل ذرة في كياني :
أن حرارة الإيمان إذا توهج بها القلب حقاً .. كفيلة أن تعيد لهذا الإنسان :
البهجة والفرح الروحي والتألق ..
مما يجعله صلبا أمام أعاصير الحياة وهي تعصف بالناس وتشرقّ بهم وتغربّ !!
وإذا هو شامخ شموخ الجبال الراسيات والدنيا من حوله تغلي غليانها !!
وإذا هو يستولد من رحم الظلمات المتراكبة .. قبس من نور الأمل والتفاؤل
يعيش به .. والناس من حوله يموتون كل يوم موتات بسبب الإحباط الذي هم فيه !!
بل أنا على تمام اليقين ..
أن مثل هذا الإنسان _ إذا تفاعل حقا مع متطلبات إيمانه الذي يعمر قلبه _
يصبح متميزا كالشامة في وجه الدنيا .. مباركا حيثما كان ..
يجد صدى بركته جميع من يتعامل معه ، ويجلس إليه ويستمع له ..!
ومثل هذا الإنسان المتميز .. يصبح ويمسي وهو مشعل هداية
يمشي بين الناس نورا فيهتدي به كثيرون من حيث يشعر ولا يشعر ..
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ .. وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
شتان شتان ..لا يستويان .. حي وميت .. وصحيح ومريض .. ونور وظلمة !!
وقناعتي التي تتجذر في كل خلية في كياني :
أن إشراقة الإيمان إذا تشربها القلب حقا وصدقاً ،
وتوهج معها القلب حتى أصبح كالكوكب الدري كفيلة تماماً أن :
تحل أعقد مسائل الحياة ، في منتهى اليسر ..
وكفيلة أن تجعل هذا الإنسان قادرا على الاستعلاء في يسر على شهوات الدنيا وفتنها ..
مع الناس من حوله يتساقطون كالذباب في وحلها وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!!
وتجعله كذلك يستخرج في ثقة من حالات الانكسار التي يمر بها أو تمر بها أمته :
دروس الصمود والتألق والتفاؤل والثقة بنصر الله سبحانه ..
فيضطرب الناس من حوله وهم في حالة ترويع ،
بينما هو يتجلبب في ثياب سكينة غامرة تجعله يواجه طوفان الحياة وعلى فمه ابتسامة الواثق !!
وتجعله يتعامل مع صور الخريف القاحل بشكل يحيلها إلى ربيع أخضر فينان !!
على اعتبار ما سيكون من أمرها ولو بعد حين !!
قومٌ همومهمْ باللهِ قد علقتْ *** فما لهم هممٌ تسمو إلى أحدِ
فمطلبُ القومِ مولاهم و سيدهم ** يا حسن مطلبهم للواحد الأحدِ
ولله در القائل وهو يسوق ثمرة من روائع الثمرات فيقول :
إذا حلتِ الهداية قلباً *** نشطتْ للعبادةِ الأعضاءُ
وهذا كذلك من البركات السماوية التي ينضح بها القلب الذي تشرب الإيمان !
يهرول إلى الطاعات ( منتشياً ، مبتهجا).. لأنه يعلم أنه يقف بين يدي ملك الملوك!
وأنه بهذا يكون في حالة تكريم لا أروع منها .. ومن ثم فلا أروع منه !!
إلا انسان ينافسه في هذا النور وإلى هذا النور ، ويزيد عليه !!
(.. وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) ..
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
لقد أعجبتني كلمة قرأتها ذات يوم لأحد المفكرين .. قال :
إن كثيرين اليوم يتعاملون مع ( الإيمان ) كأنه مشكلة البشرية ..!!
مع أنه لا حل لمشاكل البشرية إلا بالإيمان فقط ..!! ( معنى ما قال )
فإلى الذين يطالبونني بأن أخفف الجرعات الإيمانية أقول ما قال القائل :
كأنهم أثنوا ولم يعلموا ** عليك عندي بالذي عابوا
واللبيب بالإشارة يفهم ..
= = =
( تنويه : ثلاث رسائل وصلتني عبر البريد .. دفعتني إلى هذه الكلمة ..
مع أن رسائل كثيرة جدا بالإضافة إلى ما هو مدون في سجل زوار الموقع ،
وفي قسم قالوا عن الموقع .. كلها تشيد وتؤكد أثر هذه الموضوعات
ولله الحمد والمنة والفضل .. ولكني مع هذا كتبت ما كتبت.
لأقطع الطريق على هؤلاء .. والله المستعان )