زمردة
29-03-2006, 03:48 PM
http://www.shllal.com/upp/uploads/653dba86b5.gif
http://www.shllal.com/upp/uploads/4537d1fc4c.jpg
الحمد الله الذي أظهر لعباده من آياته دليلاً وهدى من شاء لمن خلقه ، فاتخذ ذلك عبرة وابتغى إلى نجاته سبيلاً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بالخلق والتدبير جملة وتفصيلاً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أبلغ الخلق بياناً وأصدقهم قيلاً صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله الدالة على كمال قدرته وكمال حكمته ، فإذا نظرت إلى عظمتها وانتظام سيرهما عرفت بذلك كمال قدرته ، وإذا نظرت في اختلاف سيرهما عرفت بذلك كمال حكمته ورحمته ، ألا وإن من حكمة الله في سيرهما ما يحدث فيهما من ( الكسوف ) وهو انحجاب ضوءهما كله ( كلي ) أو بعضه ( الجزئي ).
وإن سببه لتخلص في أمرين :
الأول : حسي ، وذلك بأن يحول القمر بين الأرض والشمس ، فيحجب نور الشمس عن الأرض ، إما كلياً أو جزئياً ، والكسوف لا يكون كلياً في جميع أقطار الدنيا وذلك لصغر القمر بالنسبة للشمس ، ولا يكون الكسوف إلا في آخر الشهر في اليوم 29 أو 28 وذلك لقرب القمر من الشمس في نهاية الشمس .
ولكن هناك سبب شرعي لا يعلم إلا عن طريق الوحي ويجهله جميع الفلكيين ومن سار على منهاجهم .
وهو السبب الثاني : وهو تخويف الله لعباده ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عنه وسلم : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، وإنما يخّوف الله بهما عباده ) أخرجه البخاري .
وقوله : ( يخّوف بهما عباده ) وذلك لأن الشمس بعدما عهدها بهذا الضياء والبهاء ! فإذا بها تنكسف فجأة ويزول ضوئها وكأنها ليست في الوجود ، وإذا بالكواكب تشرق وتنير وتلمع في السماء وكأن النهار انقلب ليلا !!؟
فإذا انقلبت هذه الساعة من النهار في لحظة إلى ليل فزعت القلوب من عظمة علام الغيوب ، وتذكرت ذلك اليوم الذي تنكدر فيه الشمس ويذهب ضيائها في يوم يفر المرء من أبيه وصاحبته وبنيه ..
وكسوف القمر والشمس إنما هو دلالة قاطعة على غضب الرب – كما بينت الأحاديث – وما من أمر يحدث في هذا الكون من الشدة إلا بسبب الذنوب والمعاصي ، فإن الذنوب والمعاصي لتذهب بركة السماء والأرض .
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من عادته إذا حصل تغير في العوالم الكونية من ريح شديد ، أو رعد عاصف ، أو كسوف أو خسوف ، حصل عنده الخوف من عذاب الله تعالى أن يحل بهذه الأمة ما حل بالأمم السابقة ممن أهلك بالصواعق ، أو الريح أو الطوفان ، لذا لما حصل كسوف الشمس قام فزعاً كما ثبت في الحديث الصحيح عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أنه يوم كسفت الريح أقبل وأدبر ودخل وخرج ، حتى أنه يوم كسفت الشمس قام يجر ردائه فزعاً – صلوات الله وسلامه عليه – حتى أنه أخذ درع امرأته يظنه ردائه – صلوات الله وسلامه عليه – فلا يأمن العباد أن تخسف الشمس وأن تأتي بعد بالكسوف – نسأل الله الرحمة والمغفرة - .
فعلى كل مسلم أن ينتبه من سباته وليجار ويتضرع الله تعالى ويتذلل حتى يكشف الله عنا هذه الغمة ، ومن دقيق الأمور التي يلبس بها الشيطان على عباد الله ، أن يتعقد بعض الناس أن هذا الغضب بذنب غيره لا بذبنه !! فعلى العبد الذنوب الذنوب التي نراها حقيرة هي عند الله عظيمة !!
ولا تنافي بين الحسي والشرعي – كما يظنه بعض الناس – فإن حدوث الزلازل والصواعق .. ماهي إلا عقوبة لها أسباب طبيعية ، لكن يقدر الله هذه الأسباب من أجل تخويف عباده حتى يرجعوا إليه .
وإن من أعظم الدلائل والحكم التي تستفاد من الكسوف :
فيه رد عباد الشمس والقمر فإن الله تعالى بهذا يريهم مدى حقارة عقولهم ، وسذاجتهم ، ومدى ما هم فيه من الضلال العظيم ! فهم حين يرون إلههم قد غاب ضوءه وتولى عن الأفق فيكون ذلك دليلا على أن لهذه الشمس إله يصرفها ويدبرها . وفيه أيضا رد الطبيعيين الذين يقولون أن كل شيء وجد بنفسه وأنه محض الصدفة ، فكسوف القمران يدحض مقولتهم فلو كان أحدهما خالق لنفسه فلماذا يحجب ضوءه .
وفيه تذكير بمشهد من مشاهد يوم القيامة والآخرة ولذلك بين الله تعالى أن من مشاهد ذلك اليوم ( انكدار الشمس ) و( خسوف القمر ) .. وكأن الكسوف يعطينا صورة من صور ذلك اليوم ( فإذا برق البصر وخسف القمر ، وجمع بين الشمس والقمر ، يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) .
وفيه تذكير بعظيم نعمة الله تعالى على عباده بهاتين الآيتين يقول عزّ من قائل :
( قل أرءيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ، قل أرءيتم إن جعل عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم تسكنون فيه أفلا تبصرون ) .
ما يجب على المسلم فعله حين تكسف الشمس :
لما خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عن عائشة رضي الله عنها قالت:
( خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد يجر إزاره فصف الناس وراءه ثم قام يصلي... وانجلت الشمس، ثم قام فخطب الناس فحمدالله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده.. فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة.
ثم قال: لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وُعِدْته، حتى لقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا، حين رأيتموني تأخرت..
يا أمة محمد! والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته.
يا أمة محمد! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا..
وقال: وأريت النار، فلم أنظر منظرا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن ، يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط) رواه البخاري.
الصلاة :
حكمها : واجبة .. على ما رجحه وقواه الشيخ / محمد العثيمين – رحمه الله – وذلك لما حف بها من قرائن عظيمة تشعر بوجوبها :
خروجه إليها فزعا . أمره بها . خطب خطبة عظيمة . عرضت عليه الجنة والنار فيها .
هل تصلى جماعة أو فرادى ؟؟ :
تسن جماعة ، وتسن فرادى فتسن صلاتها في البيوت .
والأولى أن تصلى جماعة ، بل وفي الجوامع لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في مسجد واحد ودعا الناس إليها ، ولأن الكثرة في الغالب أدعى للخشوع وحضور القلب ، والكثرة أقرب إلى إجابة الدعاء .
صفتها : ركعتان بأربع ركوعات وأربع سجدات ، يكبر فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة ، ثم يركع ركوعاً طويلاً بقدر القراءة ، ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقصر من التي قبلها ، ثم يركع ركوعاً طويلاً أقصر من الذي قبله ، ثم يرفع قائلاً سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يسجد سجدتين طويلتين بقدر القراءة ، الأولى منهما أطول من التي تليها ، ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى ولكن دونها في كل ما يفعل ، دفعاً للحرج والمشقة على الناس ، ومنعاً للضجر والسآمة ، لأن المصلي حينما يدخل الصلاة يكون على قدر كبير من النشاط فما يلبث أن يضمحل هذا النشاط شيئاً فشيئاً ، فناسب ذلك أن تكون الصلاة متفاوتة في الطول .
فتاوى :
س1: ورد أنه ينادى لصلاة الكسوف بـ ( الصلاة جامعة) فهل يقولها مرة واحدة ، أو يشرع تكرارها ، وما مقدار التكرار ؟ أفتونا مأجورين.
ج: قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن ينادى لصلاة الكسوف بقول الصلاة جامعة والسنة للمنادي أن يكرر ذلك حتى يظن أنه أسمع الناس ، وليس لذلك حد محدود فيما نعلم . والله ولي التوفيق .
الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - نشرت في ( المجلة العربية ) شوال 1414هـ .
س2: إذا كسفت الشمس في وقت من أوقات النهي ، فهل تصلى ؟
الراجح أنها تصلى ، فكل صلاة لها سبب تصلى حيث وجد سببها ، ولو في وقت نهي ، وهي الرواية الثانية عن الإمام أحمد .
محمد العثيمين – رحمه الله - .
س3: الغاية في قوله صلى الله عليه وسلم:
فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم لمجموع الأمرين بحيث إنه لو سلم من الصلاة ولم ينجل أطال الدعاء حتى ينجلي ، أم أن الغاية للصلاة فقط بحيث لو سلم ولم ينجل كرر الصلاة؟
ج: الصلاة لا تكرر ، ولكن يشرع للمسلمين الإكثار من الاستغفار والذكر والتكبير والصدقة والعتق ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الأمة بذلك عند وجود الكسوف.
من ضمن أسئلة موجهة إلى سماحة الشيخ بن باز ، طبعها الأخ/ محمد الشايع في كتاب .
س4: هل تسن الخطبة بعد صلاة الكسوف؟
ج: تسن الخطبة بعد صلاة الكسوف ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، وقد قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من رغب عن سنتي فليس مني ولما في ذلك من المصلحة العامة للمسلمين ، وتفقيههم في الدين ، وتحذيرهم من أسباب غضب الله وعقابه. ويكفي أن يفعل ذلك وهو في المصلى بعد الفراغ من الصلاة. والله ولي التوفيق .
من ضمن أسئلة مقدمة لسماحة الشيخ ابن باز من أحد طلبة العلم في مجلسه .
س5: هل تصلي المرآة في بيتها بنفس الصفة التي ذكرت ؟
ج: نعم ، تصليها بنفس الصفة المذكورة سابقاً ، في بيتها .
عبد الله البسام – حفظه الله ورعاه - .
وأخيرا أسأل الله العلي العظيم أن يرحمنا ويغفر ذنوبنا إنه غفور رحيم .
هذا والله تعالى أعلم .
وصلى الله عليه وسلم .
- منقول من الأخت مرفت عبد الجبار - الساحة العربية -
http://www.shllal.com/upp/uploads/4537d1fc4c.jpg
الحمد الله الذي أظهر لعباده من آياته دليلاً وهدى من شاء لمن خلقه ، فاتخذ ذلك عبرة وابتغى إلى نجاته سبيلاً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بالخلق والتدبير جملة وتفصيلاً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أبلغ الخلق بياناً وأصدقهم قيلاً صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله الدالة على كمال قدرته وكمال حكمته ، فإذا نظرت إلى عظمتها وانتظام سيرهما عرفت بذلك كمال قدرته ، وإذا نظرت في اختلاف سيرهما عرفت بذلك كمال حكمته ورحمته ، ألا وإن من حكمة الله في سيرهما ما يحدث فيهما من ( الكسوف ) وهو انحجاب ضوءهما كله ( كلي ) أو بعضه ( الجزئي ).
وإن سببه لتخلص في أمرين :
الأول : حسي ، وذلك بأن يحول القمر بين الأرض والشمس ، فيحجب نور الشمس عن الأرض ، إما كلياً أو جزئياً ، والكسوف لا يكون كلياً في جميع أقطار الدنيا وذلك لصغر القمر بالنسبة للشمس ، ولا يكون الكسوف إلا في آخر الشهر في اليوم 29 أو 28 وذلك لقرب القمر من الشمس في نهاية الشمس .
ولكن هناك سبب شرعي لا يعلم إلا عن طريق الوحي ويجهله جميع الفلكيين ومن سار على منهاجهم .
وهو السبب الثاني : وهو تخويف الله لعباده ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عنه وسلم : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، وإنما يخّوف الله بهما عباده ) أخرجه البخاري .
وقوله : ( يخّوف بهما عباده ) وذلك لأن الشمس بعدما عهدها بهذا الضياء والبهاء ! فإذا بها تنكسف فجأة ويزول ضوئها وكأنها ليست في الوجود ، وإذا بالكواكب تشرق وتنير وتلمع في السماء وكأن النهار انقلب ليلا !!؟
فإذا انقلبت هذه الساعة من النهار في لحظة إلى ليل فزعت القلوب من عظمة علام الغيوب ، وتذكرت ذلك اليوم الذي تنكدر فيه الشمس ويذهب ضيائها في يوم يفر المرء من أبيه وصاحبته وبنيه ..
وكسوف القمر والشمس إنما هو دلالة قاطعة على غضب الرب – كما بينت الأحاديث – وما من أمر يحدث في هذا الكون من الشدة إلا بسبب الذنوب والمعاصي ، فإن الذنوب والمعاصي لتذهب بركة السماء والأرض .
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من عادته إذا حصل تغير في العوالم الكونية من ريح شديد ، أو رعد عاصف ، أو كسوف أو خسوف ، حصل عنده الخوف من عذاب الله تعالى أن يحل بهذه الأمة ما حل بالأمم السابقة ممن أهلك بالصواعق ، أو الريح أو الطوفان ، لذا لما حصل كسوف الشمس قام فزعاً كما ثبت في الحديث الصحيح عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أنه يوم كسفت الريح أقبل وأدبر ودخل وخرج ، حتى أنه يوم كسفت الشمس قام يجر ردائه فزعاً – صلوات الله وسلامه عليه – حتى أنه أخذ درع امرأته يظنه ردائه – صلوات الله وسلامه عليه – فلا يأمن العباد أن تخسف الشمس وأن تأتي بعد بالكسوف – نسأل الله الرحمة والمغفرة - .
فعلى كل مسلم أن ينتبه من سباته وليجار ويتضرع الله تعالى ويتذلل حتى يكشف الله عنا هذه الغمة ، ومن دقيق الأمور التي يلبس بها الشيطان على عباد الله ، أن يتعقد بعض الناس أن هذا الغضب بذنب غيره لا بذبنه !! فعلى العبد الذنوب الذنوب التي نراها حقيرة هي عند الله عظيمة !!
ولا تنافي بين الحسي والشرعي – كما يظنه بعض الناس – فإن حدوث الزلازل والصواعق .. ماهي إلا عقوبة لها أسباب طبيعية ، لكن يقدر الله هذه الأسباب من أجل تخويف عباده حتى يرجعوا إليه .
وإن من أعظم الدلائل والحكم التي تستفاد من الكسوف :
فيه رد عباد الشمس والقمر فإن الله تعالى بهذا يريهم مدى حقارة عقولهم ، وسذاجتهم ، ومدى ما هم فيه من الضلال العظيم ! فهم حين يرون إلههم قد غاب ضوءه وتولى عن الأفق فيكون ذلك دليلا على أن لهذه الشمس إله يصرفها ويدبرها . وفيه أيضا رد الطبيعيين الذين يقولون أن كل شيء وجد بنفسه وأنه محض الصدفة ، فكسوف القمران يدحض مقولتهم فلو كان أحدهما خالق لنفسه فلماذا يحجب ضوءه .
وفيه تذكير بمشهد من مشاهد يوم القيامة والآخرة ولذلك بين الله تعالى أن من مشاهد ذلك اليوم ( انكدار الشمس ) و( خسوف القمر ) .. وكأن الكسوف يعطينا صورة من صور ذلك اليوم ( فإذا برق البصر وخسف القمر ، وجمع بين الشمس والقمر ، يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) .
وفيه تذكير بعظيم نعمة الله تعالى على عباده بهاتين الآيتين يقول عزّ من قائل :
( قل أرءيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ، قل أرءيتم إن جعل عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم تسكنون فيه أفلا تبصرون ) .
ما يجب على المسلم فعله حين تكسف الشمس :
لما خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عن عائشة رضي الله عنها قالت:
( خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد يجر إزاره فصف الناس وراءه ثم قام يصلي... وانجلت الشمس، ثم قام فخطب الناس فحمدالله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده.. فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة.
ثم قال: لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وُعِدْته، حتى لقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا، حين رأيتموني تأخرت..
يا أمة محمد! والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته.
يا أمة محمد! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا..
وقال: وأريت النار، فلم أنظر منظرا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن ، يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط) رواه البخاري.
الصلاة :
حكمها : واجبة .. على ما رجحه وقواه الشيخ / محمد العثيمين – رحمه الله – وذلك لما حف بها من قرائن عظيمة تشعر بوجوبها :
خروجه إليها فزعا . أمره بها . خطب خطبة عظيمة . عرضت عليه الجنة والنار فيها .
هل تصلى جماعة أو فرادى ؟؟ :
تسن جماعة ، وتسن فرادى فتسن صلاتها في البيوت .
والأولى أن تصلى جماعة ، بل وفي الجوامع لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في مسجد واحد ودعا الناس إليها ، ولأن الكثرة في الغالب أدعى للخشوع وحضور القلب ، والكثرة أقرب إلى إجابة الدعاء .
صفتها : ركعتان بأربع ركوعات وأربع سجدات ، يكبر فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة ، ثم يركع ركوعاً طويلاً بقدر القراءة ، ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقصر من التي قبلها ، ثم يركع ركوعاً طويلاً أقصر من الذي قبله ، ثم يرفع قائلاً سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يسجد سجدتين طويلتين بقدر القراءة ، الأولى منهما أطول من التي تليها ، ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى ولكن دونها في كل ما يفعل ، دفعاً للحرج والمشقة على الناس ، ومنعاً للضجر والسآمة ، لأن المصلي حينما يدخل الصلاة يكون على قدر كبير من النشاط فما يلبث أن يضمحل هذا النشاط شيئاً فشيئاً ، فناسب ذلك أن تكون الصلاة متفاوتة في الطول .
فتاوى :
س1: ورد أنه ينادى لصلاة الكسوف بـ ( الصلاة جامعة) فهل يقولها مرة واحدة ، أو يشرع تكرارها ، وما مقدار التكرار ؟ أفتونا مأجورين.
ج: قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن ينادى لصلاة الكسوف بقول الصلاة جامعة والسنة للمنادي أن يكرر ذلك حتى يظن أنه أسمع الناس ، وليس لذلك حد محدود فيما نعلم . والله ولي التوفيق .
الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - نشرت في ( المجلة العربية ) شوال 1414هـ .
س2: إذا كسفت الشمس في وقت من أوقات النهي ، فهل تصلى ؟
الراجح أنها تصلى ، فكل صلاة لها سبب تصلى حيث وجد سببها ، ولو في وقت نهي ، وهي الرواية الثانية عن الإمام أحمد .
محمد العثيمين – رحمه الله - .
س3: الغاية في قوله صلى الله عليه وسلم:
فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم لمجموع الأمرين بحيث إنه لو سلم من الصلاة ولم ينجل أطال الدعاء حتى ينجلي ، أم أن الغاية للصلاة فقط بحيث لو سلم ولم ينجل كرر الصلاة؟
ج: الصلاة لا تكرر ، ولكن يشرع للمسلمين الإكثار من الاستغفار والذكر والتكبير والصدقة والعتق ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الأمة بذلك عند وجود الكسوف.
من ضمن أسئلة موجهة إلى سماحة الشيخ بن باز ، طبعها الأخ/ محمد الشايع في كتاب .
س4: هل تسن الخطبة بعد صلاة الكسوف؟
ج: تسن الخطبة بعد صلاة الكسوف ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، وقد قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من رغب عن سنتي فليس مني ولما في ذلك من المصلحة العامة للمسلمين ، وتفقيههم في الدين ، وتحذيرهم من أسباب غضب الله وعقابه. ويكفي أن يفعل ذلك وهو في المصلى بعد الفراغ من الصلاة. والله ولي التوفيق .
من ضمن أسئلة مقدمة لسماحة الشيخ ابن باز من أحد طلبة العلم في مجلسه .
س5: هل تصلي المرآة في بيتها بنفس الصفة التي ذكرت ؟
ج: نعم ، تصليها بنفس الصفة المذكورة سابقاً ، في بيتها .
عبد الله البسام – حفظه الله ورعاه - .
وأخيرا أسأل الله العلي العظيم أن يرحمنا ويغفر ذنوبنا إنه غفور رحيم .
هذا والله تعالى أعلم .
وصلى الله عليه وسلم .
- منقول من الأخت مرفت عبد الجبار - الساحة العربية -