®Lumina ss 2002
28-07-2003, 11:29 AM
كنا صغار حينها ولم تكن هناك مطاعم خمس نجوم ومراكز تسوق حديثة يتمشى فيها الواحد ويجلس في كوفي شوب يطالع الساير والياي كانت اقصى درجات المتعة اليلسة جدام دكان الحارة وصرف درهم او درهمين على اسكريم او غرشة كولا او شطيرة مكونة من الجبن و المينو والكافي تعقبها حوامة واستعراض علي سيكل او مباراة كرة قدم سريعة يعود الواحد منا بعدها للبيت بينما شكله اشعث اغبر وكانما نهض من قبر .
في هذه الاجواء اذكر قصة تعرفي الى الكيما من مطعم (سوريش) القريب والذي كان ملتقى شباب الحارة من طبقة راقية رغمة ان الوجبة فيه كانت غالية على حساب المصروف اليومي آنذاك والذي لايكفي الحين لتوقيف سيارة في موقف عمومي لمدة خمس دقائق وكان تناول الكيمة في مطعم بنسبة لي كحضور بوفيه سي فود على شاطى فندق عشر نجوم على جرز الكاريبي بينما الرولز رويس تنتظرني في الخارج والبودي الجاردية يحيطون بي من كل جانب.
والكيما لمن لم يتشرف بالتعرف اليها هي وجبة هنديه من اللحم المفروم من الذبايح المكفنات التي تصل للمطعم وكأنها تمثال من الجرانيت مضاف اليها البازلاء وتقدم مع خبزتين براتا حار يجلب من على طوبي مباشرة و مرفقه بصحن سلطة فيه ثلاث دواوير طماط وراس بصل ولوميه وهي وجبه فطور لكني حولتها بقدرة القادر الى وجبة لكل الاوقات اتريقها واتغذاها واتعشاها وكم فرحت بعد ايام عندما علمت ان المطعم بدأ في تحويلها الى سندويش فكان شندويش الكيما رفيقنا الدائم وكنت ارقب تحولها الى ايسكريم من فرط ولعي بها.
كانت المطاعم بسيطه لاديكور ولا يحزنون ولا ايتيكيت ولا غربال ولا لباس موحد ولا قائمة طعام وكان من يرتادها بطران فاللاكل موجود في البيت فلم يخسر بيزاته, تطورت المطاعم وصارت قصورا تبحث فيها عن صرصور فلا تجد بينما كنا نأكل ايام زمان و (قطاو)تتمشى حولنا بل كنا نلقي لها ببعض اللحم على الارضيه لتأكله وتفكنا من شرها وكانت مشاهدة الصرصور عاديه يكفي ان تدعسه برجلك وينتهي الامر اما اليوم فيقيم الواحد الدنيا ويقعدها لانه رأى النملة في المطعم؟
تطورت مع المتطورين واستبدلت المطاعم القديمة بالحديثة تقف بموترك ويستقبلك احدهم ببذلة اكشح منك ليفتح لك الباب ويوقف لك سيارتك في الباركن وتتعشى مع صديقك في مطعم خمس نجوم وتاتيك الفاتورة تعادل معاش بشكارتكم اللي تكد من قبل طلو ع الفجر وحتى نص الليل لكن اغلب تلك المطاعم ارتيادها ليس للاكل وترس البطن وانما للتمشية والسوالف والبرستيج الذي يجب علينا اتباعه طوعا او غضبا حتى لايقال اننا متخلفون او ميتون على دنيا وخايفين على بيزاتنا كم تمنيت وانا اجلس في مطعم من تلك الفئة وحلمت بان اجد الكيمة مدرجة على المينيو ولكن هيهات تاكل وتدفع دم قلبك ولا تشعر بالمتعة نفسها في مطاعم التي كنا نصرخ فيها باعلى صوت طلبا للخبزة براتا حارة او راس بصل او شاي سليماني وكان حساب ثلاث انفار لايكفي اليوم كبخشيش لمن يفتح لك باب الموتر في مطاعمنا الحديثة .
الكيمة لاتزال موجودة لكن طعمها تغير والبحث عن الكيمة الاصلية بات يشبه التفتيش عن قطع غيار الوكالة في دكاكين الصناعية ...
انها مشيئة القدر لكن علاقتي بها لم تنته طوال هذه السنوات كنت افتش عنها كمن يبحث عن كافيار الفاخر في مطاعم اوروبا لكن الفرق انني ابحث عن مطاعم ثلاث نجوم تحت الصفر علني اجد الخلطة الاصلية التي افتقدتها منذ زمن......... :cry: :cry:
في هذه الاجواء اذكر قصة تعرفي الى الكيما من مطعم (سوريش) القريب والذي كان ملتقى شباب الحارة من طبقة راقية رغمة ان الوجبة فيه كانت غالية على حساب المصروف اليومي آنذاك والذي لايكفي الحين لتوقيف سيارة في موقف عمومي لمدة خمس دقائق وكان تناول الكيمة في مطعم بنسبة لي كحضور بوفيه سي فود على شاطى فندق عشر نجوم على جرز الكاريبي بينما الرولز رويس تنتظرني في الخارج والبودي الجاردية يحيطون بي من كل جانب.
والكيما لمن لم يتشرف بالتعرف اليها هي وجبة هنديه من اللحم المفروم من الذبايح المكفنات التي تصل للمطعم وكأنها تمثال من الجرانيت مضاف اليها البازلاء وتقدم مع خبزتين براتا حار يجلب من على طوبي مباشرة و مرفقه بصحن سلطة فيه ثلاث دواوير طماط وراس بصل ولوميه وهي وجبه فطور لكني حولتها بقدرة القادر الى وجبة لكل الاوقات اتريقها واتغذاها واتعشاها وكم فرحت بعد ايام عندما علمت ان المطعم بدأ في تحويلها الى سندويش فكان شندويش الكيما رفيقنا الدائم وكنت ارقب تحولها الى ايسكريم من فرط ولعي بها.
كانت المطاعم بسيطه لاديكور ولا يحزنون ولا ايتيكيت ولا غربال ولا لباس موحد ولا قائمة طعام وكان من يرتادها بطران فاللاكل موجود في البيت فلم يخسر بيزاته, تطورت المطاعم وصارت قصورا تبحث فيها عن صرصور فلا تجد بينما كنا نأكل ايام زمان و (قطاو)تتمشى حولنا بل كنا نلقي لها ببعض اللحم على الارضيه لتأكله وتفكنا من شرها وكانت مشاهدة الصرصور عاديه يكفي ان تدعسه برجلك وينتهي الامر اما اليوم فيقيم الواحد الدنيا ويقعدها لانه رأى النملة في المطعم؟
تطورت مع المتطورين واستبدلت المطاعم القديمة بالحديثة تقف بموترك ويستقبلك احدهم ببذلة اكشح منك ليفتح لك الباب ويوقف لك سيارتك في الباركن وتتعشى مع صديقك في مطعم خمس نجوم وتاتيك الفاتورة تعادل معاش بشكارتكم اللي تكد من قبل طلو ع الفجر وحتى نص الليل لكن اغلب تلك المطاعم ارتيادها ليس للاكل وترس البطن وانما للتمشية والسوالف والبرستيج الذي يجب علينا اتباعه طوعا او غضبا حتى لايقال اننا متخلفون او ميتون على دنيا وخايفين على بيزاتنا كم تمنيت وانا اجلس في مطعم من تلك الفئة وحلمت بان اجد الكيمة مدرجة على المينيو ولكن هيهات تاكل وتدفع دم قلبك ولا تشعر بالمتعة نفسها في مطاعم التي كنا نصرخ فيها باعلى صوت طلبا للخبزة براتا حارة او راس بصل او شاي سليماني وكان حساب ثلاث انفار لايكفي اليوم كبخشيش لمن يفتح لك باب الموتر في مطاعمنا الحديثة .
الكيمة لاتزال موجودة لكن طعمها تغير والبحث عن الكيمة الاصلية بات يشبه التفتيش عن قطع غيار الوكالة في دكاكين الصناعية ...
انها مشيئة القدر لكن علاقتي بها لم تنته طوال هذه السنوات كنت افتش عنها كمن يبحث عن كافيار الفاخر في مطاعم اوروبا لكن الفرق انني ابحث عن مطاعم ثلاث نجوم تحت الصفر علني اجد الخلطة الاصلية التي افتقدتها منذ زمن......... :cry: :cry: