أبو لـُجين ابراهيم
14-02-2004, 08:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المقال جاءني بالبريد من سعادة الدكتور محمد الهرفي وفقه الله لنشره في المنتديات وقد منعت جريدة الوطن نشره وهي ليست المرة الأولى والسبب في منعه لأنه يخالف توجه الجريدة الذي يدعوا إلى تأييد ما حصل من تبرج وسفور في منتدى جدة الأقتصادي والدليل أن المقالات التي تتبناها الجريدة هو نقد بيان المفتي وكل من يستنكر ما حدث في منتدى جدة الأقتصادي .
ونشكر سعادة الدكتور محمد الهرفي الأستاذ في جامعة الملك فيصل بالأحساء على غيرته وهو بحق يستحق منا الشكر والدعاء ونسأل الله أن يكثر من أمثاله
ملاحظة : المقدمة من تعليقي وليس رأي الدكتور .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتدى جدة بين المفتي والإعلام
د/ محمد الهرفي
في منتدى جده الاقتصادي برزت ظاهرة غريبة لم تحدث من قبل بهذه الصورة العلنية في المجتمع السعودي، نساء سعوديات يجلسن جنبا إلى جنب مع الرجال، الحجاب الشرعي المتفق علية بالإجماع غير موجود، صور هؤلاء السيدات تنشر على الصفحات الأولى من الجرائد وكان هناك رسالة يراد إيصالها إلى المجتمع السعودي الذي يدعي المحافظة كل تلك السنوات الطوال كما يدعي كذلك أن له خصوصية تميزه عن غيره من متجمعات الدنيا، هكذا يقول البعض، وهكذا يريد الإعلام أن ينكر هذه الأقاويل بالحجة الدافعة، إبراز هذا الحدث بصدارة لافتة للنظر داخل المملكة وخارجها وكأنه حدث تاريخي لم يسبق إلية أو إنجاز حضاري عجز عنه الآخرون يستدعي الوقوف والتأمل وإعادة النظر فيه، مرة وأخرى وثالثة.
صحيفة القدس العربي علقت على هذا الحديث بمقال تحت عنوان (ثورة نسائية في السعودية) وكان مما جاء في هذه المقال ( ما حدث في منتدى جدة الاقتصادي ظاهرة غير مسبوقة في مشاركة المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل وظهور بعض السيدات سافرات أمام عدسات المصورين والحضور يعتبر ثورة أو انقلاب وتأشيراً لمرحلة جديدة مختلفة كلياً عن مراحل سابقة امتدت لأكثر من خمسة عشر قرنا على الأقل فإقدام السيدة العليان المديرة العامة لمؤسسة العليان للتمويل على الظهور أمام المنتدى الاقتصادي في جدة دون حجاب ومخاطبتها المشاركين من الرجال والنساء على المنصة هو حدث تاريخي ويضعها بالنسبة لليبراليين في مصاف سيدات مثل هدى شعراوي رائدة التحديث في مصر في مطلع القرن الماضي).
وقد أبرزت بعض الصحف المحلية صدد هولاء السيدات وكأنهن في محفل ممتع كما علق بعض الصحفيين على هذا الحدث بقوله: إن ما فعلته السيدات السعوديات يعد بداية لتحرير المرأة السعودية، كما علق البعض على فتوى المفتي بقوله: إن هذه الفتوى تصطدم مع الإصلاحات التي تريدها الدولة وكأن هذه الإصلاحات لا يمكن أن تتم في ظل وجود النساء محجبات..
وهنا لابد من طرح سؤال واضح: هل هناك علاقة مترابطة ما بين خلع الحجاب واعني به كشف الرأس وما بين التقدم والحضارة المرجوة من هذا الخلع وبسؤال اكثر وضوحا هل يعتقد هؤلاء رجالا ونساء أن مشكلة تخلف مجتمعنا تكمن في الحجاب؟
وهل يعتقدون أيضا أن التخلي عن هذا الحجاب سيوصلنا إلى مصاف الدول المتقدمة؟ وهل يعتقدون أن بداية الطريق أو نهايته لست ادري ـ هي هذا الحجاب؟ هدى شعراوي التي أوردت القدس العربي اسمها كزعيمة لهذا التيار مصرية وقد قامت بفعلتها قبل حوالي قرن وملايين المصريات سلكن هذا الطريق فهل يمكن القول الآن أن مصر دولة متقدمة وهل يمكن مقارنتها باليابان التي كانت ترسل أبناءها ليدرسوا في مصر في تلك الفترة؟ كيف هي مصر الآن وكيف هي اليابان مع أن اليابان لم تتخل عن عاداتها ولها في التمسك بهذه العادات قصص لا مجال لذكرها الآن.
وأقول ( عاداتهم ) وفرق بين العادة والعبادة. ثم لننظر إلى الدول العربية حولنا وكيف تتعامل نسائها مع الحجاب ثم لنسأل: هل هذه الدول متقدمة ومتحضرة؟ إنني أفهم التقدم والتحضر أن تكون الدولة قادرة على صنع حاضرها ومستقبلها بنفسها. أي أن تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع وتدافع عن نفسها بسلاحها الذي تنتجه مصانعها وقادرة على رد كل عدوان عليها. هذا هو التقدم الذي أفهمه إلا إذا كان هناك مفاهيم أخرى لهذا المصطلح، هل الدول العربية التي تخلت نساؤها عن الحجاب تفعل شيئا مما ذكرته؟ إسرائيل تهدد اكثر من دولة عربية دفعة واحدة وقد اعتدت فعلا وما زالت على اكثر من دولة وهذه الدول لا تملك إلا الشكوى والبكاء.
معظم أطعمة هذه الدول من أعدائها وكذا لباسها وسلاحها فهل هذه دول متقدمة وهي لا تعتمد على نفسها في اهم حاجاتها؟ أمريكا اليوم تهدد بعض الدول العربية واحتلت البعض الآخر وتكيل التهم جزافا هنا وهناك فهل خلع الحجاب سيجعلنا قادرين على رد اعتداءاتهم؟
بلادنا نالها نصيب وافر من هذه التهم والعدو الصهيوني بمؤازرة الأمريكان يكيدون لها ويتحدثون عن مكائدهم في وضح النهار ونحن كغيرنا نستورد طعامنا وشرابنا ولباسنا وسلاحنا فهل إذا قامت بعض نسائنا بخلع الحجاب سيتغير هذا الواقع؟ أقولها وبكل صراحة ـ لو استطاع أحد- رجل أو امرأة - أن يقنعني بهذه النتيجة فإنني ساكون أول من يخلع ملابسة وسأعمل جاهدا على إقناع نساء أسرتي بعمل الشيء نفسه. لن اكتفي بخلع غطاء الرأس بل اكثر من ذلك بكثير وساجد ضميري مرتاحا لما سأفعله وسأقول: أن الضرورات تبيح المحظورات جريا على عادة بعض مدعي العلم إذا أرادوا تسويغ أمر معين حقا أو باطلا فتقدم بلادي يستحق أن افعل هذا واكثر منه.. التقدم يا سادة ـ ليس بخلع الحجاب بل ولا بخلع كل الملابس بل بالعمل الجاد وبالإخلاص. خلع الحجاب عملية سهلة لا تستغرق اكثر من ثوان معدودة ولكن التقدم الحق في كل شيء عملية في غاية الصعوبة ثم من قال أن الحجاب يقف عائقا أمام الحضارة والتقدم؟ ومن قال أن الإسلام يقف عائقا أمامها كذلك؟ غيرنا يعتز بعاداته وهي مجرد عادات ـ مثل الهنود واليابانيون وسواهم ومع هذا فهم مصنفون بأنهم من الدول المتحضرة إذ لم تقف هذه العادات أمام طموحهم.
الذي يبحث عن الحضارة والتقدم لا يوقفه شيء عن بلوغها ولا يحتاج إلى مشجب لتعليق عليه أخطاءه وتقصيره. ولكن يبدو أننا دولا وأفرادا ـ لم نسلك الطرق الصحيحة الموصلة إلى التقدم ويبدو أننا لم ننو أن نقوم بهذه العملية. الشيء الذي أسعدني في هذا كله بيان المفتى حول هذا الحدث وسر سعادتي ليست في البيان ذاته ولكن في تحرك المفتى الذي طال انتظارنا له، مرت بالأمة الإسلامية احدث جسام منها احتلال بلدين أحدها مسلم وآخر عربي ومسلم ومنها التهديد المستمر لبلادنا والضغط عليها لتساير الأمريكان في كلياتهم التي لا تقف عند حد ومع هذا كله فلم نسمع للمفتى شيئا حول هذه الأحداث وكأنها تجري في كوكب غير كوكبنا أو كان المسلمين في بيت الديار لا يمتون إلينا بصلة كما نسمع شيئا من هيئة كبار العلماء وهكذا بدء الناس يفقدون ثقتهم بعمائمهم وبمؤسساتهم الدينية وبدأ الإحباط يطغي على نفوسهم فكان بيان المفتى نقطة مضيئة في هذا الطريق استبشر له الناس وقالوا لعل علماءنا بدوا يستعيدون مكانتهم وهذه بداية الطريق. لهذا كله فرحت كثير لهذا البيان كما فرحت كذلك لبيانه الآخر حول الحجاب في فرنسا، علماؤنا يجب أن يكون لهم دور رائد مميز في كل الأحداث التي تمرها بها بلادنا وعالمنا الإسلامي وإلا فقدوا مكانتهم وليتهم يدركون هذه الحقيقة. الشي اللافت للنظر هو موقف وزارة الإعلام، هذه االوزارة التي يبدوا أنها تعيش في غير هذا العصر إذ أصدرت الوزارة تعليمات صارمة بعدم نشر أي شيء حول هذا المنتدى ولست ادري سر هذا المنع فالحدث معلن وما قيل فيه معروف وجريء تحت ظل الدولة وموافقتها فما الذي يجعل الوزارة تمنع الناس من الكتابة عنه وإبدا آرائهم حوله؟ ثم تظن هذه الوزارة أن المنع هو الحل؟ ألا تعم أن هناك وسائل نشر غير الصحف المحلية ثم أن المنع يجعل الإقبال على الشيء الممنوع اكثر من أي قبل كما يجعل الوزارة في مكانة سيئه لا تحسد عليها.دعوا الناس يقولون ما يريدون؟ أعطوهم حريتهم نحن في بداية طريق الإصلاح وأول هذا الطريق الحريات الإعلامية فإذا كانت الوزارة تحارب هذه الحريات فمن أين يأتي الإصلاح؟ أن عملية الإصلاح يجب أن يشارك فيها الجميع؟ نساءً ورجالاً ويجب أن يطالب الجميع بهذه الإصلاحات لأنها حق لهم. ولكن عندما يربط البعض بين الإصلاح وبين ترك بعض شرائع الإسلام فقل عندها: على الإصلاح والتقدم السلام فلن نراه أبدا.
هذا المقال جاءني بالبريد من سعادة الدكتور محمد الهرفي وفقه الله لنشره في المنتديات وقد منعت جريدة الوطن نشره وهي ليست المرة الأولى والسبب في منعه لأنه يخالف توجه الجريدة الذي يدعوا إلى تأييد ما حصل من تبرج وسفور في منتدى جدة الأقتصادي والدليل أن المقالات التي تتبناها الجريدة هو نقد بيان المفتي وكل من يستنكر ما حدث في منتدى جدة الأقتصادي .
ونشكر سعادة الدكتور محمد الهرفي الأستاذ في جامعة الملك فيصل بالأحساء على غيرته وهو بحق يستحق منا الشكر والدعاء ونسأل الله أن يكثر من أمثاله
ملاحظة : المقدمة من تعليقي وليس رأي الدكتور .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتدى جدة بين المفتي والإعلام
د/ محمد الهرفي
في منتدى جده الاقتصادي برزت ظاهرة غريبة لم تحدث من قبل بهذه الصورة العلنية في المجتمع السعودي، نساء سعوديات يجلسن جنبا إلى جنب مع الرجال، الحجاب الشرعي المتفق علية بالإجماع غير موجود، صور هؤلاء السيدات تنشر على الصفحات الأولى من الجرائد وكان هناك رسالة يراد إيصالها إلى المجتمع السعودي الذي يدعي المحافظة كل تلك السنوات الطوال كما يدعي كذلك أن له خصوصية تميزه عن غيره من متجمعات الدنيا، هكذا يقول البعض، وهكذا يريد الإعلام أن ينكر هذه الأقاويل بالحجة الدافعة، إبراز هذا الحدث بصدارة لافتة للنظر داخل المملكة وخارجها وكأنه حدث تاريخي لم يسبق إلية أو إنجاز حضاري عجز عنه الآخرون يستدعي الوقوف والتأمل وإعادة النظر فيه، مرة وأخرى وثالثة.
صحيفة القدس العربي علقت على هذا الحديث بمقال تحت عنوان (ثورة نسائية في السعودية) وكان مما جاء في هذه المقال ( ما حدث في منتدى جدة الاقتصادي ظاهرة غير مسبوقة في مشاركة المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل وظهور بعض السيدات سافرات أمام عدسات المصورين والحضور يعتبر ثورة أو انقلاب وتأشيراً لمرحلة جديدة مختلفة كلياً عن مراحل سابقة امتدت لأكثر من خمسة عشر قرنا على الأقل فإقدام السيدة العليان المديرة العامة لمؤسسة العليان للتمويل على الظهور أمام المنتدى الاقتصادي في جدة دون حجاب ومخاطبتها المشاركين من الرجال والنساء على المنصة هو حدث تاريخي ويضعها بالنسبة لليبراليين في مصاف سيدات مثل هدى شعراوي رائدة التحديث في مصر في مطلع القرن الماضي).
وقد أبرزت بعض الصحف المحلية صدد هولاء السيدات وكأنهن في محفل ممتع كما علق بعض الصحفيين على هذا الحدث بقوله: إن ما فعلته السيدات السعوديات يعد بداية لتحرير المرأة السعودية، كما علق البعض على فتوى المفتي بقوله: إن هذه الفتوى تصطدم مع الإصلاحات التي تريدها الدولة وكأن هذه الإصلاحات لا يمكن أن تتم في ظل وجود النساء محجبات..
وهنا لابد من طرح سؤال واضح: هل هناك علاقة مترابطة ما بين خلع الحجاب واعني به كشف الرأس وما بين التقدم والحضارة المرجوة من هذا الخلع وبسؤال اكثر وضوحا هل يعتقد هؤلاء رجالا ونساء أن مشكلة تخلف مجتمعنا تكمن في الحجاب؟
وهل يعتقدون أيضا أن التخلي عن هذا الحجاب سيوصلنا إلى مصاف الدول المتقدمة؟ وهل يعتقدون أن بداية الطريق أو نهايته لست ادري ـ هي هذا الحجاب؟ هدى شعراوي التي أوردت القدس العربي اسمها كزعيمة لهذا التيار مصرية وقد قامت بفعلتها قبل حوالي قرن وملايين المصريات سلكن هذا الطريق فهل يمكن القول الآن أن مصر دولة متقدمة وهل يمكن مقارنتها باليابان التي كانت ترسل أبناءها ليدرسوا في مصر في تلك الفترة؟ كيف هي مصر الآن وكيف هي اليابان مع أن اليابان لم تتخل عن عاداتها ولها في التمسك بهذه العادات قصص لا مجال لذكرها الآن.
وأقول ( عاداتهم ) وفرق بين العادة والعبادة. ثم لننظر إلى الدول العربية حولنا وكيف تتعامل نسائها مع الحجاب ثم لنسأل: هل هذه الدول متقدمة ومتحضرة؟ إنني أفهم التقدم والتحضر أن تكون الدولة قادرة على صنع حاضرها ومستقبلها بنفسها. أي أن تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع وتدافع عن نفسها بسلاحها الذي تنتجه مصانعها وقادرة على رد كل عدوان عليها. هذا هو التقدم الذي أفهمه إلا إذا كان هناك مفاهيم أخرى لهذا المصطلح، هل الدول العربية التي تخلت نساؤها عن الحجاب تفعل شيئا مما ذكرته؟ إسرائيل تهدد اكثر من دولة عربية دفعة واحدة وقد اعتدت فعلا وما زالت على اكثر من دولة وهذه الدول لا تملك إلا الشكوى والبكاء.
معظم أطعمة هذه الدول من أعدائها وكذا لباسها وسلاحها فهل هذه دول متقدمة وهي لا تعتمد على نفسها في اهم حاجاتها؟ أمريكا اليوم تهدد بعض الدول العربية واحتلت البعض الآخر وتكيل التهم جزافا هنا وهناك فهل خلع الحجاب سيجعلنا قادرين على رد اعتداءاتهم؟
بلادنا نالها نصيب وافر من هذه التهم والعدو الصهيوني بمؤازرة الأمريكان يكيدون لها ويتحدثون عن مكائدهم في وضح النهار ونحن كغيرنا نستورد طعامنا وشرابنا ولباسنا وسلاحنا فهل إذا قامت بعض نسائنا بخلع الحجاب سيتغير هذا الواقع؟ أقولها وبكل صراحة ـ لو استطاع أحد- رجل أو امرأة - أن يقنعني بهذه النتيجة فإنني ساكون أول من يخلع ملابسة وسأعمل جاهدا على إقناع نساء أسرتي بعمل الشيء نفسه. لن اكتفي بخلع غطاء الرأس بل اكثر من ذلك بكثير وساجد ضميري مرتاحا لما سأفعله وسأقول: أن الضرورات تبيح المحظورات جريا على عادة بعض مدعي العلم إذا أرادوا تسويغ أمر معين حقا أو باطلا فتقدم بلادي يستحق أن افعل هذا واكثر منه.. التقدم يا سادة ـ ليس بخلع الحجاب بل ولا بخلع كل الملابس بل بالعمل الجاد وبالإخلاص. خلع الحجاب عملية سهلة لا تستغرق اكثر من ثوان معدودة ولكن التقدم الحق في كل شيء عملية في غاية الصعوبة ثم من قال أن الحجاب يقف عائقا أمام الحضارة والتقدم؟ ومن قال أن الإسلام يقف عائقا أمامها كذلك؟ غيرنا يعتز بعاداته وهي مجرد عادات ـ مثل الهنود واليابانيون وسواهم ومع هذا فهم مصنفون بأنهم من الدول المتحضرة إذ لم تقف هذه العادات أمام طموحهم.
الذي يبحث عن الحضارة والتقدم لا يوقفه شيء عن بلوغها ولا يحتاج إلى مشجب لتعليق عليه أخطاءه وتقصيره. ولكن يبدو أننا دولا وأفرادا ـ لم نسلك الطرق الصحيحة الموصلة إلى التقدم ويبدو أننا لم ننو أن نقوم بهذه العملية. الشيء الذي أسعدني في هذا كله بيان المفتى حول هذا الحدث وسر سعادتي ليست في البيان ذاته ولكن في تحرك المفتى الذي طال انتظارنا له، مرت بالأمة الإسلامية احدث جسام منها احتلال بلدين أحدها مسلم وآخر عربي ومسلم ومنها التهديد المستمر لبلادنا والضغط عليها لتساير الأمريكان في كلياتهم التي لا تقف عند حد ومع هذا كله فلم نسمع للمفتى شيئا حول هذه الأحداث وكأنها تجري في كوكب غير كوكبنا أو كان المسلمين في بيت الديار لا يمتون إلينا بصلة كما نسمع شيئا من هيئة كبار العلماء وهكذا بدء الناس يفقدون ثقتهم بعمائمهم وبمؤسساتهم الدينية وبدأ الإحباط يطغي على نفوسهم فكان بيان المفتى نقطة مضيئة في هذا الطريق استبشر له الناس وقالوا لعل علماءنا بدوا يستعيدون مكانتهم وهذه بداية الطريق. لهذا كله فرحت كثير لهذا البيان كما فرحت كذلك لبيانه الآخر حول الحجاب في فرنسا، علماؤنا يجب أن يكون لهم دور رائد مميز في كل الأحداث التي تمرها بها بلادنا وعالمنا الإسلامي وإلا فقدوا مكانتهم وليتهم يدركون هذه الحقيقة. الشي اللافت للنظر هو موقف وزارة الإعلام، هذه االوزارة التي يبدوا أنها تعيش في غير هذا العصر إذ أصدرت الوزارة تعليمات صارمة بعدم نشر أي شيء حول هذا المنتدى ولست ادري سر هذا المنع فالحدث معلن وما قيل فيه معروف وجريء تحت ظل الدولة وموافقتها فما الذي يجعل الوزارة تمنع الناس من الكتابة عنه وإبدا آرائهم حوله؟ ثم تظن هذه الوزارة أن المنع هو الحل؟ ألا تعم أن هناك وسائل نشر غير الصحف المحلية ثم أن المنع يجعل الإقبال على الشيء الممنوع اكثر من أي قبل كما يجعل الوزارة في مكانة سيئه لا تحسد عليها.دعوا الناس يقولون ما يريدون؟ أعطوهم حريتهم نحن في بداية طريق الإصلاح وأول هذا الطريق الحريات الإعلامية فإذا كانت الوزارة تحارب هذه الحريات فمن أين يأتي الإصلاح؟ أن عملية الإصلاح يجب أن يشارك فيها الجميع؟ نساءً ورجالاً ويجب أن يطالب الجميع بهذه الإصلاحات لأنها حق لهم. ولكن عندما يربط البعض بين الإصلاح وبين ترك بعض شرائع الإسلام فقل عندها: على الإصلاح والتقدم السلام فلن نراه أبدا.