PDA

View Full Version : نــــــعـــــــمـــــــة غـــــــزيــــــــرة الـــــــمــــــــــــآثـــــــــر ...


عابر99
16-04-2000, 08:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

الصحبة و الصداقة عاطفة سامية القدر ، و نعمة غزيرة المآثر .

و في شرعنا المطهر ترغيب في أن تكون المعاملة بين أهل الإسلام معاملة أخوة ، و علاقة محبة ، و رابطة صداقة : " إنما المؤمنون إخوة " .

" واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " .

" و المسلم أخو المسلم "

و تترقى الأخوة بين المسلمين حتى يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ، ثم تترقى حتى يؤثر أخاه على نفسه و لو كان به حاجة " ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " و في حديث صحيح الإسناد : " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه " .

و لقاء الإخوان . جلاء الأحزان ، و الرجل يسعد بمصاحبة السعيد . و يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إذا رزقك الله مودة امرىء مسلم فتشبث بها . و قالت الحكماء : أعجز الناس من فرط في طلب الإخوان . و أعجز منه من ضيع من ظفر به منهم . و من ذا يعيش من غير أصدقاء و أصحاب يشاطرونه أفراحه و يشاركونه أتراحه .

ففي الصداقة ابتهاج القلب عند اللقاء ، و لذة النفس حين المحادثة . و المرء إذا كثرت أصدقاؤه كانت ألسنتهم داحضة لما يرمى به من مزاعم ، و أيديهم واقية له من الأذى . و ما يدفع الحسد و العدوان بمثل الاستكثار من الأصدقاء . فهم عماد إذا استنجدتهم ، و ظهور إذا احتجتهم .

و الصديق قد يبلغ من المنزلة ما لا يبلغه القريب .

و لقد قال المجرمون في أشد ساعات الكرب : " فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم " قال الأقدمون : رب أخ لك لم تلده أمك .

و قد ذكر أهل العلم و الأدب جملة من النعوت و الأوصاف ، و الآداب و الخلال يعرف بها الأصحاب في حسن مناقبهم ، و الخلان في مستحسن مذاهبهم . يجمل بالمرء أن يعرفها و يعرض آدبه و حسن خلقه كما يختبر بها الناس في مسالكهم و تعاملهم .

و أول ذلك إدراك أن الصاحب رقعة الثوب فلينظر الإنسان بم يرقع ثوبه .

و لقد جسد ذلك نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم بقوله : " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " أخرجه أبو داود بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

و عند أبي داود و الترمذي بسند لا بأس به : " لا تصاحب إلا مؤمناً و لا يأكل طعامك إلا تقي " .

فميزان الإنسان أصدقاؤه فمن صاحب الفساق و المبتدعة تسابقت إليه الظنون ، أنه راض عن الابتداع غير متحرج من الفسوق . و قاعدة المحبة و بناؤها ، و حفظها و صيانتها أن تحب في الله و تبغض في الله ، فولاية الله لا تنال إلا بذلك ، و من صارت مؤاخاته لأمر الدنيا فلن يغنيه ذلك شيئاً .

و قد قال بعض السلف : ما كنت لأقول لرجل إني أحبك في الله فأمنعه شيئاً من الدنيا . و قال بعضهم : إن لا أستحي من الله أن أسأل الجنة لأخ من إخواني ثم أبخل عنه بدينار أو درهم .

فإذا ما صاحبت قوماً فاصحب منهم الأخيار أولي التقى و لا تصحب فيهم الأردى .

و إخوان الثقات هم الذخائر من الصالحين و أهل المروءة و الورع و العلم و الأدب . و ذو الحظ العظيم من يخالط أهل الفقه و الحكمة و يجانب أهل الشر و المعصية و البدعة .

كلاسيك
18-04-2000, 01:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

جزاك الله خير الجزاء وجعلها في ميزان حسناتك ،،

عابر99
18-04-2000, 07:54 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

اللهم آمين :

وجزاك الله خيراً أخي كلاسيك وغفر لك على متابعتك .

جيون
19-04-2000, 06:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير أخي في الله عابر 99

الأخوان والأخوات هم لنا الشفاعة يوم الحساب وكل مازادوا حولنا زادت فرص الشفاعة منهم لنا ..

فالحمد الله على فضله ...

عابر99
19-04-2000, 10:09 PM
اللهم آمين :

وجزاك الله خيراً أختي الكريمة جيون :

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على القيام بحق إخواننا في الله وأداء مايجب علينا تجاههم .