PDA

View Full Version : المعــــــــــــــــــانـاة 000الجزء الأول


شاهين
19-05-2000, 06:29 PM
أحبتي بعد غيبة طويلة أعود لكم بالجديد .. أتمنى أن يحوز على اعجابكم ..وهذه المرة من داخل دار الرعاية لمجهولي الابوين .........................................
........................................................................


سأعرفكم نفسي ..


أنا فتاة مجهولة الأبوين.. بلغت الرابع والعشرون الآن ..أحمل الجنسية الخليجية, نشأت بدار للحكومة .. ولم تبخل قط علينا ..تمنينا أنا وأخواتي في الدار لو كان كل هذا النعيم بوسط أهالينا ....


هناك ما يقلق منامي ويعكر أجمل لحظات حياتي .. هو سؤال دوما يتبادر الى ذهني كما إخوتي .. لم نحن بالذات ولم نحن هنا؟ ولم فعل بنا آباءنا مافعل ..


يقولون لنا الحب ..؟ ونستغرب .. هل ثمر الحب خطيئة؟


أصبحنا نصبر بعضنا على ما ابتلينا به وحكم الله الذي كتب علينا وان لنا الأجر عند خالقنا ..ولكن.. يبقى السأم والحقد والرغبة بالانتقام من أبوينا بقلوبنا ...فلم أقل قط .. ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا .. فهم لم يربياني


وأحيانا كثيرة عندما أتحدث مع قريناتي بالمدرسة .. أجد أنني أفتقد أساسيات الأسرة المتكاتفة المتضامنة .. فأضيع ببحر من الحزن.. أحلك مراحل حياتي القاتمة .. هي تلك التي كانت في مرحلة المراهقة .. كنت أريد التمرد .. ولكن على من ..!!! فأنا قد تمرد زمني علي ..ولأي شئ أتمرد ؟؟


أصبت وقتها باحباط جم لا أعلم حجمه ولا مصدره سوى أنني كنت أنام وأصحو على أمل أن أجد أمي . وسؤال يمزق قلبي أين أنتي يا أمي؟


كنت أحلم .. وأحلم بأن التقي بها يوما .. وأبقى بحضنها الدافئ لساعات ..لا بل أيام وليالي ..وأرقص طربا بفرحة اللقيا .... ولن يفرقني عنها سوى الموت.. ودوما .. دوما.. يوقضني من حلمي . دمع تفجر بمقلتي ....


بدأت أنسج خيوط الأمل في كل من أجد بناظريها لمسة حنان .. فأقول لها بلا تردد أنا مجهولة الأبوين ..‍‍


لم أعد أخجل من نسبي ولم أكن أحتاج نظرة عطف انما كنت أريد أما لعل وعسى أجد أمي الحقيقية بين من أختارهن أما لي ..


ودوما أعود خائبة ..فلن تتحملني سواها تلك التي أنجبتني .. ولن تتفرغ لي سواها .. مع انها ويالسخرية القدر .. قد تفرغت مني . وكأنني من المهملات ..


آه لو تعلمون كم كانت ليالي حالكة السواد .. كدت أجن .. أحيانا كثيرة أتعمد ايذاء نفسي لعلي أحظى بمن ترق روحه لي وتحنو علي ..يالنفسي المريضة كم تعذبت وكم عذبتها انا بيدي .. ولا تزال .. فأنا الى الآن مجهولة الأبوين .....


...كبرت ودخلت الجامعة بتخصص كنت أحبه .. تفوقت ..ولكن ألمي كان داخلي كبيرا .. أخاف من أن يعلم أحد الزملاء أو الزميلات بنسبي ؟؟دوما كنت اتهرب من زميلاتي اللاتي كن يرغبن بتوطيد العلاقة فيما بيننا ؟؟أخاف قبول دعواتهن .. حتى لا أجبر بردها ..فأين سأستضيفهن؟.. وهل سيتقبلني مجتمع الجامعة بعد أن يكشف المستور ... ويعلمن أنني نزيلة المؤسسة؟؟


....


منذ نعومة أظافري وأنا أبحث عن الحب وأحلام الحب .. وقصص الحب .. وأفلامه .. كنت أهيم بعالم آخر .. أجد به المتنفس الوحيد لما ينقصني.. وايضا خائفة من البحث عنه في الحقيقة ....والواقع الأليم الذي اعيشه يتربص لي في كل لحظة


فمن ذا الذي سيتحدى مجتمع بأسره ويتقبلني .. في حين أن الجميع ينظر لي وأخوتي وكأننا ثمار الخطيئة على الأرض..


...


التقيته عند مواقف الكلية .. أسرني جم أدبه .. واحترامه ..تمنيته لي..نوع من التملك أردت أن أسعد به باقي أيامي .. ضرب من الجنون أعلم .. ولكنه خطر لي


ولم يخطر ببالي قط أنني سأقابل بنفس الحلم والجنون من ناحيته..!


سعدت .. وتفرش الورد بطريقي .. أصبحت انسانة أخرى .. أصبحت جميلة .. بعيني وبعين كل من يراني ..جميلة حقا .. جميلة جدا ..نسيت .. او تناسيت من أنا .. كانت تعنيني اللحظة التي انا بها الآن ..رقصت على أنغام أحلامنا .. طربنا .. و..


توقفت عقارب ساعتي عند طلبه الزواج مني ..


صمت .. وطال صمتي .. ..بعدت .. هجرت .. وصددته ..ليس مني انما من الخوف الذي يأسرني.. لم أعطه مجال ..


الى أن سألني .. هل هناك آخر ..لم أجب فعيناي تقول له أنت فقط .. وقلبي يقول أنت فقط ..


ألح بالسؤال ..نطقت ..


هل تعد بأنك لن تكرهني؟


قال لا ..


سألت مرة أخرى ..


هل تعد بأن تسامحني .. على ذنب ليس لي به ذنب ؟


قال نعم ..


فعدت وهممت بالسؤال مرة أخرى ..


هل..


قال كفى ...


تجمعت أمامي صور ظلام الماضي وعودتي الوشيكة إليه وبكل ظلم السنون الماضية .. تفجر صوتي بحقدي وكرهي لنفسي وأنا أقول له .. أنا مجهولة الأبوين .. هل تقبل الارتباط بلقيطة من المؤسسة؟؟


صمت...


ولم يجب ..


طال صمته .. وتنكيسه لرأسه .. بكيت أردت الفرار .. رفع جبينه .. وأراد الكلام ..قتلني وقتها خوفي ..واحتضنت عيناي وجهه بخوف .. انتظر منه حكم ابادتي .. وعودتي لظلمتي..


وعندما نطق ..


قال


هل تقبلينني زوجا لك ..؟؟!!


يتبع


وللقصه بقية

حقوق المؤلف محفوظه

--------------------------------------------------

اللهم يامولانا الشفيق..رب البيت العتيق.. نسألك ..نسألك .. فرجا من عندك قريبا ..لإخواننا المأسورين..نسألك اللهم أن تسلم دينهم ..وتحقن دماءهم ..وتصون أعراضهم..وترجعهم إلينا سالمين غانمين.. غير خزايا ولا محرومين.. عاجلا غير آجل يارب العالمين ..

عابر99
19-05-2000, 10:45 PM
اللهم آمين :

جزاك الله خيراً أخي شاهين وبارك فيك .