PDA

View Full Version : يوميات مطوع ( رسالة وصلتني على البريد )


مسامرطيف
11-02-2001, 03:49 AM
ركبت أنا و ثلاثة من الإخوة ذلك ( الجمس ) ذو اللون العنابي في جولة نجوب فيها
أنحاء الرياض نأمر فيها بالمعروف و ننهى عن المنكر و كان قائد مسيرتنا و قائد
الجمس أيضا الشيخ أبو مصعب و الذي يعتبر من أمهر السائقين إلم يكن أمهرهم و لا
ينافسه في ذلك إلا الألماني مايكل شوماخر سائق فريق فيراري في مسابقات الفورملا
ون ، و يجاوره في المقعد الأمامي أبو معاذ و الذي يشك في كل شاردة و واردة و هو
مؤسس نظرية (( كل أفراد المجتمع من غير ذوي اللحى متهمين حتى تثبت برائتهم ))
وهو - أي أبو معاذ - يعتبر التحري الخاص و محقق حاذق بدوريتنا ؛ أما في المقعد
الخلفي فقد جلست أنا و شاب متحمس مندفع يسدي إلي النصائح بحكم حداثتي في عمل
الهيئة .

كانت هذه الجولة هي أول جولة أخرج فيها مع رجال الهيئة ، ولذا كنت في غاية
الحماس للمساهمة في توعية الناس بأمور دينهم وفق المنهج الإسلامي .

على العموم خرجنا نجوب أنحاء العاصمة نلتفت هنا و هناك علنا نجد ما يخل
بالتعاليم الإسلامية فنساهم في تقويمها و تصحيحها ، و لكننا و لله الحمد لم نجد
و لذا ما كان من التحري أبو معاذ إلا أن طلب من الشيخ أبو مصعب إيقاف تلك
السيارة التي يقودها شاب بجانبه فتاة محتشمة .

توقفت السيارة و ترجل منها الشاب بينما ترجل أبو معاذ من السيارة و طلب مني أن
أتي معه كي أكتسب بعض الخبرة منه ، فسرنا نحو المكان الذي يقف عنده الشاب ، و
ماكدنا نصل إليه حتى قال أبو معاذ للشاب :

من هي هاذي اللي معك

الشاب : حرمتي

أبو معاذ : وش يدرينا أنها حرمتك

الشاب : إن لله و إن إليه راجعون ، يعني وشلون تبيني أثبتلك إنها حرمتي

أبو معاذ : عطني دفتر العائلة

الشاب : اللهما لك الحمد ، تبيني أنقلك دفتر العائلة هاللي كنه صحيفة نشيد و ين
ما رحت و ين ماجيت عشانك أنت و أشكالك

تجاهله أبو معاذ و ألتفت إلي وقال : رح أسأل الحرمة وقلها وش لون ثلاجتكم

فما كان مني إلا أن قلت للشاب : بعد أذنك أبكلم الأخت اللي في السيارة

إلا أن أبو معاذ لم يترك لي فرصة فقال : يا رجال رح أسألها عجل ورانا شغل

ذهبت إلى تلك المرأة المحتشمة التي تجلس بداخل السيارة و قلت لها بخجل : يا
أختي وش لون ثلاجتكم

فقالت و الرعب باد على نبرة صوتها : ل.. للللونها أأأأبيض ، سسسسسامسونج ،
ثثثثثثممممان طططعشر قدم

فقلت لها : الله يجزاس خير ، ترى ما فيه داعي للخوف ، حنا بس نستفسر علشان ما
تشيع الفاحشة ، طيب وش يقربلس هذاك الرجال اللي يسولف مع أبو معاذ

فقالت : من هو أبو معاذ

فقلت لها : يا بنت الحلال ما عليتس من أبو معاذ ، اللي تو راكبة معه من هو

فقال : رجلي ، أبو عيالي قسم بالله حتى متزوجين قبل سبعة أشهر و معطيني مهر
خمسي...

فقلت لها مقاطعا : خلاص خلاص يا أختي ما فيه داعي ، أسفين على الإزعاج

عدت مرة أخرى إلى أبو معاذ و أخبرته النتائج فتقلصت ملامحه ثم ألتفت إلى الشاب
وقال له :

توكل على الله بس مرة ثانية لا تعيدها

فقال الشاب مستغربا : وش اللي لا أعيده تكفا ، عساك تبيني ما أركب حرمتي معي في
السيارة

فرد أبو معاذ بتلعثم : لا .. لا مهوب الموضوع كذا بس يعني حاول مرة ثانية أنك
.. يعني .. أيه لا تحلق لحيتك جزاك الله خير

فقال الشاب : أيه زين ، بس ما أدري وش دخل لحيتي في الحرمة اللي راكبة معي

فقال أبو معاذ : خلاص .. خلاص يا أخي حصل خير

فقال الشاب : يعني ألحين تأكدتو أن اللحرمة اللي معي حرمتي

فقال أبو معاذ مفتخرا بعبقريته : أيه يا ابن الحلال ، هماها تطابقت أقوالك مع
أقوال حرمتك

فقال الشاب : الله من زين التحقيق طيب أفرض أننا متفقين على لون الثلاجة على
قولتكم من قبل .

وهنا تقلصت ملامح أبو معاذ و قال له : توكل على الله الحرمة ماتت من الحر

و بعدها أنصرف الشاب وذهبنا نحن إلى الجمس العنابي .

وقلت لأبو معاذ بعد ركوبنا : بصراحة يا شيخ مالك حق

أستغرب الجميع من هذه المقولة و ألتفت أثنائها الشاب الذي يجاورني في المقعد و
بدأ يرمقني بنظرات غريبة ، إلا أن أبو معاذ أنقذني من نظرات هذا الشاب حين قال
:

وش اللي مالي حق فيه

فقلت : يا أخي مسكينة البنت مرتاعة ، و بعدين كنت تقدر تكلم الشاب بأسلوب أفضل
بكثير بحيث أنك تترك فيه إنطباع أفضل عن رجال الحسبة

فقال : أنت توك غض توك جديد على هالشغلة ، خلك إن شا الله تعلم و تعرف وشلون
نجيب هالمخلين بالأداب على وجيهم

فقلت : عشان عدد قليل من العصاة و المخالفين للتعاليم الإسلامية نعامل المجتمع
بهذي الطريقة

وهنا قطع كلامنا صوت الحق يرتفع من المأذن ( الله أكبر ، الله أكبر ) فسكتنا
نستمع إلى الأذان و نردد على حسب سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم .

بعد أن أنتهى الأذان بدأنا نتجول في الطرق الرئيسية و أبو معاذ ماسك المكرفون و
يصراخ على العالم (( صلو ، صلو ، صك محلك أنت و ياه ، يا .. يا راعي الحلاق صك
محلك لا أنطلك أنت و مقصاتك في هالجمس )) و بعد ذلك تجولنا في الحواري المحيطة
و جلسنا نأمر الناس بالصلاة ، إلى أن وصلنا إلى شاب جالس أمام بيته ، فتوقفنا
أمامه ففتح الشاب الذي يجاورني شباكه و قال للشاب بكل غلظة :

ورا ما تصلي يا حمار

فقال الشاب : الحمار ما يصلي

بعدها تصفط وجه الشاب الذي يجاورني ، أما أنا فلم أحتمل الوضع و صرخت بقائد
السيارة :

أقول أرجع .. أرجع للقسم

فقال أبو معاذ : ليش وش فيه

فقلت بعصبية : قل وش ما فيه ، من ركبت معكم و أنتم تشوهون صورة الهيئة في عيون
الناس ، يا أخي حرام عليكم تخترعون دين جديد ، من ركبت معكم و أنتم منافخ و
هواش على ذا العالم

كان الجميع منصدم لكلامي هذا فلم يتعودوا أن ينتقدهم أحد من زملائهم

أما أبو معاذ فإتفت إلى أبو مصعب وقال له : وش جاه ذا

فقلت بعصبية : أقول تبون تودوني للقسم و إلا أنزل أخذ تكسي ( يا قدمي )

فما كان منهم إلى أن ذهبوا بي إلى القسم فترجلت من السيارة و ذهبت مسرعا إلى
مدير القسم أما هم فذهبوا ليكملوا جولتهم .

دخلت إلى مدير و رئيس القسم وقلت له بإنفعال بعد السلام : أسمع ، أسمع جزاك
الله خير ربعك اللي وديتني معهم لا يصلحون لي و لا أنا أصلحلهم ، و بعدين لازم
توقفونهم عند حدهم

فقال المدير بدهشة : ليش وش فيه

فقلت : يا أخي هذولا ما يطبقون ولا مبدأ من مباديء الأمر بالمعروف و النهي عن
المنكر ، و إذا جيت أنصحهم قالو لي توك جديد على الشغلة ، مهوب معقول بصراحة ،
لازم توقفونهم عند حدهم لازم تنصحونهم مهوب علشان الناس على الأقل علشان مبدأ
اللأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، عشان ما يتشوه في عيون الناس

فقال المدير : الله يهديهم ، طيب تبيني أنقلك لدورية ثانية