PDA

View Full Version : ( كيف تغسل قلبك ليكون كالمرآة ..)


بو عبدالرحمن
06-01-2001, 02:05 PM
-
قال لي صاحبي وهو يحاورني :
أحسبك استفدت عمليا من درس ( ماء من نور )
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=25201
قلت في فرح كفرح طفل بهدية تعجبه :
نعم والله ، وجزاك الله عني خير الجزاء .. لقد اصبح للوضوء عندي متعة ، ولذة ما كنت أحسب أني سأجدها يوما ..
ابتسم صاحبي وقال : والآن تعال نخطو خطوة إلى الأمام..
كم مرة يغتسل الناس في فصل الصيف ، عن اشتداد حرارة الجو ؟
قلت : أحسب أن أكثرهم يغتسل مرتين ، وكثيرون يغتسلون أكثر من ذلك ..
قال : طبعا ، وبعد ذلك يطيبون ثيابهم ، ويرشون على أجسادهم رشات عطرية جميلة .. والسؤال : لماذا يفعلون كل ذلك يا ترى ؟
قلت : بسبب كمية العرق التي تتصبب من أجسادهم ، وربما بسبب الجو الخانق ، والرطوبة ، والغبار وحرارة الشمس الشديدة ..
اتسعت ابتسامته وقال : احفظ هذه الخطوة .. وتابعني .
قلت وأنا أضحك : انا معك .. لن أتركك ما دام طريقك إلى الفردوس !
-
-
-
-
-قال : أيهما أولى بالاهتمام والعناية :
جسد السيارة الخارجي ، أم محركها الذي لا تدور إلا به ؟
قلت على الفور : بل محركها والله ..
قال وهو يكاد يضحك لعجلتي في الرد :
ولو قلت كلاهما ينبغي الاعتناء به بدرجة واحدة ، لكنت أيضا أصبت ..
على كل حال .. تخيل إنساناً يجعل كل عنايته واهتمامه بجسد السيارة فقط .. تزيين ، وتلميع ، وتنظيف ومسح ، وغسيل و..و..و.. الخ
يبذل من أجل ذلك : مالا كثيرا ، وجهدا واضحا ، ووقتا كبيرا ..
ثم تكتشف أن محرك السيارة أصلا لا يعمل …. !!
قلت على الفور وبصوت حاد :
هذا مجنون رسمي .. أو أحمق أبله ..وهل يفعل ذلك عاقل ؟؟
صمت قليلا وهو يحدق في وجهي ثم قال :
اسمع المفاجأة إذن .. يفعل ذلك بالضبط أكثر الناس ، وربما أنا وأنت منهم .!
ارتسمت على وجهي علامات استفهام كثيرة وكبيرة ، وقبل أن أنطق قال :
نعود الآن إلى النقطة السابقة .. أيهما أولى بالاهتمام والعناية :
جسد الإنسان أم قلبه وروحه ؟
كعادتي أجبت بسرعة : بل قلبه وروحه .. لأنهما بمثابة المحرك للسيارة ..!
ابتسم ابتسامته المعهودة قال :
ومع هذا تجد أكثر الخلق يعتنون بأجسادهم غاية الاعتناء والاهتمام ، ولا يلتفتون إلى قلوبهم وما يصيبهم فيها من مقاتل وجراح ..
قلت : زدني توضيحا ..-
-
-
-
-
قال : ألم نتفق أنهم في الصيف يغتسلون كثيرا لتنظيف أجسادهم مما علق بها من عرق وغبار ونحو ذلك ، ثم يطيبون ثيابهم ، ويعطرون أجسادهم ، وذلك ليكونوا مقبولين في مجالس الناس ، فلا ينفر منهم الآخرون ..؟؟
قلت : بلى ..
قال : فلماذا لا يغسلون قلوبهم ويطيبونها ، ويعطرون أرواحهم من غبار وصدأ المعاصي والذنوب ، والغفلات والهفوات ، والهمزات والهمسات ، وسماع ما لا ينبغي سماعه ونحو هذا كثير مما يدمر عليهم قلوبهم وهم يضحكون .. !!
أنهم لو فعلوا ذلك ، لكانوا مقبولين عند سكان السماء ..!! والأرض أيضا ..!
اتسعت حدقتا عيني حتى أقصاهما وكأني أسمع هذا الكلام لأول مرة ..
وواصل صاحبي حديثه :
نعم يا عزيزي ..
اعلم أن كل ما لا يرضاه الله تعالى ، يكون له أثر خطير على هذا القلب ، والعاقل الذكي يجتهد دائما أن يغسل قلبه باستمرار حتى يبقى مصقولا ، ليسهل عليه بعد ذلك أن يتلقى أمداد السماء في يسر ..
بحركة عفوية ضربت براحة يدي جبهتي وارتفع صوتي وأنا أقول :
يااااااااااه !! ما أحوجني إذن لعملية غسيل شديدة لقلبي ، فإني أشعر بأنني متلطخ حتى الذروة …!
ابتسم صاحبي وقال : بسيطة ..
اجمع قلبك .. وارهف سمعك .. وأصغ إلى نبيك العظيم محمد ( وهل مثل محمد أحد ؟ ) صلى الله عليه وسلم ..إنه الآن يتحدث فاستمع :
-
-
-
-
-
" تحترقون ، تحترقون .. فإذا صليتم الظهر غسلتها ..
ثم تحترقون ، تحترقون ، فإذا صليتم العصر غسلتها..
ثم تحترقون ، تحترقون ، فإذا صليتم المغرب غسلتها..
ثم تحترقون ، تحترقون ، فإذا صليتم العشاء غسلتها..
ثم تنامون فلا يكتب عليكم شيء "
-
- لاحظ أنهم كانوا ينامون بعد صلاة العشاء ، ومن ثم لا يحترقون ..‍ !
أما نحن فأكثرنا يشتد حريقهم بعد صلاة العشاء ..!!!!!
-
-
-واضح من الحديث : أن القلب يحترق بسبب دخان المعاصي والذنوب ، والغفلات والهفوات وسماع ما لا يجوز .. ونحو هذا كثير .. كما قرر ذلك ربنا في كتابه الكريم ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
ما كانوا يكسبون من السيئات والذنوب ..

-
-
فإذا صلى الإنسان صلاة خاشعة ، يجمع فيها قلبه وعقله ، ويعرف ماذا يقول وماذا يفعل ، ومعاني هذه الأقوال والحركات .. فإن هذه الصلاة تكون بمثابة محطة غسيل فريدة من نوعها لصقل القلب من كل الشوائب التي علقت به ..
كنت أتابع حديث صاحبي وأنا أشعر بانتشاء عجيب في قلبي ..
قال : يوضح هذا المعنى ويؤكده ويقرره قول نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم :-
-
-
-
-
- : أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيء ( درنه : أي قذره ) ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء يا رسول الله .
قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا .. "
قلت : صدقني يا أخي .. لقد شوقتني للصلاة ، وأحسب أنني سأصلي منذ اليوم ، وأنا استحضر كلماتك هذه بأن الصلاة عملية غسيل فريدة للقلب حتى يصبح مصقولا كالمرآة .. أسأل الله تعالى أن يعينني أن أجمع قلبي فيها ، وأركز عقلي خلالها ، وأعيش مع معاني كلماتها وحركاتها حتى أخرج منها مصقول القلب ..
قال وهو يبتسم : أنت تلميذ نجيب رائع متميز ، تحول الدروس إلى عمل على الفور .. وهذا هو مطلوب العلم ..
قلت : بل الأمر فوق ما تتصور ..
أنت يا صاحبي استطعت أن تفتح أمامي أبواب السماء ،وتقذفني مباشرة إلى داخلها .. وتقول لي : والآن عش في هذه الأجواء النقية ..!
منذ اليوم يا صاحبي سأجد لذة مضاعفة في الوضوء ، وحلاوة خاصة في الصلاة .
-
-
ما راعني والله إلا وصاحبي يهجم علي ، ويأخذني بقوة في حضنه ، ويقبلني وهو يحاول أن يداري وجهه عني ، فلما نظرت في عينيه وجدته يبكي ..!! ويتمتم :
لا تنسني يا أخي من دعائك ..!

أبو علي909
07-01-2001, 04:03 PM
للرفع

الرجاء من الأخوة الأعزا أن لايقرأوا مواضيع الأخ أبا عبد الرحمن بل يتأملوها بتأني

وكفى

بو عبدالرحمن
08-01-2001, 09:27 PM
-
الأخ الحبيب / أبو علي ..
………….. حفظك الله ورعاك
جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
وأسأل اله سبحانه وتعالى أن ينفعك ، وينفع بك
أخي ..
يبدو أن كثيرين لم يعودوا يرغبون في مثل هذه المعاني الراقية العالية
ولذا تجدهم _ للأسف _ يدندنون حول دون ذلك ،
ولن أقول كلمة أخرى قد تغضب مني كثيرين ، مع أني لا أعني واحدا بعينه
ولكن هل معنى ذلك أن نجاري رغبات الناس وأهواءهم ؟
ليس أمامنا خيار إلا أن نواصل طرق مثل هذه العاني مرة ومرة ومرة
مع ثقتنا التامة والكاملة ، أن الهداية والتوفيق من الله وحده
هو سبحانه الذي يضع البركة في هذه الكلمة ..
وهو سبحانه وحده الذي يضع القبول لهذه الكلمة …
فله الحمد جل في غلاه أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
وله سبحانه الحمد كله ، والثناء كله أن وفقنا إلى مثل هذا ..
وليس أمامنا إلا أن نواصل الطرق والعرض ،،
لعل قلبا يعي .. ولعل بصيرة تتفتح .. ولعل غفلة تنقشع .
تقبل تحياتي يا أخي الفاضل
وأسأل الله أن يبارك فيك .. ويبارك لك ..
كما أسأله أن يحققنا بهذه المعاني الرائعة والراقية ..

الفجر الجديد
09-01-2001, 07:10 PM
أخي الفاضل الجليل بو عبد الرحمن .... أذاق الله قلبك لذة الإيمان

إن العبادة في الإسلام هي نهاية الخضوع ، وقمة الشعور بعظمة المعبود ..
وهي مدارج الصلة بين المخلوق والخالق .
كما أنها ذات آثار عميقة في التعامل مع خلق الله ..
وتستوي في ذلك أركان الاسلام من صلاة وصوم وزكاة وحج وسائر الأعمال
التي يبتغي بها المسلم وجه ربه ..!
ومنطق الإسلام يقضي أن تكون الحياة كلها عبادة وكلها طاعة .!

- وهذه العبادة يجب أن تكون حية متصلة بالمعبود ..
وهذه درجة الاحسان في العبادة .! فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
هن الاحسان فقال : (( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) متفق عليه

- هذه العبادة يجب أن تكون خاشعة أستشعر فيها حرارة الوصال ولذة الخشوع ..
قالت عائشة رضي الله عنها : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا
ونحدثه ، فإذا حضرت الصلات كأنه لم يعرفنا ولم نعرفه .!! )) أخرجه الأزدي
وإلى هذا يشير الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله : (( كم من قائم حظه من
صلاته التعب والنصب )) أخرجه النسائي

-يجب أن يكون المسلم في عبادته حاضر القلب ، منخلعا عما حوله من مشاغل
الدنيا وهمومها .. وإلى هذا يشير الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله :
(( لا ينظر الله إلى صلاة لايحضر الرجل فيها قلبه مع بدنه )) مسند الفردوسي واسناده ضعيف
وقيل الصلاة من الآخرة فإذا دخلت فيها خرجت من الدنيا .
وروي عن الحسن أنه قال : كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع .

جزاك الله خيرا أخي الكريم وبارك فيك ونفعنا بعلمك وجعل ما قدمت وما بذلت من
جهد في ميزان حسناتك إنه سميع مجيب .
وإن أذنت لي سيكون لي معك وقفة حول موضوعنا هذا .

بو عبدالرحمن
11-01-2001, 10:13 PM
-
الأخت الفاضلة / الفجر الجديد
……… ألبسك الله ثياب التقى والهدى والعفاف والغنى ..
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
رائع هذا التعقيب .. ورائعة هذه المداخلة ..
كلمات يتجلى فيها توفيق الله تعالى لك ،
فاعرفي فضل الله عليك ، فإنها نعمة كبيرة ، من الله بها عليك
فاجهدي جهدك لتؤدي شكر الله عليها ..
وتذكري قول ربك عز وجل : ( ولئن شكرتم لأزيدنكم )
ولقد وقفت عند كلمة الحسن البصري رحمه الله _ التي جاءت في تعقيبك _فاهتز لها قلبي :
( كل صلاة لا يحضر فيها القلب ، فهي إلى العقوبة أسرع )
نسأل الله سبحانه السلامة والعفو والعافية ..
ويبقى أن أقول :
إنني أنتظر وقفتك مع هذا الموضوع .. فإني أتوقع أن تكون وقفة مثرية ونافعة ومفيدة للجميع
بارك الله فيك ، وجعلك مباركة أينما حللت ..

سردال
11-01-2001, 10:24 PM
غفر الله لي حينما لم أقرأ موضوعك هذا، جزاك الله خير أخي، هذه هي الصلاة والوضوء، طهارة للروح ونقاء للقلب، ولا أزيد على حديثكما أنت وصاحبك، وهنيئاً لك بهذا الصديق وجزاكما الله خيراً :)

فتى الامارات
11-01-2001, 10:30 PM
^1
الله اكبر

bent_zayed
11-01-2001, 10:36 PM
جعله الله في ميزان أعمالك وهدى به من كان ضالا من أمته

متعب .ع.ع
12-01-2001, 12:06 AM
^1
اخي الفاضل .. بو عبدالرحمن ،،

حفظك الله واثابك بكل ما اوضحت في هذا الأمر الذي له دور كبير في النصح والأرشاد لأخوانك المسلمين ،،،،

اخي ،،
من حاسب نفسه ربح .
ومن غفل عنها خسر .
ومن نظر في العواقب نجا .
ومن أطاع هواه ضل .
ومن لم يحلم ندم .
ومن خاف رحم .
ومن اعتبر أبصر .
ومن أبصر فهم .
ومن فهم علم .

.... اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانه فأنت تعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدر .

..ولا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها
وإن بناها بشر خاب بانيها

والله يحفظ الجميع من كل شر ،،

ويعيننا على عمل الخير لوجه الله سبحانه وتعالى ،،

ولك الشكر والتقدير والأحترام ،،وجميع الأخواه والأخوات

بو عبدالرحمن
13-01-2001, 10:28 PM
_
كلماتك أخي : قليلة لكنها مؤثرة ..
بارك الله فيك ..
وأسأل الله أن ينفع بك آخرين وآخرين وآخرين
وموضوع القلب وغسيله ، والصلاة وثمراتها
تحتاج منا إلى إعادة الكلام فيها كثيرا ..
حتى تستقر معانيها في القلوب .
أليس كذلك يا عزيزي ؟

بو عبدالرحمن
14-01-2001, 07:45 PM
_
أشكر لك هذا الحضور
واسأل اله أن يجزيك عني خير الجزاء على هذه المتابعة
بارك الله فيك يا أخي ..

بو عبدالرحمن
14-01-2001, 07:48 PM
-
اسأل الله أن يكرمك بكرامة الصالحين من أوليائه المقربين
كما أسأله أن يذيق قلبك حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه
ويومها يدرك هذا القلب الطيب أن في الدنيا نعيما
لا يشابهه إلا نعيم أهل الجنة في الجنة ..
الهم أذق قلوبنا حلاوة الأنس بك ، ولذة الإقبال عليك يا رب .

بو عبدالرحمن
15-01-2001, 01:10 PM
-
والله ما أنت متعب .. !
بل أنت في غاية الراحة لمن عاشرك وعرفك
أحسبك هكذا والله حسيبك ..
أخي ..
جزاك الله خير الجزاء على هذه المداخلة الرائعة ..
وبارك الله فيك على هذه الكلمات المختارة المؤثرة ..
زأسأل الله أن يتقبل منا ومنك .. ويرضى عنا وعنك ..

همسه
16-01-2001, 01:56 AM
اخي ابو عبد الرحمن..
اثابك الله على كل حرف كتبته اناملك..
ونقاك من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس..

ولك خالص احترامي وتقديري..
اختك
همسه*

مدردش متقاعد
16-01-2001, 02:26 AM
لكن الحمدلله الذي سخر لنا من عباده اصالحين من يرفع لنا موضوعا رائعا مثل هذا الموضوع.. فبارك الله فيك يا أخي الكريم أبو علي
وبوركت يا ابا عبدالرحمن.. لقد مرت علي فترة طويلة لم أسطر فيها أي تعقيب لموضوع من مواضيع القيمة و المفيدة.. أتدري لماذا؟

لأن قراءة مواضيعك تحتاج إلا لحظات صفاء و تأمل حتى تكون الاستفادة أكبر و أكبر.. كذلك يكون التعقيب على نفس الموضوع و على نفس النسق و الترتيب و لو أنني أعرف نفسي أننيمهما حاولت فلن يكون تعقيبي سوى قطرة في محيط من الخبرات و العظات و الفوائد الجمة التي تتكرم بها علينا بين الفينة و الأخرى و التعقيبات الرائعة التي يتكرم بها الأخوان و الأخوات الكرام ..بارك الله فيك و فيهم و أكثر من أمثالك.. و لكن يكفيني شرفا و رفعة أن أقرأ ما سطرته أناملك المباركة و أسأل الله أن تكون محاولاتي المتواضعة في التعقيب على قدر المستوى..

أخي الكريم .. كثير من الناس في هذه الأيام يهتمون بالمظهر و يركونون الجوهر على الجانب..و المظهر و الجوهر عنصران متلازمان..و مترابطان ارتباطا وثيقا.. و لكن للأسف طغى المظاهر هذه الأيام على جواهر كثير من الناس.. خاصة مع مظاهر البذخ و الترف الاجتماعي الطاغية هذه الأيام..
أخي الكريم لو نظرنا في ما حولنا لرأينا الكثيرن ممن يلبسون الجديد من الثياب.. و يرتدون الغالي ومن اللأحذي و يتعطرون بأغلى أنواع العطور و البخور.. لكن لو أتيحت لنا الفرصة و استطعنا أن نشق صدورهم و نكشف عن قلوبهم.. لرأينا العجب العجاب..
يا أن نراها سوداء قاتمة...مليئة بالحقد و الكره.. مغلفة بالشحناء و البغضاء و حب الدنيا و الركض وراء الشهوات..

يا أن تكون خاوية من الأساس.. اي شفافة.. قلب مجرد من المشاعر و الأحاسيس..قلب متحجر بسبب ترك الذكر و القرءان و مشبع بالأغاني..

سبحان الله... بالرغم من مظاهرهم الأنيقة.. يلبسون جديدا و يأكلون لذيذا..و ينامون وثيرا.. ولكن جوهرهم خاوي..خالي.. مجرد أغاني و كلام فاضي....

و بالمقابل نرى العكس.. أشخاص بسطاء ..ملابسهم بسيطة لكنها محتشمة..لكن لسانهم لا يفتأ عن ذكر الله.. تذهب إلى المسجد تراه في الصف الأول.. تحضر درسا من دروس العلم.. تراه في صدر المجلس.. تحادثه و تحاوره.. تتذوق حلاوة كلامه و تتمنى أن أن يطول معه كلامك..

هؤلاء هم الرابحون في هذه الدنيا.. هؤلاء هم الذين يريدون الجنة.. نعم هم و الله هم..

أخيرا
المظاهر .. المظاهر .. المظاهر... هي داء و استشرى بين الناس.. فلنحذر جميعا منها و لنقم بملء الجوهر.. فهو الذي سيقودنا إلى الجنة بإذن الله

تحياتي لك أخي الكريم

بو عبدالرحمن
16-01-2001, 08:13 PM
-
جزاك الله خير الجزاء على هذه الدعوات الطيبة المباركة
والتي أسأل الله أن يتقبلها منك ، وينفعني بها ..
بارك الله فيك أختي الفاضلة .. ونفعنا بك ..

بو عبدالرحمن
17-01-2001, 08:36 PM
-
بارك الله فيك يا أخي الكريم
ثانياً : سامحك الله وغفر الله لك .. لقد البستني ثوباً أطول مني .. وأغدقت علي بكرمك المعهود بعضا من صفاتك الطيبة ، حتى أنني صدقت نفسي بأنني أتحلى بها ..! سامحك الله

ثالثاً : تواضعكم الواضح هو الذي جعلكم في حبة القلب عند الجميع .. فالتواضع نعمة عظيمة ، ومنحة نبيلة ، وصفة راقية ، محروم منها أكثر الخلق .. ولقد منّ الله بها عليك .. فاعرف فضله عليك ..واشكره على ذلك ..

رابعا: أما تعقيبك .. فلا كلام لي عليه ، فهو رائع كصاحبه ..
جزاك الله خير الجزاء ..

bent_zayed
17-01-2001, 10:46 PM
بصراحه لم أستطع مقاومة قراءه الموضوع مره ثانيه
احسست اني أقرأه للمره الأولى بصراحه موضوع رائع حقا
أكيد يجب أن نتأمله أكثر من قراءته


شكرا لك :) :)

أبو علي909
18-01-2001, 04:51 PM
أيها الأخوة والأخوات الكرام

لا تشكروني فأنا أكبر المقصرين ورفع الموضوع أقل ما يمكن فعله

لكني أرجوكم بصراحة وصدق والله من كل قلبي أن تحرصوا على قراءة مواضيع أبا عبدالرحمن فلها نكهة خاصة وأسلوب عذب وما يكون نابعا من القلب يصل إلى القلب.

إلـــــهي لاتعذبني فإني * * * * مقر بالذي قد كـــــان مني
يضن الناس بي خيرا وإني * * * * لشر الناس إن لم تعف عني

معذرة في التأخير

فإنني مشغول دائما

شكرا لأبي عبدالرحمن وشكرا للجميع

بو عبدالرحمن
18-01-2001, 05:00 PM
-
سلمت .. وبارك الله فيك ..
حفظك المولى جل في علاه ..
وأسأل الله عز وجل أن يكرمك بكرامة الصالحين المقربين
كما أسألأه أن يعمر قلبك بأنوار اليقين مما يزيدك قربا منه سبحانه وتعالى ..
جزاك الله خير الجزاء ..

بو عبدالرحمن
19-01-2001, 05:43 PM
-
جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
والتي اسأل الله عز وجل أن ينفعك بها أعظم النفع
لا يسعني إلا أن أدعو الله لك :
أن يبارك فيك ،ويبارك في قلبك وعقلك وعمرك ..
أماالأبيات التي أوردتها جزاك الله خيرا فهي تنطبق علي تماماً
إلـــــهي لاتعذبني فإني * * * * مقر بالذي قد كـــــان مني
يظن الناس بي خيرا وإني * * * * لشر الناس إن لم تعف عني

بو عبدالرحمن
27-01-2001, 08:01 AM
في الإعادة.. إفادة
ولابد ..
إذا أحسن الإنسان الإصغاء أو القراءة من جديد