PDA

View Full Version : هل تعرف عمر حديد.....إنه البطل الصنديد-تقبله الله


USAMA LADEN
25-08-2005, 02:35 AM
هل تعرف عمر حديد.....إنه البطل الصنديد-تقبله الله
الحديث عن الشيخ عمر حديد حديث يأخذ بمجامع البطولة و يكسى بسربال هيبة الرجولة،إنه أسد الفلوجة الذي كان من بين الثُلةِ التي أكرمها الباري جل جلاله في جعل أنف الطغيان أمريكا يمرغ على أعتاب مدينة مسلمة صغيرة لا تكاد ترى على الخارطة.

ولد الشيخ عمر حسين حديد المحمدي في الفلوجة سنة 1971م ،وكان الشيخ يجيد صنعة التأسيسات الكهربائية،وقد حاز على احترام الناس من حوله لا لكونه يجيد عمله بمهارة وصدق فحسب بل لكونه صاحب خلق عالٍ وتعامل طيب مع من يوكل له عملاً ما.
وفي أثناء ذلك تعرف على الأخ محمد صالح العيساوي الملقب بـ(محمد شيشاني) وراح يتردد مع الأخ محمد على جامع الحاج محمد عبد الله الفياض ،وخلال هذه المدة اتفقا على تشكيل مجموعة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد وفقهم الله تعالى في مسعاهم هذا فتمكنوا من القضاء على المنكر في مدينة الفلوجة ثم انتقلوا بعد ذلك إلى القرى المحيطة بها و واصلوا زحفهم هذا في إتمام هذا المسعى حتى بلغوا مدينة الكرمة وتمكنوا فعلاً من القضاء على أكثر المنكر فيها ،وبعد هذه الفتوحات التي منّ الله تعالى عليهم بها انتقلوا إلى مدينة الرمادي وهناك تم إلقاء القبض على أحد الإخوة الذي اعترف تحت التعذيب على مجموعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان ذلك في ربيع سنة م1999،لتبدأ بذلك أولى صفحات المواجهة بين الأخ عمر حديد وبين نظام صدام ذي الأوتاد،واستمرت المطاردات والملاحقات التي طالت أغلب الإخوة إلى أن تمت محاصرة الأخ عمر حديد وبصحبته الأخ محمد الشيشاني في أحد الدور التي كانا متواريين فيها عن أعين أزلام صدام ،و وقعت على إثر ذلك مصادمات شديدة بين أوتاد النظام المقبور وبين أسدي الجهاد عمر حديد ومحمد الشيشاني ،وتمكنا من قتل أحد المهاجمين غير أن الأخ محمد كان قد أصيب بكتفه،ولكن الله تعالى سلمهما فتمكنا من فك الحصار عنهما وانطلقا بعيداً عن أعين البعثية،ولكن مطاردة الأخ عمر لم تنته واستمر البعثيون في البحث عنه فاضطر للذهاب إلى الموصل ،ورجع إلى المنطقة الغربية قبيل الهجوم الأمريكي على بلاد الرافدين وراح يحث الناس على الجهاد وإقامة شرع الله تعالى في الأرض،وكانت القائم آنذاك أولى المحطات التي طرقتها قدما الشيخ عمر حديد،وبعد سقوط بغداد بأيدي الصليبيين توجه إلى مدينة "راوة" فقام مع الإخوة بتأسيس "معسكر راوة" لتدريب الإخوة المجاهدين .
لقد أبلى الشيخ عمر حديد بلاءً حسناً في مواجهة جند الصلبان فراح يقود بعض المجاميع الجهادية في ضرب قطعان الصليب عبر المواجهات مع دورياتهم و من خلال زرع العبوات الناسفة على طريق مرور أرتالهم واستمر على هذا المنوال إلى أن جاءت معركة الفلوجة الأولى التي شكلت منعطفاً جديداً في تاريخ سيرته الجهادية حيث كان الشيخ عمر أسد تلك المعركة وسطع نجمه في سماء ملحمة الفلوجة.
إن لكل شيءٍ نهاية ولكن مع الجهاد تختلف النهايةُ عن قريناتها من النهايات فهي بداية لحياة أخرى حيث الفردوس الأعلى والنزل الكريم و صحبة الأنبياء والمرسلين،وهذا ما نحسب أن شيخنا عمر حديد قد ناله وانتهى إلى مقامه،ففي العشر الأواخر من شهر رمضان عام 1425هـ تعرضت الفلوجة لهجوم العودة الغادر الذي وجهته الصليبية صوب الفلوجة للثأر من مجاهديها و النيل من كرامة ساكنيها،وذلك لما لاقته من إهانة وإذلالٍ غير مسبوقين على أيدي مجاهديها.
إنطلقت المعركة التي كانت بحق إحدى الملاحم العظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية و وقعت مواجهات عنيفة كبد خلالها المجاهدون جنود الصليب و الخونة المرتدين خسائر فادحة،وكتب للأمة بداية تاريخ جديد في رفض الذل و في الإقدام نحو مقارعة جنود الكفر والطغيان .

تعالت صرخة الإيمان فينا ندكُ بها عروش الكافرينا
عقدنا العزم أن نبقى جنوداً ليوثاً ننصرُ الحقَّ المبينا
ولو ولت جموعُ الناس عنا فإنا بالهدى مستمسكونا
فنصرُ الله لا يأتي لقومٍ إذا لاقوا تولّوا مدبرينا
وبعد مضي شهر وبضعة أيام من المعارك الضارية قضى الشيخ عمر حديد نحبه و هاجر إلى جوار ربه نسأل الله تعالى أن يتقبله في الشهداء وأن يلحقنا به على ذلك .
وقد حدثني شاهد عيان من أهالي الفلوجة عن اللحظات الأخيرة التي رأت فيها عيناه الشيخَ عمر حديد رحمه الله وكان ذلك في ثاني أيام العيد حيث التقيت بذلك الرجل الفاضل -وهو من المجاهدين أيضاً -في بيت أحد الإخوة وكان ذلك الرجل قد ألقي القبض عليه في بيته ثم أطلقوا سراحه لكونه كبير السن وما دروا أنه كان أحد أبطال الجهاد في الفلوجة ولكن الله تعالى أعمى عيونهم عنه كما أعمى بصائرهم عن رؤية الحق وإتباع سبيل المؤمنين،و رحنا نسأله بشغف بالغ عن أخبار إخوتنا وأهلنا في الفلوجة،واسترسل المجاهد المسن في ذكر ما شاهده من بطولات وثبات الإخوة المجاهدين في مواجهة تلك الآلة الصليبية الطاغية .وفجأة توقف عن الكلام وتنهد قليلاً ،و طفقنا ننتظر ما سيقوله لنا....وبصوت متهدج ونبرة حزينة تخفي وراءها إعجاباً كبيراً بما وقعت عليه عيناه من مشهد مهيب ،قال عنه المتحدث لنا :إنه لم يرَ مثله في حياته،وقبل أن نسأله عنه بادرنا بالقول :والله ما رأيت مثل الشيخ عمر حديد إنه والله رجل نادر في تاريخ الأبطال ،لقد رأيته وهو مصاب بكتفه الأيمن و يجرجر أحد ساقيه الجريحة ومع هذا لم يتخل عن حمل سلاحه وما تراجع عن مواجهة أعدائه ،و سكت هنيهة ثم قال بالحرف الواحد :إن هذا الرجل والله لرجل عجيب .وبلهف سألناه:وماذا كان من شأنه بعد ذلك ؟ فقال هذا آخر عهدي به .
وأتتنا بقية قصته من طريق بعض من تبقى معه وأخبرونا أن الإخوة كانوا قد توسلوا إليه أن يدعهم يخلونه من ساحة المعركة ولكنه رفض ذلك وبهمة تعلو الجبال اختار مواصلة المنازلة والقتال ،و طمع بفوز ينقله إلى جوار ربه فهنيئاً له بما أكرم به و نال ،وقضى نحبه شهيداً إن شاء الله تعالى رب العالمين .
وقد رثاه شاعرنا الأنصاري بقصيدة جمع فيها خصاله الكريمة و مزاياه الحميدة وهذا جانب منها :
حُييت يا عمر حديد مجاهداً

ألا يـا نـاعياً عمر تمهل فما في قلبي اليوم اصطبار
تـمهل و ارفقن فإن قومي به عقدوا الأماني منذ ساروا
ألا يا ويح قلبي من مصاب بكى منه الكبار ،وذي الصغار
أيـا عـمـر الـخـير يا أميراً له في كل معركة قرار
سـمـت أفعاله مُذ كان فرداً ومُذ كان الرفاق وذا الخيار
وذي أيـامـنـا شهدت فعالاً وقبل اليوم شاهده الحصار
فـفـي الـجولان جند الكفر ذلت وبالنزال أنجاهم فرار
أقـام الأمن فينا يوم زاغت نفوسٌ قد طغت فهي العوار
وذاق الـظالمون قصاص ربي وبالمحتل قد ضاق النهار
عليك يا أصيلاً زاد نوحي وزادت محنتي والناس حاروا
أيـا ربـي مـغـفـرةً وعـذراً فإني قد تملكني انهيار
لـئن غالت سهام الغدر عمر فما مات الجهاد ولا الشعار
ألا يـا رايـة التوحيد إنّا على درب الجهاد فذا المسار
فـأما النصر يأتينا وإلا فما غير الشهادة نبغي وهي دار
أبو عبد الله الأنصاري 9 ذو الحجة 1425 هـ
نسأل الله تعالى أن يتقبله شهيداً في الخالدين وأن يجعلنا ممن يسيرون على طريقه مع المكرمين، آمين يارب العالمين وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم .
منقول من مجلة ذروة السنام3