علي الشمري
09-08-2005, 11:22 PM
السلام عليكم جميعا
قد يكون العنوان مستغرباً من قبل البعض .. لكنه الواقع الذي أعيشه حتى يومنا هذا..
فقد عانيت منذ مدة طويلة وبصورة متكررة من آلام مستمرة في الرأس .. وكنت طوال هذه المدة أتداوى بالمسكنات وأدوية الصداع على إعتبار أنها آلام عادية تظهر وتزول ..
وقبل شهر رمضان المبارك الماضي بحوالي أسبوعين .. قمت بإجراء بعض الفحوصات الطبية على رأسي .. وكانت النتيجة التي لم أتوقعها مطلقاً ..إنه السرطان.. وفي الدماغ .. ، تكررت الفحوصات وتعددت التقارير .. وتم عرض حالتي على أفضل الأطباء من الخارج وكانت النتيجة واحدة ..
السرطان مستشري وأصبح الأمر عبارة عن أيام معدودة تجرني نحو مصير محتوم .. هو الموت .. البعض قدر المهلة بشهرين ، وآخرون بثلاثة شهور .. والمتفائل منهم قدرها بأربعة شهور كحد أقصى ..
كانت فترة عصيبة عشتها بصعوبة .. فقد سمعت كثيراً عن هذا المرض .. إلا أن آخر ما كنت أتوقعه أن أصاب به ..
كان شريط حياتي يمر بإستمرار أمام ناظري سريعاً منذ أن كنت صغيراً .. خطواتي الأولى في الحياة .. أسرتنا الممتدة .. زملائي في المدرسة الإبتدائية .. ورفاق الطفولة في حينا القديم .. أصدقائي في المرحلة الإعدادية والحي الذي إنتقلت له الأسرة .. أيام الدراسة في الجامعة .. عملي .. أيام الرياضة في حياتي .. وفاة والدي .. زواجي .. .. صداقات عديدة في كل مكان ، وذكريات جميلة وكثيرة هنا وهناك وفي النهاية .. مــرضـي .. هل هي النهاية حقاً ؟..
كان أصعب أمر عشته في البداية أن أكتم الخبر عن كل الأقارب والمعارف .. لعل يكون هناك أمل .. أو خطأ في التشخيص .. وكنت أحادث نفسي دائماً .. لماذا أجعل غيري يعيش حزني وهمي ؟ بإمكاني أن أتحمله لوحدي .. فلن يجد الغير مني إلا ما حاولت دائما نثره للجميع ...البسمة ..
وعلى هذا المبدأ عانيت لوحدي كثيراً .. معاناة بدنية ونفسية ، كان جوابي الوحيد لأي آلام يلاحظها الأهل أنني مريض ومتعب .. كان الليل بالنسبة لي عذاب وشعور منقبض بالوحشة والوحدة والغربة .. فقد كان الفترة التي تزداد فيها هجمات الألم اليومية ضراوة بصورة تفوق الإحتمال حتى الصباح والذي تبدأ الآلام تقل مع تباشيره ..
ومع إزدياد المعاناة .... وإزدياد وضعي الصحي سوءاً كان لابد من أن يعلم القريبين مني بمعاناتي ..
ومنهم وبهم قاومت هذا المرض الخبيث بكل ماأوتيت من إيمان وأمل وتفاؤل .. فبالحب الذي أعيشه وألمسه من الجميع وبالدعاء الذي أسمعه صادقاً باكياً تملؤه الدموع .. قاومت .. ومازلت أقاوم .. وكلما حدد الأطباء لي موعداً تقديرياً للإنهيار .. ثم الموت .. أتخطى الموعد المحدد متشبثاً بأمل عجيب وبقاء نادر بأمر الله عزوجل .. ثم بدعوات ودموع المحبين ...
أحسست لأول مرة أن معاناة أحباء المريض قد تكون في كثير من الأحيان أشد من معاناة المريض نفسه فهو مشغول بالدواء والآلام ، بينما يتابعه الجميع بقلق وخوف .... وحب... يدعون له .. ولا يملكون له غير ذلك .. إنها معاناة مؤلمة أيضاً .. ولكنها من نوع آخر ...
إلى كل إنسان ذرف دمعه من أجلي .. و كل أخ بكى على الهاتف ولم يستطع إكمال مكالمته .. إلى القلوب التي إمتلأت حباً لي وحزناً علي .. إلى العيون التي تساقطت دموعها بحرارة أمامي ومن خلفي .. إلى الأكف الطاهرة التي إرتفعت تدعو لي الله في جوف الليل .. إلى كل من دعا لي في بيت الله الحرام في مكة المكرمة ..
أحبكم جميعاً ... منكم وبكم .. أستمد بقائي صامداً حتى هذا اليوم .. أعدكم جميعاً أن أبقى صامداً أقاوم هذا السرطان .. لن أستسلم أبداً ، ولن أدعه يتغلب عليَ .. حتى وإن كتب الله لي الوفاة .. يجب أن توقنوا جميعاً .. أن السرطان لم يهزمنا ... لا ولن يستطيع السرطان أو غيره أن ينال من المشاعر الفياضة والدموع النقية والدعوات الصادقة .. والقلوب الصافية .. والحب الكبير .. الذي أحطتموني به من كل حدب وصوب .. وفي كل وقت .. بل وفي كل دقبقة ...
قد أذهب أنا .. وأدفن .. ولكن سيُدفن السرطان معي .. وسيبقى الحب الكبير ..
ستبقى القلوب المشعة صفاءً ووفاءً .. تتذكرني كل صباح ومساء .. بدعوة .. أو بدمعه ..
أو بذكرى جميلة .. تتجدد دائماً .. خالدة في النفوس ، فيما قد ذهب السرطان ...
همسه خاصه
اخواني في سوالف الاخاء ماكان مستحيلا في نظر البعض ... وماكان صعبا في نظر البعض الآخر .. أبى الله عز وجل معه الا أن يرينا جميعا عجائب قدرته ...
بعد معاناة طويلة ومؤلمة ... بعد تجربة صعبة واختبار كبير ... وصراع مرير مع المرض ..
وبفضل الله عز وجل أولا .. ثم بالدعاء الصادق المستمر من جميع الأحبة ..
بالعمل الصالح ..... وأخيرا بالدواء ..
انتصرنا
شفاني الله عز وجل ........
انتصرت الدعوات النقية التي تشع من القلوب الصافية ..
وذهب السرطان .. .
تبارك الله أرحم الراحمين ... والحمدلله ..
اولا شكر خاص لسوالف الاخاء...أكبر من مجرد موقع على الانترنت ..
شكرا لكم جميعا بحجم الزاد الذي وهبتموني اياه .. شكرا لكم جميعا بقدر ما أحسست دائما أنكم معي ..
شكرا للجميل الذي لن أنساه ما حييت وسأرويه لأبنائي .. شكرا لكم لأن الدنيا مازالت بخير .. بكم ..
شكرا للدعاء الصادق الذي لامس عنان السماء .. شكرا للدموع الطاهرة التي غسلتني وأزالت السقم من بدني ...
شكرا.... شكرا ... وجزى الله الجميع خيرا .....
شكر خاص الى السبعة الذين واصلوا معي أولا بأول رحلة الصراع ضد المرض في الأمتار الأخيرة منه في لندن ابتداء من الغيبوبة التي دخلت فيها مرتين الى نقطة الانتصار عليه ثم الشفاء .. :
محمد الزياني ..
عادل سالمين ..
كهربانة العين ..
شبيب المطيري ..
رهام زعرب ..
فلاح الشمري ..
سالم سيار..
أسماء ستكتب بماء الذهب في ذاكرتي .. ولن تمحى من قلبي ...
سأعود قريبا لأكتب أكثر ....
الحمدلله .. وتبارك سبحانه ...
قد يكون العنوان مستغرباً من قبل البعض .. لكنه الواقع الذي أعيشه حتى يومنا هذا..
فقد عانيت منذ مدة طويلة وبصورة متكررة من آلام مستمرة في الرأس .. وكنت طوال هذه المدة أتداوى بالمسكنات وأدوية الصداع على إعتبار أنها آلام عادية تظهر وتزول ..
وقبل شهر رمضان المبارك الماضي بحوالي أسبوعين .. قمت بإجراء بعض الفحوصات الطبية على رأسي .. وكانت النتيجة التي لم أتوقعها مطلقاً ..إنه السرطان.. وفي الدماغ .. ، تكررت الفحوصات وتعددت التقارير .. وتم عرض حالتي على أفضل الأطباء من الخارج وكانت النتيجة واحدة ..
السرطان مستشري وأصبح الأمر عبارة عن أيام معدودة تجرني نحو مصير محتوم .. هو الموت .. البعض قدر المهلة بشهرين ، وآخرون بثلاثة شهور .. والمتفائل منهم قدرها بأربعة شهور كحد أقصى ..
كانت فترة عصيبة عشتها بصعوبة .. فقد سمعت كثيراً عن هذا المرض .. إلا أن آخر ما كنت أتوقعه أن أصاب به ..
كان شريط حياتي يمر بإستمرار أمام ناظري سريعاً منذ أن كنت صغيراً .. خطواتي الأولى في الحياة .. أسرتنا الممتدة .. زملائي في المدرسة الإبتدائية .. ورفاق الطفولة في حينا القديم .. أصدقائي في المرحلة الإعدادية والحي الذي إنتقلت له الأسرة .. أيام الدراسة في الجامعة .. عملي .. أيام الرياضة في حياتي .. وفاة والدي .. زواجي .. .. صداقات عديدة في كل مكان ، وذكريات جميلة وكثيرة هنا وهناك وفي النهاية .. مــرضـي .. هل هي النهاية حقاً ؟..
كان أصعب أمر عشته في البداية أن أكتم الخبر عن كل الأقارب والمعارف .. لعل يكون هناك أمل .. أو خطأ في التشخيص .. وكنت أحادث نفسي دائماً .. لماذا أجعل غيري يعيش حزني وهمي ؟ بإمكاني أن أتحمله لوحدي .. فلن يجد الغير مني إلا ما حاولت دائما نثره للجميع ...البسمة ..
وعلى هذا المبدأ عانيت لوحدي كثيراً .. معاناة بدنية ونفسية ، كان جوابي الوحيد لأي آلام يلاحظها الأهل أنني مريض ومتعب .. كان الليل بالنسبة لي عذاب وشعور منقبض بالوحشة والوحدة والغربة .. فقد كان الفترة التي تزداد فيها هجمات الألم اليومية ضراوة بصورة تفوق الإحتمال حتى الصباح والذي تبدأ الآلام تقل مع تباشيره ..
ومع إزدياد المعاناة .... وإزدياد وضعي الصحي سوءاً كان لابد من أن يعلم القريبين مني بمعاناتي ..
ومنهم وبهم قاومت هذا المرض الخبيث بكل ماأوتيت من إيمان وأمل وتفاؤل .. فبالحب الذي أعيشه وألمسه من الجميع وبالدعاء الذي أسمعه صادقاً باكياً تملؤه الدموع .. قاومت .. ومازلت أقاوم .. وكلما حدد الأطباء لي موعداً تقديرياً للإنهيار .. ثم الموت .. أتخطى الموعد المحدد متشبثاً بأمل عجيب وبقاء نادر بأمر الله عزوجل .. ثم بدعوات ودموع المحبين ...
أحسست لأول مرة أن معاناة أحباء المريض قد تكون في كثير من الأحيان أشد من معاناة المريض نفسه فهو مشغول بالدواء والآلام ، بينما يتابعه الجميع بقلق وخوف .... وحب... يدعون له .. ولا يملكون له غير ذلك .. إنها معاناة مؤلمة أيضاً .. ولكنها من نوع آخر ...
إلى كل إنسان ذرف دمعه من أجلي .. و كل أخ بكى على الهاتف ولم يستطع إكمال مكالمته .. إلى القلوب التي إمتلأت حباً لي وحزناً علي .. إلى العيون التي تساقطت دموعها بحرارة أمامي ومن خلفي .. إلى الأكف الطاهرة التي إرتفعت تدعو لي الله في جوف الليل .. إلى كل من دعا لي في بيت الله الحرام في مكة المكرمة ..
أحبكم جميعاً ... منكم وبكم .. أستمد بقائي صامداً حتى هذا اليوم .. أعدكم جميعاً أن أبقى صامداً أقاوم هذا السرطان .. لن أستسلم أبداً ، ولن أدعه يتغلب عليَ .. حتى وإن كتب الله لي الوفاة .. يجب أن توقنوا جميعاً .. أن السرطان لم يهزمنا ... لا ولن يستطيع السرطان أو غيره أن ينال من المشاعر الفياضة والدموع النقية والدعوات الصادقة .. والقلوب الصافية .. والحب الكبير .. الذي أحطتموني به من كل حدب وصوب .. وفي كل وقت .. بل وفي كل دقبقة ...
قد أذهب أنا .. وأدفن .. ولكن سيُدفن السرطان معي .. وسيبقى الحب الكبير ..
ستبقى القلوب المشعة صفاءً ووفاءً .. تتذكرني كل صباح ومساء .. بدعوة .. أو بدمعه ..
أو بذكرى جميلة .. تتجدد دائماً .. خالدة في النفوس ، فيما قد ذهب السرطان ...
همسه خاصه
اخواني في سوالف الاخاء ماكان مستحيلا في نظر البعض ... وماكان صعبا في نظر البعض الآخر .. أبى الله عز وجل معه الا أن يرينا جميعا عجائب قدرته ...
بعد معاناة طويلة ومؤلمة ... بعد تجربة صعبة واختبار كبير ... وصراع مرير مع المرض ..
وبفضل الله عز وجل أولا .. ثم بالدعاء الصادق المستمر من جميع الأحبة ..
بالعمل الصالح ..... وأخيرا بالدواء ..
انتصرنا
شفاني الله عز وجل ........
انتصرت الدعوات النقية التي تشع من القلوب الصافية ..
وذهب السرطان .. .
تبارك الله أرحم الراحمين ... والحمدلله ..
اولا شكر خاص لسوالف الاخاء...أكبر من مجرد موقع على الانترنت ..
شكرا لكم جميعا بحجم الزاد الذي وهبتموني اياه .. شكرا لكم جميعا بقدر ما أحسست دائما أنكم معي ..
شكرا للجميل الذي لن أنساه ما حييت وسأرويه لأبنائي .. شكرا لكم لأن الدنيا مازالت بخير .. بكم ..
شكرا للدعاء الصادق الذي لامس عنان السماء .. شكرا للدموع الطاهرة التي غسلتني وأزالت السقم من بدني ...
شكرا.... شكرا ... وجزى الله الجميع خيرا .....
شكر خاص الى السبعة الذين واصلوا معي أولا بأول رحلة الصراع ضد المرض في الأمتار الأخيرة منه في لندن ابتداء من الغيبوبة التي دخلت فيها مرتين الى نقطة الانتصار عليه ثم الشفاء .. :
محمد الزياني ..
عادل سالمين ..
كهربانة العين ..
شبيب المطيري ..
رهام زعرب ..
فلاح الشمري ..
سالم سيار..
أسماء ستكتب بماء الذهب في ذاكرتي .. ولن تمحى من قلبي ...
سأعود قريبا لأكتب أكثر ....
الحمدلله .. وتبارك سبحانه ...