بو عبدالرحمن
22-03-2001, 01:57 PM
-
نتابع سلسلة هذه الدروس المكثفة .. والتي كان منها حتى الآن :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=31687
غير أنا اليوم آثرنا أن نعرض الحوار كاملاً _ بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه ، وحذف المكرر منه ، وتصويب الأخطاء فيه … ونحو هذا ..
- - - - -
__ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
__ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
__ حديثنا اليوم عن محبة الله أليس كذلك ؟ ما رأيك أن ينصب كلامنا حول هذا المحور من خلال سورة الفاتحة ؟؟
__ نعم .. ممتاز .. على اسم الله نبدأ ..
__ إذن نبدأ بسؤال : ما الذي يولد محبة الله في القلب ؟
__ الإلحاح بالدعاء والتضرع والمثابرة عليه بلا ملل ولا يأس ..
__ رائع ..رائع ..هذا من أقصر الطرق وأسرعها كما ذكر ابن القيم رحمه الله .. ..وسنأتي إليه في قلب هذه السورة .. إذا وصلنا إلى نهاياتها ..
__ جزاك الله خيرا..
__ ولكني أسأل : ما الدائرة التي لو حركنا قلوبنا فيها ، بذكاء ومهارة ، سيتولد عنها نمو بذرة محبة الله في القلب ..؟! . أعينك … تفكري في كلمة ( الحمد لله )
وهي أول كلمة تواجهك حين تفتحين كتاب الله سبحانه __ بعد البسملة _
__ ممممم .. قل أنت ..
__ قالوا : حين تتفكري في نعم الله المنهمرة عليك صباح مساء .. وليل ونهار .. وفي كل لحظة .. هذه النعم لو أحسنت التفكر فيها لابد أن يتولد عنها محبة المنعم بها حيث أعطاك إياها دون أن تسأله .. أليس كذلك ؟
__ هذا صحيح ..
__ ألسنا نحب بعض الناس لأنهم أعانونا ووقفوا معنا وساعدونا ونحو هذا
ولا ننسى هذا الجميل منهم لنا …؟!
__ أكيد .. بدون شك ..
__ طيب .. فالله أولى بذلك.. الله أعطانا .... وأعطانا.......وأعطانا ................. عشرات الآلاف من النعم ، التي لا نحصيها .. ألا يولد ذلك محبته في قلوبنا لو كنا نعقل ..؟!
__ نعم .. وعلينا أن نشكره …
__ رائع .. لكني أردت شيء آخر يتضمنه الشكر .. بل الشكر ثمرة له ؟؟
__ ما هو ..؟
__ لقد قالوا : الناس صنفان .. صنف يعرف النعمة ويقف عندها ، وقد يسخرها في غير المراد منها .. وصنف أرقى .. الصنف الأرقى ، ما موقفه من النعم التي تحيط به ؟ هذا الصنف .. يتفكر في النعمة ، فيعرف من خلالها المنعم بها ..
__ فهمت .. فإذا عرفوا الله معرفة قوية تعلقت به قلوبهم ..
__ رائع .. رائع جدا .. لا زال الحديث حول ( الحمد لله ) يعني : أن ورود هذه الكلمة في أول القرآن ، هو إشارة ، بل تأكيد على أن أول قضية ينبغي الاعتناء بها هي : وجوب معرفة الله معرفة يتولد عنها تعلق القلب بالله جل جلاله .. ( وهذا درس رائع للدعاة لو فقهوا .. )
__ وكيف ذلك ....؟
__ أن يركز هؤلاء على تعميق معرفة الله في قلوب الناس بادئ ذي بدء ..
من خلال التذكير الدائم بنعم الله ، وضرورة التفكر فيها .. فمن تفكر في النعمة عرف المنعم بها .. ومن عرف المنعم أحبه بلا شك ، ومن أحبه حقا ... سارع إلى طاعته في تلقائية .. وإلا فهل رأينا محبا لا يطيع محبوبه ؟؟ هذا لا يكون ولا يقع
__ جميل .. بارك الله فيك … وهذا يصلح للمعلم مع طلابه .. والأب مع أبنائه ..
__ نعم .. بارك الله فيك .. بل كل مسلم أينما كان عليه أن يتعلم هذا الدرس ..
__ ومن الملاحظ أن المعلم/ المعلمة إذا استطاع أن يربط التلاميذ به وبأسلوبه الشائق ، فإن التلاميذ يحبون مادته .. فكيف إذا استطاع أن يربطهم مباشرة بالله رب العالمين ..
__ رائع .. لفتة رائعة .. لا شك أن الله سيبارك في عمله وقوله ..
__ جزاك الله خيراً ..
__ ثم ألا ترين أنا حين نقول : نعم الله .. فإذن ذلك يشمل التذكير بآيات اله الكونية في الأرض وفي السماء .. فالكون كله آيات عجيبة ومبهرة ..؟
__ صدقت .. وكل آية نعمة .. وكل آية شاهد وبرهان ودليل على الله سبحانه ..
__ والآن بناء على ذلك لاحظي : أن : ( الحمد لله ) احتوت على هذه المعاني كلها .. فالألف اللام للاستغراق _ هكذا قال علماؤنا _ فما معنى ذلك ؟؟
__ ما هو؟
__ معناه : أن كل نعمة مهما صغرت حتى رمش العين ….. فهي من الله ويستحيل أن تكون من غيره .. ( الـــ....حمد) :لاحظي جمال وروعة لغتنا.. الألف واللام ..أفادت هذا المعنى الرائع العميق.. أن كل نعمة يتصورها الإنسان ، بل ولا يتخيلها إنما هي من الله وحده ..
فإذا عرفنا ذلك جيداً ، خرجت كلمة ( الحمد لله ) من غور قلوبنا .. وليست مجرد كلمة باردة على الشفتين .. ! يدور بها اللسان دون أن يعي حقيقتها ...
__ بارك الله فيك .. أحسنت ..
__ ثم هذا المعنى يتضمن حقيقة رائعة أخرى .... ما دامت ( كل ) النعم من الله سبحانه إذن ............ فهو إله واحد ويستحيل أن يكون هناك إله آخر معه !؟
لأننا أصبحنا موقنين أن كل النعم من الله وحده ،، فماذا فعل هذا الإله المزعوم !؟.. لا إله إلا الله وحده ..
هل لاحظت هذه الملاحظات كلها في كلمة واحدة ؟؟؟؟؟
__ سبحان الله … سبحان الله .. ما أروع القرآن الكريم ..انا منذ سنوات طويلة جدا أحفظ وأكرر سورة الفاتحة ، ولم أنتبه إلى كل هذه المعاني في ( كلمة واحدة )
__ طيب لنفترض جدلا ............. أنك قلت : جزاك الله خيراً ..
هذا أنا أؤمن به ...ولكن أريد ما يطمئن قلبي أكثر ..كيف أن النعم كلها من الله ؟
نقول وبالله التوفيق :
النعم مصدرها ثلاثة : إما الله مباشرة ..........وإما نعمة تأتي من الخلق إلى الخلق ..........وإما نعمة سببها جهد يقوم به الإنسان في الحياة ..
__ نعم .. هذا صحيح ..
__ أما الأولى : فمثل : الخلق ، والرزق ، وتصوير الهيئة ، والولادة .. ونحو هذا
هذه أمور لا دخل للإنسان فيها ، وهي من الله مباشرة ولا يجادل فيها عاقل
الثانية : التي تأتي من إنسان إلى إنسان ...... هذا إنسان أكرمني بنعمة ..
نقول : ومن رزقه إياها ؟ ومن مكنه منها ؟ بل ومن رقق قلبه عليك حتى أعطاك ؟ ونحو هذه الأسئلة ..
وستكون الإجابة الوحيدة لدى العاقل ...........
ليس سوى الله الرزاق الذي رزقه ، وهو الذي عطف بقلبه علي ..وهكذا ....
نقول أحسنت : إذن هذه النعمة أصلها من الله .. فاعرف فضل الله عليك واشكره يزدك ….. تبقى ماذا ؟
__ صحيح كل أمور الإنسان موصولة بالله ، منه النعم وله الشكر والثناء.. بقيت الحالة الثالثة .. تبقى النعمة التي تأتي بسبب جهد الإنسان ذاته ....
__ إنما أعني هنا : إنسان اجتهد في طلب العلم ........فصار عالما
إنسان اجتهد في الزراعة ...........فصار صاحب أرض
إنسان بذل جهدا في الحياة .........فصار تاجرا ........وهكذا
__ بنفس منطق الدائرة الثانية نقول :
ومن رزقك الهمة على طلب العلم .. ومن أعطاك العقل لتفكر فيما تقرأ .. ومن وهبك القوة والجلد والصبر على سهر الليالي .. ومن حباك الوقت والرغبة ... ونحو هذا كثير .. ومثل هذه الأسئلة نسأل عن الزراعة ... وعن التجارة .. وحتى عن نعمة العبادة ................من ؟ ومن ؟ ومن ؟؟
__ رائع .. ما شاء الله .. وسيكون الجواب دائما عند العاقل :...............
الله … الله … الله …. الله …الله .. ولا أحد غير الله ..
فنقول له : وهذا هو المطلوب !!! إذن عادت كل النعم إلى الله في النهاية ..!
__ صحيح بالطبع .... والعاقل من يعرف فضل الله عليه في كل شيء ...
__ ومن هنا نفهم بعمق قول ربنا سبحانه ( وما بكم من نعمة فمن الله ) لاحظ التنكير في ( نعمةٍ ) يعني : أي نعمة .. مهما صغرت ودقت .. فإذا استقرت هذه المعاني في القلب جيداً تولدت محبة الله بالضرورة لدى الإنسان ..
__ صحيح ، ولقد قالوا : الإنسان عبد الإحسان ..
__ بل لقد قالت السيدة الجلية عائشة رضي الله عنها : جبلت القلوب على حب من أحسن إليها …
__ فإذا كان هذا في تعامل المخلوق مع المخلوق .. فكيف بإحسان الخالق الذي لا ينقطع .. سبحانه وتعالى ..!
_ رائع . أحسنت .. العجيب أننا نغفل عن هذا مع ربنا ، ولا ننساه مع المخلوقين إذا أحسنوا إلينا ؟؟!
__ سبحان الله بل إننا نسخر نعم الله في معاصيه ..!؟ وهو يرانا ويستر علينا .. ويوالي إنعامه علينا …!! سبحان الله ..
__ وهذا سبب آخر يولد محبة الله في القلب لو فقه الإنسان ..!!
لكن لهذا لقاء آخر بمشيئة الله تعالى ..
وخلاصة هذا لدرس الآن :
أننا لو أحسنا التفكر في نعم الله وآياته الكونية : لتولد عن ذلك محبة الله في قلوبنا ..
وأنناحين نقابل بين نعم الله علينا .. وإساءتنا معه .. تستحي قلوبنا ، فتمتلئ بمحبته .
وأن علينا أن ندمن ذكر الله وتلاوة القرآن بالتدبر .. فذلك يولد غرس محبة الله في قلوبنا ..
وأن علينا أن نلهج بالدعاء والضراعة إلى الله بشكل دائم .. فذلك طريق لغرس محبة الله في قلوبنا ..
والآن استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
__ في أمان الله ..جزاك الله خيراً ..
__ سبحانك اللهم وبحمدك .. اشهد أن لا إله إلا أنت .. استغفرك وأتوب إليك .
[تم تعديل الموضوع بواسطة بو عبد الرحمن يوم 22-03-2001 في 06:10 PM]
نتابع سلسلة هذه الدروس المكثفة .. والتي كان منها حتى الآن :
http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=31687
غير أنا اليوم آثرنا أن نعرض الحوار كاملاً _ بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه ، وحذف المكرر منه ، وتصويب الأخطاء فيه … ونحو هذا ..
- - - - -
__ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
__ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
__ حديثنا اليوم عن محبة الله أليس كذلك ؟ ما رأيك أن ينصب كلامنا حول هذا المحور من خلال سورة الفاتحة ؟؟
__ نعم .. ممتاز .. على اسم الله نبدأ ..
__ إذن نبدأ بسؤال : ما الذي يولد محبة الله في القلب ؟
__ الإلحاح بالدعاء والتضرع والمثابرة عليه بلا ملل ولا يأس ..
__ رائع ..رائع ..هذا من أقصر الطرق وأسرعها كما ذكر ابن القيم رحمه الله .. ..وسنأتي إليه في قلب هذه السورة .. إذا وصلنا إلى نهاياتها ..
__ جزاك الله خيرا..
__ ولكني أسأل : ما الدائرة التي لو حركنا قلوبنا فيها ، بذكاء ومهارة ، سيتولد عنها نمو بذرة محبة الله في القلب ..؟! . أعينك … تفكري في كلمة ( الحمد لله )
وهي أول كلمة تواجهك حين تفتحين كتاب الله سبحانه __ بعد البسملة _
__ ممممم .. قل أنت ..
__ قالوا : حين تتفكري في نعم الله المنهمرة عليك صباح مساء .. وليل ونهار .. وفي كل لحظة .. هذه النعم لو أحسنت التفكر فيها لابد أن يتولد عنها محبة المنعم بها حيث أعطاك إياها دون أن تسأله .. أليس كذلك ؟
__ هذا صحيح ..
__ ألسنا نحب بعض الناس لأنهم أعانونا ووقفوا معنا وساعدونا ونحو هذا
ولا ننسى هذا الجميل منهم لنا …؟!
__ أكيد .. بدون شك ..
__ طيب .. فالله أولى بذلك.. الله أعطانا .... وأعطانا.......وأعطانا ................. عشرات الآلاف من النعم ، التي لا نحصيها .. ألا يولد ذلك محبته في قلوبنا لو كنا نعقل ..؟!
__ نعم .. وعلينا أن نشكره …
__ رائع .. لكني أردت شيء آخر يتضمنه الشكر .. بل الشكر ثمرة له ؟؟
__ ما هو ..؟
__ لقد قالوا : الناس صنفان .. صنف يعرف النعمة ويقف عندها ، وقد يسخرها في غير المراد منها .. وصنف أرقى .. الصنف الأرقى ، ما موقفه من النعم التي تحيط به ؟ هذا الصنف .. يتفكر في النعمة ، فيعرف من خلالها المنعم بها ..
__ فهمت .. فإذا عرفوا الله معرفة قوية تعلقت به قلوبهم ..
__ رائع .. رائع جدا .. لا زال الحديث حول ( الحمد لله ) يعني : أن ورود هذه الكلمة في أول القرآن ، هو إشارة ، بل تأكيد على أن أول قضية ينبغي الاعتناء بها هي : وجوب معرفة الله معرفة يتولد عنها تعلق القلب بالله جل جلاله .. ( وهذا درس رائع للدعاة لو فقهوا .. )
__ وكيف ذلك ....؟
__ أن يركز هؤلاء على تعميق معرفة الله في قلوب الناس بادئ ذي بدء ..
من خلال التذكير الدائم بنعم الله ، وضرورة التفكر فيها .. فمن تفكر في النعمة عرف المنعم بها .. ومن عرف المنعم أحبه بلا شك ، ومن أحبه حقا ... سارع إلى طاعته في تلقائية .. وإلا فهل رأينا محبا لا يطيع محبوبه ؟؟ هذا لا يكون ولا يقع
__ جميل .. بارك الله فيك … وهذا يصلح للمعلم مع طلابه .. والأب مع أبنائه ..
__ نعم .. بارك الله فيك .. بل كل مسلم أينما كان عليه أن يتعلم هذا الدرس ..
__ ومن الملاحظ أن المعلم/ المعلمة إذا استطاع أن يربط التلاميذ به وبأسلوبه الشائق ، فإن التلاميذ يحبون مادته .. فكيف إذا استطاع أن يربطهم مباشرة بالله رب العالمين ..
__ رائع .. لفتة رائعة .. لا شك أن الله سيبارك في عمله وقوله ..
__ جزاك الله خيراً ..
__ ثم ألا ترين أنا حين نقول : نعم الله .. فإذن ذلك يشمل التذكير بآيات اله الكونية في الأرض وفي السماء .. فالكون كله آيات عجيبة ومبهرة ..؟
__ صدقت .. وكل آية نعمة .. وكل آية شاهد وبرهان ودليل على الله سبحانه ..
__ والآن بناء على ذلك لاحظي : أن : ( الحمد لله ) احتوت على هذه المعاني كلها .. فالألف اللام للاستغراق _ هكذا قال علماؤنا _ فما معنى ذلك ؟؟
__ ما هو؟
__ معناه : أن كل نعمة مهما صغرت حتى رمش العين ….. فهي من الله ويستحيل أن تكون من غيره .. ( الـــ....حمد) :لاحظي جمال وروعة لغتنا.. الألف واللام ..أفادت هذا المعنى الرائع العميق.. أن كل نعمة يتصورها الإنسان ، بل ولا يتخيلها إنما هي من الله وحده ..
فإذا عرفنا ذلك جيداً ، خرجت كلمة ( الحمد لله ) من غور قلوبنا .. وليست مجرد كلمة باردة على الشفتين .. ! يدور بها اللسان دون أن يعي حقيقتها ...
__ بارك الله فيك .. أحسنت ..
__ ثم هذا المعنى يتضمن حقيقة رائعة أخرى .... ما دامت ( كل ) النعم من الله سبحانه إذن ............ فهو إله واحد ويستحيل أن يكون هناك إله آخر معه !؟
لأننا أصبحنا موقنين أن كل النعم من الله وحده ،، فماذا فعل هذا الإله المزعوم !؟.. لا إله إلا الله وحده ..
هل لاحظت هذه الملاحظات كلها في كلمة واحدة ؟؟؟؟؟
__ سبحان الله … سبحان الله .. ما أروع القرآن الكريم ..انا منذ سنوات طويلة جدا أحفظ وأكرر سورة الفاتحة ، ولم أنتبه إلى كل هذه المعاني في ( كلمة واحدة )
__ طيب لنفترض جدلا ............. أنك قلت : جزاك الله خيراً ..
هذا أنا أؤمن به ...ولكن أريد ما يطمئن قلبي أكثر ..كيف أن النعم كلها من الله ؟
نقول وبالله التوفيق :
النعم مصدرها ثلاثة : إما الله مباشرة ..........وإما نعمة تأتي من الخلق إلى الخلق ..........وإما نعمة سببها جهد يقوم به الإنسان في الحياة ..
__ نعم .. هذا صحيح ..
__ أما الأولى : فمثل : الخلق ، والرزق ، وتصوير الهيئة ، والولادة .. ونحو هذا
هذه أمور لا دخل للإنسان فيها ، وهي من الله مباشرة ولا يجادل فيها عاقل
الثانية : التي تأتي من إنسان إلى إنسان ...... هذا إنسان أكرمني بنعمة ..
نقول : ومن رزقه إياها ؟ ومن مكنه منها ؟ بل ومن رقق قلبه عليك حتى أعطاك ؟ ونحو هذه الأسئلة ..
وستكون الإجابة الوحيدة لدى العاقل ...........
ليس سوى الله الرزاق الذي رزقه ، وهو الذي عطف بقلبه علي ..وهكذا ....
نقول أحسنت : إذن هذه النعمة أصلها من الله .. فاعرف فضل الله عليك واشكره يزدك ….. تبقى ماذا ؟
__ صحيح كل أمور الإنسان موصولة بالله ، منه النعم وله الشكر والثناء.. بقيت الحالة الثالثة .. تبقى النعمة التي تأتي بسبب جهد الإنسان ذاته ....
__ إنما أعني هنا : إنسان اجتهد في طلب العلم ........فصار عالما
إنسان اجتهد في الزراعة ...........فصار صاحب أرض
إنسان بذل جهدا في الحياة .........فصار تاجرا ........وهكذا
__ بنفس منطق الدائرة الثانية نقول :
ومن رزقك الهمة على طلب العلم .. ومن أعطاك العقل لتفكر فيما تقرأ .. ومن وهبك القوة والجلد والصبر على سهر الليالي .. ومن حباك الوقت والرغبة ... ونحو هذا كثير .. ومثل هذه الأسئلة نسأل عن الزراعة ... وعن التجارة .. وحتى عن نعمة العبادة ................من ؟ ومن ؟ ومن ؟؟
__ رائع .. ما شاء الله .. وسيكون الجواب دائما عند العاقل :...............
الله … الله … الله …. الله …الله .. ولا أحد غير الله ..
فنقول له : وهذا هو المطلوب !!! إذن عادت كل النعم إلى الله في النهاية ..!
__ صحيح بالطبع .... والعاقل من يعرف فضل الله عليه في كل شيء ...
__ ومن هنا نفهم بعمق قول ربنا سبحانه ( وما بكم من نعمة فمن الله ) لاحظ التنكير في ( نعمةٍ ) يعني : أي نعمة .. مهما صغرت ودقت .. فإذا استقرت هذه المعاني في القلب جيداً تولدت محبة الله بالضرورة لدى الإنسان ..
__ صحيح ، ولقد قالوا : الإنسان عبد الإحسان ..
__ بل لقد قالت السيدة الجلية عائشة رضي الله عنها : جبلت القلوب على حب من أحسن إليها …
__ فإذا كان هذا في تعامل المخلوق مع المخلوق .. فكيف بإحسان الخالق الذي لا ينقطع .. سبحانه وتعالى ..!
_ رائع . أحسنت .. العجيب أننا نغفل عن هذا مع ربنا ، ولا ننساه مع المخلوقين إذا أحسنوا إلينا ؟؟!
__ سبحان الله بل إننا نسخر نعم الله في معاصيه ..!؟ وهو يرانا ويستر علينا .. ويوالي إنعامه علينا …!! سبحان الله ..
__ وهذا سبب آخر يولد محبة الله في القلب لو فقه الإنسان ..!!
لكن لهذا لقاء آخر بمشيئة الله تعالى ..
وخلاصة هذا لدرس الآن :
أننا لو أحسنا التفكر في نعم الله وآياته الكونية : لتولد عن ذلك محبة الله في قلوبنا ..
وأنناحين نقابل بين نعم الله علينا .. وإساءتنا معه .. تستحي قلوبنا ، فتمتلئ بمحبته .
وأن علينا أن ندمن ذكر الله وتلاوة القرآن بالتدبر .. فذلك يولد غرس محبة الله في قلوبنا ..
وأن علينا أن نلهج بالدعاء والضراعة إلى الله بشكل دائم .. فذلك طريق لغرس محبة الله في قلوبنا ..
والآن استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
__ في أمان الله ..جزاك الله خيراً ..
__ سبحانك اللهم وبحمدك .. اشهد أن لا إله إلا أنت .. استغفرك وأتوب إليك .
[تم تعديل الموضوع بواسطة بو عبد الرحمن يوم 22-03-2001 في 06:10 PM]