PDA

View Full Version : ( امنحني تجربتك ... مع القرآن في شهر القرآن )


بو عبدالرحمن
10-10-2005, 07:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
- -
سمعتُ شيخاً ذاتَ يومٍ وهو يمضي في حديثهِ عن فضائل القرآن الكريم وبركته وأثره
ويهيج الناسَ للإقبال على كتاب ربهم سبحانه ،
سمعته يسوقُ القصة الآتية : ( بتصرف ) ..
* *
ذكر الشيخ أن الشاعر الفذ محمد إقبال رحمه الله يوم كانَ فتىً يافعاً ،
كان يمر به والدهُ وهو يقرأ القرآن فيسأله سؤالا عجيباً :
ماذا تفعل يا محمد ؟!
فيعجب الفتى لهذا السؤال ، لأن والده كان يراه يقرأ في المصحف !
ومع هذا يجيب الفتى اباه بأدب : أقرأ القرآن يا أبتِ !
فيهز الأب راسه ويمضي .. !!
ويتكرر الأمر ، وفي كل مرة يعاود الأب نفس السؤال ،
مع أنه يرى ابنه ينحني على المصحف ويقرأ فيه !
وقرر الفتى أن يسأل اباه بدوره ، ولا يكتفي بمجرد الإجابة !
فلما سأله في اليوم التالي قال الفتى :
يا أبتِ أنت تراني أقرأ القرآن ومع هذا تعيد نفس سؤالك .. ما سر ذلك !؟
فقال الأب وقد تلألأت على وجهه ابتسامة عريضة جدا هذه المرة :

إنما أردت أن ألفت نظرك أنك تقرأ كلام ربك سبحانه ،
فاقرأه كأنما أُنزل عليك أنت .. !!
فأنت المخاطب بكل آية فيه .. وأنت المعني بأحكامه .. وأنت المقصود بقصصه وأمثاله !!

قال محمد :
وكأنما فتح لي أبي كوة إلى السماء لتنهل عليّ بركاتها !
وكانت نقطة بداية مع القرآن الكريم وجدت لها ثمراتها ولذتها وبركاتها فيما بعد ..

قال الشيخ :
ولعل تألقه الشعري وروائع معانيه ، كانما هي من ثمرات تلك التجربة الفريدة ..

وأضاف الشيخ :
وأحسب أن والد محمد إقبال رحمه الله التقط الفكرة من كتاب الإحياء ..
فقد ساق أبو حامد الغزالي رحمه الله تجربة لأحد السلف أخبر عن نفسه :
أنه كان يقرأ القرآن فلا يجد له لذة ، غير أنه واصل رحلته مع القرآن
فألهمه الله أن يتمثل أنه يسمعه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ف
وجد لذلك لذة ..
ثم ترقى فكأنما يقرأه هو بين يدي رسول الله ، ورسول الله يسمع ،
فوجد لذة أكبر ..
ثم ترقى ليتمثل كأنما يسمعه من جبريل عليه السلام يوحي به إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتضاعفت لذته مع القرآن .. أو كما ذكر رحمه الله
= =
ملحق بهذا المحور ولتعزيزه نسوق هذه الآثار المباركة .. فاقرأ وتأمل وعايش ..

= =
كان مالك ابن دينار يقول:
ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟
إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض..
* *
وقيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن تحدّثُ نفسك بشيء؟
فقال: أو شيء أحبُّ إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي!
وكان بعض السلف إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها أعادها ثانية ...
* *
وقال قتادة: لم يجالس أحد القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان،
(قال تعالى: ( هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا.
* *
وكان الحسن رحمه الله يقول :
والله ما أصبح اليوم عبد يتلو القرآن يؤمن به ، إلا كثر حزنه وقل فرحه ،
وكثر بكاؤه وقل ضحكه ،
وكثر نصبه وشغلُه ، وقلت راحته وبطالته..
* *
وقال وهيب بن الورد:
نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيئًا أرق للقلوب ولا أشد استجلابًا للحزن
من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره
* *
فتأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة.
فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط : يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت،
وعند التوسع ووعد المغفرة : يستبشر كأنه يطير من الفرح ...
وعند ذكر الله صفاته وأسمائه : يتطأطأ خضوعًا لجلاله واستشعارًا لعظمته.
وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله عز وجل ، كذكرهم لله عز وجل ولدًا وصاحبة :
يغّضُّ الصوت وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالتهم.
وعند وصف الجنة : ينبعث بباطنه شوقًا إليها.
وعند وصف النار: ترتعد فرائصه خوفًا منها..
* *
وقال بعض القراء: قرأت القرآن على شيخ لي ثم رجعت لأقرأ ثانيًا فانتهرني وقال:
جعلت القرآن عليّ عملاً !؟ اذهب فاقرأ على الله عز وجل، فانظر بماذا يأمرك وبماذا ينهاك.
* *
وقيل ليوسف ابن أسباط: إذا قرأت القرآن بماذا تدعو؟
فقال: استغفر الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة!!
فإذا رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كان رؤيته سبب قربه..
فإن من شهد البعد في القرب ، لُطف به في الخوف ،
حتى يسوقه الخوف إلى درجة أخرى في القرب وراءها..

ومن شهد القرب في البعد ، مُكِر به في الأمن
الذي يفضي به إلى درجة أخرى في البعد أسفل مما هو فيه ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

زمردة
10-10-2005, 03:38 PM
هذا حق لا ريب فيه ..

فكم مرة وأنا أقرأ القرآن .. أو أسمعه .. ويمر في بالي تساؤل أجد جوابه مباشرة في الآية التي أتلوها أو أسمعها .. فكأن الله - جل شأنه - حينها يخاطبني ويجيب على سؤالي ..

وما ذلك إلا لعظمة الله سبحانه وحكمته في كتابه وعلمه المحيط بكونه ..

نسأل الله أن يعيننا على حفظ كتابه .. وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيه عنا .. وأن يوفقنا إلى الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم فقد عايش عليه الصلاة والسلام القرآن بكيانه كله وانصبغت حياته به، حتى صار كأنه قرآن يمشي على الأرض، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه.

كيف نتعامل مع القرآن في رمضان؟ ( طرح قيم ) :
http://www.osrty.com/sign/article.php?sid=19


جزاك الله عنا خير الجزاء شيخنا الفاضل أبو عبدالرحمن ..

ووفقنا وإياك إلى الحرص على تلاوة القرآن وتتبع ما فيه كما يحب ويرضى .

بو عبدالرحمن
13-10-2005, 12:05 PM
الأخت الفاضلة / زمردة
رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين

شكر الله لك هذا الجهد الطيب ، وهذه المتابعة الرائعة
واسأل الله أن يبارك فيهما ، فيجعلك مباركة اينما حللت ونزلت
يتنفع بك كثير من عباده الشاردين الغافلين
اللهم آمين .. اللهم آمين
جميل والله ما ذكرتِ .. ودعائي لله أن يزيدك من فضله وخيره وكرمه
وأن يرزقنا جميعا رضاه .. فهل بعد تحصيل رضاه شيء نطلبه !!؟
كلا والله ... فاللهم اكرمنا برضاك عنا يا أرحم الراحمين

نسأل الله أن يعيننا على حفظ كتابه .. وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيه عنا .. وأن يوفقنا إلى الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم فقد عايش عليه الصلاة والسلام القرآن بكيانه كله وانصبغت حياته به، حتى صار كأنه قرآن يمشي على الأرض، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه.

جزاك الله خيرا على هذه الهدايا التي تتحفينا بها ، فالرابط كان رائعا بحق
وجدير بمن يمر عليه أن يحفظه في المفضلة ، لعل الله ينفعه به
وأخيرا أوصيك :
أن تواصلي دعاءك لأخيك ، فوالله أني محتاج لدعواتكم الطيبة المباركة

أبومروان
19-10-2005, 05:53 AM
ما أقول غير ..... الله يجزيك عنا خير الجزاء ....... ويبارك الله فيك وفي أهل بيتك جميعا

بو عبدالرحمن
20-10-2005, 11:18 AM
أخي الحبيب الغائب الحاضر / أبو مروان
...... طيب الله حياتك وملأ قلبك بالأنوار

والله زمان .. :knight:

الكلام معك ذو شجون يا صاحب الشجون :ranting:

على كل حال ..

اسعدتني عودتك

غير أني أرجو أن تكون عودة مليئة بالنشاط والهمة :banana:

تقبل تحياتي وخالص دعواتي