إرث أحزان
28-01-2006, 12:15 PM
.................................................. .......................
أخرج دفتره الصغير من الدرج .. أخذ ينظر إليه بنوع من الوجد .. ابتسم ابتسامة خفيفة .. ثم زفر بألم .. وقرأ :
( أمسيت في ليلة من ليالي الشتاء وما في الكون ألهب من قلبي .. ولا أسخن من ذاكرتي .. أستعيد النهار فأسبح في عرقي .. وأكاد أختنق شوقاً ..
ما الذي تغير .. لقد كانت فتاة كغيرها من الفتيات .. عادية جداً .. هادئة جداً .. ليست من النوع الذي يجذب الرجال .. بالطبع اقصد غيري . لقد كنت أراها كما يراها الناس .. حتى كلمتني .. كان حديثاً عفوياً )
بمجرد إنهاءه بضعة أسطر ... غرقة في دوامة من الذكريات .. كان بصره شاخصاً حيث توقفت به القراءة .. وكأنه يمعن النظر في الدفتر ... بينما نسي أنه في حجرته ...
-------------------------------------------
قبل أن يخرج من المستشفى سمع صوتاً أنثوياً .. ناعماً .. :
- عفواً دكتور هل هذه الأشعة لك ؟
نظر فإذا تلك الموظفة المتحجبة .. والتي تنظر على استحياء ..
- أووه نعم .. لقد نسيت وضعها في الملف .. أشكرك !
ابتسم ونظر إليها ..ولكنها لم ترفع عينيها ..وذهبت .. وذهب قلبه معها .. لقد كانت عيناها تحكي أساطير غريبة .. لامعة ممتلئة بالدمع .. وكأنها تتجمل أمام الناس ألا تبكي ..
انتظر قليلاً في عيادته وصار ينظر إليها من بعيد .. ( يالله .. كيف لم انتبه لها قبل اليوم .. لقد كانت تمشي مشية سحرية .. كأنما تتزلج على سفح .. كيف تجمع اورقها .. كيف تتحدث مع الممرضات .. كل شيء كان مذهلاً .. )
خطر بباله أن يكلمها قبل أن يخرج .. تشجع وذهب إليها .. كانت منهمكة في انهاء يومها .. أحست بوجوده لكنها لا تكترث .. فبادرها :
- اممممم بالمناسبة .. هل تضعين عدسات ؟
بدى له من عينيها أنها ابتسمت .. أخذت نفساً .. وقالت ببرود :
- لا ... لماذا ؟
- كأني أرى عينيك تلمع ..
ضحكت هذه المرة .. :
- هل تضع انت عدسات ؟
قال بثقة : لا
أشارت إلى عينيه وقالت :
- من الأفضل ان ترى عينيك أنت!!
أغلقت حقيبتها .. وحملتها وذهبت .. تاركةً المكان بذهوله ..
رجع إلى عيادته .. ونظرت في المرآة .. :
- جويل !! .. جويل !!
- نعم دكتور ؟
- هل تلمع عيناي ؟
نظر باستغراب :
- اممممم الحقيقة .. لا أظن أنها تختلف عن أعين الناس .
- هل تظن أني اضع عدسات .؟
ابتسم ورفع حاجبيه ..:
- اممممم لا يبدو ذلك !! ... لماذا ؟
التفت الطبيب إلى أغراضه .. وتظاهر بالبحث عن شيء .. :
- لا شيء .. بإمكانك الذهاب ..
قبل أن يذهب .. استدرك الطبيب ..
- جويل .. هل أنا وسيم ؟ .. أقصد من النوع الذي يجذب النساء ؟
ضحك جويل ضحكة كبيرة ... :
- سيدي .. اعتقد ان للنساء نظرة أخرى .. ربما تبدو وسيماً لدي .. لكن .. امممم .. ما رأيك أن تسأل صوفيا ؟
هزّ رأسه ..بالنفي :
- لا لا لا .. انس الأمر !
--------------------------------
استيقظ الدكتور من حلمه ... وحاول أن يكمل قراءة دفتره الصغير .. " امممممم أين وقفت ؟؟ "
( قضيت باقي نهاري اتسائل ... ماذا تقصد بأن أنظر إلى عيني ؟ ...
هل تريد أن تقول أنني تعديت حدودي بسؤالها ؟؟ لا لا أظن ذلك .. هل بدت لها عيناي تلمعان حقاً ؟؟ .. لماذا تكذب ؟ ...
لا لم تكن تكذب .. ربما لم يفهمني جويل .. عندما سألته .. لقد كانت تقولها بثقة .. " انظر إلى عينيك "
امممم هل يعني أنها كانت تعرف مسبقاً ذلك .. ؟ لا اذكر أنني انتبهت لاهتمامها .. لقد كانت انطوائية ..
لا لا ليست انطوائية ولكنها منهمكة بالعمل ..ولا احد يهمه أمرها ..
يالبؤس المكان .. كيف تعمل فيه امرأة كهذه ولا ينتبه لها أحد ... ربما كان الأجدر ان تسأل نفسك ..!! حقاً ..
غداً سوف اسألها .. ماذا تقصد .. امممم لا لا أخشى ان تستغبيني .. كيف لا استطيع فهم قصدها ... لابد اني سأسقط من عينها ..
امممم هل أنا أقع في الحب ... لا لا أظن أنه بهذه البساطة .. فقط أعجبتني المرأة ... غداً سوف أتحدث معها أكثر ..
يالله .. أريد ان أنام .. حسناً لا تفكر .. انس الدنيا .. )
اخذ نفساً عميقاً بعد إكماله هذه الاسطر .. وبدى أنه غاب في دوامة أخرى ..
فماذا كان بعد ؟؟
يتبع
********
أخرج دفتره الصغير من الدرج .. أخذ ينظر إليه بنوع من الوجد .. ابتسم ابتسامة خفيفة .. ثم زفر بألم .. وقرأ :
( أمسيت في ليلة من ليالي الشتاء وما في الكون ألهب من قلبي .. ولا أسخن من ذاكرتي .. أستعيد النهار فأسبح في عرقي .. وأكاد أختنق شوقاً ..
ما الذي تغير .. لقد كانت فتاة كغيرها من الفتيات .. عادية جداً .. هادئة جداً .. ليست من النوع الذي يجذب الرجال .. بالطبع اقصد غيري . لقد كنت أراها كما يراها الناس .. حتى كلمتني .. كان حديثاً عفوياً )
بمجرد إنهاءه بضعة أسطر ... غرقة في دوامة من الذكريات .. كان بصره شاخصاً حيث توقفت به القراءة .. وكأنه يمعن النظر في الدفتر ... بينما نسي أنه في حجرته ...
-------------------------------------------
قبل أن يخرج من المستشفى سمع صوتاً أنثوياً .. ناعماً .. :
- عفواً دكتور هل هذه الأشعة لك ؟
نظر فإذا تلك الموظفة المتحجبة .. والتي تنظر على استحياء ..
- أووه نعم .. لقد نسيت وضعها في الملف .. أشكرك !
ابتسم ونظر إليها ..ولكنها لم ترفع عينيها ..وذهبت .. وذهب قلبه معها .. لقد كانت عيناها تحكي أساطير غريبة .. لامعة ممتلئة بالدمع .. وكأنها تتجمل أمام الناس ألا تبكي ..
انتظر قليلاً في عيادته وصار ينظر إليها من بعيد .. ( يالله .. كيف لم انتبه لها قبل اليوم .. لقد كانت تمشي مشية سحرية .. كأنما تتزلج على سفح .. كيف تجمع اورقها .. كيف تتحدث مع الممرضات .. كل شيء كان مذهلاً .. )
خطر بباله أن يكلمها قبل أن يخرج .. تشجع وذهب إليها .. كانت منهمكة في انهاء يومها .. أحست بوجوده لكنها لا تكترث .. فبادرها :
- اممممم بالمناسبة .. هل تضعين عدسات ؟
بدى له من عينيها أنها ابتسمت .. أخذت نفساً .. وقالت ببرود :
- لا ... لماذا ؟
- كأني أرى عينيك تلمع ..
ضحكت هذه المرة .. :
- هل تضع انت عدسات ؟
قال بثقة : لا
أشارت إلى عينيه وقالت :
- من الأفضل ان ترى عينيك أنت!!
أغلقت حقيبتها .. وحملتها وذهبت .. تاركةً المكان بذهوله ..
رجع إلى عيادته .. ونظرت في المرآة .. :
- جويل !! .. جويل !!
- نعم دكتور ؟
- هل تلمع عيناي ؟
نظر باستغراب :
- اممممم الحقيقة .. لا أظن أنها تختلف عن أعين الناس .
- هل تظن أني اضع عدسات .؟
ابتسم ورفع حاجبيه ..:
- اممممم لا يبدو ذلك !! ... لماذا ؟
التفت الطبيب إلى أغراضه .. وتظاهر بالبحث عن شيء .. :
- لا شيء .. بإمكانك الذهاب ..
قبل أن يذهب .. استدرك الطبيب ..
- جويل .. هل أنا وسيم ؟ .. أقصد من النوع الذي يجذب النساء ؟
ضحك جويل ضحكة كبيرة ... :
- سيدي .. اعتقد ان للنساء نظرة أخرى .. ربما تبدو وسيماً لدي .. لكن .. امممم .. ما رأيك أن تسأل صوفيا ؟
هزّ رأسه ..بالنفي :
- لا لا لا .. انس الأمر !
--------------------------------
استيقظ الدكتور من حلمه ... وحاول أن يكمل قراءة دفتره الصغير .. " امممممم أين وقفت ؟؟ "
( قضيت باقي نهاري اتسائل ... ماذا تقصد بأن أنظر إلى عيني ؟ ...
هل تريد أن تقول أنني تعديت حدودي بسؤالها ؟؟ لا لا أظن ذلك .. هل بدت لها عيناي تلمعان حقاً ؟؟ .. لماذا تكذب ؟ ...
لا لم تكن تكذب .. ربما لم يفهمني جويل .. عندما سألته .. لقد كانت تقولها بثقة .. " انظر إلى عينيك "
امممم هل يعني أنها كانت تعرف مسبقاً ذلك .. ؟ لا اذكر أنني انتبهت لاهتمامها .. لقد كانت انطوائية ..
لا لا ليست انطوائية ولكنها منهمكة بالعمل ..ولا احد يهمه أمرها ..
يالبؤس المكان .. كيف تعمل فيه امرأة كهذه ولا ينتبه لها أحد ... ربما كان الأجدر ان تسأل نفسك ..!! حقاً ..
غداً سوف اسألها .. ماذا تقصد .. امممم لا لا أخشى ان تستغبيني .. كيف لا استطيع فهم قصدها ... لابد اني سأسقط من عينها ..
امممم هل أنا أقع في الحب ... لا لا أظن أنه بهذه البساطة .. فقط أعجبتني المرأة ... غداً سوف أتحدث معها أكثر ..
يالله .. أريد ان أنام .. حسناً لا تفكر .. انس الدنيا .. )
اخذ نفساً عميقاً بعد إكماله هذه الاسطر .. وبدى أنه غاب في دوامة أخرى ..
فماذا كان بعد ؟؟
يتبع
********