فتى دبي
11-12-2000, 10:45 PM
اليوم بلغ الطفل الرضيع الذي وجد علي رصيف الكورنيش أحد عشر يوما، مدفوعا داخل
عجلة الزمن دون هوية حقيقية، وهو غير مسؤول عن ذلك، ينمو جسده بغذاء غير غذاء
من أنجبته، من المؤكد انه يبكي اليوم لأجل أن لا يترك وحيدا في أيدي من يؤدون خدمة
وواجباً في بيوت الأيتام، وكم من الأوقات لهذا الرضيع ان ينحني علي صدور الممرضات
ليرضعنه، وكم من دقات القلوب سوف يسمع، ولكنه يعرف بأنها ليست دقات قلب أمه
التي كان يسمعها تسعة أشهر، ينسلخ بعدها بأمر ربه عن جسدها، لكي تلتقطه أيدي
مجرمة لترميه علي قارعة الطريق ويسمّي لقيطا .
من الطبيعي أن يتحقق الوجود بالولادة وصراخه إعلان لولادته طالبا ان لا تتركه أمه وأن
تحضنه علي صدرها ليهدأ ويطمئن.. وكيف يمكن لهذا الولد أن يخيل له بأن وسادته بعد
الولادة كانت في يوم ما رصيفاً علي الكورنيش، كيف يمكن ان تقسو الأم علي من تخرجه
من أحشائها بعد شقاء وصحبة تجمعها مع طفلها تسعة أشهر في جسد واحد، دون أن
تدافع عن وجوده وتتحدي العالم لكي ترعاه وتطلب الغفران من الله لأن الله غفور رحيم.
هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم يعدون الأيام ليخرجوا بثوب جديد وكانت أمنيتهم أن يلبسوا
ثياب أهلهم.
كم من النساء لم يرزقهنّ الله الأطفال تنجرح قلوبُهنّ عند سماع جرائم إلقاء الأطفال في
الشوارع.. ولكنّ حزنهنّ حزنان غير نساء العالم، الأولي: أن تحزن وتتألم لإلقاء طفل
علي قارعة الطريق، والثانية: أن تحزن لأنها حرمت من أن يكون هذا الطفل طلفها لعدم
الإنجاب وأعطي لأم لا تستحقه.
لذا حكمت محكمة الزمن بالأشغال الشاقة علي الطفل الرضيع لخروجه دون صحبة والديه،
بأن يقضي العمر كله دون هويته الأصلية، هل الحكم ظالم أو صحيح.. هذا هو السؤال؟
أيا كانت الظروف التي يعيشها هذا الطفل اليوم فإن انقطاعه عن أمه ورعايتها له أهم
عندي من انقطاع الكهرباء عن بعض امارات الدولة .
عجلة الزمن دون هوية حقيقية، وهو غير مسؤول عن ذلك، ينمو جسده بغذاء غير غذاء
من أنجبته، من المؤكد انه يبكي اليوم لأجل أن لا يترك وحيدا في أيدي من يؤدون خدمة
وواجباً في بيوت الأيتام، وكم من الأوقات لهذا الرضيع ان ينحني علي صدور الممرضات
ليرضعنه، وكم من دقات القلوب سوف يسمع، ولكنه يعرف بأنها ليست دقات قلب أمه
التي كان يسمعها تسعة أشهر، ينسلخ بعدها بأمر ربه عن جسدها، لكي تلتقطه أيدي
مجرمة لترميه علي قارعة الطريق ويسمّي لقيطا .
من الطبيعي أن يتحقق الوجود بالولادة وصراخه إعلان لولادته طالبا ان لا تتركه أمه وأن
تحضنه علي صدرها ليهدأ ويطمئن.. وكيف يمكن لهذا الولد أن يخيل له بأن وسادته بعد
الولادة كانت في يوم ما رصيفاً علي الكورنيش، كيف يمكن ان تقسو الأم علي من تخرجه
من أحشائها بعد شقاء وصحبة تجمعها مع طفلها تسعة أشهر في جسد واحد، دون أن
تدافع عن وجوده وتتحدي العالم لكي ترعاه وتطلب الغفران من الله لأن الله غفور رحيم.
هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم يعدون الأيام ليخرجوا بثوب جديد وكانت أمنيتهم أن يلبسوا
ثياب أهلهم.
كم من النساء لم يرزقهنّ الله الأطفال تنجرح قلوبُهنّ عند سماع جرائم إلقاء الأطفال في
الشوارع.. ولكنّ حزنهنّ حزنان غير نساء العالم، الأولي: أن تحزن وتتألم لإلقاء طفل
علي قارعة الطريق، والثانية: أن تحزن لأنها حرمت من أن يكون هذا الطفل طلفها لعدم
الإنجاب وأعطي لأم لا تستحقه.
لذا حكمت محكمة الزمن بالأشغال الشاقة علي الطفل الرضيع لخروجه دون صحبة والديه،
بأن يقضي العمر كله دون هويته الأصلية، هل الحكم ظالم أو صحيح.. هذا هو السؤال؟
أيا كانت الظروف التي يعيشها هذا الطفل اليوم فإن انقطاعه عن أمه ورعايتها له أهم
عندي من انقطاع الكهرباء عن بعض امارات الدولة .